الموسوعة الحديثية


- أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ فَحَمِدَ اللَّهَ وأَثْنَى عليه وقالَ: ما تُشِيرُونَ عَلَيَّ في قَوْمٍ يَسُبُّونَ أهْلِي، ما عَلِمْتُ عليهم مِن سُوءٍ قَطُّ، وعَنْ عُرْوَةَ قالَ: لَمَّا أُخْبِرَتْ عَائِشَةُ بالأمْرِ، قالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، أتَأْذَنُ لي أنْ أنْطَلِقَ إلى أهْلِي؟ فأذِنَ لَهَا، وأَرْسَلَ معهَا الغُلَامَ، وقالَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ: سُبْحَانَكَ ما يَكونُ لَنَا أنْ نَتَكَلَّمَ بهذا، سُبْحَانَكَ هذا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم : 7370
التخريج : أخرجه مسلم (2770)، وأحمد (24317)، وإسحاق بن راهويه (1177)، وأبو يعلى (4931) بنحوه مطولا.
التصنيف الموضوعي: توبة - حادثة الإفك مناقب وفضائل - عائشة بنت أبي بكر الصديق مناقب وفضائل - فضائل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

أصول الحديث:


[صحيح البخاري] (9/ 113)
: 7370 - حدثني محمد بن حرب، حدثنا يحيى بن أبي زكرياء الغساني، عن هشام، عن عروة، عن ‌عائشة: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه وقال: ما تشيرون علي في ‌قوم ‌يسبون ‌أهلي، ما علمت عليهم من سوء قط "، وعن عروة قال: لما أخبرت ‌عائشة بالأمر، قالت: يا رسول الله، أتأذن لي أن أنطلق إلى أهلي؟ فأذن لها، وأرسل معها الغلام، وقال رجل من الأنصار: سبحانك ما يكون لنا أن نتكلم بهذا، سبحانك هذا بهتان عظيم

[صحيح مسلم] (4/ 2137 )
: 58 - (2770) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن العلاء، قالا: حدثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن ‌عائشة، قالت: لما ذكر من شأني الذي ذكر، وما علمت به، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا فتشهد، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: أما بعد أشيروا علي في أناس أبنوا أهلي، وايم ‌الله ‌ما ‌علمت ‌على ‌أهلي ‌من ‌سوء ‌قط، وأبنوهم، بمن، والله ما علمت عليه من سوء قط، ولا دخل بيتي قط إلا وأنا حاضر، ولا غبت في سفر إلا غاب معي وساق الحديث بقصته، وفيه: ولقد دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتي، فسأل جاريتي، فقالت: والله ما علمت عليها عيبا، إلا أنها كانت ترقد حتى تدخل الشاة فتأكل عجينها، أو قالت خميرها - شك هشام - فانتهرها بعض أصحابه فقال: اصدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى أسقطوا لها به، فقالت: سبحان الله والله ما علمت عليها إلا ما يعلم الصائغ على تبر الذهب الأحمر، وقد بلغ الأمر ذلك الرجل الذي قيل له، فقال: سبحان الله والله ما كشفت، عن كنف أنثى قط. قالت ‌عائشة: وقتل شهيدا في سبيل الله، وفيه أيضا من الزيادة: وكان الذين تكلموا به مسطح وحمنة وحسان، وأما المنافق عبد الله بن أبي فهو الذي كان يستوشيه ويجمعه، وهو الذي تولى كبره وحمنة

