الموسوعة الحديثية


- قال مالكٌ أبو أَنَسٍ لامرأتِهِ أُمِّ سُلَيْمٍ – وهي أُمُّ أَنَسٍ – إنَّ هذا الرجلَ – يَعْنِي النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – يُحَرِّمُ الخمرَ – فانطلق حتى أتى الشامَ فهلَك هناك فجاء أبو طلحةَ، فخَطَب أُمَّ سُلَيْمٍ، فكَلَّمَها في ذلك، فقالت : يا أبا طلحةَ ! ما مِثْلُكَ يُرَدُّ، ولكنك امْرُؤٌ كافرٌ، وأنا امرأةٌ مسلمةٌ لا يَصْلُحُ لِي أن أتزوجَكَ ! فقال : ما ذاك دَهْرُكِ ! قالت : وما دَهْرِي ؟ قال : الصفراءُ والبيضاءُ ! قالت : فإني لا أريدُ صفراءَ ولا بيضاءَ ، أريدُ منك الإسلامَ، فإن تُسْلِمْ فذاك مَهْرِي، ولا أسألُك غيرَه، قال : فمَن لي بذلك ؟ قالت : لك بذلك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فانطلق أبو طلحةَ يريدُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جالسٌ في أصحابِه، فلما رآه قال : جاءكم أبو طلحةَ غُرَّةُ الإسلامِ بين عَيْنَيْهِ، فأَخْبَرَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بما قالت أُمُّ سُلَيْمٍ، فتَزَوَّجَها على ذلك. قال ثابتٌ وهو الْبُنَانِيُّ أَحَدُ رُواةِ القِصَّةِ عن أَنَسٍ : فما بَلَغَنا أنَّ مَهْرًا كان أعظمَ منه أنها رَضِيَتِ الإسلامَ مَهْرًا، فتَزَوَّجَها وكانت امرأةً مَلِيحَةَ الْعَيْنَيْنِ، فيها صِغَرٌ، فكانت معه حتى وُلِدَ له بُنَيٌّ، وكان يُحِبُّه أبو طلحةَ حُبًّا شديدًا. ومَرِضَ الصبيُّ مَرَضًا شديدًا، وتواضع أبو طلحةَ لِمَرَضِه أو تَضَعْضَعَ له، فكان أبو طلحةَ يقومُ صلاةَ الغداةِ يتوضأُ، ويأتي النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيُصَلِّي معه، ويكونُ معه إلى قريبٍ من نِصْفِ النهارِ، ويَجِيءُ يَقِيلُ ويأكلُ، فإذا صلى الظهرَ تَهَيَّأَ وذهب، فلم يَجِئْ إلى صلاةِ الْعَتَمَةِ فانطلق أبو طلحةَ عَشِيَّةً إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وفي روايةٍ : إلى المسجدِ ومات الصبيُّ فقالت أُمُّ سُلَيْمٍ : لا يَنْعَيَنَّ إلى أبي طلحةَ أَحَدٌ ابنَه حتى أكونَ أنا الذي أنعاه له، فهيأت الصبيَّ فسَجَّتْ عليه، ووَضَعَتْهُ في جانبِ البيتِ، وجاء أبو طلحةَ من عندِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى دخل عليها ومعه ناسٌ من أهلِ المسجدِ من أصحابِه فقال : كيف ابْنِي ؟ فقالت : يا أبا طلحةَ ما كان منذ اشْتَكَى أَسْكَنَ منه الساعةَ وأَرْجُو أن يكونَ قد استراح ! فأَتَتْه بعَشائِهِ فقَرَّبَتْهُ إليهم فتَعَشَّوْا، وخرج القومُ، قال : فقام إلى فراشِه فوضع رأسَه، ثم قامت فتَطَيَّبَتْ، وتَصَنَّعَتْ له أَحْسَنَ ما كانت تَصَنَّعُ قبلَ ذلك، ثم جاءت حتى دَخَلَتْ معه الفراشَ، فما هو إلا أن وجد رِيحَ الطِّيبِ كان منه ما يكونُ من الرجلِ إلى أهلِه، فلما كان آخِرُ الليلِ قالت : يا أبا طلحةَ أَرَأَيْتَ لو أنَّ قومًا أعارُوا قومًا عاريةً لهم، فسألوهم إياها أكان لهم أن يمنعوهم ؟ فقال : لا؛ قالت فإنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ كان أعارك ابنَك عاريةً، ثم قبضه إليه، فاحْتَسِبْ واصْبِرْ ! فغَضِبَ ثم قال : تَرَكْتِنِي حتى إذا وَقَعْتُ بما وَقَعْتُ به نَعَيْتِ إلَيَّ ابْنِي ! فاسْتَرْجَعَ، وحَمِدَ اللهَ، فلما أصبح اغتسل، ثم غدا إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فصَلَّى معه فأخبره، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بارك اللهُ لكما في غابِرِ ليلتِكُما، فثَقَلَت من ذلك الحملِ، وكانت أُمُّ سُلَيْمٍ تسافرُ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، تخرجُ إذا خرج، وتدخلُ معه إذا دخل، وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا وَلَدْتِ فأْتُونِي بالصبيِّ، قال : فكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في سَفَرٍ وهي معه، وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا أتى المدينةَ من سَفَرٍ لا يَطْرُقُها طُرُوقًا ، فدَنَوْا من المدينةِ، فضربها الْمَخَاضُ ، واحْتَبَس عليها أبو طلحةَ، وانطلق رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال أبو طلحةَ : يا رَبِّ إنك لَتَعْلَمُ أنه يُعْجِبُنِي أن أخرجَ مع رسولِك إذا خرج، وأدخلَ معه إذا دخل، وقد احْتَبَسْتُ بما تَرَى، قال : تقولُ أُمُّ سُلَيْمٍ : يا أبا طلحةَ ما أَجِدُ الذي كنتُ أَجِدُ فانْطَلَقا، قال : وضربها الْمَخَاضُ حين قَدِمُوا، فوَلَدَتْ غلامًا، وقالت لابنِها أَنَسٍ : يا أَنَسُ ! لا يَطْعَمُ شيئًا حتى تَغْدُوا به إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وبَعَثَتْ معه بتَمَراتٍ، قال : فبات يبكي، وبِتُّ مُجْنِحًا عليه، أُكَالِئُهُ حتى أصبحتُ ، فغَدَوْتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وعليه بُرْدَةٌ، وهو يَسِمُ إبِلًا أو غنمًا قَدِمَتْ عليه، فلما نظر إليه، قال لأنسٍ : أَوَلَدَتْ بنتُ مِلْحَانَ ؟ قال : نعم، فقال : رُوَيْدَكَ أَفْرُغُ لك، قال : فأَلْقَى ما في يدِه، فتناول الصبيَّ وقال : أمعه شيءٌ ؟ قالوا : نعم، تمراتٌ، فأخذ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعضَ التمرِ فمَضَغَهُنَّ، ثم جَمَع بُزَاقَه، ثم فَغَر فاه، وأَوْجَرَهُ إيَّاه، فجعل يُحَنِّكُ الصبيَّ، وجعل الصبيُّ يَتَلَمَّظُ : يَمُصُّ بعضَ حلاوةِ التمرِ وريقِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فكان أولُ مَن فَتَحَ أمعاءَ ذلك الصبيِّ على رِيقِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : انظروا إلى حُبِّ الأنصارِ التمرَ ، قال : قلت : يا رسولَ اللهِ سَمِّهِ، قال : فمسح وجهَه وسماه عبدَ اللهِ، فما كان في الأنصارِ شابٌّ أفضلَ منه، قال فخرج منه رَجِلٌ كثيرٌ، واستُشْهِدَ عبدُ اللهِ بفارِسٍ.
