الموسوعة الحديثية


- أنَّ المِسْوَرَ بنَ مَخرَمةَ أخبَرَه أنَّه وفَدَ على مُعاويةَ، فقَضى حاجَتَه، ثم خَلا به، فقال: يا مِسوَرُ، ما فَعَلَ طَعنُكَ على الأئِمَّةِ؟ قال: دَعْنا مِن هذا وأحسِنْ. قال: لا واللهِ، لَتُكَلِّمَنِّي بذاتِ نَفْسِكَ بالذي تَعيبُ علَيَّ. قال مِسوَرٌ: فلم أترُكْ شَيئًا أعيبُه عليه إلَّا بَيَّنتُ له. فقال: لا أبرَأُ مِن الذَّنبِ، فهل تَعُدُّ لنا يا مِسوَرُ ما نَلي مِنَ الإصلاحِ في أمْرِ العامَّةِ؛ فإنَّ الحَسَنةَ بعَشرِ أمثالِها، أم تَعُدُّ الذُّنوبَ، وتَترُكُ الإحسانَ؟ قال: ما تُذكَرُ إلَّا الذُّنوبُ. قال مُعاويةُ: فإنَّا نَعتَرِفُ للهِ بكُلِّ ذَنبٍ أذنَبْناه، فهل لكَ يا مِسوَرُ ذُنوبٌ في خاصَّتِكَ تَخْشى أنْ تُهلِكَكَ إنْ لم تُغفَرْ؟ قال: نَعَمْ. قال: فما يَجعَلُكَ اللهُ برَجاءِ المَغفِرةِ أحَقَّ مِنِّي، فواللهِ ما ألي مِنَ الإصلاحِ أكثَرَ ممَّا تَلي، ولكنْ -واللهِ- لا أُخيَّرُ بيْنَ أمرَيْنِ بيْنَ اللهِ وبَينَ غَيرِه، إلَّا اختَرتُ اللهَ على ما سِواه، وإنِّي لَعَلى دِينٍ يُقبَلُ فيه العَمَلُ ويُجزَى فيه بالحَسَناتِ، ويُجزَى فيه بالذُّنوبِ، إلَّا أنْ يَعفُوَ اللهُ عنها. قال: فخَصَمَني. قال عُروةُ: فلم أسمَعِ المِسوَرَ ذَكَرَ مُعاويةَ إلَّا صلَّى عليه.
خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات
الراوي : عروة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء الصفحة أو الرقم : 3/151
التخريج : أخرجه ابن سعد في ((الطبقات الكبير)) (6/ 21) والخطيب في ((تاريخ بغداد)) (1/ 223) وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (58/ 167) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الحلم مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - معاوية بن أبي سفيان إمامة وخلافة - النصح لأئمة المسلمين وولاتهم مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين

أصول الحديث:


الطبقات الكبير (6/ 21 ط الخانجي)
: قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهرى عن أبيه عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب قال: حدثني عروة بن الزبير، أن المسور بن مخرمة أخبره أنه: قدم وافدا على معاوية أمير المؤمنين فقضى حاجته، ثم دعاه فقال: يا مسور! ‌ما ‌فعل ‌طعنك ‌على ‌الأئمة؟ قال المسور: دعنا من هذا وأحسن فيما قدمنا له. قال معاوية: لا أدعك حتى تكلم بذات نفسك والذى تعيب علي. قال المسور: فلم أدع شيئا أعيبه عليه إلا بينته. فقال معاوية: لا أبرأ من الذنب فهل تعد لنا يا مسور مما نلى من الإصلاح في أمر الناس شيئا؟ فإن الحسنة بعشر أمثالها، أم تعد الذنوب وتترك الإحسان! قال المسور: لا والله ما نذكر إلا ما نرى من هذه الذنوب قال معاوية: فإنا نعترف بكل ذنب أذنبناه فهل لك يا مسور ذنوب في خاصتك تخشى أن تهلكك إن لم يغفرها الله لك! قال المسور: نعم. قال معاوية: فما يجعلك بأحق برجاء المغفرة منى؟! فوالله لما ألي من الإصلاح أكثر مما تلى، ولكنى والله لا أخير بين أمرين بين الله وغيره إلا اخترت الله على ما سواه، وإني لعلى دين يقبل فيه العمل ويجزى فيه بالحسنات ويجزى فيه بالذنوب إلا أن يعفو الله عنها، وإنى لأحتسب كل حسنة عملتها بأضعافها من الأجر، وإنى لألي أمورا عظاما لا أحصيها، ولا يحصيها من عمل لله بها في الدنيا: إقامة الصلوات للمسلمين، والجهاد في سبيل الله، والحكم بما أنزل الله. والأمور التي لست أحصيها وإن عددتها فتكفر في ذلك. قال المسور: فعرفت أن معاوية قد خصمنى حين ذكر ما قال. قال عروة فلم أسمع المسور بعد يذكر معاوية إلا صلى عليه.

