الموسوعة الحديثية


- عن ابنِ عباسٍ قال إنَّ الشيطانَ عرج إلى السماءِ فقال يا ربِّ سلِّطني على أيوبَ قال اللهُ لقد سلطتُكَ على مالِه وولدِه ولم أسلطكَ على جسدِه فنزل فجمع جنودَه فقال لهم قد سُلِّطتُ على أيوبَ فأروني سلطانكم فصاروا نيرانًا ثم صاروا ماءً فبينما هم في المشرقِ إذا هم بالمغربِ وبينما هم بالمغربِ إذا هم بالمشرقِ فأرسل طائفةً منهم إلى زرعِه وطائفةً إلى أهلِه وطائفةً إلى بقرِه وطائفةً إلى غنمِه وقال إنَّهُ لا يعتصمُ منكم إلا بالمعروفِ فأتوهُ بالمصائبِ بعضها على بعضٍ فجاء صاحبُ الزرعِ فقال يا أيوبُ ألم ترَ إلى ربك أرسل على زرعك نارًا فأحرقتْه ثم جاء صاحبُ الإبلِ فقال يا أيوبُ ألم ترَ إلى ربك أرسل إلى إبلكَ عدوًّا ذهب بها ثم جاءَه صاحبُ البقرِ فقال يا أيوبُ ألم تر إلى ربك أرسل على بقركَ عدوًّا فذهب بها ثم جاءَه صاحبُ الغنمِ فقال يا أيوبُ ألم تر إلى ربك أرسل على غنمكَ عدوًّا فذهب بها وتفرَّدَ هو لبنيهِ فجمعهم في بيتِ أكبرهم فبينما هم يأكلون ويشربون إذا هبَّت ريحٌ فأخذت بأركانِ البيتِ فألقتْه عليهم فجاءَ الشيطانُ إلى أيوبَ بصورةِ غلامٍ بأذنيهِ قرطانِ فقال يا أيوبُ ألم تر إلى ربك جمع بنيكَ في بيتِ أكبرهم فبينما هم يأكلون ويشربون إذ هبَّت ريحٌ فأخذت بأركانِ البيتِ فألقتْهُ عليهم فلو رأيتهم حينَ اختلطت دماؤهم ولحومهم بطعامهم وشرابهم فقال لهُ أيوبُ فأين كنتَ قال كنتُ معهم قال فكيف انفلتَّ قال انفلتُّ قال أيوبُ أنت الشيطانُ ثم قال أيوبُ أنا اليومَ كيومِ ولدتني أمي فقام فحلقَ رأسَه وقام يصلي فرنَّ إبليسُ رنَّةً سمعها أهلُ السماءِ وأهلُ الأرضِ ثم عرج إلى السماءِ فقال أي ربِّ إنَّهُ قد اعتصمَ فسلِّطني عليهِ فإني لا أستطيعُه إلا بسلطانك قال قد سلطتك على جسدِه ولم أسطلك على قلبِه فنزل فنفخَ تحت قدمِه نفخةً قرحَ ما بين قدمِه إلى قرنِه فصار قرحةً واحدةً وأُلْقِيَ على الرمادِ حتى بدا حجابُ قلبِه فكانت امرأتُه تسعى عليهِ حتى قالت لهُ ألا ترى يا أيوبُ قد نزل واللهِ بي من الجهدِ والفاقةِ ما إن بعتُ قروني برغيفٍ فأطعمتك فادعُ اللهَ أن يشفيكَ ويُريحك قال ويحكَ كنا في النِّعَمِ سبعين عامًا فاصبري حتى نكونَ في الضرَّاءِ سبعين عامًا فكان في البلاءِ سبعَ سنينَ ودعا فجاء جبريلُ يومًا فدعا بيدِه ثم قال قم فقام فنحَّاهُ عن مكانِه وقال اركض برجلك هذا مغتسلٌ باردٌ وشرابٌ فركض برجلِه فنبعت عينٌ فقال اغتسل فاغتسل منها ثم جاء أيضًا فقال اركض برجلك فنبعت عينٌ أخرى فقال لهُ اشرب منها وهو قولُه ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ وألبسَه اللهُ حلَّةً من الجنةِ فتنحَّى أيوبُ فجلس في ناحيةٍ وجاءت امرأتُه فلم تعرفه فقالت يا عبدَ اللهِ أين المبتلى الذي كان ها هنا لعلَّ الكلابَ قد ذهبت بهِ أو الذئابَ وجعلت تكلمُه ساعةً فقال ويحك أنا أيوبٌ قد ردَّ اللهُ عليَّ جسدي وردَّ عليهِ مالَه وولدَه عيانًا ومثلهم معهم وأمطرَ عليهِ جرادًا من ذهبٍ فجعل يأخذُ الجرادَ بيدِه ثم يجعلُه في ثوبِه وينشرُ كساءَه ويأخذُه فيجعلُ فيهِ فأوحى اللهُ إليهِ يا أيوبُ أما شبعتَ قال يا ربِّ من ذا الذي يشبعُ من فضلكَ ورحمتكَ
خلاصة حكم المحدث : في هذا نكارة شديدة
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الشوكاني | المصدر : فتح القدير الصفحة أو الرقم : 4/616
