الموسوعة الحديثية


- عن ابنِ عبَّاسٍ {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} [النور: 11]، يُريدُ أنَّ الذين جاؤوا بالكَذِبِ على عائشةَ أُمِّ المُؤمِنينَ أربعةٌ منكم {لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} [النور: 11]، يُريدُ خَيرًا لرسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وبراءةً لسيِّدةِ نِساءِ المُؤمِنينَ وخيرًا لأبي بَكرٍ، وأُمِّ عائشةَ، وصَفوانَ بنِ المُعطَّلِ {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ} [النور: 11] يُريدُ إشاعَتَه، {مِنْهُمْ} يُريدُ عبدَ اللهِ بنَ أُبَيٍّ ابنِ سَلولَ {لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النور: 11]، يُريدُ في الدُّنيا جَلَدَه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثَمانينَ، وفي الآخِرَةِ مَصيرُه إلى النَّارِ {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ} [النور: 12]، [يُريدُ أفلا إذْ سَمِعتُموه] {ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ} [النور: 12]؛ وذلك أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم استشارَ فيها، فقالوا: خَيرًا، [وقالوا يا رسولَ اللهِ، هذا كَذِبٌ وزورٌ {وَالْمُؤْمِنَاتُ} يُريدُ زينبَ زَوجَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم] وَبَريرَةَ مَولاةَ عائشةَ، وأزواجَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وقالوا: هذا كَذِبٌ عَظيمٌ، قال اللهُ عزَّ وجلَّ: {لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ} [النور: 13]، لكانوا هم والذين شَهِدوا كاذِبينَ {فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ} [النور: 13]، يُريدُ الكَذِبَ بعَينِه {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} [النور: 14]، يُريدُ فلولا منَّ اللهُ عليكم وسَتَرَكم {لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النور: 14] [يُريدُ من الكَذِبِ {عَذَابٌ عَظِيمٌ}، يُريدُ لا انقطاعَ له، {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} [النور: 15]، يَعلَمُ اللهُ خِلافَه، {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ} [النور: 15]، يُريدُ أنْ تَرْموا سيِّدةَ نِساءِ المُؤمِنينَ وزَوجَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فتَبهَتونَها بما لم يكن فيها، ولم يَقَعْ في قَلْبِها قَطُّ إعرابُها، وإنَّما خَلَقتُها طيِّبةً، وعَصَمتُها من كُلِّ قَبيحٍ، {وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} [النور: 16]، يُريدُ بالبُهتانِ الافتراءَ، مِثلَ قَولِه في مَريَمَ {بُهْتَانًا عَظِيمًا} {يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا} [النور: 17]، يُريدُ مِسطَحَ بنَ أُثاثةَ، وحَمنَةَ بنتَ جَحْشٍ، وحسَّانَ بنَ ثابتٍ، {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [النور: 17] يُريدُ إنْ كنتم مُصدِّقينَ للهِ ورسولِه] {وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ} [النور: 18]، التي أنزلَهَا في عائشةَ والبراءةِ لها {وَاللَّهُ عَلِيمٌ} بما في قُلوبِكم من النَّدامَةِ فيما خُضتُم فيه {حَكِيمٌ} حَكَمَ في القَذفِ ثَمانينَ جَلدَةً {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ} [النور: 19]، يُريدُ بعدَ هذا {فِي الَّذِينَ آمَنُوا} [النور: 19]، [يُريدُ] المُحصَنينَ والمُحْصَناتِ من المُصَدِّقينَ {لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 19]، وَجيعٌ {فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} [النور: 19]، يُريدُ في الدُّنيا الجَلْدَ، وفي الآخِرَةِ العَذابَ في النَّارِ، {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النور: 19]، سوءَ ما دَخَلتُم فيه، وما فيه من شِدَّةِ العِقابِ، وأنتم لا تَعلَمون شِدَّةِ سَخَطِ اللهِ على مَن فعَل هذا، {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ} [النور: 20] يُريدُ لولا ما تفضَّل اللهُ به عليكم ورحمتُه، يُريدُ مِسطَحًا وحَمنَةَ وحسَّانَ {وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [النور: 20]، يُريدُ من الرَّحمَةِ، رَؤوفٌ بكم؛ حيث نَدِمتُم ورَجَعتُم إلى الحَقِّ، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} [النور: 21]، يُريدُ صدَّقوا بتَوحيدِ اللهِ {لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} [النور: 21]، يُريدُ الزَّلَّاتِ {وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [النور: 21]، يُريدُ بالفَحشاءِ عِصيانَ اللهِ، والمُنكَرُ كُلُّ ما يَكرَهُ اللهُ، {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ} [النور: 21]، يُريدُ ما تفضَّل اللهُ به عليكم ورَحِمَكم الآيةَ، {مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا} [النور: 21]، يُريدُ ما قَبِلَ تَوبَةَ أحدٍ منكم أبدًا {وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ} [النور: 21]، يُريدُ فقد شِئتُ أنْ أتوبَ عليكم {وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [النور: 21]، يُريدُ سميعٌ لقَولِكم، عَليمٌ بما في أنْفُسِكم من النَّدامَةِ من التَّوبَةِ {وَلَا يَأْتَلِ} [النور: 22]، يُريدُ ولا يَحلِفُ {أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ} [النور: 22]، يُريدُ لا يَحلِفُ أبو بَكرٍ ألَّا يُنفِقَ على مِسطَحٍ، {أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا} [النور: 22]، فقد جَعَلتُ فيك يا أبا بَكرٍ الفَضْلَ، وجَعَلتُ عِندَك السَّعَةَ، والمَعرِفَةَ باللهِ، فتَعَطَّفْ يا أبا بَكرٍ على مِسطَحٍ فله قَرابَةٌ، وله هِجرَةٌ، ومَسكنَةٌ، ومَشاهِدُ رَضيتُها منه يَومَ بَدْرٍ {أَلَا تُحِبُّونَ} [النور: 22] يا أبا بَكرٍ، {أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور: 22]، يُريدُ فاغْفِرْ لمِسطَحٍ، {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22]، يُريدُ فإنِّي غفورٌ لمَن أخطَأَ، رحيمٌ بأوليائي، {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ} [النور: 23]، يُريدُ العفائِفَ {الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ} [النور: 23]، يُريدُ المُصدِّقاتِ بتَوحيدِ اللهِ وبرُسُلِه، وقال حسَّانُ بنُ ثابتٍ في عائشةَ أُمِّ المُؤمِنينَ: حَصَانٌ رَزَانٌ مَا تُزَنُّ بِرِيبَةٍ ** وَتُصْبِحُ غَرْثَى مِنْ لُحُومِ الْغَوَافِلِ فقالت عائشةُ: يا حسَّانُ، لكنَّك لستَ كذلك {لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النور: 23]، يقولُ: أخرَجَهم من الإيمانِ مِثلَ قَولِه في سورةِ الأحزابِ للمُنافِقينَ: {مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا} [الأحزاب: 61]، {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ} [النور: 11]، يُريدُ كِبْرَ القَذفِ، وإشاعَتَه يُريدُ عبدَ اللهِ بنَ أُبَيٍّ ابنِ سَلولَ الملعونَ {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النور: 24]، يُريدُ أنَّ اللهَ خَتَمَ على ألسنتِهم، فتكلَّمَتِ الجوارحُ، وشَهِدَتْ على أهلِها؛ وذلك أنَّهم قالوا: تَعالوا نَحلِفُ باللهِ ما كُنَّا مُشرِكينَ، فخَتَمَ اللهُ على ألسنتِهم، فتكلَّمَتِ الجوارحُ بما عَمِلوا، ثم شَهِدَتْ ألسنتُهم بعدَ ذلك، يُريدُ يُجازيهم بأعمالِهم بالحَقِّ كما يُجازي أولياءَه بالثَّوابِ، كذلك يَجزي أهلَه بالعِقابِ، كقَولِه في الحَمْدِ {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 4]، يُريدُ يَومَ الجَزاءِ {وَيَعْلَمُونَ} يُريدُ يَومَ القِيامةِ {أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ} [النور: 25]، وذلك أنَّ عبدَ اللهِ بنَ أُبَيٍّ كان يَشُكُّ في الدِّينِ، وكان رأسَ المُنافِقينَ؛ وذلك قَولُ اللهِ {يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ} [النور: 25]، ويَعلَمُ ابنُ سَلولَ [يَومَ القيامةِ] {أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ} [النور: 25]، يُريدُ انقَطَعَ الشَّكُّ، واستَيْقَنَ حيثُ لا يَنفَعُه اليقينُ، {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ} [النور: 26]، يُريدُ أمثالَ عبدِ اللهِ بنِ أُبَيٍّ ابنِ سَلولَ، ومَن شَكَّ في اللهِ عزَّ وجلَّ، ويَقذِفُ مِثلَ سيِّدةِ نِساءِ العالَمينَ، ثم قال {وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ} [النور: 26]، عائشةُ طيَّبَها اللهُ لرسولِه عليه السَّلامُ أتى بها جِبريلُ عليه السَّلامُ في سَرَقَةِ حَريرٍ قَبلَ أنْ تُصوَّرَ في رَحِمِ أُمِّها، فقال له: عائشةُ بنتُ أبي بَكرٍ زوجتُك في الدُّنيا، وزوجتُك في الجنَّةِ عِوَضًا من خديجةَ بنتِ خُوَيلِدٍ؛ وذلك عندَ مَوتِها؛ فسُرَّ بها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقَرَّ بها عَينًا، ثم قال: {وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ} [النور: 26] يُريدُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم طيَّبَه اللهُ لنَفْسِه وجَعَلَه سيِّدَ وَلَدِ آدَمَ، والطيِّباتُ يُريدُ: عائشةَ، {أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ} [النور: 26]، يُريدُ برَّأها اللهُ من كَذِبِ عبدِ اللهِ بنِ أُبَيٍّ ابنِ سَلولَ {لَهُمْ مَغْفِرَةٌ} [النور: 26]، يُريدُ عِصمَةً في الدُّنيا، ومَغفِرَةً في الآخِرَةِ، {وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [النور: 26]، يُريدُ رِزقَ الجنَّةِ وثَوابٌ عَظيمٌ.