[مسند أحمد] (40/ 368 ط الرسالة)
: 24317 - حدثنا أبو أسامة، حدثنا هشام، عن أبيه، عن ‌عائشة قالت: لما ذكر من شأني الذي ذكر، وما علمت به، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطيبا، وما علمت به، فتشهد، ‌فحمد ‌الله ‌عز ‌وجل ‌وأثنى ‌عليه ‌بما ‌هو ‌أهله، ثم قال: " أما بعد أشيروا علي في ناس أبنوا أهلي، وايم الله ما علمت على أهلي سوءا قط، وأبنوهم بمن، والله ما علمت عليه من سوء قط، ولا دخل بيتي قط، إلا وأنا حاضر، ولا غبت في سفر إلا غاب معي؟ " فقام سعد بن معاذ فقال: نرى يا رسول الله، أن تضرب أعناقهم، فقام رجل من بلخزرج، وكانت أم حسان بن ثابت من رهط ذلك الرجل، فقال: كذبت، أما والله لو كانوا من الأوس ما أحببت أن تضرب أعناقهم، حتى كادوا أن يكون بين الأوس والخزرج في المسجد شر، وما علمت به، فلما كان مساء ذلك اليوم، خرجت لبعض حاجتي، ومعي أم مسطح، فعثرت، فقالت: تعس مسطح، فقلت: علام تسبين ابنك؟ فسكتت، ثم عثرت الثانية، فقالت: تعس مسطح، فقلت: علام تسبين ابنك؟ ثم عثرت الثالثة، فقالت: تعس مسطح، فانتهرتها، فقلت: علام تسبين ابنك؟ فقالت: والله ما أسبه إلا فيك، فقلت: في أي شأني؟ فذكرت لي الحديث فقلت: وقد كان هذا؟ قالت: نعم والله، فرجعت إلى بيتي، لكأن الذي خرجت له لم أخرج له، لا أجد منه قليلا، ولا كثيرا، ووعكت، فقلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرسلني إلى بيت أبي، فأرسل معي الغلام، فدخلت الدار، فإذا أنا بأم رومان فقالت: ما جاء بك يا بنية؟ فأخبرتها، فقالت: خفضي عليك الشأن، فإنه والله لقلما كانت امرأة جميلة تكون عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا حسدنها وقلن: فيها قلت، وقد علم به أبي؟ قالت: نعم، قلت: ورسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: ورسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستعبرت، فبكيت، فسمع أبو بكر صوتي وهو فوق البيت يقرأ، فنزل، فقال لأمي: ما شأنها؟ قالت: بلغها الذي ذكر من أمرها، ففاضت عيناه، فقال: أقسمت عليك يا بنية ، إلا رجعت إلى بيتك، فرجعت، وأصبح أبواي عندي، فلم يزالا عندي، حتى دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد العصر، وقد اكتنفني أبواي عن يميني، وعن شمالي، فتشهد النبي صلى الله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: " أما بعد يا عائشة، إن كنت قارفت سوء أو ظلمت، توبي إلى الله عز وجل، فإن الله عز وجل يقبل التوبة عن عباده " وقد جاءت امرأة من الأنصار فهي جالسة بالباب، فقلت: ألا تستحي من هذه المرأة أن تقول شيئا؟ فقلت لأبي: أجبه، فقال: أقول ماذا؟ فقلت لأمي: أجيبيه، فقالت: أقول ماذا؟ فلما لم يجيباه تشهدت، فحمدت الله عز وجل، وأثنيت عليه بما هو أهله، ثم قلت: أما بعد، فوالله لئن قلت لكم إني لم أفعل، والله جل جلاله يشهد إني لصادقة، ما ذاك بنافعي عندكم، لقد تكلمتم به، وأشربته قلوبكم، ولئن قلت لكم: إني قد فعلت، والله عز وجل يعلم أني لم أفعل، لتقولن: قد باءت به على نفسها، فإني والله ما أجد لي ولكم مثلا، إلا أبا يوسف، وما أحفظ اسمه {صبر جميل والله المستعان على ما تصفون} ، فأنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعتئذ فرفع عنه، وإني لأستبين السرور في وجهه، وهو يمسح جبينه، وهو يقول: " أبشري يا عائشة، فقد أنزل الله عز وجل براءتك "، فكنت أشد ما كنت غضبا، فقال لي أبواي: قومي إليه، قلت: والله لا أقوم إليه، ولا أحمده، ولا أحمدكما، لقد سمعتموه فما أنكرتموه، ولا غيرتموه، ولكن أحمد الله الذي أنزل براءتي، ولقد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتي، فسأل الجارية عني، فقالت: لا والله، ما أعلم عليها عيبا ، إلا أنها كانت تنام حتى تدخل الشاة، فتأكل خميرتها، أو عجينتها، شك هشام، فانتهرها بعض أصحابه، وقال: اصدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى أسقطوا لها به، قال عروة: فعيب ذلك على من قاله، فقالت: لا والله، ما أعلم عليها إلا ما يعلم الصائغ على تبر الذهب الأحمر. وبلغ ذلك الرجل الذي قيل له، فقال: سبحان الله، والله ما كشفت كنف أنثى قط، فقتل شهيدا في سبيل الله. قالت عائشة: فأما زينب بنت جحش فعصمها الله عز وجل بدينها، فلم تقل إلا خيرا، وأما أختها حمنة فهلكت فيمن هلك، وكان الذين تكلموا فيه: المنافق عبد الله بن أبي، كان يستوشيه ويجمعه، وهو الذي تولى كبره منهم، ومسطح، وحسان بن ثابت فحلف أبو بكر، أن لا ينفع مسطحا بنافعة أبدا، فأنزل الله عز وجل: {ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة} يعني: أبا بكر {أن يؤتوا أولي القربى والمساكين} [النور: 22] يعني: مسطحا {ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم} [النور: 22] فقال أبو بكر: بلى " والله إنا لنحب أن تغفر لنا "، وعاد أبو بكر لمسطح بما كان يصنع به ‌‌

مسند إسحاق بن راهويه (2/ 603)
: 1177 - قلت لأبي أسامة حماد بن أسامة أحدثكم هشام بن عروة عن أبيه، عن ‌عائشة، قالت: لما ذكر من شأني ما ذكر وما علمت به قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا وما علمت به فتشهد فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: " أشيروا علي ما ترون في أناس ذكروا أهلي؟ وأيم ‌الله ‌ما ‌علمت ‌على ‌أهلي ‌من ‌سوء ‌قط، وذكروا رجلا ما علمت عليه من سوء قط، وما كان يدخل بيتي قط إلا وأنا حاضر، وما خرجت في سفر إلا كان معي فقام سعد بن معاذ فقال: أترى يا رسول الله أن نضرب أعناقهم، فقام رجل من بني الخزرج كانت أم حسان بن ثابت من رهط ذلك الرجل فقال: كذبت أما والله لو كان من الأوس ما ضرب أعناقهم ولا أحببت ذلك حتى كان بين الأوس والخزرج شر وما علمت به، فلما كان مساء ذلك اليوم خرجت بحاجتي ومعي أم مسطح فعثرت فقالت: تعس مسطح فقلت: علام تسبين ابنك؟ فسكتت، ثم عثرت الثانية فقالت: تعس مسطح فقلت: علام تسبين ابنك؟ فسكتت، ثم عثرت الثالثة فقالت: تعس مسطح فانتهرتها فقلت لها: علام تسبين ابنك؟ فقالت: ما أسبه إلا في سببك فقلت: في أي شأني فبقرت لي الحديث فقلت أو قد علموا بهذا؟ فقالت: نعم، والله فرجعت إلى بيتي وكأن الذي خرجت له لم أخرج له لا أجد له منه قليلا ولا كثيرا فرجعت ووعكت فقلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرسلني إلى بيت أبي فأرسلني مع الغلام فلما دخلت الدار فإذا أنا بأم رومان فقالت: ما جاء بك يا بنية فأخبرتها فقالت: خفضي عليك الشأن فوالله لقل امرأة جميلة يحبها رجل ولها ضرائر إلا أكثرن عليها وحسدنها، فقلت لها: أو علم بذلك أبي؟ فقالت: نعم، فقلت: أو قد علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بي؟ فقالت: نعم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم فاستعبرت فبكيت فسمع أبو بكر صوتي وهو فوق البيت يقرأ فنزل فقال: لأمي ما شأنها؟ فقالت: بلغها الذي ذكر من أمرها ففاضت عيناه وقال: أقسمت عليك يا بنية لما رجعت إلى بيتك ، فرجعت فأصبح أبواي عندي فلم يزالا عندي حتى دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد العصر وقد اكتنفني أبواي عن يميني وعن شمالي فقام النبي صلى الله عليه وسلم فتشهد فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: " أما بعد : يا ‌عائشة فإن كنت قارفت سوءا أو ظلمت فتوبي فإن الله يقبل التوبة عن عباده " وقد جاءت امرأة من الأنصار فجلست عند الباب فقلت: أما تستحي من هذه المرأة أن تقول شيئا فقلت لأبي أجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أقول ماذا؟ ثم قلت لأمي: أجيبي عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: أقول ماذا؟ فلما لم يجيباه تشهدت فحمدت الله وأثنيت عليه بما هو أهله ثم قلت أما بعد: فوالله لئن قلت لكم إني لم أفعل والله يشهد أني لصادقة ما ذاك بنافعي عندكم، لقد تكلمتم به وأشربت قلوبكم، ولئن قلت لكم: إني قد فعلت والله يعلم أني لم أفعل ليقولن قد بائت به على نفسها وإني والله لا أجد لي ولكم مثلا إلا أبا يوسف وما أحفظ اسمه {فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون} [يوسف: 18] فأنزل الله على رسوله ساعتئذ فلما سري منه استبان السرور في وجهه فجعل يمسح جبهته ويقول: أبشري يا ‌عائشة فقد أنزل الله براءتك فكنت أشد ما كنت غضبا فقال: لي أبواي: قومي إليه فقلت: والله لا أقوم إليه ولا أحمده ولا أحمدكما لقد سمعتم به فما أنكرتموه ولا غيرتموه ولا أحمد إلا الله إلا الذي أنزل براءتي، ولقد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل الجارية فقالت: والله ما علمت عليها بأسا إلا أنها كانت تنام حتى تدخل الشاة فتأكل عجينها أو حصيرها فجعل بعض أصحابه يقول لها: اصدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: عروة فعتب ذلك على من قاله ولقد بلغ الرجل الذي ذكر ذاك منه فقال: سبحان الله، والله ما كشفت ثوبا عن أنثى فقتل شهيدا في سبيل الله قالت: ‌عائشة : فأما زينب بنت جحش فعصمها الله بدينها فلم تقل إلا خيرا، وأما حمنة فهلكت فيمن هلك، وكان الذين تكلموا في ذلك عبد الله بن أبي وكان هو يستوشي ويجمع وهو الذي تولى كبره ومسطح وحسان قال: أبو بكر والله لا أنفع مسطحا بنافعة أبدا فأنزل الله عز وجل {ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة} يعني أبا بكر {أن يؤتوا أولي القربى والمساكين} [النور: 22] يعني مسطحا {ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم} [النور: 22] فعاد إلى مسطح بما كان يصنع وقال: والله إنا نحب أن يغفر الله لنا، فأقر به أبو أسامة وقال: نعم

