الموسوعة الحديثية


- عن مُعاذِ بنِ جَبَلٍ قالَ: "أُحيلَتِ الصَّلاةُ ثَلاثةَ أحْوالٍ ، وأُحيلَ الصِّيامُ ثَلاثةَ أحْوالٍ، وساقَ نَصْرٌ -يَعْني: ابنَ المُهاجِرِ- الحَديثَ بطولِه، واقْتَصَّ ابنُ المُثَنَّى مِنه قِصَّةَ صَلاتِهم نَحْوَ بَيْتِ المَقدِسِ قَطُّ، قالَ: الحالُ الثَّالثُ: أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَدِمَ المَدينةَ، فصلَّى -يَعْني نَحْوَ بَيْتِ المَقدِسِ- ثَلاثةَ عَشَرَ شَهْرًا، فأَنزَلَ اللهُ هذه الآيةَ: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 144]، فوَجَّهَه اللهُ عَزَّ وجَلَّ إلى الكَعْبةِ"، وتَمَّ حَديثُه. وسَمَّى نَصْرٌ -شَيْخَ أبي داوُدَ- صاحِبَ الرُّؤْيا ، قالَ: "فجاءَ عَبْدُ اللهِ بنُ زَيدٍ، رَجُلٌ مِن الأنْصارِ"، وقالَ فيه: "فاسْتَقبَلَ القِبْلةَ، قالَ: اللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَرُ، أَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، أَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، أَشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ، أَشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ، حَيَّ على الصَّلاةِ مَرَّتَينِ، حَيَّ على الفَلاحِ مَرَّتَينِ، اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ ، لا إلهَ إلَّا اللهُ، ثُمَّ أَمهَلَ هُنَيَّةً، ثُمَّ قامَ فقالَ مِثلَها، إلَّا أنَّه قالَ: زادَ بَعْدَما قالَ: حَيَّ على الفَلاحِ: قد قامَتِ الصَّلاةُ، قد قامَتِ الصَّلاةُ، قالَ: فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لَقِّنْها بِلالًا، فأَذَّنَ بِها بِلالٌ، وقالَ في الصَّوْمِ: قالَ: فإنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَصومُ ثَلاثةَ أيَّامٍ مِن كلِّ شَهْرٍ، ويَصومُ يَوْمَ عاشوراءَ، فأَنزَلَ اللهُ: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 183 - 184]، فكانَ مَن شاءَ أن يَصومَ صامَ، ومَن شاءَ أن يُفطِرَ ويُطعِمَ كلَّ يَوْمٍ مِسْكينًا أَجْزَأَه ذلك، وهذا حَوْلٌ، فأَنزَلَ اللهُ: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 185]، فثَبَتَ الصِّيامُ على مَن شَهِدَ الشَّهْرَ، وعلى المُسافِرِ أن يَقْضِيَ، وثَبَتَ الطَّعامُ للشَّيْخِ الكَبيرِ والعَجوزِ اللَّذَين لا يَسْتَطيعانِ الصَّوْمَ، وجاءَ صِرْمةُ وقد عَمِلَ يَوْمَه، وساقَ الحَديثَ".
خلاصة حكم المحدث : [عَبْد الرَّحْمنِ بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ بن جبل] وقول ابن أبي ليلى: "حدثنا أصحابنا"إن أراد الصحابة، فهو قد سمع من جماعة من الصحابة، فيكون الحديث مسندا، وإلا فهو مرسل.
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : المنذري | المصدر : مختصر سنن أبي داود الصفحة أو الرقم : 1/ 159
التخريج : أخرجه أبو داود (506)، وأحمد (22124) واللفظ لهما.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة البقرة أذان - بدء الأذان صلاة - تحويل القبلة صلاة - فرض الصلاة قرآن - أسباب النزول صيام - صيامه صلى الله عليه وسلم

أصول الحديث:


سنن أبي داود (1/ 138 ت محيي الدين عبد الحميد)
: 506 - حدثنا عمرو بن مرزوق، أخبرنا شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت ابن أبي ليلى، ح وحدثنا ابن المثنى، حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، سمعت ابن أبي ليلى، [[قال ‌معاذ]] قال: ‌أحيلت ‌الصلاة ‌ثلاثة ‌أحوال، قال: وحدثنا أصحابنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لقد أعجبني أن تكون صلاة المسلمين - أو قال - المؤمنين، واحدة، حتى لقد هممت أن أبث رجالا في الدور ينادون الناس بحين الصلاة، وحتى هممت أن آمر رجالا يقومون على الآطام ينادون المسلمين بحين الصلاة حتى نقسوا أو كادوا أن ينقسوا، قال: فجاء رجل من الأنصار، فقال: يا رسول الله إني لما رجعت لما رأيت من اهتمامك رأيت رجلا كأن عليه ثوبين أخضرين، فقام على المسجد فأذن، ثم قعد قعدة، ثم قام فقال مثلها، إلا أنه يقول: قد قامت الصلاة ولولا أن يقول الناس - قال ابن المثنى: أن تقولوا - لقلت إني كنت يقظان غير نائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: - وقال ابن المثنى - لقد أراك الله عز وجل خيرا، - ولم يقل عمرو: لقد أراك الله خيرا - فمر بلالا فليؤذن، قال: فقال عمر: أما إني قد رأيت مثل الذي رأى، ولكني لما سبقت استحييت، قال: وحدثنا أصحابنا، قال: وكان الرجل إذا جاء يسأل فيخبر بما سبق من صلاته وإنهم قاموا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين قائم وراكع وقاعد ومصل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن المثنى: قال عمرو: وحدثني بها حصين، عن ابن أبي ليلى حتى جاء ‌معاذ، قال شعبة: وقد سمعتها من حصين، فقال: لا أراه على حال إلى قوله كذلك فافعلوا، قال أبو داود: " ثم رجعت إلى حديث عمرو بن مرزوق، قال: فجاء ‌معاذ، فأشاروا إليه، قال شعبة: وهذه سمعتها من حصين، قال: فقال ‌معاذ: لا أراه على حال إلا كنت عليها، قال: فقال: إن ‌معاذا، قد سن لكم سنة، كذلك فافعلوا " قال: وحدثنا أصحابنا، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة " أمرهم بصيام ثلاثة أيام، ثم أنزل رمضان، وكانوا قوما لم يتعودوا الصيام، وكان الصيام عليهم شديدا فكان من لم يصم أطعم مسكينا، فنزلت هذه الآية: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} [[البقرة: 185]] فكانت الرخصة للمريض، والمسافر فأمروا بالصيام " قال: وحدثنا أصحابنا، قال: وكان الرجل إذا أفطر فنام قبل أن يأكل لم يأكل حتى يصبح، قال: " فجاء عمر بن الخطاب، فأراد امرأته، فقالت: إني قد نمت فظن أنها تعتل فأتاها، فجاء رجل من الأنصار فأراد الطعام فقالوا: حتى نسخن لك شيئا، فنام " فلما أصبحوا أنزلت عليه هذه الآية {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم} [[البقرة: 187]]