خلاصة حكم المحدث : منقطع وفي إسناده موسى بن عبد الرحمن الصنعاني وهو ضعيف‏‏
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد الصفحة أو الرقم : 7/77
التخريج : أخرجه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (23/ 130) (168) واللفظ له تامًا، والطبري في ((تفسيره)) (17/ 190) مختصرًا.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة النور توبة - حادثة الإفك حدود - حد القذف مناقب وفضائل - أبو بكر الصديق مناقب وفضائل - عائشة بنت أبي بكر الصديق
|أصول الحديث

أصول الحديث:


 [المعجم الكبير – للطبراني] (23/ 130)
168 - حدثنا بكر بن سهل الدمياطي، ثنا عبد الغني بن سعيد الثقفي، قال: ثنا موسى بن عبد الرحمن الصنعاني، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، وعن مقاتل بن سليمان، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس، {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم} يريد أن الذين جاءوا بالإفك - يعني بالكذب على عائشة أم المؤمنين أربعة منكم {لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم} [النور: 11] ، يريد خيرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وبراءة لسيدة نساء المؤمنين، وخيرا لأبي بكر، وأم عائشة ولصفوان بن المعطل {لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره} [النور: 11] ، يريد إشاعته {منهم} [النور: 11] ، يريد عبد الله بن أبي ابن سلول {له عذاب عظيم} [النور: 11] ، يريد في الدنيا جلده رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانين، وفي الآخرة مصيره إلى النار {لولا إذ سمعتموه} [النور: 12] ، يريد أفلا إذ سمعتموه {ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين} [النور: 12] ، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استشار فيها، فقالوا خيرا، وقالوا: يا رسول الله هذا كذب وزور والمؤمنات يريد زينب - زوج النبي صلى الله عليه وسلم -، وبريرة مولاة عائشة، وجميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وقالوا هذا كذب عظيم، قال الله عز وجل {لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء} يريد لو جاءوا عليه بأربعة شهداء لكانوا هم والذين شهدوا كاذبين، {فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون} [النور: 13] يريد الكذب بعينه، {ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة} [النور: 14] يريد فلولا ما من الله به عليكم وستركم، {لمسكم في ما أفضتم فيه} [النور: 14] يريد من الكذب، {عذاب عظيم} [النور: 11] يريد لا انقطاع له، {إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم} [النور: 15] يعلم الله خلافه، {وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم} [النور: 15] يريد أن ترموا سيدة نساء المؤمنين وزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبهتونها بما لم يكن فيها ولم يقع في قلبها قط إعرابها، وإنما خلقتها طيبة، وعصمتها من كل قبيح، {ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم} [النور: 16] يريد بالبهتان الافتراء، مثل قوله في مريم {وقولهم على مريم بهتانا عظيما} [النساء: 156] ، {يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا} [النور: 17] يريد مسطح بن أثاثة، وحمنة بنت جحش، وحسان بن ثابت، {إن كنتم مؤمنين} [البقرة: 91] يريد إن كنتم مصدقين بالله ورسوله، {ويبين الله لكم الآيات} [النور: 18] يريد الآيات التي أنزلها في عائشة، والبراءة لها، {والله عليم} [النور: 18] بما في قلوبكم من الندامة فيما خضتم فيه، {حكيم} [النور: 18] حيث حكم في القذف ثمانين جلدة، {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة} [النور: 19] يريد بعد هذا، {في الذين آمنوا} [النور: 19] يريد المحصنين والمحصنات من المصدقين، {لهم عذاب أليم} [النور: 19] يريد وجيع، {في الدنيا والآخرة} [النور: 19] يريد في الدنيا الجلد، وفي الآخرة العذاب في النار، {والله يعلم وأنتم لا تعلمون} [البقرة: 216] يريد سوء ما دخلتم فيه وما فيه من شدة العذاب، وأنتم لا تعلمون شدة سخط الله على من فعل هذا، {ولولا فضل الله عليكم ورحمته} [النور: 21] يريد