الموسوعة الحديثية


- قال النَّاسُ : يا رسولَ اللهِ هل نرى ربَّنا يومَ القيامةِ ؟ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( هل تُضارُّونَ في الشَّمسِ ليس دونَها سَحابٌ ) ؟ قالوا : لا يا رسولَ اللهِ قال : ( فهل تُضارُّونَ في القمرِ ليلةَ البدرِ ليس دونَه سَحابٌ ) ؟ قالوا : لا يا رسولَ اللهِ قال : ( فإنَّكم ترَوْنَه يومَ القيامةِ كذلكَ يجمَعُ اللهُ النَّاسَ يومَ القيامةِ فيقولُ : مَن كان يعبُدُ شيئًا فلْيَتْبَعْه فيتبَعُ مَن كان يعبُدُ الشَّمسَ الشَّمسَ ومَن كان يعبُدُ القمرَ القمرَ ويتبَعْ مَن كان يعبُدُ الطَّواغيتَ الطَّواغيتَ وتبقى هذه الأُمَّةُ فيها مُنافِقوها فيأتيهم اللهُ جلَّ وعلا في غيرِ صورتِه الَّتي يعرِفونَ فيقولُ : أنا ربُّكم فيقولونَ : نعوذُ باللهِ منكَ هذا مَقامُنا حتَّى يأتيَنا ربُّنا فإذا جاءنا ربُّنا عرَفْناه قال : فيأتيهم في الصُّورةِ الَّتي يعرِفونَ فيقولُ : أنا ربُّكم فيقولونَ : أنتَ ربُّنا ويُضرَبُ جِسرٌ على جَهنَّمَ ) قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( فأكونُ أوَّلَ مَن يجُوزُه ودعوةُ الرُّسلِ يومَئذٍ : اللَّهمَّ سلِّمْ سلِّمْ وبه كلاليبُ مِثْلُ شَوكِ السَّعدانِ هل تدرونَ شَوكَ السَّعدانِ ) ؟ قالوا : نَعم يا رسولَ اللهِ قال : ( فإنَّها مِثلُ شَوكِ السَّعدانِ غيرَ أنَّه لا يعلَمُ قدرَ عِظَمِها إلَّا اللهُ فتخطَفُ النَّاسَ بأعمالِهم فمنهم المُوبَقُ بعمَلِه ومنهم المُخردَلُ ثمَّ ينجو حتَّى إذا فرَغ اللهُ مِن القضاءِ بَيْنَ عبادِه وأراد أنْ يُخرِجَ مِن النَّارِ مَن أراد ممَّن كان يشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ أمَر اللهُ الملائكةَ أنْ يُخرِجوهم فيعرفونَهم بعلامةِ آثارِ السُّجودِ قال : وحرَّم اللهُ على النَّارِ أنْ تأكُلَ مِن ابنِ آدَمَ أثَرَ السُّجودِ قال : فيُخرِجونهم قد امتُحِشوا فيُصَبُّ عليهم ماءٌ يُقالُ له : ماءُ الحياةِ فينبُتونَ نباتَ الحِبَّةِ في حَميلِ السَّيلِ ) قال : ( ويبقى رجُلٌ مُقبِلٌ بوجهِه على النَّارِ ) فيقولُ : يا ربِّ قد قشَبني ريحُها وأحرَقني ذَكاؤُها فاصرِفْ وجهي عنِ النَّارِ فلا يزالُ يدعو فيقولُ اللهُ جلَّ وعلا : فلعلِّي إنْ أعطَيْتُكَ ذلكَ أنْ تسأَلَني غيرَه ؟ فيقولُ : لا وعزَّتِكَ لا أسأَلُكَ غيرَه فيصرِفُ وجهَه عنِ النَّارِ ثمَّ يقولُ بعدَ ذلكَ : يا ربِّ قرِّبْني إلى بابِ الجنَّةِ فيقولُ جلَّ وعلا : أليس قد زعَمْتَ ألَّا تسأَلَني غيرَه ؟ وَيْلَكَ يا ابنَ آدَمَ ما أغدرَكَ فلا يزالُ يدعو فيقولُ جلَّ وعلا : فلعلَّكَ إنْ أعطَيْتُكَ ذلكَ أنْ تسأَلَني غيرَه ؟ فيقولُ : لا وعزَّتِكَ لا أسأَلُكَ غيرَه ويُعطي اللهَ مِن عهودٍ ومواثيقَ ألَّا يسأَلَه غيرَه فيُقرِّبُه إلى بابِ الجنَّةِ فلمَّا قرَّبه منها انفَهَقَتْ له الجنَّةُ فإذا رأى ما فيها سكَت ما شاء اللهُ أنْ يسكُتَ ثمَّ يقولُ : يا ربِّ أدخِلْني الجنَّةَ فيقولُ جلَّ وعلا : أليس قد زعَمْتَ ألَّا تسأَلَني غيرَه ؟ وَيْلَكَ يا ابنَ آدَمَ ما أغدَرَكَ فيقولُ : يا ربِّ لا تجعَلْني أشقى خَلْقِكَ قال : فلا يزالُ يدعو حتَّى يضحَكَ جلَّ وعلا فإذا ضحِك منه أذِن له بالدُّخولِ دخولِ الجنَّةِ فإذا دخَل قيل له : تَمَنَّ كذا وتَمَنَّ كذا فيتمنَّى حتَّى تنقطِعَ به الأمانيُّ فيقولُ جلَّ وعلا : هو لكَ ومِثْلُه معه ) قال أبو سعيدٍ : سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ : ( هو لكَ وعشَرةُ أمثالِه ) فقال أبو هُرَيْرَةَ : حفِظْتُ : ( هو لكَ ومِثْلُه معه وذلك الرَّجُلُ آخِرُ أهلِ الجنَّةِ دخولًا )
خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه
الراوي : أبو هريرة وأبو سعيد الخدري | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان الصفحة أو الرقم : 7429