مسند أبي يعلى (8/ 335 ت حسين أسد)
: 4931 - حدثنا حوثرة بن أشرس، حدثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن ‌عائشة قالت: لقد تحدث الناس بهذا الأمر وشاع فيهم، وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا وما أشعر به. قالت: فخرجت ذات ليلة مع أم مسطح لأقضي حاجة، فعثرت فقالت: تعس مسطح فقلت: سبحان الله علام تسبين ابنك وهو من المهاجرين الأولين، وقد شهد بدرا؟ فقالت: والله ما أسبه إلا فيك. قلت: وما شأني؟ فأخبرتني بالأمر، فذهبت حاجتي فما أجد منها شيئا، وحممت فأتيت المنزل، فإذا أمي أسفل وإذا أبي فوق البيت يصلي، فالتزمتني فبكت وبكيت، فسمع أبو بكر بكاءنا فقال: ما شأن ابنتي؟ قالت أمي: سمعت بذاك الخبر. قال: مكانك حتى نغدو معك على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فغدونا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده امرأة من الأنصار، فما منع النبي صلى الله عليه وسلم مكانها أن تكلم فقال: يا ‌عائشة إن كنت أسأت أو أخطأت فاستغفري الله وتوبي إليه. فقلت لأبي: تكلم. فقال: بم أتكلم؟ فقلت لأمي: تكلمي. فقالت: بم أتكلم؟ فحمدت الله وأثنيت عليه ثم قلت: والله لئن قلت: قد فعلت - والله يعلم ما فعلت - لتقولن: قد أقرت، ولئن قلت: ما فعلت - والله يعلم ما فعلت - لتقولن: كذبت، فما أجد لي ولكم مثلا إلا ما قال العبد الصالح - فنسيت اسمه فقلت: أبو يوسف -: {صبر جميل والله المستعان على ما تصفون}. فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على جارية نوبية فقال: يا فلانة، ماذا تعلمين من ‌عائشة؟ فقالت: والله ما أعلم على ‌عائشة عيبا إلا أنها تنام وتدخل الداجن فتأكل خميرها وحصيرها، فلما فطنت لما يريد قالت: والله ما أعلم من ‌عائشة إلا ما يعلم الصائغ من التبر الأحمر. فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فقال: أشيروا علي يا معشر المسلمين في قوم أبنوا أهلي، ‌وايم ‌الله ‌ما ‌علمت ‌على ‌أهلي ‌سوءا ‌قط وأبنوهم بمن؟ والله ما علمت عليه من سوء قط، وما دخل بيتي إلا وأنا شاهد، ولا سافرت إلا وهو معي. فقال سعد بن معاذ: أرى يا رسول الله أن تضرب أعناقهم، فقام رجال من الخزرج فقالوا: والله لو كانوا من رهطك الأوس ما أمرت بضرب أعناقهم، حتى كاد أن يكون بين الأوس والخزرج كون، ونزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت ‌عائشة: فما سري عنه حتى رأيت السرور بين عينيه . فقال: أبشري يا ‌عائشة فقد أنزل الله عذرك فقال أبواي: قومي فقبلي رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: أحمد الله لا إياكما، وتلا عليهم القرآن: {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم}، {لولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم} [النور: 16]. وكان ممن تولى كبره حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحمنة بنت جحش، وكان يتحدث به عند عبد الله بن أبي فيسمعه ويستوشيه ويذيعه، وكان حسان بن ثابت إذا سب عند ‌عائشة قالت: لا تسبوا حسان؛ فإنه كان يكافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تقول: أي عذاب أعظم من ذهاب عينيه؟ وقال الذي قيل له ما قيل: والله إن كشفت عن كنف أنثى قط. وقتل شهيدا في سبيل الله، فقال حسان بن ثابت يكذب نفسه: [البحر الطويل] حصان رزان ما تزن بريبة … وتصبح خمصى من لحوم الغوافل فإن كنت قد قلت الذي قد زعمتم … فلا حملت سوطي إلي أناملي وكيف؟ وودي ما حييت ونصرتي … لآل رسول الله زين المحافل أأشتم خير الناس بعلا ووالدا … ونفسا؟ لقد أنزلت شر المنازل