الموسوعة الحديثية


- لم يتكلَّمْ في المهدِ إلا ثلاثةٌ : عيسى بنُ مريمَ، قال : وكان في بني إسرائيلَ رجلٌ يُقالُ له : جُرَيجٌ وكان عابدًا، فابتَنى صومَعةً فجعَل يصلِّي فيها، فأتَتْه أمُّه فقالتْ : يا جُرَيْجُ، فقال : يا ربِّ أمي وصلاتي، فأقبَل على صلاتِه فانصرفَتْ، ثم جاءَتْ يومًا آخَرَ ففعَل مثلَ ذلك، ثم جاءتْه يومًا ثالثًا ففعَل مثلَ ذلك، فقالتْ أمُّه : اللهم لا تُمِتْه حتى يَرى أو ينظُرَ في وُجوهِ المومِساتِ. قال : فذكَر يومًا بنو إسرائيلَ جُرَيجًا وفضلَه فقالتْ بغِيٌّ من بَغايا بني إسرائيلَ : إن شئتُم لأفتنَنَّه لكم، فقالوا : قد شئنا، فانطلقَتْ فتعرضَتْ لجُرَيجٍ فلم يلتفِتْ إليها، فأتَتْ راعيًا وكان يأوي إلى صومعَةِ جُرَيجٍ بغنمِه فأمكنَتْه من نفسِها فحملَتْ فولدَتْ غُلامًا، فقالتْ : هو من جُرَيجٍ، فأتاه بنو إسرائيلَ فضرَبوه وشتَموه وهدَموا صَومعتَه، فقال : ما شأنُكم ؟ فقالوا : زنَيتَ بهذه البغِيِّ وولدَتْ غُلامًا. قال : فأينَ الغُلامُ ؟ قال : فجيءَ به فقام وصلَّى ودعا ثم انصرَف إلى الغُلامِ فطعَنه بإصبَعِه وقال : باللهِ يا غُلامُ مَن أبوك ؟ قال : أبي الراعي. قال : فوثَب الناسُ إليه فجعَلوا يُقَبِّلونَه وقالوا : نبني صومعتَك من ذهبٍ. قال : لا حاجةَ لي في ذلك ابنوها كما كانتْ. قال : وبينا امرأةٌ جالسةٌ وفي حَجرِها ابنٌ لها تُرضِعُه إذ مرَّ بها راكبٌ ذو شارَةٍ، فقالتْ : اللهم اجعَلِ ابني مثلَ هذا، فترَك ثديَها ثم أقبَل إلى الراكبِ فنظَر إليه فقال : اللهم لا تجعَلْني مثلَ هذا، ثم أقبَل على ثديِها يمُصُّه. قال أبو هُرَيرَةَ : لكأني أنظُرُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يحكي مصَّه ووضْعَ إصبَعِه في فيه فجعَل يمُصُّها. ثم مرَّ بأَمةٍ معَها الناسُ تضرِبُها فقالتْ : اللهم لا تجعَلْ ابني مثلَ هذه، فترَك ثديَها ثم نظَر إليها وقال : اللهم اجعَلْني مثلَها. فعِندَ ذلك تراجَعا الحديثَ فقالتْ : خلفي أي بني مرَّ بي الراكبُ ذو شارَةٍ فقلتُ : اللهم اجعَلِ ابني مثلَ هذا، قلتَ : اللهم لا تجعلني مثلَه، ثم مرَّ بي هذه الأَمةُ فقلتُ : اللهم لا تجعَلِ ابني مثلَ هذه الأَمةِ، فقلتُ : اللهم اجعَلْني مثلَها. فقال : يا أُمَّتاه إن الراكبَ الذي مرَّ بكِ جبَّارٌ فدعوتِ اللهَ أن يجعلَني مثلَه، فقلتُ : اللهم لا تجعَلْني مثلَه. وهذه يقولونَ سَرقَتْ، ولم تسرِقْ، وزنَتْ، ولم تزْنِ وهي تقولُ : حسبيَ اللهُ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البيهقي | المصدر : الآداب للبيهقي الصفحة أو الرقم : 477
التخريج : أخرجه البخاري (3436)، ومسلم (2550)، وأحمد (8071)، والبيهقي في ((الآداب)) (764) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: أنبياء - معجزات رقائق وزهد - الكبر والتواضع عقيدة - كرامات الأولياء علم - القصص علم - من تكلموا في المهد
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

أصول الحديث:


