الموسوعة الحديثية


- قال الأقرعُ بنُ حابسٍ لشابٍّ من شُبَّانِهم قُمْ فاذكرْ فضلَكَ وفضلَ قومِك فقام فقال: نحنُ الكِرامُ فلا حيٌّ يُعَادِلُنَا... نحنُ الكِرامُ وَفِينا يُقْسَمُ الرُّبُعُ وَنُطْعِمُ الناسَ عِندَ القحطِ كُلَّهُم... مِنَ الشَّرِيفِ إِذا لم يُونُسُ الْقَرَعُ إِذَا أَبَينَا فَلَا يُعْدَلُ بِنَا أحَدٌ... إِنَّا كِرامٌ وَعِنْدَ الفَخْرِ نَرْتَفِعُ قال فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يا حسَّانُ أجِبْه فقال: نَصَرْنَا رَسولَ اللهِ وَالدِّينَ عَنْوَةً ... عَلَى رَغْمِ عَاتٍ مِن بعيدٍ وَحَاضرِ بِضَرْبٍ كَإِنزَاعِ المَخاضِ مُشاشَةً ... وَطَعْنٍ كَأَفواهِ اللِّقاحِ الصَّوادِرِ أَلَسنَا نَخوضُ الموتَ فِي حَومَةِ الوَغَى... إِذَا صَارَ بَرْدُ المَوتِ بينَ العساكِرِ وَنَضرِبُ هامَ الدَّارِعينَ وَنَنْتَمِي... إِلَى حَسَبٍ مِن حَرَمِ غَسَّانَ بَاهِرِ وَلَولَا حَبِيبُ اللهِ قُلْنَا تَكَرُّمًا... عَلَى النَّاسِ بِالحَنينِ هَل مِن مَفاخِرِ فَأَحيَاؤُنَا مِن خَيرِ مَن وَطِئَ الحَصى... وَأمواتُنا مِن خَيرِ أَهلِ المقابِرِ
خلاصة حكم المحدث : جاءت الآثار متواترة بذلك
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الطحاوي | المصدر : شرح معاني الآثار الصفحة أو الرقم : 4/300
التخريج : أخرجه الطحاوي في ((شرح معاني الآثار)) (7020) واللفظ له، وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (1056)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (9/187) مطولا
التصنيف الموضوعي: آداب الكلام - فصاحة اللسان رقائق وزهد - الفخر بالأنساب والأحساب بر وصلة - الكرم والجود والسخاء شعر - استماع النبي للشعر وإنشاده في المسجد
|أصول الحديث

أصول الحديث:


[شرح معاني الآثار - ط مصر] (4/ 300)
: 7020 - حدثنا محمد بن علي بن داود، قال: ثنا معلى بن عبد الرحمن الواسطي، قال: ثنا عبد الحميد بن جعفر، عن عمر بن الحكم، عن جابر بن عبد الله، قال: قال الأقرع بن حابس ، لشاب من شبانهم، قم ، فاذكر فضلك وفضل قومك، فقام، فقال: [[البحر البسيط]] ‌نحن ‌الكرام ‌فلا ‌حي ‌يعادلنا … نحن الكرام وفينا يقسم الربع ونطعم الناس عند القحط كلهم … من الشريف إذا لم يونس القرع إذا أبينا فلا يعدل بنا أحد … إنا كرام وعند الفخر نرتفع قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا حسان أجبه ، فقال: [[البحر الطويل]] نصرنا رسول الله والدين عنوة … على رغم عات من بعيد وحاضر بضرب كإنزاع المخاض مشاشة … وطعن كأفواه اللقاح الصوادر ألسنا نخوض الموت في حومة الوغى … إذا صار برد الموت بين العساكر ونضرب هام الدارعين وننتمي … إلى حسب من حرم غسان باهر ولولا حبيب الله قلنا تكرما … على الناس بالحنين هل من مفاخر فأحياؤنا من خير من وطئ الحصى … وأمواتنا من خير أهل المقابر فلما جاءت هذه الآثار متواترة بإباحة قول الشعر ، ثبت أن ما نهي عنه في الآثار الأول ، ليس لأن الشعر مكروه ، ولكن لمعنى كان في خاص من الشعر ، قصد بذلك النهي إليه. وقد ذهب قوم في تأويل هذه الآثار التي ذكرناها ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول هذا الباب إلى خلاف التأويل الذي وصفنا. فقالوا: لو كان أريد بذلك ما هجي به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشعر ، لم يكن لذكر الامتلاء معنى ، لأن قليل ذلك وكثيره كفر ولكن ذكر الامتلاء ، يدل على معنى في الامتلاء ، ليس فيما دونه. قال: فهو عندنا ، على الشعر الذي يملأ الجوف ، فلا يكون فيه قرآن ولا تسبيح ولا غيره. فأما ما كان في جوفه القرآن والشعر مع ذلك ، فليس ممن امتلأ جوفه شعرا ، فهو خارج من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا ، خير له من أن يمتلئ شعرا. حدثنا ابن أبي عمران، قال: سمعت عبيد الله بن محمد، عن عائشة، رضي الله عنها ، يفسر هذا الحديث على هذا التفسير ، وسمعت ابن أبي عمران أيضا ، وعلي بن عبد العزيز ، يذكران ذلك ، عن أبي عبيد أيضا.

معرفة الصحابة لأبي نعيم (1/ 336)
1056 - حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا عمي القاسم بن محمد، ثنا المعلى بن عبد الرحمن بن الحكم الواسطي، ثنا عبد الحميد بن جعفر، عن عمر بن الحكم، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: جاءت بنو تميم بشاعرهم وخطيبهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنادوا، فقال: يا محمد اخرج إلينا، فإن مدحنا زين، وإن سبنا شين، قال: فسمعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فخرج عليهم وهو يقول: إنما ذلكم الله عز وجل، فما تريدون؟ ، قالوا: نحن ناس من تميم، جئناك بشاعرنا وخطيبنا لنشاعرك ولنفاخرك، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بالشعر بعثنا، ولا بالفخار أمرنا، ولكن هاتوا ، قال: فقال الأقرع بن حابس لشاب من شبابهم: يا فلان قم فاذكر فضلك، وفضل قومك، قال: فقال: الحمد لله الذي خلقنا خير خلقه، وآتانا أموالا نفعل فيها ما نشاء، فنحن من خير أهل الأرض، أكثرهم عددا، وأكثرهم سلاحا، فمن أنكر علينا قولنا فليأت بقول هو أحسن من قولنا، وبفعال هو أفضل من فعالنا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس بن الشماس الأنصاري، وكان خطيب النبي صلى الله عليه وسلم: قم فأجبه قال: فقام ثابت فقال: الحمد لله، أحمده وأستعينه، وأؤمن به، وأتوكل عليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، ودعا المهاجرين من بني عمه أحسن الناس وجوها، وأعظم الناس أحلاما فأجابوه، الحمد لله الذي جعلنا أنصاره ووزراء رسوله، وعزا لدينه، فنحن نقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، فمن قالها منع منا ماله ونفسه، ومن أباها قاتلناه، وكان رغمه في الله علينا هينا، أقول قولي هذا وأستغفر الله للمؤمنين والمؤمنات، قال: فقال الزبرقان بن بدر لرجل منهم: يا فلان، قم فقل أبياتا تذكر فيها فضلك، وفضل قومك، فقال: [[البحر البسيط]] نحن الكرام فلا حي يعادلنا ... نحن الرءوس وفينا تقسم الربع ونطعم الناس عند المحل كلهم ... من السديف إذا لم يؤنس القزع إذا أبينا فلا يأبى لنا أحد ... إنا كذلك عند الفخر نرتفع قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي بحسان بن ثابت ، قال: فذهب إليه الرسول فقال: وما يريد مني رسول الله، وإنما كنت عنده آنفا؟ قال: جاءت بنو تميم بشاعرهم وخطيبهم، فتكلم خطيبهم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثابت بن قيس فأجابه، وتكلم شاعرهم فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إليك لتجيبه، فقال حسان: قد آن لكم أن تبعثوا هذا العود، والعود: الجمل الكبير، قال: فلما أن جاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا حسان قم فأجبه ، فقال: يا رسول الله، مره فليسمعني ما قال، فقال: أسمعه ما قلت، فأسمعه، فقال حسان: [[البحر الطويل]] نصرنا رسول الله والدين عنوة ... على رغم عات من معد وحاضر بضرب كإيزاع المخاض مشاشه ... وطعن كأفواه اللقاح الصوادر وسل أحدا يوم استقلت شعابه ... بضرب لنا مثل الليوث الخوادر ألسنا نخوض الموت في حومة الوغى ... إذا طاب ورد الموت بين العساكر ونضرب هام الدارعين وننتمي ... إلى حسب من جذم غسان قاهر فأحياؤنا من خير من وطئ الحصى ... وأمواتنا من خير أهل المقابر فلولا حياء الله قلنا تكرما ... على الناس بالخيفين: هل من منافر؟ قال: فقام الأقرع بن حابس فقال: إني والله يا محمد لقد جئت لأمر ما جاء له هؤلاء، إني قد قلت شعرا , فاسمعه، قال: هات ، فقال: [[البحر الطويل]] أتيناك كيما يعرف الناس فضلنا ... إذا اختلفوا عند ذكر المكارم وإنا رءوس الناس من كل معشر ... وإن ليس في أرض الحجاز كدارم وإن لنا المرباع في كل غارة ... تكون بنجد أو بأرض التهائم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا حسان فأجبه ، قال: فقام فقال: بني دارم لا تفخروا إن فخركم ... يعود وبالا بعد ذكر المكارم هبلتم علينا تفخرون وأنتم ... لنا خول من بين ظئر وخادم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد كنت غنيا يا أخا بني دارم أن يذكر منك ما قد كنت ترى أن الناس قد نسوه منك ، قال: فكان قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد عليه من قول حسان، ثم رجع حسان إلى قوله: وأفضل ما نلتم من المجد والعلى ... ردافتنا من بعد ذكر المكارم فإن كنتم جئتم لحقن دمائكم ... وأموالكم أن تقسموا في المقاسم فلا تجعلوا لله ندا وأسلموا ... ولا تفخروا عند النبي بدارم وإلا ورب البيت مالت أكفنا ... على رأسكم بالمرهفات الصوارم قال: فقام الأقرع بن حابس، فقال: يا هؤلاء، ما أدري ما هذا الأمر، تكلم خطيبنا فكان خطيبهم أرفع صوتا، وأحسن قولا، وتكلم شاعرنا فكان شاعرهم أرفع صوتا، وأحسن قولا، ثم دنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يضرك ما كان قبل هذا تفرد بهذا الحديث مطولا بأشعاره المعلى بن عبد الرحمن.

[تاريخ دمشق لابن عساكر] (9/ 187)
: أخبرنا أبو القاسم يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي نا أبو عبد الله بن مندة أنا عثمان بن أحمد بن هارون السمرقندي بتنيس نا أمية محمد بن إبراهيم نا المعلى بن عبد الرحمن الأنصاري حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال جاء بنو تميم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاعرهم وخطيبهم فنادوا على الباب اخرج إلينا فإن مدحنا زين وإن ذمنا شين قال فسمعهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إليهم وهو يقول إنما ذاكم الله الذي مدحه زين وشتمه شين فماذا تريدون فقالوا ناس من بني تميم جئناك بشاعرنا وخطيبنا لنشاعرك ونفاخرك فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما بالشعر بعثت ولا بالفخار أمرت ولكن هاتوا فقال الزبرقان بن بدر لشاب من شبابهم يا فلان قفاذكر فضلك وفضل قومك فقال إن الحمد لله الذي جعلنا خير خلقه وأتانا أموالا نفعل فيها ما نشاء فنحن خير أهل الأرض أكثرهم مالا وأكثرهم عدة وأكثرهم سلاحا فمن أبى علينا قولنا فليأتنا بقول هو أفضل من قولنا وفضل أفضل من فضلنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس قم يا ثابت بن قيس فأجبهم فقال للحمد لله أحمده وأستعينه وأؤمن به وأتوكل عليه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله دعا المهاجرين من بني عمه أحسن الناس وجوه وأعظم الناس أحلاما فأجابوه الحمد لله الذي جعلنا أنصاره ووزراء رسوله وعز الدينه فنحن نقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله فمن قاله منع منا ماله ونفسه ومن أبى قاتلناه وكان رغمه علينا في الله هينا أقول قولي هذا وأستغفر الله لي وللمؤمنين والمؤمنات فقال الأقرع بن حابس لشاب من شبابهم قم يا فلان فقل أبياتا تذكر فيها فضلك وفضل قومك فقال * نحن الكرام فلا حي يعادلنا * محن الرؤوس وفينا يقسم الربع ونطعم الناس عند القحط كلهم * من السويق إذا لم يؤنس القزع إذا أبينا فلا يأبى لنا أحد * إنا كذلك عند الفخر نرتفع * فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بحسان بن ثابت فاتاه الرسول فقال له وما يريد مني رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما كنت عنده آنفا قال جاءت بنو تميم بشاعرهم وخطيبهم فتكلم خطيبهم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثابت بن قيس بن شماس فأجابه وتكلم شاعرهم فبعث إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم لتجيبه فقال حسان قد آن لكم أن تبعثوا إلى هذا العود فجاء حسان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا حسان أجبه فقال يا رسول الله مره فليسمعني ما قال قال أسمعه ما قلت فأسمعه فقال حسان بن ثابت * نصرنا رسول الله والدين عنو * على رغم عاب من معد وحاضر بضرب كإبزاغ المخاض مشاشه * وطعن كأفواه اللقاح الصوادر وسل أحدا يوم استقلت شعابه * وضرب لنا مثل الليوث الحواذر ألسنا نخوض الموت في حومة الوغى * إذا طاب ورد الموت بين العساكر ونضرب هام الدراعين وننتمي * إلى حسب في جذم غسان قاهر فلولا حياء الله قلنا تكرما * على الناس بالخيفين هل من منافر فأحياؤنا من خير من وطئ الحصا * وأمواتنا من خير أهل المقابر * فقام الأقرع بن حابس فقال يا محمد لقد جئت لأمر ما جاء به هؤلاء وقد قلت شيئا فاسمعه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هات فقال * أتيناك كي ما يعرف الناس فضلنا * إذا خالفونا عند ذكر المكارم وإنا رؤوس الناس من كل معشر * وأن ليس في أرض الحجاز كدارم وآن لنا المرباع في كل غارة * تكون بنجد أو بأرض التهائم * فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان قم فأجبه فقال * بني دارم لا تفخروا إن فخركم * يعود وبالا عند ذكر المكارم هبلتم علينا تفخرون وأنتم * لنا خول من بين ظئر وخادم * فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أخا بني دارم لقد كنت غنيا أن يذكر منك ما كنت ظننت أن الناس قد نسوه فكان قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد عليهم من قول حسان إذ يقول * هبلتم علينا تفخرون وأنتم * لنا خول من بين ظئر وخادم * ثم رجع إلى قول حسان * وأفضل ما نلتم من الفضل والعلى * ردافتنا من بعد ذكر الأكرم فإن كنتم جئتم لحقن دمائكم * وأموالكم أن تقسموا في المقاسم فلا تجعلوا لله ند وأسلموا * ولا تفخروا عند النبي بدارم وإلا ورب البيت مالت أكفنا * على رؤوسكم بالمرهفات الصوارم * فقام الأقرع بن حابس فقال لأصحابه يا هؤلاء أدري ما هذا قد تكلم خطيبهم فكان خطيبهم أحسن قولا وأعلى صوتا وتكلم شاعرهم فكان شاعرهم أحسن قولا وأعلى صوتا ثم دنا إلى رسول الله فقال يا رسول الله أشهد أن لا إله إلا الله إنك رسول الله وآمن هو وأصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يضرك ما كان قبل هذا اليوم قال ابن مندة هذا حديث غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه تفرد به المعلى.