الموسوعة الحديثية


- عن ابنِ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنهُما قال : لمَّا نَزلَت إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ شقَّ ذلكَ على قريشٍ وقالوا : شَتَم آلهتَنا، جاءَ ابنُ الزِّبَعرى فقالَ : يا محمَّدُ أهذا لآلهتِنا أو لكلِّ من عُبِدَ من دونِ اللهِ ؟ فقال : بل لكلِّ مَن عُبِدَ من دونِ اللهِ فقال : ألستَ تزعمُ أنَّ الملائكةَ عبادٌ صالحونَ، وأنَّ عيسى عبدٌ صالحٌ، وأن عُزيرًا عبدٌ صالِحٌ ؟ قال : نعَم. قال : فهذِه النَّصارى تعبُدُ عيسَى، وهذِه اليهودُ تعبدُ عزيرًا، وقد عُبِدَت الملائكةُ
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : موافقة الخبر الخبر الصفحة أو الرقم : 2/173
التخريج : أخرجه الطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (986)، والحاكم (3449) مختصرا، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (40/ 329) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الأنبياء قرآن - أسباب النزول
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

أصول الحديث:


شرح مشكل الآثار (3/ 15)
: 986 - حدثنا عبيد بن رجال، حدثنا الحسن بن علي الحلواني، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن أبي رزين، عن أبي يحيى، عن ابن عباس، قال: آية في كتاب الله لا يسألني الناس عنها ولا أدري أعرفوها فلا يسألوني عنها أم جهلوها فلا يسألوني عنها؟ قيل: وما هي؟ قال: آية لما نزلت {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون} [الأنبياء: 98] شق ذلك على أهل مكة وقالوا: شتم محمد آلهتنا فقام ابن الزبعرى فقال: ما شأنكم؟ قالوا: شتم محمد آلهتنا قال: وما قال؟ قالوا: قال: {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون} [الأنبياء: 98] قال: ادعوه لي، فدعي محمد صلى الله عليه وسلم فقال ابن الزبعرى: يا محمد هذا شيء لآلهتنا خاصة أم لكل من عبد من دون الله؟ قال: " بل لكل من عبد من دون الله عز وجل " قال: فقال: خصمناه ورب هذه البنية، يا محمد ألست تزعم أن عيسى عبد صالح وعزيرا عبد صالح، والملائكة عباد صالحون، قال: " بلى "، قال: فهذه النصارى يعبدون عيسى وهذه اليهود تعبد عزيرا وهذه بنو مليح تعبد الملائكة، قال: فضج أهل مكة فنزلت: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى} [الأنبياء: 101] عيسى وعزير والملائكة {أولئك عنها مبعدون} [الأنبياء: 101] قال: ونزلت: {ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون} [الزخرف: 57] وهو الصحيح. قال أبو جعفر: فقال قائل: ففي هذه الآثار أن المشركين عند نزول الآية الأولى من هاتين الآيتين اللتين في هذا الحديث ضجوا من ذلك وقالوا للمسلمين محتجين عليهم: فإن عيسى يعبد، وعزير يعبد، ومن ذكروا معهما في هذا الحديث وهم مع شركهم أهل فصاحة ليس ممن يجري على ألسنتهم اللحن في كلامهم. و (ما) فإنما تقال لغير بني آدم ويقال مكانها لبني آدم (من) ، كما قال عز وجل: {ومن يقل منهم إني إله من دونه} [الأنبياء: 29] {ومن يفعل ذلك يلق أثاما} [الفرقان: 68] ، في أمثال ذلك مما يريد به بني آدم وقال في سوى بني آدم: {وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب} [المائدة: 3] لغير بني آدم وفيما رويتموه وأضفتموه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد ذكرتموه في هذا الحديث من هذا الجنس وفي إحدى الآيتين اللتين تلوتموها فيه: {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون} [الأنبياء: 98] أريد به بنو آدم فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه: أن (من) و (ما) في الأكثر من كلام العرب يخرجان على ما ذكر، وقد تستعمل العرب أيضا في كلامها في بني آدم (ما) كما تستعمل (من) وإن كان ذلك مما لا تستعمله فيهم كثيرا كما تستعمل فيهم (من) ، ومن ذلك قول الله عز وجل: {والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم} [النساء: 24] مكان إلا من ملكت أيمانكم، وقوله عز وجل: {سبح لله ما في السموات والأرض} {ويسبح لله ما في السموات وما في الأرض} ، وقوله عز وجل: {ووالد وما ولد} [البلد: 3] يعني آدم صلى الله عليه وسلم وما ولد، وفيما ذكرنا من هذا دليل على ما وصفنا، وفيما رويناه في هذه الآثار ما قد دل على أن القول في القراءة المختلف فيها من قول الله عز وجل {إذا قومك منه يصدون} [الزخرف: 57] بالكسر، و (يصدون) بالضم هو كما قرأ من قرأها بالكسر؛ لأن من قرأها بالضم أراد الصدود، ومن قرأها بالكسر أراد الضجيج، وإنما كان نزولها عند ضجيج المشركين كما نزلت هذه الآية الأولى من الآيتين المذكورتين في هذا الحديث، وهذه القراءة في المعنى أصح أيضا عند أهل اللغة ; لأنها لو كانت على الصدود لكانت: إذا قومك عنه يصدون، كمثل ما قال الله عز وجل: {إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله} [الحج: 25] . وكما قال عز وجل: {الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم} [محمد: 1] وكما قال عز وجل: {وصدوا عن السبيل} [الرعد: 33] وكما قال: {وصدوكم عن المسجد الحرام} [الفتح: 25].

