الموسوعة الحديثية


- قال لنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ونحن بالمدينةِ وبلغه أنَّ عِيرَ أبي سفيانَ قد أقبلَتْ فقال ما ترَوْن فيها لعل اللهَ يُغنِّمُناها ويُسلِّمُنا فخرجنا فلما سِرنا يومًا أو يومين أَمرَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أن نتعادَّ ففعلنا فإذا نحنُ ثلاثُ مئةٍ وثلاثةُ عشرَ فأخبرْنا النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بعِدَّتِنا فسُرَّ بذلكَ وحمِدَ اللهَ وقال عِدَّةُ أصحابِ طالوتَ فقال ما ترَوْن في قتالِ القومِ فإنهم قد أُخبَروا بمخرجِكم فقُلْنا يا رسولَ اللهِ لا واللهِ ما لنا طاقةٌ بقتالِ القومِ إنما خرجنا للعيرِ ثم قال ما ترَون في قتالِ القومِ فقُلنا مثلَ ذلك فقال المقدادُ لا تقولوا كما قال قومُ موسى لموسى { فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ } فأنزل اللهُ { كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ } إلى قولِه { وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ } فلما وعدَنا اللهُ إحدى الطائفتَينِ إما القومُ وإما العِيرُ طابت أنفسُنا ثم إنا اجتمعْنا معَ القوم فصَفَفْنا فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ اللهم إني أُنشُدُك وعدَك فقال ابنُ رواحةَ يا رسولَ اللهِ إني أريدُ أن أُشيرَ عليك ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أفضلُ من أن يُشيرَ عليه إنَّ اللهَ أجلُّ وأعظمُ من أن َتنشُدَه وعدَه فقال يا ابنَ رواحةَ لأنشُدنَّ اللهَ وعدَه فإنَّ الله لا يُخلفُ الميعادَ فأخذ قبضةً من الترابِ فرمى بها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في وجوهِ القومِ فانهزَموا فأنزل اللهُ { وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى } فقتلْنا وأسرْنا فقال عمرُ يا رسولَ اللهِ ما أرى أن يكون لك أسرى فإنما نحن داعون مُؤلِّفون فقلنا يا معشر الأنصارِ إنما يحملُ عمرُ على ما قال حسدٌ لنا فنام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثم استيقظ فقال ادعوا لي عمرَ فدُعِيَ له فقال إنَّ اللهَ قد أنزل عليَّ { مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَه أَسْرَى } الآيةَ
خلاصة حكم المحدث : وفي إسناده ابن لهيعة وفيه مقال معروف
الراوي : أبو أيوب الأنصاري | المحدث : الشوكاني | المصدر : فتح القدير الصفحة أو الرقم : 2/405
التخريج : أخرجه ابن أبي حاتم في ((التفسير)) (9533)، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (3/37) مختصراً، والطبراني (4/175) (4056) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الأنفال فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - معجزات النبي قرآن - أسباب النزول مغازي - غزوة بدر مناقب وفضائل - المقداد بن الأسود
|أصول الحديث

أصول الحديث:


تفسير ابن أبي حاتم (ت 327)
(5/ 1659) 9533- حدثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان ، حدثنا زيد بن الحباب ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا يزيد بن أبي حبيب ، أن أسلم أبا عمران ، حدثه ، قال : سمعت أبا أيوب الأنصاري ، يقول : قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بالمدينة ، وبلغه أن عير أبي سفيان قد أقبلت فقال : ما ترون فيها ؟ لعل الله يغنمناها ويسلمنا ، فخرجنا فسرنا يوما أو يومين ، فقال : ما ترون فيهم ؟ فقلنا : يا رسول الله ، ما لنا طاقة بقتال القوم ، إنما خرجنا للعير ، قال المقداد : لا تقولوا كما قال قوم موسى لموسى : {اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون} ، فأنزل الله تعالى : {كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون}.

[دلائل النبوة - البيهقي] (3/ 37)
: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل ببغداد، قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: حدثنا يعقوب بن سفيان، قال: أخبرنا سعيد أبي مريم، قال: أخبرنا ابن لهيعة، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، قال: حدثني أسلم أبو عمران أنه سمع أبا أيوب الأنصاري، يقول: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بالمدينة: هل لكم أن نخرج فنلقى هذه العير لعل الله يغنمنا؟ قلنا: نعم، فخرجنا، فلما سرنا يوما أو يومين أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتعاد، ففعلنا فإذا نحن ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، فأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بعدتنا، فسر بذلك وحمد الله، وقال: عدة أصحاب طالوت .

المعجم الكبير للطبراني - دار إحياء التراث (4/ 175)
4056- حدثنا بكر بن سهل ، حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أسلم أبي عمران حدثه أنه ، سمع أبا أيوب الأنصاري يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بالمدينة : إني أخبرت عن عير أبي سفيان أنها مقبلة ، فهل لكم أن نخرج قبل هذا العير ؟ لعل الله يغنمناها ، فقلنا : نعم ، فخرج وخرجنا ، فلما سرنا يوما ، أو يومين ، قال لنا : ما ترون في القوم ، فإنهم قد أخبروا بمخرجكم ؟ فقلنا : لا والله مالنا طاقة بقتال العدو ، ولكن أردنا العير ، ثم قال : ما ترون في قتال القوم ؟ فقلنا مثل ذلك ، فقال المقداد بن عمرو : إذن لا نقول لك يا رسول الله كما قال قوم موسى لموسى : {فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون} قال : فتمنينا معشر الأنصار لو أنا قلنا كما قال المقداد أحب إلينا من أن يكون لنا مال عظيم ، فأنزل الله عز وجل على رسوله : {كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون يجادلونك في الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون} ثم أنزل الله عز وجل {أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان} وقال : {وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم} والشوكة القوم وغير ذات الشوكة العير ، فلما وعدنا إحدى الطائفتين إما القوم وإما العير طابت أنفسنا ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا لينظر ما قبل القوم ؟ فقال : رأيت سوادا ولا أدري ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هم هم هلموا أن نتعاد ففعلنا ، فإذا نحن ثلاث مئة وثلاثة عشر رجلا ، فأخبرنا رسول الله بعدتنا ، فسره ذلك فحمد الله وقال : عدة أصحاب طالوت ثم إنا اجتمعنا مع القوم فصففنا ، فبدرت منا بادرة أمام الصف ، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقال : معي معي ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اللهم إني أنشدك وعدك ، فقال ابن رواحة : يا رسول الله إني أريد أن أشير عليك ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من يشير عليه إن الله عز وجل أعظم من أن تنشده وعده ، فقال : يا ابن رواحة لأنشدن الله وعده ، فإن الله لا يخلف الميعاد ، فأخذ قبضة من التراب فرمى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجوه القوم ، فانهزموا فأنزل الله عز وجل : {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} فقتلنا وأسرنا ، فقال عمر رضي الله عنه : يا رسول الله ما أرى أن يكون لك أسرى ، فإنما نحن داعون مولفون ، فقلنا معشر الأنصار : إنما يحمل عمر على ما قال حسدا لنا ، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ ثم قال : ادعوا لي عمر ، فدعي له ، فقال : إن الله عز وجل قد أنزل علي : {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم}.