الموسوعة الحديثية


- كان مُحدِّثٌ بالكوفةِ يُحدِّثُنا فإذا فرغ من حديثِه يقولُ : تفرَّقوا، ويبقَى رهطٌ فيهم رجلٌ يتكلَّمُ بكلامٍ لا أسمعُ أحدًا يتكلَّمُ بكلامِه، فأحببتُه ففقدتُه، فقلتُ لأصحابي : هل تعرفون رجلًا كان يجالسُنا كذا وكذا ؟ فقال رجلٌ من القومِ : نعم أنا أعرفُه، ذاك أُويسُ القَرنيِّ، قلت : أفتعرفُ منزلَه ؟ قال : نعم. فانطلقتُ معه حتَّى حجرتِه فخرج إليَّ، فقلتُ : يا أخي ! ما حبسك عنَّا ؟ قال : العُرْيُ، قال : وكان أصحابُه يسخرون به ويؤذونه، قال : قلتُ : خذْ هذا البُردَ فالبَسْه، قال : لا تفعلْ، فإنَّهم إذًا يؤذونني إذا رأَوْه، قال : فلم أزلْ به حتَّى لبِسه فخرج عليهم، فقالوا : من تروْن خُدِع عن بردِه هذا ؟ فجاء فوضعه، فقال : أترَى ! قال : فأتيتُ المجلسَ فقلتُ : ما تريدون من هذا الرَّجلِ قد آذيتموه، الرَّجلُ يعرَى مرَّةً ويكتسي مرَّةً، قال : فأخذتُهم بلساني أخذًا شديدًا. قال : فقضَى أنَّ أهلَ الكوفةِ وفدوا إلى عمرَ بنِ الخطَّابِ فوجد رجلًا ممَّن كان يسخرُ به، فقال عمرُ : هل ها هنا أحدٌ من القرنيِّين ؟ قال : فجاء ذاك الرَّجلُ فقال : أنا. قال : إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد قال : إنَّ رجلًا يأتيكم من اليمنِ يُقالُ له : أُويسٌ، لا يدَعُ باليمنِ غيرَ أمٍّ له، وقد كان به بياضٌ فدعا اللهَ تعالَى فأذهبه عنه إلَّا مثلَ موضعِ الدِّينارِ - أو الدِّرهمِ - فمن لقيه منكم فمُروه فليستغفِرْ لكم. قال : فقدِم علينا. قال : فقلتُ : من أين ؟ قال : من اليمنِ. قلتُ : ما اسمُك ؟ قال : أُويسٌ. قال : فمن تركتَ باليمنِ ؟ قال : أمًّا لي. قال : أكان بك بياضٌ فدعوتَ اللهَ فأذهبه عنك ؟ قال : نعم. قال : فاستغفِرْ لي. قال : أويستغفِرُ مثلي لمثلِك يا أميرَ المؤمنين ؟ قال : فاستغفر له. قال : قلتُ : أنت أخي لا تفارقُني. قال : فانملس منِّي وأُنبِئتُ أنَّه قدِم عليكم الكوفةَ. قال : فجعل ذلك الرَّجلُ الَّذي كان يسخرُ منه يحقِّرُه، قال : يقولُ : ما هذا فينا ولا نعرفُه. قال عمرُ : بلى، إنَّه رجلٌ كذا. كأنَّه يضعُ شأنَه، قال : فينا رجلٌ يا أميرَ المؤمنين يُقالُ له : أُويسٌ. قال : أدرِكْ ولا أراك تُدرِكْ. فأقبل ذلك الرَّجلُ حتَّى دخل عليه قبل أن يأتيَ أهلَه، فقال له أُويسٌ : ما هذه بعادتِك فما بدا لك ؟ قال : سمِعتُ عمرَ يقولُ كذا وكذا فاستغفِرْ لي أويسُ، قال : لا أفعلُ حتَّى تجعلَ لي عليك أن لا تسخرَ بي فيما بعد، وأن لا تذكرَ الَّذي سمِعتَه من عمرَ إلى أحدٍ. فاستغفر له. قال أسيرٌ : فما لبِثنا أن فشا أمرُه بالكوفةِ، قال : فدخلتُ عليه، فقلتُ : يا أخي ! ألا أراك العجبَ ونحن لا نشعرُ، فقال : ما كان في هذا ما أتبلَّغُ به في النَّاسِ، وما يُجزَى كلُّ عبدٍ إلَّا بعملِه، قال : ثمَّ انملس منهم فذهب
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : أبو نعيم | المصدر : حلية الأولياء الصفحة أو الرقم : 2/95
التخريج : أخرجه ابن المبارك في ((الزهد)) (212)، وأحمد في ((الزهد)) (2008)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (6380) واللفظ لهم، ومسلم (2542) مختصرًا.