التخريج : أخرجه أحمد في ((الزهد)) كما في ((الدر المنثور)) للسيوطي (7/ 192)، وابن أبي حاتم ((التفسير)) (18855) واللفظ له، وابن الجوزي في ((المنتظم)) (1/ 321) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: أنبياء - أيوب جن - صفة إبليس وجنوده تفسير آيات - سورة ص رقائق وزهد - الصبر على البلاء علم - القصص
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

أصول الحديث:


تفسير ابن أبي حاتم (10/ 3189)
18855- عن ابن عباس، رضي الله عنهما، أن الشيطان عرج إلى السماء، قال: يا رب، سلطني على أيوب عليه السلام، قال الله: قد سلطتك على ماله وولده، ولم أسلطك على جسده، فنزل فجمع جنوده، فقال لهم: قد سلطت على أيوب عليه السلام، فأروني سلطانكم، فصاروا نيرانا، ثم صاروا ماء، فينما هم بالمشرق إذا هم بالمغرب، وبينما هم بالمغرب إذا هم بالمشرق، فأرسل طائفة منهم إلى زرعه، وطائفة إلى أهله، وطائفة إلى بقره، وطائفة إلى غنمه، وقال: إنه لا يعتصم منكم إلا بالمعروف، فأتوه بالمصائب بعضها على بعض، فجاء صاحب الزرع، فقال: يا أيوب، ألم تر إلى ربك أرسل على زرعك عدوا فذهب به؟ وجاء صاحب الإبل فقال: يا أيوب، ألم تر إلى ربك أرسل على بقرك عدوا فذهب به؟ وتفرد هو ببنيه جمعهم في أكبرهم. فبينما هم يأكلون ويشربون إذ هبت ريح فأخذت بأركان البيت، فألقته عليهم، فجاء الشيطان إلى أيوب بصورة غلام، فقال: يا أيوب، ألم تر إلى ربك جمع بنيك في بيت أكبرهم؟ فبينما هم يأكلون ويشربون إذ هبت ريح فأخذت بأركان البيت فألقته عليهم، فلو رأيتهم حين اختلطت دماؤهم ولحومهم بطعامهم وشرابهم، فقال له أيوب: أنت الشيطان، ثم قال له: أنا اليوم كيوم ولدتني أمي، فقام فحلق رأسه وقام يصلي، فرن إبليس رنة سمع بها أهل السماء، وأهل الأرض، ثم خرج إلى السماء، فقال: أي رب، إنه قد اعتصم فسلطني عليه، فإني لا أستطيعه إلا بسلطانك، قال: قد سلطتك على جسده، ولم أسلطك على قلبه، فنزل فنفخ تحت قدميه نفخة قرح ما بين قدميه إلى قرنه فصار قرحة واحدة، وألقي على الرماد حتى بدا حجاب قلبه، فكانت امرأته تسعى إليه حتى قالت له: أما ترى يا أيوب؟ نزل بي والله من الجهد والفاقة ما إن بعت قروني برغيف فأطعمك، فادع الله أن يشفيك ويريحك، قال: ويحك! كنا في النعيم سبعين عاما فاصبري حتى نكون في الضر سبعين عاما، فكان في البلاء سبع سنين ودعا، فجاء جبريل عليه السلام يوما فأخذ بيده، ثم قال: قم، فقام فنحاه عن مكانه، وقال: اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب، فركض برجله فنبعت عين، فقال: اغتسل منها، ثم جاء أيضا، فقال: اركض برجلك فنبعت عين أخرى، فقال له: اشرب منها، وهو قوله: اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب وألبسه الله تعالى حلة من الجنة، فتنحى أيوب فجلس في ناحية وجاءت امرأته فلم تعرفه، فقالت: يا عبد الله، أين المبتلى الذي كان هاهنا؟ لعل الكلاب ذهبت به والذئاب، وجعلت تكلمه ساعة فقال: ويحك! أنا أيوب قد رد الله علي جسدي، ورد الله عليه ماله وولده عيانا ومثلهم معهم وأمطر عليهم جرادا من ذهب فجعل يأخذ الجراد بيده، ثم يجعله في ثوبه وينشر كساءه فيجعل فيه فأوحى الله إليه: يا أيوب، أما شبعت؟، قال: يا رب، من ذا الذي يشبع من فضلك ورحمتك

[المنتظم في تاريخ الملوك والأمم] (1/ 321)