خلاصة حكم المحدث : أخرجه البخاري ومسلم مختصرا مقتصرا على قصة وفاة الصبي
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : أحكام الجنائز الصفحة أو الرقم : 35
التخريج : أخرجه الطيالسي (2168) واللفظ له، والبيهقي (7381)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (19/401)
التصنيف الموضوعي: أسماء - من سماه النبي ابتداء صيد - وسم الدواب مناقب وفضائل - أبو طلحة مناقب وفضائل - أم سليم مولود - أحكام المولود
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

أصول الحديث:


مسند أبي داود الطيالسي (3/ 533)
: ‌2168 - حدثنا أبو داود ، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة ، وحماد بن سلمة ، وجعفر بن سليمان ، - كلهم - عن ثابت ، عن أنس . قال أبو داود : وحدثناه شيخ سمعه من النضر بن أنس - وقد دخل حديث بعضهم في بعض - قال: قال مالك أبو أنس لامرأته أم سليم - وهي أم أنس -: إن هذا الرجل - يعني النبي صلى الله عليه وسلم يحرم الخمر، فانطلق حتى أتى الشام فهلك هناك، فجاء أبو طلحة فخطب أم سليم، فكلمها في ذلك، فقالت: يا أبا طلحة، ما مثلك يرد، ولكنك امرؤ كافر، وأنا امرأة مسلمة، لا يصلح لي أن أتزوجك، فقال: ما ذاك دهرك، قالت: وما دهري؟ قال: الصفراء والبيضاء، قالت: فإني لا أريد صفراء ولا بيضاء، أريد منك الإسلام، قال: فمن لي بذلك؟ قالت: لك بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلق أبو طلحة يريد النبي صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في أصحابه، فلما رآه قال: جاءكم أبو طلحة، غرة الإسلام بين عينيه. فجاء، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما قالت أم سليم، فتزوجها على ذلك، قال ثابت: فما بلغنا أن مهرا كان أعظم منه، إنها رضيت الإسلام مهرا، فتزوجها، وكانت امرأة مليحة العينين، فيها صغر، فكانت معه حتى ولد له بني، وكان يحبه أبو طلحة حبا شديدا، ومرض الصبي، وتواضع أبو طلحة لمرضه أو تضعضع له، فانطلق أبو طلحة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومات الصبي، فقالت أم سليم: لا ينعين إلى أبي طلحة أحد ابنه، حتى أكون أنا الذي أنعاه له، فهيأت الصبي ووضعته، وجاء أبو طلحة من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى دخل عليها، فقال: كيف ابني؟ فقالت: يا أبا طلحة، ما كان منذ اشتكى أسكن منه الساعة، قال: فلله الحمد، فأتته بعشائه، فأصاب منه، ثم قامت فتطيبت وتعرضت له فأصاب منها، فلما علمت أنه طعم وأصاب منها، قالت: يا أبا طلحة، أرأيت لو أن قوما أعاروا قوما عارية لهم، فسألوهم إياها، أكان لهم أن يمنعوهم؟ فقال: لا، قالت: فإن الله عز وجل كان أعارك ابنك عارية ثم قبضه إليه، فاحتسب ابنك واصبر، فغضب، ثم قال: تركتيني حتى إذا وقعت بما وقعت به، نعيت إلي ابني، ثم غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بارك الله لكما في غابر ليلتكما فتلقت من ذلك الحمل، وكانت أم سليم تسافر مع النبي صلى الله عليه وسلم، تخرج معه إذا خرج، وتدخل معه إذا دخل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا ولدت فأتوني بالصبي فأخذها الطلق ليلة قربهم من المدينة، فقالت: اللهم إني كنت أدخل إذا دخل نبيك، وأخرج إذا خرج نبيك، وقد حضر هذا الأمر، فولدت غلاما، وقالت لابنها أنس، انطلق بالصبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ أنس الصبي فانطلق به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يسم إبلا أو غنما، فلما نظر إليه قال لأنس: أولدت بنت ملحان؟ قال: نعم، فألقى ما في يده، فتناول الصبي، فقال: ائتوني بتمرات عجوة فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم التمر، فجعل يحنك الصبي، وجعل الصبي يتلمظ، فقال: انظروا إلى حب الأنصار التمر فحنكه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسماه عبد الله. قال ثابت: وكان يعد من خيار المسلمين.

