الموسوعة الحديثية


- قدم علينا عبيدُ اللهُ بنُ زيادٍ أميرًا أمَّره علينا معاويةُ فتقدم علينا غلامًا سفيهًا يسفكُ الدماءَ سفكًا شديدًا وفينا عبدُ اللهِ بنُ جعفرٍ المزنيُّ صاحبُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وكان من السبعةِ الذين بعثهم عمرُ بنُ الخطابِ يُفقِّهون أهلَ البصرةِ فدخل عليه ذات يومٍ فقال له انتَهِ عن ما أراك تصنعُ فإن شرَّ الرعاءِ الحطَمَةُ فقال له ما أنت وذاك إنما أنت حُثالةٌ من حثالاتِ أصحابِ محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال وهل كانت فيهم حثالةٌ لا أمَّ لك بل كانوا أهلَ بيوتاتٍ وشرفٍ ممن كانوا منه أشهدُ لسمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ ما من إمامٍ ولا والٍ بات ليلةً سوداءَ غاشًّا لرعيتِه إلا حرَّم اللهُ عليه الجنةَ ثم خرج من عندِه حتى أتَى المسجدَ فجلس وجلسنا إليه ونحن نعرفُ في وجهِه ما قد لقِيَ منه فقلت له يغفرُ اللهُ لك أبا زيادٍ ما كنتَ تصنعُ بكلامِ هذا السفيهِ على رؤوسِ الناسِ فقال إنه كان عندِي علمٌ خفيٌّ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأحببت أن لا أموتَ حتى أقولَ به على رؤوسِ الناسِ علانيةً ووَدِدت أن دارَه وسِعت أهلَ هذا المصرِ فسمِعوا مقالتي وسمعوا مقالتَه ثم أنشأ يُحدِّثُنا قال بينا أنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو نازلٌ في ظلِّ شجرةٍ وأنا آخذٌ ببعضِ أغصانِها مخافةَ أن تؤذِيَه إذ قال لولا أن الكلابَ أمةٌ من الأممِ أكرهُ أن أُفنيَها لأمرتُ بقتلِها فاقتلوا منها كلَّ أسودَ بهيمٍ فإنه شيطانٌ ولا تُصلًّوا في معاطنِ الإبلِ فإنها خُلِقت من الجنِّ ألا ترون إلى هيآتِها وعيونِها إذا نظرت وصلوا في مرابضِ الغنمِ فإنها أقربُ من الرحمةِ ثم قال الشيخُ وقمنا معه فما لبِث أن مرض مرضَه الذي تُوفِّيَ فيه فأتاه عبيدُ اللهِ بنُ زيادٍ يعودُه فقال له أتعهدُ إلينا شيئًا نفعلُ به الذي تحبُّ قال أو فاعلٌ أنت قال نعم. قلت في الصحيحِ وغيرِه طرفٌ في أمرِ الكلابِ وغيرِها، وفي روايةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ ما من إمامٍ يبيتُ غاشًّا لرعيتِه إلا حرم اللهُ عليه الجنةَ وعرفُها يُوجدُ يومَ القيامةِ من مسيرةِ سبعينَ عامًا
خلاصة حكم المحدث : [فيه] ثابت بن نعيم الهوجي ولم أعرفه ، وبقية رجال الطريق الأولى ثقات ، وفي الثانية محمد بن عبد الله بن مغفل ولم أعرفه
الراوي : عبدالله بن جعفر المزني | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد الصفحة أو الرقم : 5/215
التخريج : أخرجه الطبراني كما في ((مجمع الزوائد)) (5/ 212) بلفظه، وابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) (1092)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (37/ 446) كلاهما بنحوه مطولًا .
التصنيف الموضوعي: إمامة وخلافة - الإنكار على الأمراء فيما خالفوا الشرع فيه إمامة وخلافة - ما يلزم الإمام من حق الرعية صيد - الأمر بقتل الكلاب مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مساجد ومواضع الصلاة - الصلاة في مرابض الغنم وأعطان الإبل

أصول الحديث:


((الآحاد والمثاني)
) (1092) بنحوه مطولًا .
الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم (2/ 325):
1092 - حدثني سليمان بن عمر بن خالد أبو أيوب الرقي، نا محمد بن مسلمة، حدثنا محمد بن إسحاق، عن عبيد الله بن طلحة بن عبيد الله بن كريز، عن الحسن البصري قال: قدم علينا عبيد الله بن زياد أميرا إمرة معاوية، فقدم غلام سفيه حدث السن يسفك الدماء سفكا شديدا وفينا عبد الله بن مغفل المزني
رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أحد العشرة الذين بعثهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعلمون أهل البصرة، فدخل عليه داره في يوم الجمعة فقال له : انته عما أراك تصنع، فإن شر الرعاة الحطمة، فقال: وما أنت إلا من حثالة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وهل كانت فيهم حثالة لا أم لك؟ كانوا ‌أهل ‌بيوتات ‌وشرف ممن كانوا منه ، أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يبيت إمام غاش لرعيته ليلة سود إلا حرم الله عز وجل عليه الجنة ، فخرج حتى أتى المسجد فجلس فيه ونحن قعود حوله، ونحن نعرف في وجهه ما قد لقي منه، فقلنا: يغفر الله عز وجل لك يا أبا زياد، ما كنت تصنع بكلام هذا السفيه على رءوس الناس؟ فقال: إنه كان عندي خفي من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحببت أن لا أموت حتى أقوم علانية، فوددت أن داره وسعت أهل البصرة فاجتمعوا فيها حتى يسمعوا مقالتي ومقالته، ثم أنشأ يحدثنا فقال: بينا أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في ظل شجرة وأنا آخذ بغصن من أغصانها أن تؤذيه إذ قال: إن الكلاب أمة من الأمم، ولولا أني أكره أن أفنيها لأمرت بقتلها، فاقتلوا منها كل أسود بهيم، فإنه شيطان، ولا تصلوا في أعطان الإبل، فإنها من الجن خلقت، ألا ترون إلى هبابها وعيونها إذا نفرت وصلوا في مرابض الغنم، فإنها أقرب من الرحمة ، قال: ثم تفرقنا فلم يلبث الشيخ أن مرض مرضه الذي مات فيه، فعاده عبيد الله فقال: أتعهد شيئا نفعل فيه الذي تحب؟ قال: أفاعل أنت؟ قال: نعم، قال: فإنى أسألك أن لا تصلي علي، ولا تقم على قبري، وخل بيني وبين بقية أصحابي، فيكونوا هم الذين يلون ذلك مني، قال: وكان ابن زياد رجلا جبانا، وكان يركب كل غداة، فركب ذات غداة فرأى الناس في السكك، فقال: ما شأن الناس؟ قالوا: مات عبد الله بن مغفل المزني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوقف حتى مر بسريره فقال: لولا أنه سألنا أمرا فأعطيناه لسرنا معه حتى نصلي عليه، ونقوم على قبره .

[تاريخ دمشق - لابن عساكر] : ( 37/ 44)
[7558] أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو بكر بن ريذة أنا سليمان بن أحمد نا أبو معن ثابت بن نعيم الغزي نا محمد بن أبي السري نا ضمرة بن ربيعة عن السري بن يحيى عن الحسن قال قدم علينا عبيد الله بن زياد أميرا أمره علينا معاوية فقدم علينا غلاما سفيها يسفك الدماء سفكا شديدا وفينا عبد الله بن مغفل المزني صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وكان من التسعة رهط الذين بعثهم عمر بن الخطاب يفقهون أهل البصرة في الدين فدخل عليه ذات يوم فقال له انته عما أراك تصنع فإن شر الرعاء الحطمة فقال له ما انت وذاك إنما أنت حثالة من حثالات أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقال له وهل كان فيهم حثالة لا أم لك بل كانوا أهل بيوتات وشرف ممن كانوا منه أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول ما من إمام ولا وال بات ليلة سوداء غاشا لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة [7559] ثم خرج من عنده حتى أتى المسجد فجلس فيه وجلست إليه ونحن نعرف في وجهة ما قد لقي منه فقلت له يغفر الله لك يا أبا زياد ما كنت تصنع بكلام هذا السفية على رؤوس الناس فقال إنه كان عندي علم خفي من علم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحببت أن لا أموت حتى أقول به علانية على رؤوس الناس ولوددت أن داره وسعت أهل هذا المصر فسمعوا مقالتي وسمعوا مقالته ثم أنشأ يحدثنا قال بينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نازل في ظل شجرة وأنا آخذ ببعض أغصانها مخافة أن تؤذيه إذ قال لولا أن الكلاب أمة من الأمم أكره أن افنيها لأمرت بقتلها فاقتلوا منها كل أسود بهيم فإنه شيطان ولا تصلوا في معاطن الإبل فإنها خلقت من الجن ألا ترون إلى هيئتها وإلى عيونها إذا نظرت وصلوا في مرابض الغنم فإنها أقرب إلى الرحمة [7560] ثم قام الشيخ وقمنا معه فما لبث الشيخ أن مرض مرضه الذي توفي فيه فأتاه عبيد الله بن زياد يعوده فقال له أتعهد إلينا شيئا نفعل فيه الذي تحب قال أو فاعل أنت قال نعم قال فإني أسألك أن لا تصلي علي ولا تقم على قبري وأن تخلي بيني وبين أصحابي حتى يكونوا الذين هم يلون ذلك مني قال فكان عبيد الله بن زياد رجلا جبانا يركب في كل غداة فركب ذات يوم فإذا الناس في السكك ففزع فقال ما لهؤلاء قالوا مات عبد الله بن مغفل صاحب النبي صلى الله عليه وسلم فوقف حتى مر بسريره فقال أما أنه لولا انه سألنا شيئا فأعطيناه إياه لسرنا معه حنى نصلي عليه ونقوم على قبر".