((أخبرنا محمد بن ناصر، أخبرنا جعفر بن أحمد السراج، أخبرنا الحسن بن علي بن المذهب، أخبرنا أحمد بن جعفر، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثنا أبي، حدثنا كثير بن هشام، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس، قال: عرج ‌الشيطان، فقال: أي رب سلطني على أيوب، قال: سلطتك على ماله وولده ولم أسلطك على جسده، قال: فنزل فجمع جنوده، فقال: إني سلطت على أيوب فأروني سلطانكم، قال: فصاروا نيرانا ثم صاروا ماء. قال: وبيناهم بالمغرب إذا هم بالمشرق، فأرسل طائفة إلى زرعه وطائفة إلى إبله وطائفة إلى غنمه، وقالوا: اعلموا أنه لا يعتصم منكم إلا بمعرفة، فأتوه بالمصائب بعضها على إثر بعض. قال: فجاء صاحب الزرع، فقال: يا أيوب ألم تر إلى ربك أرسل على زرعك نارا فأحرقه. وجاء راعي الإبل، فقال: يا أيوب ألم تر إلى ربك أرسل إلى إبلك عدوا فذهب بها. وجاء صاحب البقر، فقال: يا أيوب ألم تر إلى ربك أرسل إلى بقرك عدوا فذهب بها. ثم جاء صاحب الغنم فقال مثل ذلك. فقال: وجاء لبنيه فجمعهم في بيت أكبرهم، فبينا هم يأكلون ويشربون فجمع أركان البيت فهدم عليهم البيت. قال: فجاء إلى أيوب في هيئة الغلام وفي أذنيه قرطان، فقال: يا أيوب ألم تر إلى بنيك اجتمعوا في بيت أكبرهم يأكلون ويشربون، فبينا هم كذلك إذ جاءت ريح فأخذت بأركان البيت فألقته عليهم، فلو رأيتهم حين اختلطت دماؤهم ولحومهم وطعامهم وشرابهم، فقال له أيوب: أين كنت أنت؟ قال: كنت معهم، قال: فكيف أفلت، قال: أفلت، قال: أنت ‌الشيطان، قال: أنا الآن مثلي يوم خرجت من بطن أمي، فقام فحلق رأسه ثم قام يصلي، فأرن الشيطان رنة سمعها أهل السموات وأهل الأرض، ثم عرج فقال: أي رب قد اعتصم وإني لا أستطيعه إلا بتسليطك فسلطني عليه، قال: قد سلطتك على جسده ولم أسلطك على قلبه. قال: فنفخ تحت قدميه نفخة فصرخ من قرنه إلى قدمه حتى بدا حجاب بطنه، وألقي عليه الرقاد. قال: فقالت امرأته ذات يوم: يا أيوب قد والله نزل بي من الجهد والفاقة، فابعث قرنا من قروني برغيف فأطعمك، فادع ربك فليشفيك، قال: ويحك كنا في النعماء سبعين عاما، فاصبري حتى نكون في الضراء سبعين عاما. قال: فكان في ذلك البلاء سبعين، قال: فقعد الشيطان في الطريق، فأخذ تابوتا يتطيب فأتته امرأة أيوب، فقالت: يا عبد الله إن ها هنا إنسانا مبتلى فهل لك أن تداويه؟ قال: إن شاء فعلت على أن يقول لي كلمة واحدة إذا برأ، يقول: أنت شفيتني، قال فأتته فقالت: يا أيوب إن ها هنا رجلا يزعم أنه يداويك على أن تقول له كلمة واحدة أنت شفيتني، قال: ويلك ذلك الشيطان، لله علي إن شفاني الله أن أجلدك مائة جلدة، فبينا هم كذلك إذ جاءه/ جبرئيل فأخذ بيده فقال: قم، فقام، فقال: اركض برجلك فركض فنبعت عين، فقال: اشرب فشرب. قال: ثم ألبسه حلة من الجنة وجاءت امرأته فقالت: يا عبد الله أين المبتلى الذي كان هاهنا لعل الذئاب ذهبت به أو الكلاب، قال: فقال: ويحك لأنا أيوب قد رد الله إلي نفسي، قال: فقالت: يا عبد الله لا تسخر بي، قال: ويحك أنا أيوب، فرد الله إليه ماله وولده بأعيانهم ومثلهم معهم، وأمطر عليهم جرادا من ذهب. قال: فجعل يأخذ الجراد بيده ثم يجعله في ثوبه فيأخذ فيجعل فيه، فأوحى الله إليه: يا أيوب أما شبعت، قال أيوب: من ذا الذي يشبع من فضلك ورحمتك. قال: فأخذ ضغثا بيده فجلدها به. قال وكان الضغث مائة [شمراخ]، فجلدها به جلدة واحدة