السنن الكبرى للبيهقي - دائرة المعارف (4/ 65)
7381- أخبرنا أبو بكر : محمد بن الحسن بن فورك أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يونس بن حبيب حدثنا أبو داود حدثنا سليمان بن المغيرة وحماد بن سلمة وجعفر بن سليمان كلهم عن ثابت عن أنس. قال أبو داود وحدثناه شيخ سمعه من النضر بن أنس وقد دخل حديث بعضهم فى بعض قال قال مالك أبو أنس لامرأته أم سليم وهى أم أنس : أرى هذا الرجل - يعنى - النبى -صلى الله عليه وسلم- يحرم الخمر فانطلق حتى أتى الشام فهلك هنالك. فجاء أبو طلحة فخطب أم سليم فكلمها فى ذلك فقالت : يا أبا طلحة ما مثلك يرد ولكنك امرؤ كافر وأنا امرأة مسلمة لا يصلح أن أتزوجك فقال : وما ذاك دهرك قالت : وما دهرى قال : الصفراء والبيضاء قالت : فإنى لا أريد صفراء ولا بيضاء أريد منك الإسلام قال : فمن لى بذلك قالت : لك بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فانطلق أبو طلحة يريد النبى -صلى الله عليه وسلم- ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالس فى أصحابه فلما رآه قال : جاءكم أبو طلحة غرة الإسلام بين عينيه . فجاء فأخبر النبى -صلى الله عليه وسلم- بما قالت أم سليم فتزوجها على ذلك قال ثابت : فما بلغنا أن مهرا كان أعظم منه أنها رضيت بالإسلام مهرا فتزوجها ، وكانت امرأة مليحة العينين فيها صغر فكانت معه حتى ولد منه بنى ، وكان يحبه أبو طلحة حبا شديدا إذ مرض الصبى وتواضع أبو طلحة لمرضه أو تضعضع له فانطلق أبو طلحة إلى النبى -صلى الله عليه وسلم- ومات الصبى فقالت أم سليم رضى الله عنها : لا ينعين إلى أبى طلحة أحد ابنه حتى أكون أنا أنعاه له ، فهيأت الصبى ووضعته وجاء أبو طلحة من عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى دخل عليها فقال : كيف ابنى فقالت : يا أبا طلحة ما كان منذ اشتكى أسكن منه الساعة. قال : فلله الحمد فأتته بعشائه فأصاب منه ، ثم قامت فتطيبت وتعرضت له فأصاب منها فلما علمت أنه طعم وأصاب منها قالت : يا أبا طلحة أرأيت لو أن قوما أعاروا قوما عارية لهم فسألوهم إياها أكان لهم أن يمنعوهم؟ فقال : لا قالت : فإن الله عز وجل كان أعارك ابنك عارية ، ثم قبضه إليه فاحتسب ابنك واصبر فغضب ، ثم قال : تركتينى حتى إذا وقعت بما وقعت به نعيت إلى ابنى ، ثم غدا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبره فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : بارك الله لكما فى غابر ليلتكما . فتلقت من ذلك الحمل وكانت أم سليم رضى الله عنها تسافر مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تخرج معه إذا خرج ، وتدخل معه إذا دخل وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : إذا ولدت أم سليم فأتونى بالصبى . فأخذها الطلق ليلة قربهم من المدينة قالت : اللهم إنى كنت أدخل إذا دخل نبيك وأخرج إذا خرج نبيك وقد حضر هذا الأمر فولدت غلاما - يعنى حين قدما المدينة - فقالت لابنها أنس : انطلق بالصبى إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخذ أنس الصبى فانطلق به إلى النبى -صلى الله عليه وسلم- وهو يسم إبلا وغنما فلما نظر إليه قال لأنس : أولدت ابنة ملحان . قال : نعم فألقى ما فى يده فتناول الصبى فقال : ائتونى بتمرات عجوة . فأخذ النبى -صلى الله عليه وسلم- التمر فجعل يحنك الصبى وجعل الصبى يتلمظ فقال : انظروا إلى حب الأنصار التمر . فحنكه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسماه عبد الله قال ثابت : وكان يعد من خيار المسلمين. أخرجه مسلم فى الصحيح من حديث سليمان بن المغيرة عن ثابت قصة الوفاة دون ما قبلها من قصة التزويج ، وأخرجه البخارى من حديث إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة عن أنس مختصرا.

