الموسوعة الحديثية


- لما قدِم عليه كتابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مع دِحيةَ أخذه فجعلَه على خاصرَتِه ثم كتب إلى رجلٍ برُوميَّةَ كان يقرأ من العِبْرانيةِ ما يقرأ يذكرُ له أمرَه ويصفُ له شأنَه ويخبرُه ما جاء منه، قال : فكتب إليه صاحبُ رُوميَّةَ أنه النبيُّ الذي ننتظرُه لا شكَّ فيه فاتَّبعه وصدَّقه، فأمر هرقلُ ببطارقةِ الرُّومِ فجمعوا له في دَسْكرةِ مُلكِه وأمر بها فأُشرِجَتْ عليهم أبوابُها ثم اطَّلع عليهم من عُلِّيَّةٍ وخافهم على نفسِه وقال : يا معشرَ الرومِ إني قد جمعْتُكم لخيرٍ، إنه قد أتاني كتابُ هذا الرجلِ يدعوني إلى دِينِه، وإنه واللهِ لَلرجلُ الذي كنا ننتظرُه ونجدُه في كُتُبٍنا فهلُمَّ فلْنَتَّبِعْه لنصدِّقَه فتسلَمُ لنا دُنيانا وآخرتُنا، فنخَروا نخرةَ رجلٍ واحدٍ، ثم ابتدَروا أبوابَ الدَّسكرةِ ليخرجوا منها فوجدوها قد أُغلِقَتْ دونَهم، فقال : كَروهم عليَّ وخافهم على نفسِه فكرُّوا عليه، وقال : يا معشرَ الرومِ إنما قلتُ لكم هذه المقالةَ التي قلتُ لكم لأنظرَ كيف صلابتُكم على دِينِكم لهذا الأمرِ الذي حدث، فقد رأيتُ منكم الذي أسرَّ به، فوقعوا سجودًا، وأمر بأبوابِ الدَّسكرةِ ففُتحتْ لهم فانطلَقوا
خلاصة حكم المحدث : مشهور
الراوي : أسقف النصارى | المحدث : ابن تيمية | المصدر : الجواب الصحيح الصفحة أو الرقم : 1/281
التخريج : أخرجه الطبري في ((التاريخ)) (2/649)، والطبراني (8/19) (7271) باختلاف يسير، وذكره ابن تيمية في ((الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح)) (1/281) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - صفة النبي وأمته في كتب أهل الكتاب كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى الملوك - بعوث النبي وكتبه إلى الملوك كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى الملوك - كتابه إلى هرقل كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى الملوك - كتبه إلى الأقطار مغازي - ما جاء في أمر هرقل

أصول الحديث:


تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري - دار التراث (2/ 649)
حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني ابن إسحاق، قال: قال ابن شهاب الزهري: حدثني أسقف للنصارى أدركته في زمان عبد الملك بن مروان، انه ادرك ذلك من امر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر هرقل وعقله، قال: فلما قدم عليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع دحية بن خليفة، أخذه هرقل، فجعله بين فخذيه وخاصرته. ثم كتب إلى رجل برومية كان يقرأ من العبرانية ما يقرءونه، يذكر له أمره، ويصف له شأنه، ويخبره بما جاء منه، فكتب إليه صاحب رومية: إنه للنبي الذي كنا ننتظره، لا شك فيه، فاتبعه وصدقه. فأمر هرقل ببطارقة الروم، فجمعوا له في دسكرة، وأمر بها فأشرجت أبوابها عليهم، ثم اطلع عليهم من علية له، وخافهم على نفسه، وقال: يا معشر الروم، انى قد جمعتكم لخبر، إنه قد أتاني كتاب هذا الرجل يدعوني إلى دينه، وإنه والله للنبي الذي كنا ننتظره ونجده في كتبنا، فهلموا فلنتبعه ونصدقه، فتسلم لنا دنيانا وآخرتنا. قال: فنخروا نخرة رجل واحد، ثم ابتدروا أبواب الدسكرة ليخرجوا منها فوجدوها قد أغلقت، فقال: كروهم علي- وخافهم على نفسه- فقال: يا معشر الروم، إني قد قلت لكم المقالة التي قلت لأنظر كيف صلابتكم على دينكم لهذا الأمر الذي قد حدث، وقد رأيت منكم الذي أسر به، فوقعوا له سجدا، وأمر بأبواب الدسكرة ففتحت لهم، فانطلقوا.

