الموسوعة الحديثية


- قلْتُ للحسنِ -يعني: البصريَّ-: كنَّ نِساءُ المُهاجراتِ يَصنعْنَ ما يُصْنَعُ اليومَ؟ قال: لا، هاهنا خَمْشُ وُجوهٍ، وشَقُّ جيوبٍ، ونَتْفُ أشعارٍ، ومَزاميرُ شَيطانٍ. صَوتانِ قَبيحانِ فاحشانِ: عندَ هذه النَّغمةِ، وعندَ هذا البلاءِ. ذكَرَ اللهُ المُؤمنينَ فقال: {فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} [المعارج: 24، 25]، وجعلْتُم في أموالِكم حقًّا مَعلومًا للمُغنِّيةِ عندَ هذه النَّغمةِ، والنَّائحةِ عندَ المُصيبةِ؛ يَموتُ الميِّتُ عليه الدَّينُ وعندَه الأمانةُ، ويُوصِي بالوصيَّةِ، فيأْتي الشَّيطانُ أهلَه فيقولُ: واللهِ لا تُنْفِذونَ له تَرِكةً ، ولا تُؤدُّون له أمانةً، ولا تَقْضُون دَينَه، ولا تُمْضُون له وصيَّةً حتَّى تَبْدؤون بحَقِّي، فيَشْتَرونَ ثِيابًا جُددًا، ثمَّ تُشَقُّ عملًا، ويَجيئون بها بَيضاءَ ثمَّ تُصْبَغُ، ثمَّ يُخَلَّى لها سُرادقُ في دارِه، فيأْتونَ بأَمَةٍ مُستأجرةٍ، تَبْكي بعَينٍ شَجْوَها، وتَبْتغي عَبْرتَها بدَراهمِهم، ومَن دعاها بكَتْ له بأجرٍ، تَفتِنُ أحياءَهم في دُورِهم، وتُؤْذي أمواتَهم في قُبورِهم، تمنَعُهم أجْرَهم بما يُعطونَها مِن أجْرِها مِن الدُّنيا، وما عسى أنْ تقولَ النَّائحةُ! تقولُ: يا أيُّها النَّاسُ، إنِّي آمُرُكم بما نَهاكم اللهُ عنه، ألَا إنَّ اللهَ أمَرَكم بالصَّبرِ، وأنا أنهاكم أنْ تَصبِروا، وإنَّ اللهَ نَهاكم عن الجزَعِ وأنا آمُرُكم أنْ تجْزَعوا. فيقالُ: اعْرَفوا لها حَقَّها، فيُبرَّدُ لها الشَّرابُ، وتُكْسى الثِّيابَ، وتُحْمَلُ على الدَّوابِّ، فإنَّا للهِ وإنَّا إليه راجعونَ! ما كنتُ أخْشى أنْ أُعَمَّرَ في أُمَّةٍ يكونُ هذا فِيهم.
خلاصة حكم المحدث : مرسل بسند ضعيف
الراوي : الحسن البصري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة الصفحة أو الرقم : 2/501
التخريج : أخرجه ابن أبي الدنيا في ((ذم الملاهي)) (64) مطولا بنحوه، والحارث في ((المسند)) (265) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة المعارج إيمان - أعمال الجن والشياطين إيمان - الجن والشياطين جنائز وموت - الزجر عن النياحة
|أصول الحديث

أصول الحديث:


