الموسوعة الحديثية


- كُنْتُ أنَا وجَارٌ لي مِنَ الأنْصَارِ في بَنِي أُمَيَّةَ بنِ زَيْدٍ وهي مِن عَوَالِي المَدِينَةِ وكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يَنْزِلُ يَوْمًا وأَنْزِلُ يَوْمًا، فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ بخَبَرِ ذلكَ اليَومِ مِنَ الوَحْيِ وغَيْرِهِ، وإذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَ ذلكَ، فَنَزَلَ صَاحِبِي الأنْصَارِيُّ يَومَ نَوْبَتِهِ، فَضَرَبَ بَابِي ضَرْبًا شَدِيدًا، فَقالَ: أثَمَّ هُوَ؟ فَفَزِعْتُ فَخَرَجْتُ إلَيْهِ، فَقالَ: قدْ حَدَثَ أمْرٌ عَظِيمٌ. قالَ: فَدَخَلْتُ علَى حَفْصَةَ فَإِذَا هي تَبْكِي، فَقُلتُ: طَلَّقَكُنَّ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قالَتْ: لا أدْرِي، ثُمَّ دَخَلْتُ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقُلتُ وأَنَا قَائِمٌ: أطَلَّقْتَ نِسَاءَكَ؟ قالَ: لا فَقُلتُ: اللَّهُ أكْبَرُ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم : 89
التخريج : أخرجه مسلم (1479)، وابن حبان (4187)، والطبراني في ((مسند الشاميين)) (3227) بمعناه.
التصنيف الموضوعي: طلاق - الإيلاء علم - أدب طالب العلم علم - التناوب في العلم فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - أمهات المؤمنين وما يتعلق بهن من أحكام مناقب وفضائل - فضائل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

أصول الحديث:


[صحيح البخاري] (1/ 29)
: 89 - حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، ح قال أبو عبد الله: وقال ابن وهب، أخبرنا يونس، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور، عن عبد الله بن عباس، عن ‌عمر، قال: كنت أنا ‌وجار ‌لي ‌من ‌الأنصار في بني أمية بن زيد وهي من عوالي المدينة وكنا نتناوب النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينزل يوما وأنزل يوما، فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره، وإذا نزل فعل مثل ذلك، فنزل صاحبي الأنصاري يوم نوبته، فضرب بابي ضربا شديدا، فقال: أثم هو؟ ففزعت فخرجت إليه، فقال: قد حدث أمر عظيم. قال: فدخلت على حفصة فإذا هي تبكي، فقلت: طلقكن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: لا أدري، ثم دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقلت وأنا قائم: أطلقت نساءك؟ قال: لا فقلت: الله أكبر

[صحيح مسلم] (2/ 1108 )
: 31 - (1479) حدثنا هارون بن سعيد الأيلي، حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرني سليمان يعني ابن بلال، أخبرني يحيى، أخبرني عبيد بن حنين، أنه سمع عبد الله بن عباس، يحدث قال: مكثت سنة وأنا أريد أن أسأل ‌عمر بن الخطاب عن آية، فما أستطيع أن أسأله، هيبة له حتى خرج حاجا، فخرجت معه، فلما رجع فكنا ببعض الطريق عدل إلى الأراك لحاجة له، فوقفت له حتى فرغ، ثم سرت معه، فقلت: يا أمير المؤمنين، من اللتان تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أزواجه، فقال: تلك حفصة وعائشة، قال فقلت له: والله، إن كنت لأريد أن أسألك عن هذا منذ سنة، فما أستطيع هيبة لك، قال: فلا تفعل، ما ظننت أن عندي من علم فسلني عنه، فإن كنت أعلمه أخبرتك، قال: وقال ‌عمر: والله، إن كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمرا، حتى أنزل الله تعالى فيهن ما أنزل، وقسم لهن ما قسم، قال: فبينما أنا في أمر أأتمره إذ قالت لي امرأتي: لو صنعت كذا وكذا، فقلت لها: وما لك أنت، ولما هاهنا؟ وما تكلفك في أمر أريده، فقالت لي: عجبا لك يا ابن الخطاب، ما تريد أن تراجع أنت، وإن ابنتك لتراجع رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى يظل يومه غضبان، قال ‌عمر : فآخذ ردائي، ثم أخرج مكاني حتى أدخل على حفصة، فقلت لها: يا بنية إنك لتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى يظل يومه غضبان؟ فقالت حفصة: والله إنا لنراجعه، فقلت: تعلمين أني أحذرك عقوبة الله، وغضب رسوله، يا بنية، لا يغرنك هذه التي قد أعجبها حسنها، وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها، ثم خرجت حتى أدخل على أم سلمة لقرابتي منها، فكلمتها، فقالت لي أم سلمة: عجبا لك يا ابن الخطاب قد دخلت في كل شيء، حتى تبتغي أن تدخل بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه، قال: فأخذتني أخذا كسرتني عن بعض ما كنت أجد، فخرجت من عندها، وكان لي صاحب من الأنصار إذا غبت أتاني بالخبر، وإذا غاب كنت أنا آتيه بالخبر، ونحن حينئذ نتخوف ملكا من ملوك غسان، ذكر لنا أنه يريد أن يسير إلينا، فقد امتلأت صدورنا منه، فأتى صاحبي الأنصاري يدق الباب، وقال: افتح افتح، فقلت: جاء الغساني؟ فقال: أشد من ذلك، اعتزل رسول الله صلى الله عليه وسلم أزواجه، فقلت: رغم أنف حفصة وعائشة، ثم آخذ ثوبي، فأخرج حتى جئت، فإذا رسول الله صلى الله عليه ‌وسلم ‌في ‌مشربة ‌له ‌يرتقى ‌إليها ‌بعجلة، وغلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم أسود على رأس الدرجة، فقلت: هذا ‌عمر، فأذن لي، قال ‌عمر: فقصصت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث، فلما بلغت حديث أم سلمة، تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنه لعلى حصير ما بينه وبينه شيء، وتحت رأسه وسادة من أدم، حشوها ليف، وإن عند رجليه قرظا مضبورا، وعند رأسه أهبا معلقة، فرأيت أثر الحصير في جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبكيت، فقال: ما يبكيك؟ فقلت: يا رسول الله، إن كسرى وقيصر فيما هما فيه، وأنت رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن تكون لهما الدنيا، ولك الآخرة، ‌‌

صحيح ابن حبان - مخرجا (9/ 492)
4187 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، قال: حدثنا حرملة بن يحيى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرنا يونس، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور، عن ابن عباس قال: لم أزل حريصا على أن أسأل عمر بن الخطاب عن المرأتين من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، اللتين قال الله لهما {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما} [التحريم: 4] حتى حج فحججت معه فعدل وعدلت معه بإداوة فتبرز، ثم جاء فسكبت على يديه من الإداوة فتوضأ، فقلت: يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتان قال لهما الله: {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما} [التحريم: 4] ، فقال عمر: واعجبا منك يا ابن عباس هي حفصة، وعائشة، ثم استقبل عمر الحديث، فقال: إني كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد وهو من عوالي المدينة وكنا نتناوب النزول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل يوما وأنزل يوما فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره وإذا نزل فعل مثل ذلك وكنا معاشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا على الأنصار إذا قوم تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يأخذن من نساء الأنصار فصخبت علي امرأتي فراجعتني، فأنكرت أن تراجعني، قالت: ولم تنكر أن أراجعك فوالله إن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليراجعنه، وإن إحداهن لتهجره اليوم حتى الليل فأفزعني ذلك، فقلت: خاب من فعل ذلك منهن، ثم جمعت علي ثيابي فنزلت فدخلت على حفصة بنت عمر، فقلت لها: يا حفصة أتغضب إحداكن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتهجره اليوم حتى الليل، قالت: نعم، قلت: قد خبت وخسرت أفتأمنين أن يغضب الله لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم فتهلكين؟، لا تستنكري رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تراجعيه ولا تهجريه وسليني ما بدا لك ولا يغرنك أن كانت جارتك هي أضوأ وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - يريد عائشة - قال عمر: وقد تحدثنا أن غسان تنعل الخيل لتغزونا فنزل صاحبي الأنصاري يوم نوبته فرجع إلي عشيا فضرب بابي ضربا شديدا ففزعت فخرجت إليه، فقال: قد حدث أمر عظيم، قلت: ما هو أجاءت غسان، قال: لا بل أعظم وأطول طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه، قال عمر: قلت: خابت حفصة وخسرت قد كنت أظن أن هذا يوشك أن يكون قال، فجمعت علي ثيابي فصليت صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مشربة له اعتزل فيها،. قال: ودخلت على حفصة فإذا هي تبكي قلت: وما يبكيك ألم أكن أحذرك هذا أطلقكن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: لا أدري ها هو ذا معتزل في هذه المشربة، فخرجت فجئت المنبر فإذا حوله رهط يبكون فجلست معهم قليلا ثم غلبني ما أجد فجئت المشربة التي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت لغلام أسود: استأذن لعمر، قال: فدخل الغلام فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم خرج إلي فقال: قد ذكرتك له فصمت فانصرفت حتى جلست مع الرهط الذين عند المنبر ثم غلبني ما أجد فجئت فقلت للغلام: استأذن لعمر فدخل ثم رجع، قال: قد ذكرتك له فصمت فلما أن وليت منصرفا إذا الغلام يدعوني يقول: قد أذن لك رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو مضطجع على رمال حصير قد أثر بجنبه متكئ على وسادة من أدم حشوها ليف فسلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قلت وأنا قائم: يا رسول الله أطلقت نساءك؟، فرفع بصره إلى السماء وقال: لا ، فقلت: الله أكبر، يا رسول الله لو رأيتني وكنا معاشر قريش نغلب نساءنا فلما أن قدمنا المدينة قدمنا على قوم تغلبهم نساؤهم فصخبت علي امرأتي فإذا هي تراجعني فأنكرت ذلك عليها، فقالت: أتنكر أن أراجعك والله إن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم حتى الليل قال: قلت قد خابت حفصة وخسرت أفتأمن إحداهن أن يغضب الله عليها لغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هي قد هلكت قال: فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قلت: يا رسول الله لو رأيتني ودخلت على حفصة فقلت: لا يغرنك أن كانت جارتك هي أوسم وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد عائشة، قال: فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم تبسما آخر قال: فجلست حين رأيته تبسم، قال: فرجعت بصري في بيته فوالله ما رأيت فيه شيئا يرد البصر غير أهبة ثلاثة، فقلت: يا رسول الله ادع الله أن يوسع على أمتك فإن فارس، الروم قد وسع عليهم وأعطوا الدنيا وهم لا يعبدون الله، قال: فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان متكئا ثم قال: أفي شك أنت يا ابن الخطاب؟ أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا ، قال: فقلت: أستغفر الله يا رسول الله فاعتزل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه من أجل ذلك الحديث وكان قال: ما أنا بداخل عليهن شهرا من شدة موجدته عليهن حتى عاتبه الله فلما مضت تسع وعشرون ليلة دخل على عائشة فبدأ بها فقالت له عائشة: يا رسول الله إنك قد أقسمت أن لا تدخل علينا شهرا وإنا أصبحنا في تسع وعشرين ليلة عدها، فقال: الشهر تسع وعشرون ليلة وكان الشهر تسعا وعشرين ليلة

مسند الشاميين للطبراني (4/ 262)
: 3227 - حدثنا أبو زرعة، ثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور، عن عبد الله بن عباس، أنه قال: لم أزل حريصا على أن أسأل ‌عمر بن الخطاب عن المرأتين من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله لهما: {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما} [التحريم: 4] حتى حج وحججت معه وعدل وعدلت معه بإداوة فتبرز، ثم جاء فسكبت على يده فتوضأ، ثم قلت: يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم اللتان قال الله لهما: {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما} [التحريم: 4] فقال ‌عمر: واعجبا لك يا ابن عباس هما عائشة وحفصة، ثم استقبل ‌عمر بن الخطاب الحديث يسوقه، فقال: إن كنت أنا ‌وجار ‌لي ‌من ‌الأنصار في بني أمية بن زيد، وهو من عوالي المدينة، وكنا نتناوب النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فينزل يوما وأنزل يوما، فإذا نزلت جئته بما حدث من خبر في ذلك اليوم من الوحي أو غيره، وإذا نزل فعل مثل ذلك، وكنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا على الأنصار إذا قوم تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار، فصخبت على امرأتي فراجعتني فأنكرت أن تراجعني، وقالت: ولم تنكر أن أراجعك، فوالله إن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليراجعنه، وإن إحداهن لتهاجره اليوم حتى الليل، فأفزعني ذلك، وقلت: قد خاب من فعل ذلك منهن، فجمعت علي ثيابي، فدخلت على حفصة بنت ‌عمر، فقلت لها: أي حفصة، أتغاضب إحداكن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى الليل؟ فقالت: نعم، فقلت: نعم، فقلت: قد خبت وخسرت، أفتأمنين أن يغضب الله لغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتهلكي؟ لا تستكثري رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تراجعيه في شيء ولا تهجريه، وسليني ما بدا لك، ولا تغرنك أن كانت جارتك أوضأ منك وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد عائشة، قال ‌عمر: وكنا قد تحدثنا أن غسان تنعل الخيل لتغزونا، فنزل صاحبي الأنصاري يوم نوبته فرجع عشاء، فضرب بابي ضربا شديدا، وقال: أثم ‌عمر؟ ففزعت فخرجت إليه، فقال: قد حدث اليوم أمر عظيم، فقلت: ما هو؟ جاءت غسان؟ فقال: لا، بل أعظم من ذلك وأطول، طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه، فقلت: خابت حفصة وخسرت، قد كنت أظن هذا يوشك أن يكون، فجمعت علي ثيابي فصليت صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مشربة له فاعتزل فيها، فدخلت على حفصة فإذا هي تبكي، فقلت لها: ما يبكيك؟ أو لم أكن قد حذرتك هذا؟ طلقكن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: لا أدري، ها هو ذا معتزل في هذه المشربة، فخرجت فجئت المشربة التي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت لغلام له أسود: استأذن لعمر، فدخل الغلام فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم رجع إلي، فقال: قد كلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرتك له، فصمت فرجعت فجلست مع الرهط الذين عند المنبر، ثم غلبني ما أجد، فجئت الغلام، فقلت له: استأذن لعمر، فدخل، ثم رجع إلي، فقال: قد ذكرتك له فصمت، فلما وليت منصرفا إذ الغلام يدعوني، فقال: قد أذن لك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو مضطجع على رمال حصير، ليس بينه وبينه فراش، قد أثرت الرمال بجنبيه متكئا على وسادة من أدم حشوها ليف، فسلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قلت وأنا قائم: يا رسول الله أطلقت نساءك؟ فرفع إلي بصره وقال: لا فقلت: الله أكبر، ثم قلت وأنا قائم: يا رسول الله - أستأنس برسول الله صلى الله عليه وسلم - لو رأيتني وكنا معشر قريش نغلب النساء، فلما قدمنا المدينة قدمنا على قوم تغلبهم نساؤهم، فتغضبت على امرأتي [يوما] فإذا هي تراجعني، فأنكرت ذلك عليها، فقالت: أتنكر أن أراجعك؟ فوالله إن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم حتى الليل، فقلت: خابت حفصة وخسرت، أفتأمن إحداهن أن يغضب الله لغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا هي قد هلكت، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قلت: يا رسول الله لو رأيتني دخلت على حفصة، فقلت لها: لا يغرنك جارتك هي أوضأ منك وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد عائشة، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم تبسمة أخرى، فجلست حين رأيته تبسم، فرفعت بصري في بيته، فوالله ما رأيت فيه شيئا يرد البصر غير أهب ثلاثة، فقلت: يا رسول الله ادع الله فليؤتك، فإن فارس والروم قد وسع الله عليهم وأعطاهم وهم لا يعبدون الله، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان متكئا فقال: أوفي شك أنت يا ابن الخطاب؟ إن أولئك قوم عجلوا طيباتهم في الحياة الدنيا فقلت: يا رسول الله، استغفر لي، قال: [واعتزل] رسول الله صلى الله عليه وسلم [نساءه] من أجل هذا الحديث حين أفشت حفصة إلى عائشة تسعا وعشرين ليلة، وكان قال: ما أنا بداخل عليكن شهرا من شدة موجدته عليهن حتى كان تسع وعشرون ليلة، فدخل على عائشة، فقالت له عائشة: يا رسول الله، إنك حلفت أن لا تدخل علينا شهرا، وإنما مضت تسع وعشرون ليلة، وكان ذلك الشهر تسع وعشرون ليلة، ثم أنزل الله عز وجل التخيير، فبدأ بي أول امرأة من نسائه فاخترته، ثم خير نساءه كلهن، فقلن مثل ما قالت عائشة