مسند أحمد (36/ 436 ط الرسالة)
: 22124 - حدثنا أبو النضر، حدثنا المسعودي. ويزيد بن هارون، أخبرنا المسعودي، قال أبو النضر في حديثه: حدثني عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن ‌معاذ بن جبل قال: ‌أحيلت ‌الصلاة ‌ثلاثة ‌أحوال، وأحيل الصيام ثلاثة أحوال، فأما أحوال الصلاة: فإن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وهو يصلي سبعة عشر شهرا إلى بيت المقدس، ثم إن الله أنزل عليه {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره} [[البقرة: 144]] قال: فوجهه الله إلى مكة قال: فهذا حول. قال: وكانوا يجتمعون للصلاة ويؤذن بها بعضهم بعضا، حتى نقسوا، أو كادوا ينقسون، قال ثم إن رجلا من الأنصار يقال له: عبد الله بن زيد أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقال: يا رسول الله، إني رأيت فيما يرى النائم، ولو قلت: إني لم أكن نائما لصدقت، إني بينا أنا بين النائم واليقظان إذ رأيت شخصا عليه ثوبان أخضران، فاستقبل القبلة، فقال: الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، مثنى مثنى، حتى فرغ من الأذان، ثم أمهل ساعة، قال: ثم قال مثل الذي قال، غير أنه يزيد في ذلك، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " علمها بلالا فليؤذن بها " فكان بلال أول من أذن بها. قال: وجاء عمر بن الخطاب، فقال: يا رسول الله، إنه قد طاف بي مثل الذي أطاف به، غير أنه سبقني. فهذان حولان. قال: وكانوا يأتون الصلاة وقد سبقهم ببعضها النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فكان الرجل يشير إلى الرجل إذا جاء كم صلى، فيقول: واحدة أو اثنتين، فيصليها، ثم يدخل مع القوم في صلاتهم، قال: فجاء معاذ، فقال: لا أجده على حال أبدا إلا كنت عليها، ثم قضيت ما سبقني، قال: فجاء وقد سبقه النبي صلى الله عليه وسلم ببعضها، قال: فثبت معه، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته، قام فقضى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنه قد سن لكم معاذ، فهكذا فاصنعوا ". فهذه ثلاثة أحوال. وأما أحوال الصيام: فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة، فجعل يصوم من كل شهر ثلاثة أيام - وقال يزيد: فصام تسعة عشر شهرا من ربيع الأول إلى رمضان، من كل شهر ثلاثة أيام - وصام يوم عاشوراء، ثم إن الله فرض عليه الصيام، فأنزل الله: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم} إلى هذه الآية {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} [[البقرة:182 - 184]] قال: فكان من شاء صام، ومن شاء أطعم مسكينا، فأجزأ ذلك عنه، قال: ثم إن الله عز وجل أنزل الآية الأخرى {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن} [[البقرة: 185]] إلى قوله {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} قال: فأثبت الله صيامه على المقيم الصحيح، ورخص فيه للمريض والمسافر، وثبت الإطعام للكبير الذي لا يستطيع الصيام، فهذان حولان. قال: وكانوا يأكلون ويشربون ويأتون النساء ما لم يناموا، فإذا ناموا امتنعوا، قال: ثم إن رجلا من الأنصار، يقال له: صرمة، ظل يعمل صائما حتى أمسى، فجاء إلى أهله فصلى العشاء، ثم نام فلم يأكل ولم يشرب حتى أصبح فأصبح صائما، قال: فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جهد جهدا شديدا، قال: " ما لي أراك قد جهدت جهدا شديدا " قال: يا رسول الله، إني عملت أمس فجئت حين جئت، فألقيت نفسي فنمت، وأصبحت حين أصبحت صائما. قال: وكان عمر قد أصاب من النساء من جارية أو من حرة بعدما نام، وأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، فأنزل الله {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم} إلى قوله {ثم أتموا الصيام إلى الليل} [[البقرة: 187]] وقال يزيد فصام تسعة عشر شهرا من ربيع الأول إلى رمضان. ‌‌