[صحيح البخاري] (4/ 165)
3436- حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا جرير بن حازم عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة عيسى وكان في بني إسرائيل رجل يقال له جريج كان يصلي جاءته أمه فدعته فقال: أجيبها أو أصلي فقالت: اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات وكان جريج في صومعته فتعرضت له امرأة وكلمته فأبى فأتت راعيا فأمكنته من نفسها فولدت غلاما فقالت: من جريج فأتوه فكسروا صومعته وأنزلوه وسبوه فتوضأ وصلى ثم أتى الغلام فقال: من أبوك يا غلام قال الراعي قالوا: نبني صومعتك من ذهب قال: لا إلا من طين. وكانت امرأة ترضع ابنا لها من بني إسرائيل فمر بها رجل راكب ذو شارة فقالت: اللهم اجعل ابني مثله فترك ثديها وأقبل على الراكب فقال: اللهم لا تجعلني مثله ثم أقبل على ثديها يمصه قال أبو هريرة: كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يمص إصبعه ثم مر بأمة فقالت: اللهم لا تجعل ابني مثل هذه فترك ثديها فقال: اللهم اجعلني مثلها فقالت: لم ذاك فقال: الراكب جبار من الجبابرة وهذه الأمة يقولون: سرقت زنيت ولم تفعل)).

[صحيح مسلم] (4/ 1976 )
((8- (‌2550) حدثنا زهير بن حرب. حدثنا يزيد بن هارون. أخبرنا جرير بن حازم. حدثنا محمد بن سيرين عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى ابن مريم. وصاحب جريج. وكان جريج رجلا عابدا. فاتخذ صومعة. فكان فيها. فأتته أمه وهو يصلي. فقالت: يا جريج! فقال: يا رب! أمي وصلاتي. فأقبل على صلاته. فانصرفت. فلما كان من الغد أتته وهو يصلي. فقالت: يا جريج! فقال: يا رب! أمي وصلاتي. فأقبل على صلاته. فانصرفت. فلما كان من الغد أتته وهو يصلي. فقالت: يا جريج! فقال: أي رب! أمي وصلاتي. فأقبل على صلاته. فقالت: اللهم! لا تمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات. فتذاكر بنو إسرائيل جريجا وعبادته. وكانت امرأة بغي يتمثل بحسنها. فقالت: إن شئتم لأفتننه لكم. قال فتعرضت له فلم يلتفت إليها. فأتت راعيا كان يأوي إلى صومعته فأمكنته من نفسها. فوقع عليها. فحملت. فلما ولدت. قالت: هو من جريج. فأتوه فاستنزلوه وهدموا صومعته وجعلوا يضربونه. فقال: ما شأنكم؟ قالوا: زنيت بهذه البغي. فولدت منك. فقال: أين الصبي؟ فجاءوا به. فقال: دعوني حتى أصلي. فصلى. فلما انصرف أتى الصبي فطعن في بطنه. وقال: يا غلام! من أبوك؟ قال: فلان الراعي. قال فأقبلوا على جريج يقبلونه ويتمسحون به. وقالوا: نبني لك صومعتك من ذهب. قال: لا. أعيدوها من طين كما كانت. ففعلوا. وبينا صبي يرضع من أمه. فمر رجل راكب على دابة فارهة وشارة حسنة. فقالت أمه! اللهم! اجعل ابني مثل هذا. فترك الثدي وأقبل إليه فنظر إليه. فقال: اللهم! لا تجعلني مثله. ثم أقبل على ثديه فجعل يرتضع. قال: فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحكي ارتضاعه بإصبعه السبابة في فمه. فجعل يمصها. قال: ومروا بجارية وهم يضربونها ويقولون: زنيت. سرقت. وهي تقول: حسبي الله ونعم الوكيل. فقالت أمه: اللهم! لا تجعل ابني مثلها. فترك الرضاع ونظر إليها. فقال: اللهم! اجعلني مثلها. فهناك تراجعا الحديث. فقالت: حلقى! مر رجل حسن الهيئة فقلت: اللهم! اجعل ابني مثله. فقلت: اللهم! لا تجعلني مثله. ومروا بهذه الأمة وهم يضربونها ويقولون: زنيت. سرقت. فقلت: اللهم! لا تجعل ابني مثلها. فقلت: اللهم! اجعلني مثلها. قال: إن ذاك الرجل كان جبارا. فقلت: اللهم! لا تجعلني مثله. وإن هذه يقولون لها: زنيت. ولم تزن. وسرقت. ولم تسرق. فقلت: اللهم! اجعلني مثلها))