التخريج : أخرجه البخاري (806)، ومسلم (182)، وأحمد (7717) واللفظ لهم.
التصنيف الموضوعي: جنة - رؤية الله تبارك وتعالى في الجنة آداب عامة - ضرب الأمثال إيمان - الشرك ظلم عظيم إيمان - كلام الله قيامة - أهوال يوم القيامة
| شرح حديث مشابه

أصول الحديث:


[صحيح ابن حبان: التقاسيم والأنواع] (6/ 296)
: ‌‌ذكر الإخبار عن وصف حالة آخر من يدخل الجنة ممن أخرج من النار بعد تعذيب الله جل وعلا إياهم بذنوبهم. 5266 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، قال: حدثنا ابن أبي السري، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي هريرة، قال: قال الناس: يا رسول الله، ‌هل ‌نرى ‌ربنا ‌يوم ‌القيامة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "هل تضارون في رؤية الشمس ليس دونها سحاب؟ " قالوا: لا يا رسول الله، قال: "فهل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟ " قالوا: لا يا رسول الله، قال: "فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك، يجمع الله الناس يوم القيامة، فيقول: من كان يعبد شيئا فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ومن كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها، فيأتيهم الله جل وعلا في غير صورته التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، هذا مقامنا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاءنا ربنا عرفناه"، قال: "فيأتيهم في الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، ويضرب جسر على جهنم". قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فأكون أول من يجوز عليه، ودعوة الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم، وبه كلاليب مثل شوك السعدان، هل تدرون شوك السعدان؟ " قالوا: نعم يا رسول الله، قال: "فإنها مثل شوك السعدان، غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله، فتخطف الناس بأعمالهم، فمنهم الموبق بعمله، ومنهم المخردل، ثم ينجو حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده، وأراد أن يخرج من النار من أراد ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله، أمر الله الملائكة فيخرجونهم فيعرفونهم فيصب عليهم ماء يقال له ماء الحياة، فينبتون نبات الحبة في حميل السيل"، قال: "ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار، فيقول: يا رب، قد أقشبني ريحها، وأحرقني ذكاؤها، فاصرف وجهي عن النار، فلا يزال يدعو، فيقول الله جل وعلا: فلعلي إن أعطيتك ذلك أن تسألني غيره؟ فيقول: لا وعزتك لا أسألك غيره، فيصرف وجهه عن النار، ثم يقول بعد ذلك: يا رب، قربني إلى باب الجنة، فيقول جل وعلا: أليس قد زعمت أن لا تسألني غيره؟ ويلك يا ابن آدم ما أغدرك، فلا يزال يدعو، فيقول جل وعلا: فلعلك إن أعطيتك ذلك أن تسألني غيره؟ فيقول: لا وعزتك لا أسألك غيره، ويعطي الله من عهود ومواثيق أن لا يسأله غيره، فيقربه إلى باب الجنة، فلما قربه منها انفهقت له الجنة، فإذا رأى ما فيها سكت ما شاء الله أن يسكت، ثم يقول: يا رب، أدخلني الجنة، فيقول جل وعلا: أليس قد زعمت أن لا تسألني غيره؟ أوليس قد أعطيت عهودك ومواثيقك أن لا تسألني غيره، ويلك يا ابن آدم ما أغدرك! فيقول: يا رب، لا تجعلني أشقى خلقك"، قال: "فلا يزال يدعو حتى يضحك جل وعلا، فإذا ضحك منه، أذن له بالدخول دخول الجنة، فإذا دخل قيل له: تمن كذا وتمن كذا، فيتمنى حتى تنقطع به الأماني، فيقول جل وعلا: هو لك ومثله معه". قال أبو سعيد: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "هو لك وعشرة أمثاله"، فقال أبو هريرة: حفظت: "هو لك ومثله معه"، وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولا.