تاريخ بغداد (1/ 223 ط العلمية)
: أخبرنا القاضي أبو بكر بن الحسن الحرشي قال نا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال نبأنا محمد بن خالد بن خلي الحمصي قال نبأنا بشر بن شعيب بن حمزة عن أبيه عن الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير: أن المسور بن مخرمة أخبره أنه قدم وافدا على معاوية بن أبي سفيان فقضى حاجته، ثم دعاه فأخلاه فقال: يا مسور ‌ما ‌فعل ‌طعنك ‌على ‌الأئمة؟ فقال المسور: دعنا من هذا وأحسن فيما قدمنا له. قال معاوية: والله لتكلمن بذات نفسك، والذي تعيب على. قال المسور: فلم أترك شيئا أعيبه عليه إلا بينته له. قال معاوية: لا برئ من الذنب، فهل تعد يا مسور مالي من الإصلاح في أمر العامة، فإن الحسنة بعشر أمثالها، أم تعد الذنوب وتترك الحسنات. قال المسور: لا والله ما نذكر إلا ما تري من هذه الذنوب. قال معاوية: فإنا نعترف لله بكل ذنب أذنبناه، فهل لك يا مسور ذنوب في خاصتك تخشى أن تهلكك إن لم يغفرها الله؟ قال مسور: نعم، قال معاوية: فما يجعلك أحق أن ترجو المغفرة مني؟ فو الله لما ألي من الإصلاح أكثر مما تلي، ولكن والله لا أخير بين أمرين، بين الله وبين غيره إلا اخترت الله تعالى على ما سواه، وأنا على دين يقبل الله فيه العمل، ويجزي فيه بالحسنات، ويجزي فيه بالذنوب، إلا أن يعفو عمن يشاء، فأنا أحتسب كل حسنة عملتها بأضعافها، وأوازي أمورا عظاما لا أحصيها ولا تحصيها، من عمل الله في إقامة صلوات المسلمين، والجهاد في سبيل الله عز وجل، والحكم بما أنزل الله تعالى، والأمور التي لست تحصيها وإن عددتها لك، فتفكر في ذلك. قال المسور: فعرفت أن معاوية قد خصمني حين ذكر لي ما ذكر. قال عروة: فلم يسمع المسور بعد ذلك يذكر معاوية إلا استغفر له.

[تاريخ دمشق لابن عساكر] (58/ 167)
: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنا أبو طاهر الثقفي نا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو العباس بن قتيبة نا حرملة نا ابن وهب نا حيوة بن شريح حدثني عقيل عن ابن شهاب حدثني عروة بن الزبير إن المسور بن مخرمة أخبره أنه قدم وافدا على معاوية بن أبي سفيان فقضى حاجته ثم دعاه فأخلاه فقال يا مسور ‌ما ‌فعل ‌طعنك ‌على ‌الأئمة قال مسور دعنا من هذا وأحسن فيما قدمنا له قال معاوية لا والله لتكلمني بذات نفسك بالذي تعيب علي قال مسور فلم أترك شيئا أعيبه عليه إلا بينته له فقال معاوية لا أبرأ من الذنب فهل تعد يا مسور مما نلي من الإصلاح في أمر العامة فإن الحسنة بعشر أمثالها أم تعد الذنوب وتترك الإحسان قال المسور لا والله ما نذكر إلا ما ترى من هذه الذنوب فقال معاوية فإنا نعترف لله بكل ذنب أذنبناه فهل لك يا مسور ذنوب في خاصتك تخضى أن تهلك إن لم يغفرها الله لك قال مسور نعم قال فما يجعلك برجاء المغفرة أحق مني فوالله لم ألي من الإصلاح أكثر مما تلي ولكن والله لا أخير بين أمرين بين الله وغيره إلا اخترت الله على سواه وإني لعلى دين يقبل فيه العمل ويجزى فيه ويجزى فيه بالحسنات ويجزى فيه بالذنوب إلا أن يعفو الله عنها وإني أحتسب كل حسنة عملتها بأضعافها من الأجر وألي أمورا عظاما لا أحصيها ولا يحصيها من عمل لله بها في إقامة الصلاة للمسلمين والجهاد في سبيل الله والحكم بما أنزل الله والأمور التي لست أحصيها عددا فيكفي في ذلك قال المسور فعرفت أنا معاوية قد خصمني حين ذكر ما ذكر قال عروة بن الزبير فلم أسمع المسور ذكر معاوية إلا صلى عليه