[مسند أحمد] (13/ 434)
8071- حدثنا وهب بن جرير، حدثني أبي، قال: سمعت محمد بن سيرين، يحدث، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى ابن مريم، قال: وكان من بني إسرائيل رجل عابد يقال له: جريج، فابتنى صومعة وتعبد فيها))، قال: (( فذكر بنو إسرائيل يوما عبادة جريج، فقالت: بغي منهم: لئن شئتم لأفتننه فقالوا: قد شئنا))، قال: (( فأتته فتعرضت له، فلم يلتفت إليها، فأمكنت نفسها من راع كان يأوي غنمه إلى أصل صومعة جريج، فحملت، فولدت غلاما، فقالوا: ممن؟ قالت: من جريج. فأتوه فاستنزلوه، فشتموه وضربوه وهدموا صومعته، فقال: ما شأنكم؟ قالوا: إنك زنيت بهذه البغي، فولدت غلاما. قال: وأين هو؟ قالوا: ها هو ذا. قال: فقام فصلى ودعا، ثم انصرف إلى الغلام فطعنه بإصبعه، وقال: بالله يا غلام، من أبوك؟ قال: أنا ابن الراعي. فوثبوا إلى جريج فجعلوا يقبلونه، وقالوا: نبني صومعتك من ذهب. قال: لا حاجة لي في ذلك، ابنوها من طين كما كانت)). قال: (( وبينما امرأة في حجرها ابن لها ترضعه، إذ مر بها راكب ذو شارة، فقالت: اللهم اجعل ابني مثل هذا)). قال: (( فترك ثديها، وأقبل على الراكب فقال: اللهم لا تجعلني مثله)). قال: (( ثم عاد إلى ثديها يمصه)) قال أبو هريرة: فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي صنيع الصبي ووضعه إصبعه في فمه، فجعل يمصها. (( ثم مر بأمة تضرب، فقالت: اللهم لا تجعل ابني مثلها. قال: فترك ثديها، وأقبل على الأمة فقال: اللهم اجعلني مثلها)). قال: (( فذلك حين تراجعا الحديث، فقالت: حلقى مر الراكب ذو الشارة فقلت: اللهم اجعل ابني مثله، فقلت: اللهم لا تجعلني مثله، ومر بهذه الأمة فقلت: اللهم لا تجعل ابني مثلها، فقلت: اللهم اجعلني مثلها فقال: يا أمتاه إن الراكب ذو الشارة جبار من الجبابرة، وإن هذه الأمة يقولون: زنت، ولم تزن، وسرقت، ولم تسرق، وهي تقول: حسبي الله))

الآداب للبيهقي (ص: 309)
764- أخبرنا أبو الخير جامع بن أحمد بن محمد بن الوكيل المحمداباذي، حدثنا أبو طاهر محمد بن الحسن المحمداباذي، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا جرير هو ابن حازم قال: سمعت محمدا هو ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى ابن مريم، قال: وكان في بني إسرائيل رجلا يقال له: جريج، وكان عابدا فابتنى صومعة فجعل يصلي فيها، فأتته أمه، فقالت: يا جريج فقال: يا رب، أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته فانصرفت. ثم جاءت يوما آخر ففعل مثل ذلك، ثم جاءته يوما ثالثا ففعل مثل ذلك، فقالت أمه: اللهم لا تمته حتى يرى أو ينظر في وجوه المومسات. قال: فذكر يوما بنو إسرائيل جريجا وفضله، فقالت بغي من بغايا بني إسرائيل: إن شئتم لأفتننه لكم؟ فقالوا: قد شئنا، فانطلقت فتعرضت لجريج فلم يلتفت إليها، فأتت راعيا وكان يأوي إلى صومعة جريج بغنمه، فأمكنته من نفسها فحملت فولدت غلاما، فقالت: هو من جريج. فأتاه بنو إسرائيل فضربوه وشتموه وهدموا صومعته، فقال: ما شأنكم؟ فقالوا: زنيت بهذه البغي وولدت غلاما. قال: فأين الغلام؟ قال: فجيء به فقام وصلى ودعا، ثم انصرف إلى الغلام فطعنه بإصبعه، وقال: بالله يا غلام من أبوك؟ قال: أبي الراعي. قال: فوثب الناس إليه فجعلوا يقبلونه، وقالوا: نبني صومعتك من ذهب. قال: لا حاجة لي في ذلك ابنوها كما كانت. قال: وبينا امرأة جالسة وفي حجرها ابن لها ترضعه، إذ مر بها راكب ذو شارة، فقالت: اللهم اجعل ابني مثل هذا، فترك ثديها ثم أقبل إلى الراكب فنظر إليه، فقال: اللهم لا تجعلني مثل هذا، ثم أقبل على ثديها يمصه)). قال أبو هريرة: لكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي مصه ووضع أصبعه في فيه فجعل يمصها. (( ثم مر بأمة معها الناس تضربها، فقالت: اللهم لا تجعل ابني مثل هذه، فترك ثديها ثم نظر إليها، وقال: اللهم اجعلني مثلها. فعند ذلك تراجعا الحديث، فقالت: خلفي أي بني مر بي الراكب ذو شارة، فقلت: اللهم اجعل ابني مثل هذا، قلت: اللهم لا تجعلني مثله. ثم مر بهذه الأمة، فقلت: اللهم لا تجعل ابني مثل هذه الأمة، فقلت: اللهم اجعلني مثلها، فقال: يا أمتاه، إن الراكب الذي مر بك جبار فدعوت الله أن يجعلني مثله، فقلت: اللهم لا تجعلني مثله. وهذه يقولون سرقت ولم تسرق، وزنت ولم تزن وهي تقول: حسبي الله)). هذا حديث صحيح