لولا ما تفضل الله به عليكم ورحمته لندامتكم، يريد مسطحا، وحمنة، وحسان، {وأن الله رءوف رحيم} يريد من الرحمة رؤوف بكم حيث ندمتم ورجعتم إلى الحق، {يا أيها الذين آمنوا} [النور: 21] يريد صدقوا بتوحيد الله، {لا تتبعوا خطوات الشيطان} [النور: 21] يريد الزلات، {فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر} [النور: 21] يريد بالفحشاء: عصيان الله، والمنكر: كلما يكره الله، {ولولا فضل الله عليكم ورحمته} [النور: 21] يريد ما تفضل الله به عليكم ورحمكم به، {ما زكا منكم من أحد أبدا} [النور: 21] يريد ما قبل توبة أحد منكم أبدا، {ولكن الله يزكي من يشاء} [النور: 21] يريد فقد شئت أن أتوب عليكم، {والله سميع عليم} [النور: 21] يريد سميع لقولكم، عليم بما في أنفسكم من الندامة والتوبة {ولا يأتل} [النور: 22] يريد ولا يحلف، {أولو الفضل منكم والسعة} يريد ولا يحلف أبو بكر أن لا ينفق على مسطح، {أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا} [النور: 22] فقد جعلت فيك يا أبا بكر الفضل، وجعلت عندك السعة والمعرفة بالله وصلة الرحم، فتعطف يا أبا بكر على مسطح فإنه له قرابة وله هجرة ومسكنة ومشاهدة ورضيتها منك يوم بدر، {ألا تحبون} [النور: 22] يا أبا بكر، {أن يغفر الله لكم} [النور: 22] يريد فاغفر لمسطح، {والله غفور رحيم} [البقرة: 218] يريد فإني غفور لمن أخطأ رحيم بأوليائي، {إن الذين يرمون المحصنات} [النور: 23] يريد العفائف، {الغافلات المؤمنات} [النور: 23] يريد المصدقات بتوحيد الله وبرسله. وقد قال حسان بن ثابت في عائشة أم المؤمنين: حصان رزان ما تزن بريبة وتصبح غرثى من لحوم الغوافل فقالت له عائشة: ولكنك يا حسان ما أنت كذلك، {لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم} [النور: 23] ، يقول: أخرجهم من الإيمان مثل قوله في سورة الأحزاب للمنافقين {ملعونين أين ما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا} ، {والذي تولى كبره منهم} [النور: 11] ، يريد كبر القذف وإشاعته، يريد عبد الله بن أبي ابن سلول الملعون، {يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون} [النور: 24] يريد أن الله ختم على ألسنتهم فتكلمت الجوارح وشهدت على أهلها وذلك أنهم قالوا: تعالوا نحلف بالله ما كنا مشركين، فختم الله على ألسنتهم فنطقت الجوارح بما عملوا، ثم شهدت ألسنتهم عليهم بعد ذلك يريد يجازيهم بأعمالهم بالحق كما يجازى أولياؤه بالثواب، كذلك يجزي أعداءه بالعقاب كقوله في الحمد {مالك يوم الدين} يريد يوم الجزاء، ويعلمون يوم القيامة أن الله هو الحق المبين، وذلك أن عبد الله بن أبي بن سلول كان يشك في الدين، وكان رأس المنافقين وذلك قول الله {يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق} [النور: 25] ويعلم ابن سلول يوم القيامة أن الله هو الحق المبين، يريد انقطع الشك واستيقن حيث لا ينفعه اليقين، قال: {الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات} [النور: 26] يريد أمثال عبد الله بن أبي ابن سلول ومن شك في الله عز وجل وبقذف مثل سيدة نساء العالمين، ثم قال: {والطيبات للطيبين} [النور: 26] عائشة طيبها الله لرسوله عليه السلام أتى بها جبريل عليه السلام في سرقة حرير قبل أن تصور في رحم أمها، فقال له: هذه عائشة بنت أبي بكر زوجتك في الدنيا وزوجتك في الجنة، عوضا من خديجة بنت خويلد وذلك عند موتها، فسر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقر بها عينا، ثم قال: {والطيبون للطيبات} [النور: 26] ، يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم طيبه الله لنفسه وجعله سيد ولد آدم، والطيبات يريد عائشة، {أولئك مبرءون مما يقولون} يريد براءة الله من كذب عبد الله بن أبي ابن سلول، {لهم مغفرة} [المائدة: 9] يريد عصمة في الدنيا، ومغفرة في الآخرة، {ورزق كريم} [النور: 26] يريد رزق الجنة وثواب عظيم

تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (17/ 190)
[حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج] قال ابن جريج: قال ابن عباس: قوله: {جاءوا بالإفك عصبة منكم} . الآية، الذين افتروا على عائشة: عبد الله بن أبي، وهو الذي تولى كبره، وحسان بن ثابت، ومسطح، وحمنة بنت جحش "