الموسوعة الحديثية


- ثم أتى - يعني النبيَّ - ( على ) قومٍ تُرضَخُ رؤوسُهم بالصَّخرِ، كلما رُضِخَتْ عادت كما كانت، ولا يفتُر عنهم من ذلك شيءٌ. قال : يا جبريلُ ! من ( هؤلاء ؟ قال : ) هؤلاءِ الذين تثاقلَتْ رؤوسُهم عن الصلاةِ المكتوبةِ ؟ فذكر الحديث في قصةِ الإسراءِ وفرْضِ الصلاةِ
خلاصة حكم المحدث : ضعيف
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : ضعيف الترغيب الصفحة أو الرقم : 315
التخريج : أخرجه البزار (9518)، والطبري في ((تفسيره)) (17/337)، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (2/397) مطولاً
التصنيف الموضوعي: جهنم - صفة عذاب أهل النار صلاة - تارك الصلاة صلاة - صفة الصلاة التي فرضت بعد المعراج صلاة - فرض الصلاة فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - الإسراء والمعراج
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

أصول الحديث:


[مسند البزار = البحر الزخار] (17/ 5)
: ‌9518- حدثنا محمد بن حسان ، حدثنا أبو النضر ، عن أبي جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية أو غيره ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بفرس فجعل كل خطوة منه أقصى بصره فسار وسار معه جبريل عليه السلام فأتى على قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم، كلما حصدوا عاد كما كان، فقال: يا جبريل: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء المجاهدون في سبيل الله تضاعف لهم الحسنة بسبع مائة ضعف، وما أنفقوا من شيء فهو يخلفه، ثم أتى على قوم ترضخ رءوسهم بالصخر، فلما رضخت عادت كما كانت، ولا يفتر عنهم من ذلك شيء، قال: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين تثاقلت رءوسهم ، عن الصلاة، ثم أتى على قوم على أدبارهم رقاع، وعلى أقبالهم رقاع، يسرحون كما تسرح الأنعام إلى الضريع، والزقوم، ورضف جهنم، قلت: ما هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين لا يؤدون صدقات أموالهم، وما ظلمهم الله، وما الله بظلام للعبيد، ثم أتى على قوم بين أيديهم لحم في قدر نضيج ولحم آخر نيء خبيث، فجعلوا يأكلون الخبيث ويدعون النضيج الطيب. قال: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: هذا الرجل من أمتك يقوم من عند امرأته حلالا، فيأتي المرأة الخبيثة، فيبيت معها حتى يصبح، والمرأة تقوم من عند زوجها حلالا طيبا، فتأتي الرجل الخبيث، فتبيت عنده حتى تصبح، ثم أتى على رجل قد جمع حزمة عظيمة لا يستطيع حملها، وهو يريد أن يزيد عليها، فقال: يا جبريل ما هذا؟ قال: هذا الرجل من أمتك عليه أمانة الناس لا يستطيع أداءها، وهو يزيد عليها، ثم أتى على قوم تقرض شفاههم وألسنتهم بمقاريض حديد، كلما قرضت عادت كما كانت، لا يفتر عنهم من ذلك شيء، قال: يا جبريل ما هؤلاء؟ قال: خطباء الفتنة، ثم أتى على حجر صغير يخرج منه ثور عظيم، فجعل الثور يريد أن يدخل من حيث خرج فلا يستطيع، فقال: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الرجل يتكلم بالكلمة العظيمة فيندم عليها، فيريد أن يردها فلا يستطيع، ثم أتى على واد فوجد ريحا طيبة ووجد ريح مسك مع صوت، فقال: ما هذا؟ قال: صوت الجنة تقول: يا رب ائتني بأهلي وبما وعدتني، فقد كثر غرسي، وحريري، وسندسي، وإستبرقي وعبقريي، ومرجاني، وفضتي وذهبي، وأكوابي، وصحافي، وأباريقي، وفواكهي، وعسلي، وثيابي، ولبني، وخمري، ائتني بما وعدتني، فقال: لك كل مسلم ومسلمة، ومؤمن ومؤمنة، ومن آمن بي وبرسلي، وعمل صالحا، ولم يشرك بي شيئا، ولم يتخذ من دوني أندادا فهو آمن، ومن سألني أعطيته، ومن أقرضني جزيته، ومن توكل علي كفيته، إني أنا الله لا إله إلا أنا، لا خلف لميعادي، قد أفلح المؤمنون، تبارك الله أحسن الخالقين، فقالت: قد رضيت، ثم أتى على واد فسمع صوتا منكرا، فقال: يا جبريل ما هذا الصوت؟ قال: هذا صوت جهنم ، تقول: يا رب ائتني بأهلي وبما وعدتني، فقد كثر سلاسلي، وأغلالي، وسعيري، وحميمي، وغساقي وغسليني، وقد بعد قعري، واشتد حري، ائتني بما وعدتني، قال: لك كل مشرك ومشركة، وخبيث وخبيثة، وكل جبار لا يؤمن بيوم الحساب، قال: قد رضيت، ثم سار حتى أتى بيت المقدس فنزل، فربط فرسه إلى صخرة فصلى مع الملائكة، فلما قضيت الصلاة، قالوا: يا جبريل من هذا معك؟ قال: هذا محمد رسول الله خاتم النبيين، قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قالوا: حياه الله من أخ وخليفة، فنعم الأخ ونعم الخليفة، ثم لقوا أرواح الأنبياء فأثنوا على ربهم تعالى، فقال إبراهيم صلى الله عليه وسلم: اللهم الذي اتخذني خليلا، وأعطاني ملكا عظيما، وجعلني أمة قانتا، واصطفاني برسالاته، وأنقذني من النار، وجعلهما علي بردا وسلاما، ثم إن موسى عليه السلام أثنى على ربه، فقال: الحمد لله الذي كلمني تكليما، واصطفاني، وأنزل علي التوراة، وجعل هلاك فرعون على يدي ونجاة بني إسرائيل على يدي، ثم إن داود صلى الله عليه وسلم أثنى على ربه، فقال: الحمد لله الذي جعل لي ملكا وأنزل علي الزبور، وألان لي الحديد، وسخر لي الجبال، يسبحن معي والطير، وأتاني الحكمة وفصل الخطاب، ثم إن سليمان أثنى على ربه تبارك وتعالى، فقال: الحمد لله الذي سخر لي الرياح، والجن والإنس، وسخر لي الشياطين يعملون ما شئت من محاريب، وتماثيل، وجفان كالجواب، وقدور راسيات، وعلمني منطق الطير، وأسال لي عين القطر، وأعطاني ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي، ثم إن عيسى صلى الله عليه وسلم أثنى على ربه، فقال: الحمد لله الذي علمني التوراة والإنجيل، وجعلني أبرئ الأكمه والأبرص، وأحيي الموتى بإذنه، ورفعني وطهرني من الذين كفروا، وأعاذني وأمي من الشيطان الرجيم، فلم يكن للشيطان علينا سبيل، وإن محمدا صلى الله عليه وسلم أثنى على ربه. فقال: كلكم أثنى على ربه وأنا مثن على ربي، الحمد لله الذي أرسلني رحمة للعالمين، وكافة للناس بشيرا ونذيرا، وأنزل علي الفرقان، فيه تبيان كل شيء، وجعل أمتي خير أمة أخرجت للناس، وجعل أمتي وسطا، وجعل أمتي هم الأولون وهم الآخرون، وشرح لي صدري، ووضع عني وزري، ورفع لي ذكري، وجعلني فاتحا وخاتما، فقال إبراهيم صلى الله عليه وسلم: بهذا فضلكم محمد صلى الله عليه وسلم، ثم أتي بآنية ثلاثة مغطاة، فدفع إليه إناء، فقيل له: اشرب، فيه ماء، ثم دفع إليه إناء آخر فيه لبن، فشرب منه حتى روي، ثم دفع إليه إناء آخر فيه خمر، فقال: قد رويت لا أذوقه، فقيل له: أصبت أما إنها ستحرم على أمتك، ولو شربتها لم يتبعك من أمتك إلا قليل، ثم صعد به إلى السماء فاستفتح جبريل، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وسلم، قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قالوا: حياه الله من أخ وخليفة، فنعم الأخ ونعم الخليفة، ونعم المجيء جاء، فدخل فيه فإذا هو بشيخ جالس تام الخلق، لم ينقص من خلقه شيء كما ينقص من خلق البشر عن يمينه باب تخرج منه ريح طيبة، وعن شماله باب تخرج منه ريح خبيثة، إذا نظر إلى الباب الذي عن يمينه ضحك، وإذا نظر إلى الباب الذي عن يساره بكى وحزن، فقال: يا جبريل من هذا الشيخ وما هذان البابان؟ فقال: هذا أبوك آدم، وهذا الباب الذي عن يمينه باب الجنة، إذا رأى من يدخله من ذريته ضحك واستبشر، وإذا نظر إلى الباب الذي عن شماله باب جهنم، [[فإذا رأى]] من يدخله من ذريته بكى وحزن، ثم صعد إلى السماء الثانية فاستفتح، فقال: من هذا؟ قال: جبريل، قالوا: ومن معك؟ قال: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. ثم صعد بنا إلى السماء السابعة، فاستفتح جبريل، فقالوا: من معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وسلم، قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قالوا: حياه الله من أخ ومن خليفة، فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء، فإذا هو برجل أشمط جالس على كرسي عند باب الجنة، وعنده قوم جلوس في ألوانهم شيء وقال عيسى يعني أبا جعفر الرازي: وسمعته مرة يقول: سود الوجوه فقام هؤلاء الذين في ألوانهم شيء فدخلوا نهرا يقال له: نعمة الله، فاغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شيء، ثم دخلوا نهرا آخر يقال له رحمة الله، فاغتسلوا فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شيء، فدخلوا نهرا آخر، فذلك قوله: {وسقاهم ربهم شرابا طهورا} ، فخرجوا وقد خلص ألوانهم مثل ألوان أصحابهم، فجلسوا إلى أصحابهم، فقال: يا جبريل من هذا الأشمط الجالس؟ ومن هؤلاء البيض الوجوه؟ وما هؤلاء الذين في ألوانهم شيء؟ قد دخلوا هذه الأنهار فاغتسلوا فيها ثم خرجوا وقد خلصت ألوانهم، قال: هذا أبوك إبراهيم صلى الله عليه وسلم أول من شمط على الأرض، وهؤلاء القوم البيض الوجوه قوم لم يلبسوا إيمانهم بظلم، وهؤلاء الذين في ألوانهم شيء قد خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا تابوا فتاب الله عليهم، ثم مضى إلى السدرة، فقيل له: هذه السدرة المنتهى، ينتهي كل أحد من أمتك خلا على سبيلك، وهي السدرة المنتهى تخرج من أصلها أنهار من ماء غير آسن، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى، وهي شجرة يسير الراكب في ظلها سبعين عاما، وإن ورقة منها مظلة الخلق، فغشيها نور وغشيها الملائكة، قال عيسى: فذلك قوله: {إذ يغشى السدرة ما يغشى} ، فقال تبارك وتعالى له: سل، فقال: إنك اتخذت إبراهيم خليلا، وأعطيته ملكا عظيما وكلمت موسى تكليما. وأعطيت داود ملكا عظيما، وألنت له الحديد، وسخرت له الجبال، وأعطيت سليمان ملكا عظيما، وسخرت له الجن والإنس والشياطين والرياح، وأعطيته ملكا لا ينبغي لأحد من بعده، وعلمت عيسى التوراة والإنجيل، وجعلته يبرئ الأكمه والأبرص، وأعذته وأمه من الشيطان الرجيم، فلم يكن له عليهما سبيلا، فقال له ربه تبارك وتعالى: قد اتخذتك خليلا وهو مكتوب في التوراة: محمد حبيب الرحمن، وأرسلتك إلى الناس كافة، وجعلت أمتك هم الأولون وهم الآخرون، وجعلت أمتك لا تجوز لهم خطبة حتى يشهدوا أنك عبدي ورسولي، وجعلتك أول النبيين خلقا وآخرهم