الموسوعة الحديثية


- دخلتُ على عائشةَ رضي اللهُ عنها, فقلتُ : أخبرينا بأعجبَ ما رأيتِ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فبكت وقالت : وأيُّ شأنِه لم يكُنْ عجَبًا ؟ أتاني ليلةً فدخل معي في فراشي, أو قالت : في لحافي, حتَّى مسَّ جلدي جلدَه, ثمَّ قال : يا بنةَ أبي بكرٍ ذريني أتعبَّدُ لربِّي قالت : قلتُ : إنِّي أحبُّ قُربَك لكنِّي أوثرُ هواك فأذِنتُ له, فقام إلى قِربةِ ماءٍ, فتوضَّأ فلم يُكثِرْ صبَّ الماءِ, ثمَّ قام يُصلِّي, فبكَى حتَّى سالت دموعُه على صدرِه, ثمَّ ركع فبكَى, ثمَّ سجد فبكَى, ثمَّ رفع رأسَه فبكَى, فلم يزَلْ كذلك يبكي حتَّى جاء بلالٌ فآذنه بالصَّلاةِ فقلتُ : يا رسولَ اللهِ ما يُبكيك وقد غفر اللهُ لك ما تقدَّم من ذنبِك وما تأخَّر ؟ قال : أفلا أكونُ عبدًا شكورًا ولم لا أفعلُ ذلك وقد أنزل اللهُ عليَّ إِنَّ في خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ [ آل عمران : 190 ]
خلاصة حكم المحدث : [فيه] أبو جناب واسمه يحيى بن أبي حبة ضعفه الجمهور
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : العراقي | المصدر : تخريج الإحياء للعراقي الصفحة أو الرقم : 4/99
التخريج : أخرجه ابن حبان (620)، والطحاوي في ((مشكل الآثار)) (4618)، وأبو الشيخ في ((أخلاق النبي)) (544) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الاجتهاد في العبادة رقائق وزهد - الحزن والبكاء فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - اجتهاده في العبادة إيمان - حب الرسول فضائل سور وآيات - سورة آل عمران
|أصول الحديث

أصول الحديث:


صحيح ابن حبان (2/ 386)
620 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا يحيى بن زكريا، عن إبراهيم بن سويد النخعي، حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، قال: دخلت أنا وعبيد بن عمير، على عائشة فقالت لعبيد بن عمير: قد آن لك أن تزورنا، فقال: أقول يا أمه كما قال الأول: زر غبا تزدد حبا، قال: فقالت: دعونا من رطانتكم هذه، قال ابن عمير: أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فسكتت ثم قالت: لما كان ليلة من الليالي، قال: يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي قلت: والله إني لأحب قربك، وأحب ما سرك، قالت: فقام فتطهر، ثم قام يصلي، قالت: فلم يزل يبكي حتى بل حجره، قالت: ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل لحيته، قالت: ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض، فجاء بلال يؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي، قال: يا رسول الله، لم تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم وما تأخر؟، قال: أفلا أكون عبدا شكورا، لقد نزلت علي الليلة آية، ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها {إن في خلق السموات والأرض ... } الآية كلها [آل عمران: 190].