[صحيح البخاري] (1/ 160)
: 806 - حدثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني سعيد بن المسيب وعطاء بن يزيد الليثي: أن أبا ‌هريرة أخبرهما: أن الناس قالوا: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: هل ‌تمارون ‌في ‌القمر ‌ليلة ‌البدر، ‌ليس ‌دونه ‌سحاب؟. قالوا: لا يا رسول الله، قال: فهل تمارون في الشمس ليس دونها سحاب؟. قالوا: لا، قال: فإنكم ترونه كذلك، يحشر الناس يوم القيامة، فيقول: من كان يعبد شيئا فليتبع، فمنهم من يتبع الشمس، ومنهم من يتبع القمر، ومنهم من يتبع الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها، فيأتيهم الله فيقول: أنا ربكم، فيقولون: هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاء ربنا عرفناه، فيأتيهم الله فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فيدعوهم فيضرب الصراط بين ظهراني جهنم، فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته، ولا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل، وكلام الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم، وفي جهنم كلاليب، مثل شوك السعدان، هل رأيتم شوك السعدان؟. قالوا: نعم، قال: فإنها مثل شوك السعدان، غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله، تخطف الناس بأعمالهم، فمنهم من يوبق بعمله، ومنهم من يخردل ثم ينجو، حتى إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار، أمر الله الملائكة أن يخرجوا من كان يعبد الله، فيخرجونهم ويعرفونهم بآثار السجود، وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود، فيخرجون من النار، فكل ابن آدم تأكله النار إلا أثر السجود، فيخرجون من النار قد امتحشوا فيصب عليهم ماء الحياة، فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل، ثم يفرغ الله من القضاء بين العباد، ويبقى رجل بين الجنة والنار، وهو آخر أهل النار دخولا الجنة، مقبل بوجهه قبل النار، فيقول: يا رب اصرف وجهي عن النار، قد قشبني ريحها، وأحرقني ذكاؤها، فيقول: هل عسيت إن فعل ذلك بك أن تسأل غير ذلك؟ فيقول: لا وعزتك، فيعطي الله ما يشاء من عهد وميثاق، فيصرف الله وجهه عن النار، فإذا أقبل به على الجنة، رأى بهجتها سكت ما شاء الله أن يسكت، ثم قال: يا رب قدمني عند باب الجنة، فيقول الله له: أليس قد أعطيت العهود والميثاق ألا تسأل غير الذي كنت سألت؟ فيقول: يا رب لا أكون أشقى خلقك، فيقول: فما عسيت إن أعطيت ذلك ألا تسأل غيره؟ فيقول: لا وعزتك، لا أسأل غير ذلك، فيعطي ربه ما شاء من عهد وميثاق، فيقدمه إلى باب الجنة، فإذا بلغ بابها فرأى زهرتها وما فيها من النضرة والسرور، فيسكت ما شاء الله أن يسكت، فيقول: يا رب أدخلني الجنة، فيقول الله: ويحك يا ابن آدم، ما أغدرك، أليس قد أعطيت العهود والميثاق ألا تسأل غير الذي أعطيت؟ فيقول: يا رب لا تجعلني أشقى خلقك، فيضحك الله عز وجل منه، ثم يأذن له في دخول الجنة، فيقول: تمن، فيتمنى حتى إذا انقطع أمنيته، قال الله عز وجل من كذا وكذا، أقبل يذكره ربه، حتى إذا انتهت به الأماني، قال الله تعالى: لك ذلك ومثله معه. قال أبو سعيد الخدري لأبي ‌هريرة رضي الله عنهما: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله: لك ذلك وعشرة أمثاله. قال أبو ‌هريرة: لم أحفظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قوله: لك ذلك ومثله معه. قال أبو سعيد: إني سمعته يقول: ذلك لك وعشرة أمثاله.

