الموسوعة الحديثية


- واللهِ لكأنِّي أنظرُ إلى جعفرِ بنِ أبي طالبٍ حينَ اقتحم عن فرسٍ له شقراءَ ثم عقرها ثم قاتل القومَ حتى قُتِل فلما قُتِل جعفرٌ أخذ عبدُ اللهِ بنُ رواحةَ الرايةَ ثم تقدم بها وهو على فرسِه فجعل يستنزلُ نفسَه وتردَّد بعضَ الترددِ ثم قال : أقسمتُ يا نفسِي لتنزِلنَّه طائعةً أو لتكرَهِنَّه _ ما لي أراكِ تكرهينَ الجنةَ إن أجلبَ الناسُ وشدُّوا الرنَّة _ لطالما قد كنتِ مطمئنةً هل أنت إلا نطفةٌ في شنَّه. وقال عبدُ اللهِ بنُ رواحةَ : يا نفسُ أن لا تُقتَلِي فمُوتِي هذا حِمامُ الموتِ قد صليتِ _ وما تمنيتِ فقد لقيتِ أن تفعلِي فعلَهما هُدِيت. ثم نزل فلما نزل أتاه ابنُ عمٍّ له بعظمٍ من لحمٍ فقال اشدُدْ بهذا صلبَك فإنك قد لقيتَ في أيامِك هذه ما قد لقيتَ فأخذه من يدِه فانتهشَ منه نهشةً ثم سمع الحطمةَ في ناحيةِ الناسِ فقال وأنت في الدنيا ثم ألقاه من يدِه ثم أخذ سيفَه فتقدم فقاتل حتى قُتِل فأخذ الرايةَ ثابتُ بنُ أقرمَ أحدُ بلعجلانَ وقال يا أيُّها الناسُ اصطلِحوا على رجلٍ منكم قالوا أنتَ قال ما أنا بفاعلٍ فاصطلح الناسُ على خالدِ بنِ الوليدِ فلما أخذ الرايةَ دافع القومُ ثم انحاز حتى انصرفَ فلما أُصِيبوا قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أخذ الرايةَ زيدُ بنُ حارثةَ فقاتل بها حتى قُتِل شهيدًا ثم أخذها جعفرٌ فقاتلَ بها حتى قُتِل شهيدًا ثم صمتَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى تغيرَت وجوهُ الأنصارِ وظنَّوا أنه كان في عبدِ اللهِ بنِ رواحةَ بعضُ ما يكرهونه قال ثم أخذها عبدُ اللهِ بنُ رواحةَ فقاتل بها حتى قُتِلَ شهيدًا ثم قال لقد رُفِعوا إليَّ في الجنةِ فيما يرَى النائمُ على سررٍ من ذهبٍ فرأيت في سريرِ عبدِ اللهِ بنِ رواحةَ أزورارًا عن سريرَي صاحبَيه فقلت بِمَ هذا فقيل لي مضيَا وتردَّد عبدُ اللهِ بنُ رواحةَ بعضَ الترددِ ومضَى
خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات
الراوي : والد عباد بن عبدالله بن الزبير الذي أرضعه | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد الصفحة أو الرقم : 6/162
التخريج : أخرجه الطبراني (13/182، رقم429) بلفظه، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (12/107)، وأبو نعيم الأصبهاني في ((حلية الأولياء)) (1/118) كلاهما مختصرا ببعض لفظه.
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات مغازي - غزوة مؤتة مناقب وفضائل - جعفر بن أبي طالب مناقب وفضائل - زيد بن حارثة مناقب وفضائل - عبد الله بن رواحة
|أصول الحديث

أصول الحديث:


 [المعجم الكبير – للطبراني] (13/ 182)
429 - حدثنا أبو شعيب الحراني، قال: حدثنا أبو جعفر النفيلي، قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني يحيى بن عباد، عن أبيه عباد بن عبد الله بن الزبير، قال: حدثني أبي الذي أرضعني، وكان أحد بني مرة بن عوف، وكان في تلك الغزاة، غزوة مؤتة، قال: والله لكأني أنظر إلى جعفر حين اقتحم عن فرس له شقراء، ثم عقرها، ثم قاتل القوم حتى قتل، فلما قتل جعفر أخذ عبد الله بن رواحة الراية، ثم تقدم بها، وهو على فرسه، فجعل يستنزل نفسه، ويتردد بعض التردد، ثم قال: [البحر الرجز] أقسمت يا نفس لتنزلنه ... لتنزلن طائعة أو لتكرهنه مالي أراك تكرهين الجنه ... إن أجلب الناس وشدوا الرنه لطالما قد كنت مطمئنه ... هل أنت إلا نطفة في شنه وقال عبد الله بن رواحة: يا نفس إن لم تقتلي تموتي ... هذا حمام الموت قد صليت وما تمنيت فقد أعطيت ... إن تفعلي فعلهما هديت يعني: صاحبيه زيدا وجعفرا، ثم نزل، فلما نزل أتاه ابن عم له بعظم من لحم، فقال: اشدد بهذا صلبك، فإنك قد لقيت أيامك هذه ما قد لقيت، فأخذه من يده فانتهس منه نهسة، ثم سمع الحطمة في ناحية الناس، فقال: وأنت في الدنيا ثم ألقاها من يده، ثم أخذ سيفه فتقدم فقاتل حتى قتل، فأخذ الراية ثابت بن أقرم أحد بلعجلان، وقال: يا أيها الناس اصطلحوا على رجل منكم، قالوا: أنت، قال: ما أنا بفاعل، فاصطلح الناس على خالد بن الوليد، فلما أخذ الراية دافع القوم ثم انحاز حتى انصرف بالناس، ولما أصيبوا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخذ الراية زيد بن حارثة فقاتل بها حتى قتل شهيدا، ثم أخذها جعفر فقاتل بها حتى قتل شهيدا ، ثم صمت النبي صلى الله عليه وسلم حتى تغيرت وجوه الأنصار وظنوا أنه كان في عبد الله بن رواحة بعض ما يكرهون، قال: ثم أخذها عبد الله بن رواحة فقاتل بها حتى قتل شهيدا ، ثم قال: " لقد رفعوا لي في الجنة فيما يرى النائم على سرر من ذهب، فرأيت في سرير عبد الله بن رواحة ازورارا عن سرير صاحبيه، فقلت: بم هذا، فقيل لي: مضيا، وتردد عبد الله بعض التردد ومضى "

شرح مشكل الآثار للطحاوي (12/ 107)
كما قد حدثنا ابن أبي داود قال: حدثنا أحمد بن خالد الوهبي , حدثنا ابن إسحاق , عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير , عن أبيه قال: حدثني أبي الذي أرضعني، وكان أحد بني مرة قال: شهد مؤتة مع جعفر بن أبي طالب وأصحابه رضي الله عنهم، فرأيت جعفرا حين لاحمه القتال، اقتحم على فرس له شقراء، ثم عقرها، وقاتل القوم حتى قتل، فكان أول رجل عقر في سبيل الله يومئذ "

حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني (1/ 118)
حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا محمد بن يحيى، ثنا أحمد بن محمد، ثنا إبراهيم بن سعد، ثنا محمد بن إسحاق، حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه عباد، حدثني أبي الذي، أرضعني، وكان في تلك الغزوة غزوة مؤتة، قال: والله لكأني أنظر إلى جعفر حين اقتحم عن فرس له شقراء، ثم عقرها، ثم قاتل حتى قتل وقال غير إبراهيم بن سعد: عن ابن إسحاق قال: فأنشأ جعفر يقول: [البحر الرجز] يا حبذا الجنة واقترابها ... طيبة وبارد شرابها والروم روم قد دنا عذابها ... علي إن لاقيتها ضرابها