التصنيف الموضوعي: آداب الدعاء - استجابة الدعاء فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات مناقب وفضائل - أويس القرني أدعية وأذكار - طلب الدعاء مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

أصول الحديث:


[حلية الأولياء – لأبي نعيم] (2/ 79)
حدثنا أبو بكر بن محمد بن جعفر بن الهيثم، ثنا أحمد بن الخليل البرجلاني، ثنا أبو النضر، ثنا سليمان بن المغيرة، عن سعيد الجريري، عن أبي نضرة، عن أسير بن جابر، قال: كان محدث بالكوفة يحدثنا فإذا فرغ من حديثه يقول: تفرقوا ويبقى رهط فيهم رجل يتكلم بكلام لا أسمع أحدا يتكلم بكلامه فأجبته ففقدته فقلت لأصحابي: هل تعرفون رجلا كان يجالسنا كذا وكذا؟ فقال رجل من القوم: نعم أنا أعرفه، ذاك أويس القرني قلت: أفتعرف منزله؟ قال: نعم، فانطلقت معه حتى جئت حجرته فخرج إلي فقلت: يا أخي ما حبسك عنا؟ قال: العري قال: وكان أصحابه يسخرون به ويؤذونه قال: قلت: خذ هذا البرد فالبسه قال: لا تفعل فإنهم إذا يؤذونني إذا رأوه قال: فلم أزل به حتى لبسه فخرج عليهم فقال: ومن ترون خدع عن برده هذا فجاء فوضعه فقال: أترى؟ قال: فأتيت المجلس فقلت: ما تريدون من هذا الرجل قد آذيتموه، الرجل يعرى مرة ويكتسى مرة قال: فأخذتهم بلساني أخذا شديدا قال: فقضى أن أهل الكوفة وفدوا إلى عمر بن الخطاب فوجد رجل ممن كان يسخر به فقال عمر: هل هاهنا أحد من القرنيين قال: فجاء ذاك الرجل فقال: أنا، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال: إن رجلا يأتيكم من اليمن يقال له أويس لا يدع باليمن غير أم له وقد كان به بياض فدعا الله تعالى فأذهبه عنه إلا مثل موضع الدينار أو الدرهم فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر لكم قال: فقدم علينا قال: فقلت: من أين؟ قال: من اليمن، قلت: ما اسمك؟ قال: أويس، قال: فمن تركت باليمن؟ قال: أما لي، قال: أكان بك بياض فدعوت الله فأذهبه عنك؟ قال: نعم قال: فاستغفر لي، قال: أو يستغفر مثلي لمثلك يا أمير المؤمنين؟ قال: فاستغفر له قال: قلت: أنت أخي لا تفارقني قال: فانملس مني وأنبئت أنه قدم عليكم الكوفة قال: فجعل ذلك الرجل الذي كان يسخر منه يحقره قال: يقول: ما هذا؟ فينا ولا نعرفه قال عمر: بلى إنه رجل كذا كأنه يضع شأنه قال: فينا رجل يا أمير المؤمنين يقال له أويس قال: أدرك ولا أراك تدرك فأقبل ذلك الرجل حتى دخل عليه قبل أن يأتي أهله فقال له أويس: ما هذه بعادتك فما بدا لك قال: سمعت عمر يقول كذا وكذا فاستغفر لي يا أويس قال: لا أفعل حتى تجعل لي عليك أن لا تسخر بي فيما بعد وأن لا تذكر الذي سمعته من عمر إلى أحد فاستغفر له قال أسير: فما لبثنا أن فشا أمره بالكوفة قال: فدخلت عليه فقلت: يا أخي ألا أراك العجب ونحن لا نشعر فقال: ما كان في هذا ما أتبلغ به في الناس وما يجزى كل عبد إلا بعمله قال: ثم انملس منهم فذهب. رواه حماد بن سلمة، عن الجريري نحوه ورواه زرارة بن أوفى، عن أسير بن جابر وهذا حديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه، عن أبي خيثمة، عن أبي النضر، مختصرا وعن إسحاق بن إبراهيم، عن معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن زرارة، عن أسير، مطولا ثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا معاذ بن هشام الدستوائي، أخبرنا أبي، عن قتادة، عن زرارة، عن أسير بن جابر، قال: كان عمر بن الخطاب إذا أتت عليه أمداد أهل اليمن سألهم هل فيكم أويس بن عامر القرني، فذكر نحو حديث أبي نضرة، عن أسير، بطوله ورواه الضحاك بن مزاحم، عن أبي هريرة، بزيادة ألفاظ لم يتابعه عليها أحد تفرد به مجالد بن يزيد، عن نوفل عنه

الزهد والرقائق لابن المبارك ت الأعظمي (2/ 59)
212- أخبرنا سليمان بن المغيرة, قال: سمعت الجريري يحدث، عن أبي نضرة، عن أسير بن جابر قال: كنا نجلس بالكوفة إلى محدث لنا، فإذا تفرق الناس بقي رجال، فيهم رجل لا أسمع أحدا يتكلم كلامه , قال: فأحببته ووقع حبه في قلبي , قال: فبينا كذلك إذ فقدته، فقلت لأصحابي: ذلك الرجل كذا وكذا، الذي كان يجالسنا، هل يعرفه أحد منكم؟ فقال رجل: نعم، ذلك أويس القرني، قلت: هل تهدي إلى منزله؟ قال: نعم، فانطلقت معه، حتى ضربت عليه حجرته قال: فخرج، فقلت له: يا أخي، ما منعك أن تأتينا؟ قال: العري، لم يكن لي شيء آتيكم فيه قال: وعلي برد، فقلت له: البس هذا البرد، فقال: لا تفعل، فإني , إن لبست هذا البرد استهزأ بي الناس وآذوني، فلم أزل به حتى لبسه، وخرج عليهم، فقالوا: من خادع عن برده هذا؟ فجاء فوضعه قال: فأتيتهم، فقلت: ما تريدون إلى هذا الرجل؟ قد آذيتموه، الرجل يكتسي مرة، ويعرى مرة قال: وأخذتهم بلساني أخذا شديدا قال: وثم رجل من أصحابه، فهو الذي يسخر به، فوفد أهل الكوفة إلى عمر، ووفد ذلك الرجل فيهم، فقال عمر: أههنا أحد من القرنيين، فجاء ذلك الرجل، فقال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: إنه يقدم عليكم رجل من أهل اليمن يقال له أويس، لا يدع باليمن غير أم له، قد كان به بياض فدعا الله فأذهبه عنه إلا موضع الدينار، أو قال: مثل موضع الدرهم، فمن لقيه منكم، فمروه فليستغفر لكم, قال: فقدم علينا ههنا، فقلت: من أنت؟ قال: أنا أويس قال: من تركت باليمن؟ قال: أم لي، فقلت: هل كان بك بياض؟ فدعوت الله فأذهبه عنك، إلا مثل موضع الدينار، أو مثل موضع الدرهم؟ قال: نعم، قلت: استغفر لي قال: يا أمير المؤمنين، أيستغفر مثلي لمثلك؟ قال: فاستغفر له, قال: فقلت: أنت أخي فلا تفارقني قال: فانملس مني، فأنبئت أنه قدم عليكم الكوفة قال: فجعل يحقره عما يقول فيه عمر، فجعل يقول: ما ذلك فينا، ولا نعرف هذا؟ قال عمر: بلى، إنه رجل كذا، جعل أي يصف من أمره، فقال ذلك الرجل: عندنا رجل يسخر به، يقال له أويس، قال له: أدرك قال: وما أراك تدرك، فأقبل الرجل حتى دخل عليه، قبل أن يأتي أهله، فقال أويس: ما كانت هذه عادتك، فما بالك؟ قال: أنشدك الله لقيني عمر فقال: كذا وكذا، فاستغفر لي قال: لا أستغفر لك حتى تجعل عليك أنك لا تسخر بي، ولا تذكر ما سمعت من عمر إلى أحد , قال: لك ذلك، فاستغفر له، قال أسير: فما لبثنا حتى فشا حديثه في الكوفة قال: فأتيته، فقلت: يا أخي، ألا أراك أنت العجب وكنا لا نشعر به قال: ما كان في هذا ما أتبلغ فيه إلى الناس، وما يجزى كل عبد إلا بعمله , قال: فلما فشا الحديث قال: هرب فذهب.