صحيح مسلم (1/ 163 ت عبد الباقي)
: ‌‌(81) باب معرفة طريق الرؤية 299 - (182) حدثني زهير بن حرب. حدثنا يعقوب بن إبراهيم. حدثنا أبي عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد الليثي؛ أن أبا ‌هريرة أخبره؛ أن ناسا قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله! هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "‌هل ‌تضارون ‌في ‌رؤية ‌القمر ‌ليلة ‌البدر؟ " قالوا: لا. يا رسول الله! قال: "هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ " قالوا: لا. يا رسول الله! قال "فإنكم ترونه كذلك. يجمع الله الناس يوم القيامة. فيقول: من كان يعبد شيئا فليتبعه. فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس. ويتبع من كان يعبد القمر القمر. ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت. وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها. فيأتيهم الله، تبارك وتعالى، في صورة غير صورته التي يعرفون. فيقول: أنا ربكم. فيقولون: نعوذ بالله منك. هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا. فإذا جاء ربنا عرفناه. فيأتيهم الله تعالى في صورته التي يعرفون. فيقول: أنا ربكم. فيقولون: أنت ربنا. فيتبعونه. ويضرب الصراط بين ظهري جهنم. فأكون أنا وأمتي أول من يجيز. ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل. ودعوى الرسل يومئذ: اللهم! سلم، سلم. وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان. هل رأيتم السعدان؟ " قالوا: نعم. يا رسول الله! قال: "فإنها مثل شوك السعدان. غير أنه لا يعلم ما قدر عظمها إلا الله. تخطف الناس بأعمالهم. فمنم المؤمن بقي بعمله. ومنهم المجازى حتى ينجى. حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد، وأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار، أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئا، ممن أراد الله تعالى أن يرحمه، ممن يقول: لا إله إلا الله. فيعرفونهم في النار. يعرفونهم بأثر السجود. تأكل النار من ابن آدم إلا أثر السجود. حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود. فيخرجون من النار وقد امتحشوا. فيصب عليهم ماء الحياة. فينبتون منه كما تنبت الحبة في حميل السيل. ثم يفرغ الله تعالى من القضاء بين العباد. ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار. وهو آخر أهل الجنة دخولا الجنة. فيقول: أي رب! اصرف وجهي عن النار. فإنه قد قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها. فيدعو الله ما شاء الله أن يدعوه. ثم يقول الله تبارك وتعالى: هل عسيت إن فعلت ذلك بك أن تسأل غيره! فيقول: لا أسألك غيره. ويعطي ربه من عهود ومواثيق ما شاء الله. فيصرف الله وجهه عن النار. فإذا أقبل على الجنة ورآها سكت ما شاء الله أن يسكت. ثم يقول: أي رب! قدمني إلى باب الجنة. فيقول الله له: أليس قد أعطيت عهودك ومواثيقك لا تسألني غير الذي أعطيتك. ويلك يا ابن آدم! ما أغدرك! فيقول: أي رب! ويدعو الله حتى يقول ل: فهل عسيت إن أعطيتك ذلك أن تسأل غيره! فيقول: لا. وعزتك! فيعطي ربه ما شاء الله من عهود ومواثيق. فيقدمه إلى باب الجنة. فإذا قام على باب الجنة انفهقت له الجنة. فرأى ما فيها من الخير والسرور. فيسكت ما شاء الله أن يسكت. ثم يقول: أي رب! أدخلني الجنة. فيقول الله تبارك وتعالى له: أليس قد أعطيت عهودك ومواثيقك أن لا تسأل غير ما أعطيت. ويلك يا ابن آدم! ما أغدرك! فيقول: أي رب! لا أكون أشقى خلقك. فلا يزال يدعو الله حتى يضحك الله تبارك وتعالى منه. فإذا ضحك الله منه، قال: ادخل الجنة. فإذا دخلها قال الله له: تمنه. فيسأل ربه ويتمنى. حتى إن الله ليذكره من كذا وكذا، حتى إذا انقطعت به الأماني. قال الله تعالى: ذلك لك ومثله معه". قال عطاء بن يزيد: وأبو سعيد الخدري مع أبي ‌هريرة لا يرد عليه من حديثه شيئا. حتى إذا حدث أبو ‌هريرة: أن الله قال لذلك الرجل: ومثله معه. قال أبو سعيد: أشهد أني حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: ذلك لك وعشرة أمثاله. قال أبو ‌هريرة: وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولا الجنة.