شرح مشكل الآثار (12/ 33)
4618 - وقد حدثنا أبو أمية، حدثنا محمد بن القاسم الأسدي , عن أبي جناب الكلبي، عن عطاء بن أبي رباح قال: " دخلت مع عبد الله بن عمر وعبيد بن عمير على عائشة رضي الله عنهم وهي في خدرها، فقالت: من هؤلاء؟ قلنا: عبد الله بن عمر، وعبيد بن عمير، فقالت: يا عبيد بن عمير، أنت كما قال الأول: زر غبا تزدد حبا، فقال ابن عمر: دعونا من باطلكم هذا، حدثينا بأعجب ما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبكت بكاء شديدا، ثم قالت: كل أمره كان عجبا، أتاني ذات ليلة، وقد دخلت فراشي، فدخل معي حتى لصق جلده بجلدي، ثم قال: " يا عائشة ائذني لي أتعبد لربي عز وجل " قالت: قلت: يا رسول الله، إني لأحب قربك وأحب هواك، قالت: فقام إلى قربة في البيت، فتوضأ منها، ثم قرأ القرآن، ثم بكى حتى ظننت أن دموعه بلغت حبوته، ثم جلس، فدعا وبكى حتى ظننت أن دموعه بلغت حجزته، ثم اضطجع على يمينه، وجعل يده اليمنى تحت خده الأيمن، ثم بكى حتى ظننت أن دموعه قد بلغت الأرض، ثم جاءه بلال بعدما أذن، فسلم، فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله , تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال: وما لي لا أبكي، وقد أنزلت علي الليلة: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار} الآية، ويل لمن قرأها، ثم لم يتفكر فيها، ويحك يا بلال ألا أكون عبدا شكورا ". وكان في هذا الحديث إنزال الله عليه هذه الآية في الليلة التي كان فيها عند عائشة، وكان منه فيما بينه وبين ربه عز وجل ما كان، وإخباره عائشة بما أنزل الله عليه في ليلته تلك من هذه الآية، وإعلامه إياها أنه من لم يتفكر فيها فويل له , فقال قائل: فهذا بخلاف حديث ابن عباس الذي رويته في هذا الباب؛ لأن في حديث ابن عباس أن إنزال الله تعالى كان لهذه الآية على رسوله للسبب الذي ذكره ابن عباس في حديثه، وفي حديث عائشة رضي الله عنها هذا إنزاله إياها على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الذي كان منه من صلاته ورقة قلبه عندها فكان جوابنا له في ذلك: أنه لا اختلاف في هذين الحديثين ولا تضاد؛ لأن الذي في حديث ابن عباس هو ذكر سؤال قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما ذكر من سؤالها إياه فيه وتخيير الله عز وجل إياه صلى الله عليه وسلم بين الشيئين المذكورين في ذلك الحديث، واختياره صلى الله عليه وسلم لسائليه ما هو في العاقبة أحمد، ومآلهم فيه السبب الذي يكون إيصالا لهم إلى الجنة وفوزا لهم من عذابه، وكان إنزال الله عز وجل الآية التي أقام بها الحجة عليهم في الليلة التي أنزلها فيها عليه، وهو في بيت عائشة، وكان ابن عباس قد تقدم علمه بالسبب الذي كان من أجله نزولها، ولم يكن ذلك تقدم عند عائشة، فعاد بحمد الله ونعمته جميع الآثار التي رويناها في هذا الباب إلى انتفاء التضاد لها، والاختلاف عنها، والله الموفق

[أخلاق النبي - لأبي الشيخ] (3/ 120)
544 - حدثنا أبو الفضل العباس ابن الشيخ أبي العباس السقاني رحمه الله، نا الإمام أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث التميمي الفقيه الحافظ رحمة الله عليه، قراءة عليه أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن حيان الحافظ، أخبرنا أبو بكر الفريابي، نا الحسين بن عيسى القومسي، نا جعفر بن عون، نا أبو جناب الكلبي، نا عطاء، قال: دخلت أنا وعبد الله بن عمر، وعبيد بن عمير، على عائشة رضي الله عنها، فقال ابن عمر: حدثيني بأعجب ما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فبكت، ثم قالت: كل أمره كان عجبا أتاني في ليلتي، حتى إذا دخل معي في لحافي، وألزق جلده بجلدي، قال: يا عائشة ائذني لي، أتعبد لربي، فقلت: إني لأحب قربك وهواك قالت: فقام إلى قربة في البيت، فما أكثر صب الماء، ثم قام فقرأ القرآن قالت: ثم بكى، حتى رأيت أن دموعه بلغت حجره، ثم اتكأ على جنبه الأيمن، ثم وضع يده اليمنى تحت خده، ثم بكى، حتى رأيت أن دموعه قد بلغت الأرض قالت: فجاء بلال فآذنه بصلاة الفجر، فلما رأه يبكي، قال: يا رسول الله أتبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا؟ وقال: ألا أبكي وقد أنزل علي الليلة: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار} إلى قوله {سبحانك فقنا عذاب النار} [آل عمران: 191] ويل لمن قرأ هذه الآية ولم يتفكر فيها