 [المعجم الكبير – للطبراني] - مكتبة ابن تيمية (8/ 19)
: ‌7271 - حدثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني، ثنا أبو جعفر النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن عبد الله بن عباس، حدثني أبو سفيان بن حرب قال: كنا قوما تجارا، وكانت الحرب بيننا وبين رسول الله قد حصرتنا حتى هلكت أموالنا، فلما كانت الهدنة بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم لم نأمن في أموالنا، فخرجت في نفر من قريش آخذا إلى الشام، وكان فيه متجرنا، فقدمتها حين ظهر هرقل على من كان عارضه من فارس فأخرهم منها، وانتزع له صليبه الأعظم، وقد كانوا سلبوه إياه، فلما بلغه ذلك منهم، وبلغه أن صليبه استنقذ له، وكانت حمص منزله، فخرج منها على قدميه متشكرا لله حين رد عليه ما رد ليصلي في بيت المقدس بسط له الطريق بالبسط، ويلقى عليها الرياحين، فلما انتهى إلى إيليا، وقضى فيها صلاته ومعه بطارقته وأساقف الروم قال: " وقدم عليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع دحية بن خليفة الكلبي: بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم، السلام على من اتبع الهدى، أما بعد فأسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، وإن تتول فإن إثم الأكارين عليك " قال محمد بن إسحاق: قال ابن شهاب فحدثني أسقف النصارى قال: أدركته في زمان عبد الملك بن مروان زعم لي أنه أدرك ذلك من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر هرقل وعقله قال: " لما قدم عليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع دحية أخذه، فجعله بين فخذيه وخاصرته، قال: ثم كتب إلى رجل برومية كان يقرأ من العبرانية ما يقرأ، فذكر له أمره ويصف له شأنه وبخبر ما جاء به قال: فكتب إليه صاحب رومية أنه النبي الذي كنا ننتظره لا شك فيه، فاتبعه وصدقه، فأمر هرقل ببطارقة الروم، فجمعوا له في دسكرة ملكه، وأمر بها فأسرجت عليهم بأبوابها، ثم اطلع عليهم من علية وخافهم على نفسه، وقال: يا معشر الروم، إني قد جمعتكم لخبر، إنه قد أتاني كتاب هذا الرجل، يدعوني إلى دينه، وأنه والله الرجل الذي كنا ننتظره، ونجد في كتابنا، فهلم فلنتبعه ولنصدقه فيسلم لنا دنيانا وأخرانا، فنخروا نخرة رجل واحد، ثم ابتدروا أبواب الدسكرة ليخرجوا منها، فوجدوها قد أغلقت دونهم، فقال: كروهم علي، وخافهم على نفسه، فكروا عليه فقال: يا معشر الروم، إنما قلت لكم هذه المقالة التي قلت لكم لأنظر كيف صلابتكم على دينكم لهذا الأمر الذي حدث، فقد رأيت منكم الذي أسر به، فوقعوا له سجودا وأمر بأبواب الدسكرة ففتحت لهم فانطلقوا ".

الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية (1/ 281)
قال ابن إسحاق، وقال ابن شهاب: حدثني أسقف النصارى في زمان عبد الملك بن مروان، زعم لي أنه أدرك ذلك من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر هرقل وعقله، قال: لما قدم عليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع دحية أخذه فجعله على خاصرته، ثم كتب إلى رجل برومية كان يقرأ من العبرانية ما يقرأ يذكر له أمره ويصف له شأنه ويخبره ما جاء منه، قال: فكتب إليه صاحب رومية أنه النبي الذي ننتظره لا شك فيه فاتبعه وصدقه، فأمر هرقل ببطارقة الروم، فجمعوا له في دسكرة ملكه، وأمر بها فأشرجت عليهم أبوابها، ثم اطلع عليهم من علية، وخافهم على نفسه، وقال: يا معشر الروم إني قد جمعتكم لخير، إنه قد أتاني كتاب هذا الرجل يدعوني إلى دينه، وإنه - والله - للرجل الذي كنا ننتظره ونجده في كتبنا، فهلم فلنتبعه، لنصدقه فتسلم لنا دنيانا وآخرتنا، فنخروا نخرة رجل واحد ثم ابتدروا أبواب الدسكرة ليخرجوا منها، فوجدوها قد أغلقت دونهم فقال: كروهم علي، وخافهم على نفسه، فكروا عليه، وقال: يا معشر الروم، إنما قلت لكم هذه المقالة التي قلت لكم ; لأنظر كيف صلابتكم على دينكم لهذا الأمر الذي حدث، فقد رأيت منكم الذي أسر به، فوقعوا سجودا، وأمر بأبواب الدسكرة ففتحت لهم فانطلقوا. وهذا حديث مشهور، من حديث محمد بن إسحاق، وهو ذو علم وبصيرة بهذا الشأن، حفظ ما لا يحفظه غيره، قال ابن إسحاق: وأخذ هرقل كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعله في قصبة من ذهب، وأمسكها عنده تعظيما له. وهذه القصة مشهورة ذكرها أصحاب الصحاح.