الموسوعة الحديثية


- أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شاوَرَ الناسَ يَومَ بَدرٍ، فتكَلَّمَ أبو بكرٍ فأَعرَضَ عنه، ثمَّ تكَلَّمَ عُمرُ فأَعرَضَ عنه، فقالتِ الأنصارُ: يا رسولَ اللهِ، إيَّانا تُريدُ؟ فقال المِقْدادُ بنُ الأَسْوَدِ: يا رسولَ اللهِ، والذي نفْسي بيَدِه، لو أمَرْتَنا أنْ نُخِيضَها البحرَ لَأَخَضْناها، ولو أمَرْتَنا أنْ نَضرِبَ أكبادَها إلى بِرْكِ الغِمادِ فَعَلْنا، فشأنَك يا رسولَ اللهِ. فنَدَبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أصحابَه، فانطلَقَ حتى نزَلَ بَدرًا، وجاءتْ رَوَايا قُرَيشٍ وفيهم غُلامٌ لبَني الحَجَّاجِ أَسْوَدُ، فأخَذَه أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فسألوه عن أبي سُفْيانَ وأصحابِه، فقال: أمَّا أبو سُفْيانَ فليس لي به عِلمٌ، ولكنْ هذه قُرَيشٌ وأبو جهلٍ وأُمَيَّةُ بنُ خَلَفٍ، قد جاءت. فيَضرِبونَه، فإذا ضَرَبوه قال: نعَمْ هذا أبو سُفْيانَ، فإذا تَرَكوه فسألوه عن أبي سُفْيانَ فقال: ما لي بأبي سُفْيانَ مِن عِلمٍ، ولكنْ هذه قُرَيشٌ قد جاءت. ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُصلِّي، فانصَرَفَ فقال: إنَّكم لَتَضرِبونَه إذا صدَقَكم، وتَدَعونَه إذا كَذَبَكم. وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بيَدِه، فوضَعَها، فقال: هذا مَصرَعُ فُلانٍ غَدًا، وهذا مَصرَعُ فُلانٍ غَدًا، إنْ شاء اللهُ تعالى. فالْتَقَوْا، فهَزَمَهمُ اللهُ عزَّ وجلَّ، فواللهِ ما أَماطَ رجُلٌ منهم عن مَوضِعِ كَفَّيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. قال: فخرَجَ إليهمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعْدَ ثلاثةِ أيَّامٍ وقد جَيَّفوا ، فقال: يا أبا جَهلٍ، يا عُتْبةُ، يا شَيْبةُ، يا أُمَيَّةُ: هل وجَدْتُم ما وعَدَكم ربُّكم حقًّا؟ فإنِّي قد وجَدْتُ ما وعَدَني ربِّي حقًّا. فقال له عُمرُ: يا رسولَ اللهِ، تَدْعوهم بعْدَ ثلاثةِ أيَّامٍ وقد جَيَّفوا؟ فقال: ما أنتم بأَسْمَعَ لِما أقولُ منهم، غيْرَ أنَّهم لا يَستطيعونَ جَوابًا. فأمَرَ بهم، فجُرُّوا بأرجُلِهم، فأُلْقوا في قَلِيبِ بَدرٍ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب الصفحة أو الرقم : 13296
التخريج : أخرجه مسلم (2874)، والنسائي (2075) مختصراً، وأحمد (13296) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - معجزات النبي مغازي - غزوة بدر مناقب وفضائل - المقداد بن الأسود إمامة وخلافة - النصح لأئمة المسلمين وولاتهم
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

أصول الحديث:


[صحيح مسلم] (4/ 2203 )
((77- (‌2874) حدثنا هداب بن خالد. حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك قتلى بدر ثلاثا. ثم أتاهم فقام عليهم فناداهم فقال ((يا أبا جهل بن هشام! يا أمية بن خلف! يا عتبة بن ربيعة! يا شيبة بن ربيعة! أليس قد وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا)) فسمع عمر قول النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: يا رسول الله! كيف يسمعوا وأنى يجيبوا وقد جيفوا؟ قال ((والذي نفسي بيده! ما أنتم بأسمع لما أقول منهم. ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا)) ثم أمر بهم فسحبوا. فألقوا في قليب بدر))

[سنن النسائي] (4/ 170)
((‌2075- أخبرنا سويد بن نصر قال: أخبرنا عبد الله، عن حميد عن أنس قال: سمع المسلمون من الليل ببئر بدر ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم ينادي: ((يا أبا جهل بن هشام، ويا شيبة بن ربيعة، ويا عتبة بن ربيعة، ويا أمية بن خلف، هل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقا)) قالوا: يا رسول الله، أوتنادي قوما قد جيفوا؟ فقال: ((ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يستطيعون أن يجيبوا))

[مسند أحمد] (21/ 21 ط الرسالة)
((13296- حدثنا عبد الصمد، حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شاور الناس يوم بدر، فتكلم أبو بكر فأعرض عنه، ثم تكلم عمر فأعرض عنه، فقالت الأنصار: يا رسول الله، إيانا تريد؟ فقال المقداد بن الأسود: يا رسول الله، والذي نفسي بيده، لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها، ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد فعلنا، فشأنك يا رسول الله. فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه، فانطلق حتى نزل بدرا وجاءت روايا قريش، وفيهم غلام لبني الحجاج أسود، فأخذه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه عن أبي سفيان وأصحابه، فقال: أما أبو سفيان، فليس لي به علم، ولكن هذه قريش، وأبو جهل، وأمية بن خلف، قد جاءت. فيضربونه، فإذا ضربوه قال: نعم هذا أبو سفيان. فإذا تركوه فسألوه عن أبي سفيان فقال: ما لي بأبي سفيان من علم، ولكن هذه قريش قد جاءت. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي، فانصرف فقال: (( إنكم لتضربونه إذا صدقكم، وتدعونه إذا كذبكم)). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فوضعها فقال: (( هذا مصرع فلان غدا، وهذا مصرع فلان غدا، إن شاء الله تعالى)). فالتقوا فهزمهم الله عز وجل، فوالله ما أماط رجل منهم عن موضع كفي النبي صلى الله عليه وسلم. قال: فخرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد ثلاثة أيام وقد جيفوا، فقال (( يا أبا جهل، يا عتبة، يا شيبة، يا أمية: هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا)). فقال له عمر: يا رسول الله، تدعوهم بعد ثلاثة أيام وقد جيفوا؟ فقال: ((ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، غير أنهم لا يستطيعون جوابا)). فأمر بهم، فجروا بأرجلهم فألقوا في قليب بدر ))