مسند أحمد (13/ 143 ط الرسالة)
: 7717 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي ‌هريرة، قال: قال الناس: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ " قالوا: لا، يا رسول الله. فقال: " هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟ " فقالوا: لا، يا رسول الله. قال: " فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك، يجمع الله الناس، فيقول: من كان يعبد شيئا فيتبعه، فيتبع من كان يعبد القمر القمر، ومن كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها، فيأتيهم الله عز وجل في غير الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاءنا ربنا عرفناه، قال: فيأتيهم الله عز وجل في الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فيتبعونه، قال: ويضرب جسر على جهنم ". قال النبي صلى الله عليه وسلم: " فأكون أول من يجيز، ودعوى الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم، وبها كلاليب مثل شوك السعدان، ‌هل ‌ رأيتم ‌شوك ‌السعدان؟ " ‌قالوا: ‌نعم، ‌يا ‌رسول ‌الله. ‌قال: " ‌فإنها مثل شوك السعدان، غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله، فتخطف الناس بأعمالهم،فمنهم الموبق بعمله، ومنهم المخردل ثم ينجو، حتى إذا فرغ الله عز وجل من القضاء بين العباد، وأراد أن يخرج من النار من أراد أن يرحم، ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله، أمر الملائكة أن يخرجوهم، فيعرفونهم بعلامة آثار السجود، وحرم الله على النار أن تأكل من ابن آدم أثر السجود، فيخرجونهم قد امتحشوا، فيصب عليهم من ماء يقال له: ماء الحياة، فينبتون نبات الحبة في حميل السيل. ويبقى رجل يقبل بوجهه إلى النار، فيقول: أي رب، قد قشبني ريحها، وأحرقني ذكاؤها، فاصرف وجهي عن النار، فلا يزال يدعو الله، حتى يقول: فلعلي إن أعطيتك ذلك أن تسألني غيره؟ فيقول: لا، وعزتك لا أسألك غيره، فيصرف وجهه عن النار، فيقول بعد ذلك: يا رب، قربني إلى باب الجنة، فيقول: أوليس قد زعمت أن لا تسألني غيره؟ ويلك يا ابن آدم، ما أغدرك فلا يزال يدعو، حتى يقول: فلعلي إن أعطيتك ذلك أن تسألني غيره، فيقول: لا وعزتك لا أسألك غيره، ويعطي الله من عهود ومواثيق أن لا يسأل غيره، فيقربه إلى باب الجنة، فإذا دنا منها انفهقت له الجنة، فإذا رأى ما فيها من الحبرة والسرور، سكت ما شاء الله أن يسكت، ثم يقول: يا رب، أدخلني الجنة، فيقول: أوليس قد زعمت أن لا تسألني غيره، وقد أعطيت عهودك ومواثيقك أن لا تسألني غيره؟! فيقول: يا رب، لا تجعلني أشقى خلقك، فلا يزال يدعو الله، حتى يضحك، فإذا ضحك منه، أذن له بالدخول فيها، فإذا دخل، قيل له: تمن من كذا، فيتمنى، ثم يقال: تمن من كذا، فيتمنى، حتى تنقطع به الأماني، فيقال له: هذا لك ومثله معه ". قال: وأبو سعيد جالس مع أبي هريرة، ولا يغير عليه شيئا من قوله، حتى إذا انتهى إلى قوله: " هذا لك ومثله معه ". قال أبو سعيد: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " هذا لك وعشرة أمثاله معه ". قال أبو هريرة: حفظت " مثله معه " قال أبو هريرة: وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولا الجنة.