المستدرك على الصحيحين (2/ 416)
: ‌3449 - حدثنا أبو العباس قاسم بن القاسم السياري، ثنا محمد بن موسى بن حاتم، ثنا علي بن الحسن بن شقيق، ثنا الحسين بن واقد، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: لما نزلت {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون} [الأنبياء: 98] فقال المشركون: الملائكة وعيسى وعزير يعبدون من دون الله؟ فقال: لو كان هؤلاء الذين يعبدون آلهة ما وردوها، قال: فنزلت {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون} [الأنبياء: 101] عيسى وعزير والملائكة هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

[تاريخ دمشق - لابن عساكر] (40/ 328 - 329)
: أخبرنا أبو العباس عمر بن عبد الله بن أحمد الفقيه نا أبو الحسن الواحدي أنبأ عمر بن أحمد بن عمر الماوردي نا عبد الله بن محمد بن نصير الرازي أنا محمد بن أيوب أنبأ علي بن المديني نا يحيى بن آدم نا أبو بكر بن عياش عن عاصم أخبرني أبو رزين عن أبي يحيى عن ابن عباس قال آية لا يسألني الناس عنها لا أدري أعرفوها فلم يسألوا عنها أو جهلوها فلا يسألون عنها قيل له وما هي قال لما نزلت " ‌إنكم ‌وما ‌تعبدون ‌من ‌دون ‌الله حصب جهنم أنتم لها واردون " شق على قريش فقالوا أيشتم آلهتنا فجاء ابن الزبعري فقال ما لكم قالوا يشتم آلهتنا قال فما قال قالوا قال " ‌إنكم ‌وما ‌تعبدون ‌من ‌دون ‌الله حصب جهنم أنتم لها واردون " قال ادعوه لي فلما دعي النبي صلى الله عليه وسلم قال يا محمد هذا شئ لآلهتنا خاصة أو لكل من عبد من دون الله قال بل لكل من عبد من دون الله. فقال ابن الزبعري خصمت ورب هذه البنية يعني الكعبة ألست تزعم أن الملائكة عباد صالحون وأن عيسى عبد صالح وأن عزيرا عبد صالح وهذه بنو مليح يعبدون الملائكة وهذه النصارى تعبد عيسى عليه السلام وهذه اليهود تعبد عزيرا قال فصاح أهل مكة فأنزل الله تعالى " إن الذين سبقت لهم منا الحسنى " الملائكة وعيسى وعزير علهيم السلام " أولئك عنها مبعدون ".