الموسوعة الحديثية


- أنَّ مَوضِعَ مَسجِدِ قُباءٍ كان لامرَأةٍ يُقالُ لَها: ليةُ، كانت تَربُطُ حِمارًا لَها فيه، فابتَنى بها سَعدُ بنُ أبي خيثمةَ وبَنو عَمرِو بنِ عَوفٍ مَسجِدًا، وأرسَلوا إلى رَسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم يَدعوه ليُصَلِّيَ فيه، فأتاهم فصَلَّى فيه فحَسَدَتهم أخوالُهم بَنو عَمرِو بنِ عَوفٍ، فقالوا: نَحنُ نُصَلِّي في مَربطِ حِمار لية! لا لَعَمرُ اللهِ، ولَكِنَّا نَبني مَسجِدًا فنُصَلِّي فيه، ويَجيءُ أبو عامِرٍ فيَؤُمُّنا فيه، وكان أبو عامِرٍ فرَّ مِنَ اللهِ ورَسولِه فلَحِقَ بمَكَّةَ، ثُمَّ لَحِقَ بَعدَ ذلك بالشَّامِ، فتَنصَّر فماتَ بها، فبَنَوا مَسجِدًا وأرسَلوا إلى رَسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم وهو يَتَجَهَّزُ إلى تَبوكَ، فقالوا: يا رَسولَ اللهِ، إنَّا قد بَنَينا مَسجِدًا لذي العِلَّةِ والحاجةِ واللَّيلةِ المَطيرةِ، وإنَّا نُحِبُّ أن تَأتيَنا فتُصَلِّيَ لَنا فيه، فقال رَسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: إنِّي لعلى جَناحِ سَفَرٍ وحالٍ وشُغلٍ، ولَو قدِمنا إن شاءَ اللهُ أتَيناكُم فصَلَّينا لَكُم فيه، فلمَّا قَفلَ ونَزَلَ بذي أوانٍ، أُنزِلَ عليه فيه القُرآنُ {والذينَ اتَّخَذوا مَسجِدًا ضِرارًا وكُفرًا} [التوبة] فدَعا رَسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم مالِكَ بنَ الدخشمِ ومَعنَ بنَ عَديٍّ وأخاه عاصِمَ بنَ عَديٍّ، فقال: انطَلِقوا إلى هذا المَسجِدِ الظَّالمِ أهلُه فاهدِموه وأحرِقوه، فانطَلَقوا مُسرِعينَ حَتَّى أتَوا بَني سالمِ بنِ عَوفٍ، وهم رَهطُ مالِكِ بنِ الدخشمِ، فقال مالكٌ: انظُروا حَتَّى أخرُجَ إليهم بنارٍ مِن أهلي، فدَخل أهلُه فأخَذَ سَعَفًا مِنَ النَّخلِ، فأشعَلَ فيه نارًا ثُمَّ خَرَجوا يَشتَدُّونَ حَتَّى أتَوا [المَسجِدَ، وفيه أهلُه، فحَرَقوه، وهَدَموه، وتَفرَّقَ أهلُه عَنه، ونَزَلَ فيه مِنَ القُرآنِ ما نَزَل {اتَّخَذوا مَسجِدًا ضِرارًا وكُفرًا}
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح.
الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : محمد ابن يوسف الصالحي | المصدر : سبل الهدى والرشاد الصفحة أو الرقم : 12/72
التخريج : أخرجه ابن شبة في ((تاريخ المدينة)) (1/ 52)، والبلاذري في ((فتوح البلدان)) (14) كلاهما بنحوه مطولا.
|أصول الحديث

أصول الحديث:


[تاريخ المدينة لابن شبة] (1/ 52)
: حدثنا عفان قال، حدثنا حماد بن زيد قال، حدثنا أيوب، عن سعيد بن جبير: أن بني عمرو بن عوف ابتنوا مسجدا وأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعوه ليصلي فيه، ففعل، فأتاهم فصلى فيه، فحسدهم إخوتهم بنو فلان بن عوف - يشك - فقالوا: ألا نبني نحن مسجدا وندعو النبي صلى الله عليه وسلم فيصلي فيه كما صلى في مسجد إخوتنا، ولعل أبا عامر يصلي فيه - وكان بالشام - فابتنوا مسجدا وأرسلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي فقام ليأتيهم، وأنزل القرآن: والذين اتخذوا مسجدا ضرارا} {و كفرا و تفريقا بين المؤمنين و إرصادا لمن حارب الله و رسوله من قبل و ليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون * لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين * أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله و رضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين * لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم} - قال، قال عكرمة: {إلا أن تقطع قلوبهم والله عليم حكيم}.

فتوح البلدان (ص14)
: وحدثنا روح بن عبد المؤمن المقري، قال حدثني بهز بن أسد، قال حدثنا حماد بن زيد، قال أخبرنا أيوب عن سعيد بن جبير، أن بني عمرو بن عوف ابتنوا مسجدا فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، فحسدهم إخوتهم بنو غنم بن عوف، فقالوا لو بنينا أيضا مسجدا وبعثنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيه كما صلى في مسجد أصحابنا، ولعل أبا عامر أن يمر بنا إذا أتى من الشام فيصلي بنا فيه، فبنوا مسجدا وبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه أن يأتيه فيصلي فيه فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم لينطلق إليهم أتاه الوحي فنزل عليه فيهم والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله قال هو أبو عامر لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان قال هذا مسجد قباء.