الزهد لأحمد بن حنبل (ص: 277)
2008 - حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا هشام بن القاسم، حدثنا سليمان، يعني ابن المغيرة، حدثني سعيد الجريري، عن أبي نضرة، عن أسير بن جابر قال: كان يحدث بالكوفة فيحدثنا فإذا فرغ من حديثه قال: تفرقوا ويبقى رهطه فيهم رجل يتكلم بكلام لا أسمع أحدا يتكلم كلامه فأحببته فقدمته، فقلت لأصحابي: هل تعرفون رجلا كان يجالسنا كذا وكذا؟ فقال رجل من القوم: نعم أنا أعرفه ذاك أويس القرني قال: فتعلم منزله؟ قال: نعم قال: فانطلقت معه حتى ضربت فخرج إلي قال: قلت: يا أخي ما يحبسك عنا؟ قال: العري وكان أصحابه يسخرون به ويؤذونه قال: قلت: خذ هذا البرد فالبسه قال: لا تفعل فإنهم إذا يؤذونني إن رأوه علي فلم أزل به حتى لبسه فخرج عليهم، فقالوا: من ترون خدع عن برده هذا؟ قال فجاء فوضعه قال: أترى؟ قال أسير: فأتيت المجلس فقلت: ما تريدون من هذا الرجل قد آذيتموه؟ الرجل يعرى مرة ويكسى مرة قال: فأخذتهم بلساني أخذا شديدا قال: فقضى أن أهل الكوفة وفدوا إلى عمر رضي فوفد رجل ممن كان يسخر به قال عمر: هل هاهنا أحد من القرنيين؟ قال: فجاء ذلك الرجل قال: فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال: إن رجلا يأتيكم من اليمن يقال له أويس لا يدع باليمن غير أم له وقد كان به بياض فدعا الله فأذهبه إلا مثل موضع الدينار أو الدرهم، فمن لقيه منكم فأمروه فليستغفر لكم قال: فقدم علينا قال: قلت: من أين؟ قال من اليمن قال: قلت: ما اسمك؟ قال: أويس قال: فمن تركت باليمن؟ قال: أما لي قال: أكان بك بياض فدعوت الله فأذهبه عنك؟ قال ": نعم قال: استغفر لي قال: أويستغفر مثلي لمثلك يا أمير المؤمنين؟ قال: فاستغفر له قال: قلت: أنت يا أخي لا تفارقني قال: فأملس مني قال: فأنبئت أنه قدم عليكم الكوفة قال: فجعل ذلك الرجل الذي يسخر به يحقره قال: يقول: ما هذا فينا ولا نعرفه، فقال عمر: بلى: فقال الرجل: إنه رجل كأنه يضع شأنه فقال: فينا يا أمير المؤمنين رجل يقال له أويس نسخر به قال: أدرك ولا أراك تدرك قال: فأقبل ذلك الرجل حتى دخل عليه قبل أن يأتي أهله فقال له أويس: ما هذه بعادتك فما بدا لك؟ قال: سمعت عمر يقول فيك كذا فاستغفر لي يا أويس قال: لا أفعل حتى تجعل لي عليك أن لا تسخر بي فيما بعد وأن لا تذكر الذي سمعته من عمر إلى أحد قال: فاستغفر له، قال أسير: فأتيته فدخلت عليه ليلة فقلت: يا أخي أراك تغيب ونحن لا نشعر قال: ما كان في هذا ما أتبلغ به في الناس وما يجزى كل عبد إلا بعمله قال: ثم أملس منهم فذهب "

شعب الإيمان (9/ 128)
6380 - حديث أويس القرني أنا أبو عبد الله الحسن بن شجاع بن الحسن بن موسى البزاز الصوفي، ببغداد قراءة عليه في جامع المنصور، أنا أبو بكر محمد بن جعفر بن الأنباري، نا أحمد بن الخليل البرجلاني، نا أبو النصر، نا سليمان بن المغيرة، عن سعيد الجريري، عن أبي نضرة، عن أسير بن جابر، قال: كان محدث بالكوفة يحدثنا، فإذا فرغ من حديثه تفرقوا، ويبقى معه فيهم رجل يتكلم بكلام لا يسمع أحدا يتكلم بكلامه، فأتيته ففقدته فقلت لأصحابي: هل تعرفون رجلا كان يجالسنا كذا وكذا؟ فقال رجل من القوم: نعم، أنا أعرفه ذاك أويس القرني، قلت: أتعرف منزله؟ قال: نعم، فانطلقت معه حيث حجرته فخرج إلي، فقال: يا أخي ما حبسك ههنا؟ قال: العربي. قال: وكان أصحابه يسخرون به ويؤذونه. قال: قلت: فخذ هذا الثوب - يعني البرد - فالبسه. قال: لا تفعل فإنهم إذا يؤذونني إذا رأوه. قال: فلم أزل به حتى لبسه فخرج عليهم، فقالوا: من ترون خذع عن بردة هذا؟ قال: فجاء موضعه، قال: أترى؟ قال: أتيت المجلس، فقلت: ماذا تريدون من هذا الرجل قد آذيتموه الرجل يعرى مرة ويكتسي أخرى، قال: فأخذتهم بلساني أخذا شديدا، قال: فقضى أن أهل الكوفة وفدوا على عمر بن الخطاب فوفد رجل منهم ممن كان يسخر به، فقال عمر: ما هاهنا أحد من القرنيين؟ قال: فجاء ذلك الرجل، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن رجلا يأتيكم من اليمن يقال له أويس لا يدع باليمن غير أم له، وقد كان به بياض فدعا الله عز وجل فأذهبه عنه إلا مثل موضع الدينار أو الدرهم، فمن لقيه منكم فأمروه أن يستغفر لكم "، قال عمر: فقدم علينا، قال: فقلت: من أين؟ قال: من اليمن، قلت: ما اسمك؟ قال: أويس، قلت: فمن تركت باليمن؟ قال: أما لي، قال: قلت: أكان بك بياض فدعوت الله فأذهبه عنك؟ قال: نعم، قال: قلت: استغفر الله لي، قال: أو يستغفر مثلي لمثلك يا أمير المؤمنين؟ قال: فاستغفر لي، قال: قلت: أنت أخي لا تفارقني، قال: فإنما ليسرني فأنبئت أنه قدم عليكم الكوفة، قال: فجعل ذلك الذي يسخر به يحقره، قال: يقول: ما هذا فينا ولا نعرفه قال عمر: بلى، إنه رجل كذا، قال: كأنه يضع شأنه فينا يا أمير المؤمنين رجل يقال له أويس، قال: لا أدراك أو لا أراك تدرك، قال: فأقبل ذلك الرجل حتى دخل عليه قبل أن يأتي أهله، فقال له أويس: ما هذه بعادتك فما بدا لك؟ قال: سمعت عمر يقول فيك كذا وكذا فاستغفر لي يا أويس، قال: لا أفعل حتى تجعل لي عليك أن لا تسخر بي فيما بعد، وأن لا تذكر ما سمعته من عمر إلى أحد، قال: فاستغفر له. قال: أبشر فما لبث أن فشا أمره بالكوفة. قال: فدخلت عليه، فقلت له: يا أخي، ألا أراك العجيب ونحن لا نشعر، فقال: ما كان في هذا ما أتبلغ به في الناس وما يجزى كل عبد إلا بعمله ثم أغلس مني فذهب. رواه في الصحيح , عن زهير بن حرب، عن النضر بن هاشم بن القاسم مختصرا

[صحيح مسلم] (4/ 1968)
223 - (2542) حدثني زهير بن حرب، حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا سليمان بن المغيرة، حدثني سعيد الجريري، عن أبي نضرة، عن أسير بن جابر، أن أهل الكوفة وفدوا إلى عمر، وفيهم رجل ممن كان يسخر بأويس، فقال عمر : هل هاهنا أحد من القرنيين؟ فجاء ذلك الرجل فقال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال: إن رجلا يأتيكم من اليمن يقال له أويس، لا يدع باليمن غير أم له، قد كان به بياض، فدعا الله فأذهبه عنه، إلا موضع الدينار أو الدرهم، فمن لقيه منكم فليستغفر لكم