الموسوعة الحديثية


- كانَ رجلانِ من أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ إذا سمِعا شيئًا من ذلِكَ قالا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ زيدُ بنُ حارثةَ وأبو أيُّوبَ
خلاصة حكم المحدث : مرسل
الراوي : [عائشة أم المؤمنين] | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر الصفحة أو الرقم : 13/355
التخريج : أخرجه ابن شبة (1/ 339) بلفظه، والطبراني (23/ 74)، (140)، وابن أخي ميمي في ((الفوائد)) (480) كلاهما مطولا في ثناياه.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة النور توبة - حادثة الإفك فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - حفظ عرض النبي صلى الله عليه وسلم قرآن - أسباب النزول مناقب وفضائل - أبو أيوب الأنصاري مناقب وفضائل - زيد بن حارثة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

أصول الحديث:


تاريخ المدينة لابن شبة (1/ 339)
حدثنا محمد بن حميد قال: حدثنا علي بن مجاهد، عن الشعبي، عن أبي معشر، عن أفلح بن عبد الله، عن الزهري، عن عروة بن وقاص، وسعيد بن المسيب، وعبيد الله بن عبد الله، عن عائشة رضي الله عنها قالت: " كان زيد بن حارثة وأبو أيوب إذا سمعا من ذلك شيئا قالا: سبحانك هذا بهتان عظيم "

 [المعجم الكبير – للطبراني] (23/ 74)
140 - حدثنا بكر بن سهل الدمياطي، ثنا عبد الله بن يوسف، ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: سمعت عطاء بن أبي مسلم الخراساني، يحدث، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عائشة. ح وحدثنا أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن النسائي، أنا إسحاق بن راهويه، أنا كلثوم بن محمد بن أبي سدرة، ثنا عطاء الخراساني، عن ابن شهاب، عن علقمة بن وقاص، وعروة بن الزبير، عن عائشة. ح وحدثنا عبد العزيز بن سليمان الحرملي الأنطاكي، ثنا يعقوب بن كعب الحلبي، ثنا كلثوم بن محمد بن أبي سدرة، عن عطاء الخراساني، عن محمد بن مسلم الزهري، عن عروة بن الزبير، وعبيد الله بن عبد الله، وسعيد بن المسيب، وعلقمة بن وقاص، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى سفر أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه، قالت: فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج سهمي، فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بعدما أنزل الحجاب، فأنا أحمل في هودج وأنزل فيه، حتى إذا قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم ودنا من المدينة آذن بالرحيل، فقمت حين أذن بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش لقضاء حاجتي، فلمست صدري فإذا عقد لي من أظفار قد انقطع، فرجعت ألتمسه، وحبسني ابتغاؤه، وأقبل الرهط الذين كانوا يحملون هودجي فرحلوه على بعيري وهم يحسبون أني فيه، وكن النساء إذ ذاك خفافا لم يهتبلن، وإنما كن نأكل العلقة من الطعام، وكنت جارية حديثة السن فلم يستنكر القوم ثقل الهودج حين رحلوه على بعيري، فساروا، فجئت المنزل وليس به منهم داع ولا مجيب، فيممت منزلي الذي كنت فيه، وظننت أنهم سيرجعون في طلبي، قالت: فبينما أنا قاعدة إذ غلبتني عيني فنمت، وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش فأدلج فأصبح في المنزل، فرأى سواد إنسان نائم فعرفني، وقد كان رآني قبل أن ينزل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه فخمرت بجلبابي وجهي، والله ما كلمته ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حتى أناخ بعيره فركبته فأتينا الناس في نحر الظهيرة، فهلك من هلك، وكان الذي تولى كبره منهم عبد الله بن أبي ابن سلول، قالت: فسرنا حتى قدمنا المدينة، فاشتكيت شهرا لا أشعر بما قالوا: وهو يريبني من رسول الله صلى الله عليه وسلم أني لا أعرف منه اللطف الذي كنت أرى منه، إنما يدخل علي فيقول: كيف تيكم؟ ولا يزيد على ذلك، حتى خرجت قبل المناصع، وخرجت معي أم مسطح، وكنا لا نخرج إلا ليلا إلى ليل، وكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها قريبا من بيوتنا، وأمرنا أمر العرب الأول، فلما انصرفنا عثرت أم مسطح في مرطها - أو بمرطها -، فقالت: تعس مسطح، فقلت لها: بئس ما قلت أتسبين رجلا شهد بدرا؟، قالت: فما علمت ما قال؟ قلت: وما قال؟ فأخبرتني بقول أهل الإفك، فزادني مرضا على ما كان بي، قالت: وكانت أم مسطح بنت صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق، وكان ابنها مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف، قالت عائشة: فبكيت ليلتين ويوما حتى ظننت أن البكاء فالق كبدي، قالت: فلما استلبث رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي دعا أسامة بن زيد وعلي بن أبي طالب يستشيرهما في فراق أهله، فقال أسامة: يا رسول الله أهلك وما علمنا إلا خيرا، وقال علي: لم يضيق الله عليك، والنساء كثير سواها، وإن تسأل الجارية تصدقك، فدعا رسول الله بريرة، فقال: يا بريرة هل رأيت من عائشة شيئا تكرهينه؟ ، قالت: لا، والذي بعثك بالحق، ما رأيت منها أمرا أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن، تنام عن عجين أهلها فتدخل الداجن فتأكله، قالت: وقد كانت امرأة أبي أيوب، قالت: لأبي أيوب أما سمعت ما يتحدث الناس به، فحدثته بقول أهل الإفك، فقال: سبحانك ما يكون لنا أن نتكلم بهذا، سبحانك هذا بهتان عظيم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهلي والله ما علمت عليها إلا خيرا، ولقد ذكروا رجلا صالحا ما كان يدخل على أهلي إلا معي ، فقام سعد بن معاذ، فقال: أنا أعذرك منه يا رسول الله، إن كان من الأوس ضربنا عنقه، وإن كان من إخواننا الخزرج أمرتنا ففعلنا فيه أمرك، فقام سعد بن عبادة، وكان قبل ذلك رجلا صالحا، ولكن احتملته الحمية، فقال لسعد بن معاذ: كذبت لعمر الله ولا تقدر على قتله، فقام أسيد بن حضير وهو ابن عم سعد بن معاذ فقال لسعد بن عبادة: كذبت لعمر الله ليقتلنه، فإنك منافق تجادل عن المنافقين، فتثاور الحيان حتى هموا أن يقتتلوا، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى حجز بينهم، قالت: فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم علي وعندي أبواي، وكانت امرأة من الأنصار دخلت علي فهي تساعدني، قالت: فجلس، ولم يجلس عندي منذ قيل لي ما قيل، فقال: أما بعد يا عائشة فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بشيء فاستغفري الله وتوبي إليه ، قالت: فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة، فقلت لأبي: أجب رسول الله فيما قال، فقال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله، فقلت لأمي: أجيبي رسول الله فيما قال، قالت: فقالت أمي: وما أدري ما أقول لرسول الله، قالت: وكنت جارية حديثة السن لم أكن أقرأ كثيرا من القرآن، فقلت: والله لئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني منه بريئة لتصدقونني، ولئن قلت إني بريئة لا تصدقونني، والله لا أجد لي ولكم مثلا إلا ما قال أبو يوسف: {فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون} [يوسف: 18] ، قلت: ثم تحولت والله يعلم أني بريئة، ولشأني كان أصغر في نفسي من أن ينزل في قرآن، قالت: ولكني كنت أرجو أن يري الله رسوله في منامه رؤيا يبرئني فيها، قالت: فوالله ما رام رسول الله مجلسه، ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أخذته البرحاء، قالت: وكان إذا أوحي إليه أخذته البرحاء حتى أنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق في اليوم الشاتي، قالت: فسري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سري عنه، فكان أول كلمة تكلم بها، قال: أما الله فقد برأك يا عائشة ، فقالت لي أمي: قومي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: والله لا أقوم إليه ولا أحمد على ذلك إلا الله، فأنزل الله جل ذكره {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم} إلى قوله {والله سميع عليم} [النور: 21] ، وكان أبو بكر ينفق على مسطح لفاقته وقرابته، فلما تكلم بما تكلم به قال: والله لا أنفق عليه شيئا أبدا، فأنزل الله عز وجل {ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة} إلى قوله {ألا تحبون أن يغفر الله لكم} [النور: 22] ، فقال أبو بكر: بلى أحب أن يغفر الله لي، فرجع إلى مسطح مثلما كان ينفق عليه، وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش قالت: وكانت هي التي تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فسألها رسول الله صلى الله عليه وسلم عني، فعصمها الله بالورع، فقالت: أحمي سمعي وبصري ما رأيت عليها شيئا يريبني، وكانت أخت زينب حمنة تحاربني فهلكت فيمن هلك

فوائد ابن أخي ميمي (ص: 222)
480 - أخبرنا عمر بن الحسن بن علي قال: أخبرنا عبيدالله بن أحمد بن منصور الكسائي قال: حدثنا الحارث بن عبدالله بن إسماعيل بن عقيل الحارثي الخازن قال: حدثنا أبومعشر، عن أفلح بن عبدالله وإسماعيل بن رافع، عن الزهري قال: كنت في سمر الوليد بن عبدالملك فقرأ: {الذي تولى كبره} [النور: 11] ثم قال لي: من تولى كبر عائشة؟ أليس فلانا؟ قال: قلت: لإن قلت لا وقعت منه في شر، وإن قلت نعم كذبت على رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قلت: ما عودني الله عز وجل على الصدق إلا خيرا، قلت: لا، قال: فمن فمن؟ قال: فضرب بقضيب معه السرير وهو يقول لي: فمن؟ قال: قلت حدثني عروة بن الزبير وعلقمة بن وقاص الليثي وسعيد بن المسيب حديثا واحدا بعضهم أحسن سياقة من بعض قالوا: قالت عائشة: غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة بني المصطلق فساهم بين نسائه فخرج سهمي وسهم أم سلمة، فخرجنا معه، حتى إذا قفلنا من غزوتنا وكان بيننا وبين المدينة ليلتان، قالت: وكنا في خفة من اللحم إنما نأكل العلق، وكانت إحدانا تجلس في الهودج ثم تحمل كما هي فتوضع على البعير، قالت: فغيروا رحل أم سلمة قالت: فقلت لو أني قضيت من حاجتي قدر ما يصنعون رحلها، قالت: فخرجت أقضي حاجتي فسقطت قلادة كانت في عنقي من جزع أظفار يمانية، قالت: فلما رجعت ألتمسها ظنوا أني في الهودج فاحتملوه فوضعوه على البعير، قالت: جئت ألتمس فإذا هم قد ذهبوا، قالت: قلت: ما أجد شيئا خيرا من أن أضطجع في مضجعي لعلهم يلتمسوني إذا فقدوني. قالت: فاضطجعت فإذا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كأنه ساقة القوم يقال له: صفوان بن معطل السلمي، فقال: أيها النائم، وحسبني رجلا، فرفعت رأسي فعرفني، قالت: وكان أبصرني قبل الحجاب، قالت: فاسترجع وعقل يدي بعيره قال: يا أمتاه إذا استويت عليه فآذنيني، قالت: فلما استويت عليه آذنته، فأخذ برأس بعيره فجاء العسكر ظهرا، فقال عبدالله بن أبي بن سلول: ما خلا بها إلا لكذا وكذا، وأعانه على ذلك مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب، وأعانه حسان بن ثابت وحمنة بنت جحش. قالت: فلما كثر القول في الناس أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي وإلى أسامة يستشيرهما في فراق أهله، قالت: وقد كان رابني من رسول الله صلى الله عليه وسلم أني اشتكيت فكان لا يقول إلا: "كيف تيكم؟ " قالت: وقد كنت أعرف من وجده بي ما أعرف، فقال لهما: "ما تريان؟ " فكان أحد الرجلين ألين قولا من الآخر، أما علي فقال: النساء كثير يا رسول الله، وإن تسأل عنها بريرة تصدقك، قال أسامة: يا رسول الله، الناس يكذبون ويكثرون، ما علمت على أهلكم إلا خيرا، وإن تسأل عنها بريرة تصدقك، فدعا بريرة فقال: "أي امرأة تعلمين عائشة؟ " قالت: ما علمت عليها إلا خيرا، إلا أنها امرأة رقود ترقد حتى تأتي الشاة فتأكل عجينها، وإنها لأطيب من طيب الذهب، وإن كان كما قال الناس ليخبرنك الله عز وجل، فعجب الناس من قولها. ثم جلس على المنبر فحمد الله عز وجل وأثنى عليه ثم قال: "من يعذرني ممن يؤذيني في أهلي؟ إنهم ليقولون لرجل ما يدخل البيت إلا معي، ولا يسافر إذا سافر إلا معي وما علمت على أهلي إلا خيرا"، فقال سعد بن معاذ: أنا أعذرك منه يا رسول الله، إن يكن من الأوس فأنا آتيك برأسه، وإن يكن من إخواننا من الخزرج أمرتنا بأمرك مضينا له، قالت: فقال سعد بن عبادة: كذبت، لا والله لا تقتله ولا تقدر على قتله، ما تأخذونا إلا بدخول كانت بيننا وبينكم في الجاهلية، قال: الله أعلم بما في نفسي ونفسك، قال أسيد بن حضير: كذبت والله لنقتلنه وأنفك راغم، أنت المنافق تجادل عن المنافقين، فقال سعد: يا آل الخزرج، وقال سعد بن معاذ: يا آل الأوس، وانحاز هذا إلى الخزرج وانحاز هذا إلى الأوس إلا رجلين من الخزرج كانا في حيز الأوس: عمارة بن جوين وأبوأيوب خالد بن زيد بن كليب، والمهاجرون في حيز الأوس، فرد الحيان بعضهم عن بعض، فقال أسيد بن حضير: فيم الكلام؟ هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بأمره نمضي له، قال: فأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحيين كليهما فجلسوا، وندم سعد بن عبادة على ما قال، قالت عائشة: إن كان امرءا صالحا قبل ذلك ولكن الحمية، وكان رجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمعا شيئا من هذا قالوا: {سبحانك هذا بهتان عظيم} [النور: 16]، زيد بن حارثة وأبوأيوب خالد بن زيد. قالت عائشة: فما علمت بشيء مما كان في المسجد حتى أمسيت، قالت: فخرجت لما يخرج النساء له ولم نكن اتخذنا كراييس، وخرجت معي أم مسطح معها شجب ماء، فعقلها إزارها قالت: تعس مسطح، قالت: قلت: سبحان الله، شتمت رجلا من المهاجرين قد شهد بدرا! قالت: سال تحتك السيل، أوما تدرين أنه قال كذا وكذا، وقالوا كذا؟ قالت عائشة: فقلص ذاك مني فما قدرت على أن أقضي حاجة، قالت: وبكيت من العشي حتى الصباح ما دخل في عيني النوم ولا تجف لي عين ولا يدخلها النوم. قالت: فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم عشاء قالت: قلت: يا رسول الله آتي أبوي؟ قال: "نعم"، قالت: جئت أبوي فقلت: ألا أخبرتموني بما قال الناس حتى أعتذر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال أبوبكر: والله لوددت أني لم أرك قط وودت أنك حيضة ما قيل لي هذا في الجاهلية قط ففي الإسلام! قالت: قلت: والله لا أخزيك أبدا، قالت: وقالت أمي: يا بنية خفضي عليك شأنك، فقل ما كانت امرأة حسناء قط لها ضرائر يحبها زوجها إلا بغينها شرا. قالت: فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا عائشة، إن كنت فعلت شيئا مما قالوا فآذنيني أستغفر لك" قال: قلت لأبوي: أجيبا عني رسول الله عليه السلام، فقال أبوبكر: والله ما أدري ما أجيبه عنك؟ قالت: قلت: والله لا أستغفر الله من هذا الحديث أبدا، إن كنت عملته فلا غفر الله لي، ما أجد مثلي ومثلكم إلا كمثل أبي يوسف عليه السلام - قال: وما أهتدي لاسم يعقوب عليه السلام من الأسف - حين قال: {فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون} [يوسف: 18]، وبكيت. قالت: ثم أخذ رسول الله عليه السلام كهيئة النعسة، قالت: فقال أبوبكر: احتضنيه، قالت: قلت: والله لا أمسه، قالت: فسري عنه وهو يضحك قال: "شعرت أن الله عز وجل أنزل براءتك؟ " قالت: قلت: بحمد الله ولا بحمدك، فأنزل الله عز وجل: {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم} [النور: 11] إلى قوله: {أولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة} [النور: 26]. فقال أبوبكر: لا أنفع مسطحا بمنفعة أبدا فقد كنت أمونه، فأنزل الله تبارك وتعالى على نبيه: {ولا يأتل أولو الفضل منكم} [النور: 22] إلى آخر الآية، وكفر أبوبكر عن يمينه وأحسن إليه بعد وراده إلى ما كان يصنع قبل إليه، ونزل في شأن عائشة في سورة النور بعد العشر: {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم} إلى قوله: {أولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم}.