ذم الملاهي لابن أبي الدنيا (ص60)
: ‌64 - حدثنا محمد، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا عبد الله، قال: حدثني أبو حاتم الرازي ، قال: حدثني محمد بن عمر بن علي المقدمي ، قال: حدثنا صفوان بن هبيرة ، عن أبي بكر الهذلي ، قال: قلت للحسن: أكان نساء المهاجرين يصنعن كما تصنعون اليوم؟ قال: لا ، لكن هاهنا خمش وجوه ، وشق جيوب ، ونتف أشفار ، ولطم خدود ، ومزامير شيطان ، صوتان قبيحان فاحشان ، عند نعمة إن حدثت ، وعند مصيبة إن نزلت ، ذكر الله عز وجل المؤمنين فقال: {وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم} وجعلتم أنتم في أموالكم حقا معلوما لمغنية عند النعمة ، وللنائحة عند المصيبة ، يتزوج منكم المتزوج فتحملون نساءكم ، معهن هذه الصنوج والمعازف ، ويقول الرجل لامرأته تحفلي تحفلي ، فيحملها على حصان ويسير خلفها غلامان معهما قضيبا شيطان ، معهما من لعن الله عز وجل ورسوله فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن مخنثي الرجال ، ومذكرات النساء وقال: أخرجوهن من بيوتكم ، وكان حذيفة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يتشبه الرجل بالمرأة في لبسها ، ولا تتشبه المرأة بالرجل في لبسه وأنتم تخرجون النساء في ثياب الرجال ، وتخرجون الرجال في ثياب النساء ، ثم يمر بها على المساجد والمجالس ، فيقال: من هذه؟ فيقال: امرأة فلان ابن فلان مرة إلى زوجها ، وإلى أبيها أخرى لا بر ولا تقوى ، ولا غيرة ولا حياء ، ويقال: ما هذه الجموع؟ فيقال: رجل لم يكن له زوجة ، فأفاده الله عز وجل زوجة ، استقبل نعمة الله عز وجل بما ترون من الشكر ، هذا في هذه النعمة فإن كانت مصيبة ، فماذا؟ يموت منكم الميت ، وعليه الدين ، وعنده الأمانة ، فيوصى بالوصية ، فيأتي الشيطان أهله ، فيقول: والله لا تفقدوا تركته ، ولا تؤدوا أمانته ، ولا تمضوا وصيته حتى تبدءوا بحقي في ماله ، فتشتروا ثيابا جددا ، ثم تشق عمدا ، وتجيئون بها بيضاء ، ثم تصبغ سوداء ، ثم يمد لها خمس سرادقا في داره ، فيأتون بأمة مستأجرة تبكي لغير شجوهم ، وتبيع عبرتها بدراهمهم تفتن أحياءهم في دورهم ، وتؤذي أمواتهم في قبورهم ، وتمنعهم أجرهم في الآخرة لما يعطونها من أجرها في الدنيا وما عسى أن تقول النائحة ، تقول: أيها الناس إني آمركم بما نهاكم الله عز وجل عنه ، وأنهاكم عما أمركم الله عز وجل به ، ألا إن الله عز وجل أمرنا بالصبر ، فأنا أنهاكم أن تصبروا ، ألا إن الله قد نهاكم عن الجزع فأنا آمركم أن تجزعوا ، يقال: اعرفوا لها حقها ، يبرد لها الشراب ، وتكسى الثياب ، وتحمل على الدواب ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، فما كنت أرى أن أخلف في أمة يكون هذا فيهم.

[مسند الحارث = بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث] (1/ 365)
: ‌265 - حدثنا إبراهيم بن أبي الليث، ثنا الحجاج الأعور، عن أبي بكر الهذلي قال: قلت للحسن: كن نساء المهاجرين يصنعن ما يصنع اليوم؟ قال: " لا، هاهنا خمش وجوه، وشق جيوب، ونتف أشعار، ومزامير شيطان، صوتان قبيحان فاحشان: عند هذه النعمة، وعند هذا البلاء، ذكر الله المؤمنين فقال: {والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم} [[المعارج: 25]] وجعلتم في أموالكم حقا معلوما للمغنية عند هذه النعمة والنائحة عند المصيبة ، يموت الميت عليه الدين وعنده الأمانة ويوصي بالوصية فيأتي الشيطان أهله فيقول: والله لا تنفذون له تركة، ولا تؤدون له أمانة، ولا تقضون دينه، ولا تمضون وصيته حتى تبدأون بحقي، فتشترون ثيابا جددا، ثم تشق عمدا، وتجيئون بها بيضاء ثم تصبغ، ثم تخلى لها سرادق في داره، فتأتون بأمة مستأجرة، تبكي بعين شجوها، وتبيع عبرتها بدراهمهم، ومن دعاها بكت له بأجر، تغني أحياءهم في دورهم، وتؤذي أمواتهم في قبورهم، تمنعهم أجرهم بما يعطونها من أجرها من الدنيا، وما عسى أن تقول النائحة؟ تقول: يا أيها الناس، إني آمركم بما نهاكم الله عنه ، ألا إن الله أمركم بالصبر وأنا أنهاكم أن تصبروا ، وإن الله نهاكم عن الجزع وأنا آمركم أن تجزعوا، فيقال: اعرفوا لها حقها، فيبرد لها الشراب، وتكسى الثياب، وتحمل على الدواب ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، ما كنت أخشى أن أعمر في أمة يكون هذا فيهم " قلت: ويأتي بقيته في الأدب في باب في المخنثين.