الموسوعة الحديثية


- أتيتُ المدينةَ ابتِغاءَ العلمِ، وإذا الناسُ في مسجدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حلقٌ حلقٌ يتحدَّثونَ، قال : فجعَلتُ أمضي إلى الحلقِ حتى أتيتُ حلقةً فيها رجلٌ شاحبٌ عليه ثوبينِ كأنما قدِم مِن سفَرٍ، فسمِعتُه يقولُ : هلَك أصحابُ العقدِ وربِّ الكعبةِ ولا آسى عليهِم، قالها ثلاثَ مراتٍ، قال : فجلَستُ إليه فتحدَّث مما قُضي له، ثم قام، فلما قام سألتُ عنه، قلتُ : مَن هذا ؟ قالوا : هذا أُبَيُّ بنُ كعبٍ سيدُ المسلمينَ، فتبِعتُه حتى أتى منزِلَه، فإذا هو رَثُّ المنزلِ ورَثُّ الكسوةِ يشبهُ بعضُه بعضًا، فسلَّمتُ عليه، فردَّ عليَّ السلامَ، ثم سألني ممن أنتَ ؟ قلتُ : مِن أهلِ العراقِ، قال : أكثرُ شيءٍ سؤالًا. قال : فلما قال ذلك غضِبتُ فجثَوتُ على رُكبَتي واستقبَلتُ القبلةَ ورفَعتُ يدي، فقلتُ : اللهم إنا نشكوهم إليكَ، إنا ننفقُ نفقاتِنا، وننصبُ أبدانَنا، ونرحلُ مطايانا ابتغاءَ العلمِ، فإذا لَقيناهم تجهَّمونا، وقالوا لنا فبَكى أُبَيٌّ، وجعَل يتَرضَّاني وقال : ويحَكَ لم أذهَبْ هناكَ، ثم قال : إني أعاهِدُكَ لئن أبقيتَني إلى يومِ الجمعةِ لأتكلَّمَنَّ بما سمِعتُ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا أخافُ فيه لومةَ لائمٍ، ثم أراه قام، فلما قال ذلك انصرفتُ عنه، وجعلتُ أنتظِرُ الجمُعةَ لأسمعَ كلامَه، قال : فلما كان يومُ الخميسِ خرجتُ لبعضِ حاجاتي، فإذا السككُ غاصةٌ بالناسِ، لا آخذُ في سكةٍ إلا يَلقاني الناسُ، قلتُ : ما شأنُ الناسِ ؟ قالوا : نحسبُكَ غريبًا. قلتُ : أجَلْ، قالوا : مات سيدُ المسلمينَ أُبَيُّ بنُ كعبٍ، قال : فلَقيتُ أبا موسى بالعراقِ، فحدَّثتُه بالحديثِ، فقال : والهفاه ألا كان بَقي حتى يبلغَنا مقالةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
خلاصة حكم المحدث : إسناده رجاله ثقات
الراوي : أبو عمران الجوني | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة الصفحة أو الرقم : 1/214
التخريج : أخرجه أبو يعلى كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (1/214)، والحاكم (2892)
التصنيف الموضوعي: إمامة وخلافة - خيار الأئمة وشرارهم علم - الخروج في طلب العلم علم - كتم العلم مناقب وفضائل - أبي بن كعب مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
|أصول الحديث

أصول الحديث:


[إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة] (1/ 214)
: 297 - وقال أبو يعلى الموصلي: ثنا الحسن بن عمر بن شقيق بن أسماء الجرمي، ثنا جعفر بن سليمان الضبعي عن أبي عمران الجوني، ثنا جندب قال: أتيت المدينة ابتغاء العلم، وإذا الناس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حلق حلق يتحدثون، قال: فجعلت أمضي إلى الحلق حتى أتيت حلقة فيها رجل شاحب عليه ثوبين كأنما قدم من سفر، فسمعته يقول: هلك أصحاب العقد ورب الكعبة ولا آسى عليهم، قالها ثلاث مرات، قال: فجلست إليه فتحدث مما قضي له، ثم قام، فلما قام سألت عنه، قلت: من هذا؟ قالوا: هذا أبي بن كعب سيد المسلمين، فتبعته حتى أتى منزله، فإذا هو رث المنزل ورث الكسوة يشبه بعضه بعضا، فسلمت عليه، فرد علي السلام، ثم سألني ممن أنت؟ قلت: من أهل العراق، قال: أكثر شيء سؤالا. قال: فلما قال ذلك غضبت فجثوت على ركبتي واستقبلت القبلة ورفعت يدي، فقلت: اللهم إنا نشكوهم إليك، إنا ننفق نفقاتنا، وننصب أبداننا، ونرحل مطايانا ابتغاء العلم، فإذا لقيناهم تجهمونا،وقالوا لنا فبكى أبي، وجعل يترضاني وقال: ويحك م أذهب هناك، ثم قال: إني أعاهدك لئن أبقيتني إلى يوم الجمعة لأتكلمن بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أخاف فيه لومة لائم، ثم أراه قام، فلما قال ذلك انصرفت عنه، وجعلت أنتظر الجمعة لأسمع كلامه، قال: فلما كان يوم الخميس خرجت لبعض حاجاتي، فإذا السكك غاصة بالناس، لا آخذ في سكة إلا يلقاني الناس، قلت: ما شأن الناس؟ قالوا: نحسبك غريبا. قلت: أجل، قالوا: مات سيد المسلمين أبي بن كعب، قال: فلقيت أبا موسى بالعراق، فحدثته بالحديث، فقال: والهفاه ألا كان بقي حتى يبلغنا مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم ". هذا إسناد رجاله ثقات.

[المستدرك على الصحيحين] (2/ 246)
: ‌2892 - أخبرنا إبراهيم بن عصمة بن إبراهيم العدل، ثنا السري بن خزيمة، ثنا محمد بن عبد الله الرقاشي، ثنا جعفر بن سليمان، ثنا أبو عمران الجوني، عن جندب، قال: أتيت المدينة لأتعلم العلم، فلما دخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا الناس فيه حلق يتحدثون ، قال: " فجعلت أمضي حتى انتهيت إلى حلقة فيها رجل شاحب عليه ثوبان، كأنما قدم من سفر، فسمعته يقول: هلك أصحاب العقد ورب الكعبة، ولا آسى عليهم، يقولها ثلاثا، هلك أصحاب العقد ورب الكعبة، هلك أصحاب العقد ورب الكعبة، هلك أصحاب العقد ورب الكعبة "، قال: " فجلست إليه فتحدث ما قضي له ثم قام، فسألت عنه، فقالوا: هذا سيد الناس أبي بن كعب " قال: " فتبعته حتى أتى منزله، فإذا هو رث المنزل، رث الكسوة، رث الهيئة، يشبه أمره بعضه بعضا، فسلمت عليه، فرد علي السلام، قال: ثم سألني ممن أنت؟ قال: قلت: من أهل العراق، قال: أكثر شيء سؤالا، وغضب "، قال: " فاستقبلت القبلة ثم جثوت على ركبتي ورفعت يدي هكذا، ومد ذراعيه فقلت: اللهم إنا نشكوهم إليك، إنا ننفق نفقاتنا، وننصب أبداننا، ونرجل مطايانا، ابتغاء العلم، فإذا لقيناهم، تجهموا لنا وقالوا لنا، قال: فبكى أبي وجعل يترضاني ويقول: ويحك، إني لم أذهب هناك "، ثم قال أبي: أعاهدك لإن أبقيتني إلى يوم الجمعة لأتكلمن بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا أخاف فيه لومة لائم، قال: ثم انصرفت عنه وجعلت أنتظر يوم الجمعة، فلما كان يوم الخميس، خرجت لبعض حاجتي، فإذا الطرق مملوءة من الناس، لا آخذ في سكة إلا استقبلني الناس ، قال: " فقلت: ما شأن الناس؟ " قالوا: إنا نحسبك غريبا، قال: قلت: أجل ، قالوا: مات سيد المسلمين أبي بن كعب، قال: فلقيت أبا موسى بالعراق فحدثته ، فقال: هلا كان يبقى حتى تبلغنا مقالته هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه