الموسوعة الحديثية


- تناجَى عُمرُ بنُ الخطَّابِ، وعُثْمانُ بنُ حَنيفٍ في المسجِدِ، والناسُ محيطونَ بهما لا يَسمَعُ نَجْواهما منهم أحَدٌ، فلم يزالا يتحَدَّثانِ في الرأيِ، حتى أغضَبَ عُثْمانُ عُمرَ في بعضِ ما يُكلِّمُه فيه، فقبَضَ عُمرُ مِن حَصْباءِ المسجِدِ قَبْضةً، فحصَبَ بها وَجهَ عُثْمانَ، فشجَّه بالحَصْباءِ في وَجهِه آثارًا مِن شِجاجٍ، فلمَّا رأَى عُمرُ كثرةَ انسيابِ الدَّمِ على لِحْيتِه قال: امسَحْ عنكَ الدَّمَ. فعرَفَ عُثْمانُ أنَّ عُمرَ قد ندِمَ على ما فرَطَ منه، فقال: يا أميرَ المؤمنينَ، لا يَهولَنَّكَ الذي أصَبتَ منِّي، فواللهِ إنِّي لأَنتهِكُ ممَّن ولَّيتَني أَمْرَه مِن رعيَّتِكَ التي استَرْعاكَ اللهُ أكثَرَ ممَّا انتهَكتَ منِّي. فأُعجِبَ بها عُمرُ مِن رأيِه وحِلْمِه، فزادَه عندَه خَيرًا.
خلاصة حكم المحدث : [له متابعة]
الراوي : نوفل بن مساحق | المحدث : ابن عساكر | المصدر : تاريخ دمشق الصفحة أو الرقم : 62/295
التخريج : أخرجه الباغندي في ((مسند عمر بن عبد العزيز)) (50)، وابن شبة في ((تاريخ المدينة)) (2/ 691) باختلاف يسير، وعبد الرزاق (20691) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: آداب المجلس - التناجي إمامة وخلافة - التسمية بأمير المؤمنين مناقب وفضائل - عثمان بن حنيف إمامة وخلافة - تأديب الإمام رعيته إمامة وخلافة - تولية الأكفاء
|أصول الحديث

أصول الحديث:


تاريخ دمشق لابن عساكر (62/ 295)
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر نا أبو حامد الأزهري أنا أبو سعيد بن حمدون أنا أبو حامد بن الشرقي نا محمد بن يحيى الذهلي أنا أبو اليمان أنا شعيب عن الزهري حدثني عمر بن عبد العزيز عن حديث نوفل بن مساحق أنه تناجى عمر بن الخطاب وعثمان ابن حنيف في المسجد والناس محيطون بهما لا يسمع نجواهما منهم أحد فلم يزالا يتحدثان في الرأي حتى أغضب عثمان عمر في بعض ما يكلمه فيه فقبض عمر بن حصباء المسجد قبضة فحصب بها وجه عثمان فشجه بالحصباء في وجهه أثارا من شجاج فلما رأى عمر كثرة انسياب الدم على لحيته قال امسح عنك الدم فعرف عثمان أن عمر قد ندم على ما فرط منه فقال يا أمير المؤمنين لا يهولنك الذي أصبت مني فوالله إني لانتهك ممن وليتني أمره من رعيتك التي استرعاك الله اكثر مما انتهكت مني فأعجب بها عمر من رأيه وحلمه فزاده عنده خيرا تابعه بشر بن شعيب عن أبيه

مسند عمر بن عبد العزيز للباغندي (ص: 102)
50 - حدثنا محمد حدثنا إسحاق بن سويد، ثنا ابن أبي أويس، حدثني أخي، عن نوفل بن مساحق أنه انتجى عمر بن الخطاب وعثمان بن حنيف رضي الله عنهما في المسجد، والناس مختلطون لا يسمع نجواهما أحد، فلم يزالا يتناجيان في الرأي حتى أغضب عثمان بن حنيف عمر في بعض ما يكلمه به، فقبض حصى من حصيات المسجد، فحصب بها وجه عثمان بن حنيف، فشجه بالحصى بجبهته آثارا من شجاج، فلما رأى عمر كثرة تسرب الدم على لحيته قال: أمسك عنك الدم. فعرف عثمان بن حنيف أن عمر قد ندم على ما فرط منه، فقال: يا أمير المؤمنين، لا يهولنك الذي أصبت مني، فوالله إني لأنتهك ممن وليتني أمره من رعيتك التي استرعاك الله أكثر مما انتهكت مني. قال: فعجب بها عمر من رأيه وحلمه، وازداد في عينه خيرا "

تاريخ المدينة لابن شبة (2/ 691)
حدثنا ميمون بن الأصبع قال: حدثنا الحكم بن نافع قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري قال: أخبرني عمر بن عبد العزيز، من حديث نوفل بن مساحق بن عبد الله بن مخرمة القرشي، أنه تناجى عمر بن الخطاب وعثمان بن حنيف في المسجد، والناس يحيطون بهما لا يسمع نجواهما منهم أحد، فلم يزالا يتحدثان في الرأي حتى أغضب عثمان عمر رضي الله عنهما في بعض ما تكلموا به، فقبض عمر رضي الله عنه من حصى المسجد قبضة فحصب بها وجه عثمان رضي الله عنه فشجه بالحصى في وجهه آثارا من شجاج، فلما رأى عمر رضي الله عنه كثرة تسرب الدم على لحيته قال: أمسك عنك الدم، فعرف عثمان رضي الله عنه أن عمر رضي الله عنه نادم على ما فرط منه فقال: يا أمير المؤمنين، لا يهولنك الذي أصبت مني، فوالله إني لأنتهك ممن وليتني أمره من رعيتك التي استرعاك الله أكثر مما انتهكت مني، فأعجب بها عمر رضي الله عنه في رأيه، وحمله وزاده عنده خيرا "

مصنف عبد الرزاق ط الأعظمي (11/ 332)
20691- عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، قال: حدثني نوفل بن مساحق، قال: بينا عثمان بن حنيف يكلم عمر بن الخطاب، وكان عاملا له، قال: فأغضبه، فأخذ عمر من البطحاء قبضة فرجمه بها، فأصاب حجر منها جبينه فشجه، فسال الدم على لحيته، فكأنه ندم، فقال: امسح الدم عن لحيتك، فقال: لا يهلك هذا يا أمير المؤمنين، فوالله لما انتهكت ممن وليتني أمره، أشد مما انتهكت مني، قال: فكأنه أعجب عمر ذلك منه، وزاده عنده خيرا.