[تاريخ دمشق - لابن عساكر] (19/ 401)
: أنبأنا أبو علي الحداد في كتابه ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا يوسف بن الحسن بن محمد قالا أنبأ أبو نعيم الحافظ نا عبد الله بن جعفر وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنبأ أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنا عبد الله بن جعفر نا يونس بن حبيب نا أبو داود نا سليمان بن المغيرة وحماد بن سلمة وجعفر بن سليمان كلهم عن ثابت عن أنس قال أبو داود وحدثنا شيخ سمعه من النضر بن أنس وقد دخل حديث بعضهم في بعض قال قال مالك أبو أنس لامرأته وهي أم أنس أرى هذا الرجل يعني النبي صلى الله عليه وسلم - يحرم الخمر ‌فانطلق ‌حتى ‌أتى ‌الشام فهلك هنالك فجاء أبو طلحة يخطب أم سليم فكلمها في ذلك فقالت يا أبا طلحة ما مثلك يرد ولكنك امرؤ كافر وأنا امرأة مسلمة لا يصلح أن أتزوجك فقال ما ذاك دهرك قالت وما دهري قال الصفراء والبيضاء قالت فإني لا أريد صفراء ولا بيضاء أريد منك الإسلام قال فمن لي بذلك قالت لك بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم - فانطلق أبو طلحة يريد النبي صلى الله عليه وسلم - ورسول الله صلى الله عليه وسلم - جالس في أصحابه فلما رآه قال جاءكم أبو طلحة غرة الإسلام بين عينيه فجاء فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم - بما قالت أم سليم فتزوجها على ذلك قال كانت فما بلغنا أن مهرا كان أعظم منه أنها رضيت بالإسلام مهرا فتزوجها وكانت امرأة مليحة العينين فيها صعر فكانت معه حتى ولدت له وحديث زاهر حتى ولدت منه بني وكان يحبه أبو طلحة حبا شديدا فمرض وفي حديث زاهر إذ مرض الصبي وتواضع أبو طلحة لمرضه أو تضعضع له فانطلق أبو طلحة إلى النبي صلى الله عليه وسلم - ومات الصبي فقالت أم سليم لا ينعين إلى أبي طلحة أحد ابنه حتى أكون أنا أنعاه له فهيأت الصبي ووضعته وجاء أبو طلحة من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم - حين دخل عليها فقال كيف ابني فقالت يا أبا طلحة ما كان منذ اشتكى أسكن منه الساعة قال فلله الحمد فأتته بعشائه فأصاب منه ثم قامت فتطيبت وتعرضت له فأصاب منها فلما علمت أنه قد طعم وأصاب منها قالت يا أبا طلحة أرأيت لو أن قوما أعاروا قوما عارية لهم فسألوهم إياها أكان لهم أن يمنعوهم فقال لا قالت فإن الله عز وجل كان أعارك ابنك عارية ثم قبضه إليه فاحتسب ابنك واصبر فغضب ثم قال تركتني حتى إذا وقعت بما وقعت به نعيت إلي ابني ثم غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم - فأخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - بارك الله لكما في غابر ليلتكما فبلغت من ذلك الحمل وكانت أم سليم تسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - تخرج معه إذا خرج وتدخل معه إذا دخل وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - إذا ولدت أم سليم فائتوني بالصبي فأخذها الطلق ليلة قربهم من المدينة قالت اللهم إني كنت أدخل إذا دخل نبيك وأخرج إذا خرج نبيك وقد حضر وفي حديث الحداد حضرنا هذا الأمر فولدت غلاما زاد ابن فورك حين قدما المدينة فقالت لابنها أنس انطلق بالصبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فأخذ أنس الصبي فانطلق به إلى النبي صلى الله عليه وسلم - وهو يسم إبلا وغنما وفي حديث أبي نعيم أو غنما فلما نظر إليه فقال ائتوني بتمرات عجوة فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم - التمر فجعل يحنك الصبي وجعل الصبي يتلمظ فقال انظروا إلى حب الأنصار التمر فحنكه رسول الله وسماه عبد الله قال ثابت وكان يعد من خيار المسلمين.