بعثا، وأعطيتك سبعا من المثاني، ولم أعطها نبيا قبلك، وأعطيتك خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم أعطها نبيا قبلك وجعلتك فاتحا وخاتما، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فضلني ربي تبارك وتعالى بست: قذف في قلوب عدوي الرعب في مسيرة شهر، وأحلت لي الغنائم، ولم تحل لأحد قبلي، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأعطيت فواتح الكلام وجوامعه، وعرض علي أمتي فلم يخف علي التابع والمتبوع منهم، ورأيتهم أتوا على قوم ينتعلون الشعر، ورأيتهم أتوا على قوم عراض الوجوه، صغار الأعين، فعرفتهم ما هم، وأمرت بخمسين صلاة، فرجع إلى موسى، فقال له موسى: بكم أمرت من الصلاة؟ قال: بخمسين صلاة، قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك، فإن أمتك أضعف الأمم، فقد لقيت من بني إسرائيل شدة، فرجع محمد صلى الله عليه وسلم، فسأل الله. التخفيف، فوضع عنه عشرا، فرجع إلى موسى، فقال له: بكم أمرت، قال: بأربعين صلاة، قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك، فإن أمتك أضعف الأمم، وقد لقيت من بني إسرائيل شدة. فرجع محمد صلى الله عليه وسلم فسأله التخفيف، فوضع عنه عشرا، فرجع إلى موسى، فقال له: بكم أمرت؟ قال له: بثلاثين، قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك، فإن أمتك أضعف الأمم، وقد لقيت من بني إسرائيل شدة، فرجع محمد صلى الله عليه وسلم فسأل ربه التخفيف، فوضع عنه عشرا، فرجع إلى موسى، فقال له: بكم أمرت؟ فقال: بعشرين صلاة، قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف عن أمتك، فإن أمتك أضعف الأمم، فقد لقيت من بني إسرائيل شدة، فرجع محمد صلى الله عليه وسلم فسأل ربه التخفيف، فوضع عنه عشرا، فرجع إلى موسى، فقال له: بكم أمرت؟ فقال: بعشر، قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك، فإن أمتك أضعف الأمم، فقد لقيت من بني إسرائيل شدة، فرجع محمد صلى الله عليه وسلم فسأل ربه التخفيف فوضع عنه خمسا، فرجع إلى موسى، فقال: بكم أمرت؟ فقال: بخمس، قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف فإن أمتك أضعف الأمم، فقد لقيت من بني إسرائيل شدة، قال: قد رجعت إلى ربي حتى استحييت، وما أنا براجع إليه، فقيل له: كما صبرت نفسك على الخمس فإنه يجزى عنك بخمسين، يجزى عنك كل حسنة بعشر أمثالها، قال عيسى: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان موسى صلى الله عليه وسلم أشدهم علي أولا وخيرهم آخرا. وهذا لا نعلمه يروى إلا بهذا الإسناد من هذا الوجه.

تفسير الطبري (17/ 337 ط التربية والتراث)
: حدثني علي بن سهل، قال: ثنا حجاج، قال: أخبرنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية الرياحي، عن أبي هريرة أو غيره "شك أبو جعفر" في قول الله عز وجل (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير) قال: جاء جبرائيل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ميكائيل، فقال جبرائيل لميكائيل: ائتني بطست من ماء زمزم كيما أطهر قلبه، وأشرح له صدره، قال: فشق عن بطنه، فغسله ثلاث مرات، واختلف إليه ميكائيل بثلاث طسات من ماء زمزم، فشرح صدره، ونزع ما كان فيه من غل، وملأه حلما وعلما وإيمانا ويقينا وإسلاما، وختم بين كتفيه بخاتم النبوة، ثم أتاه بفرس فحمل عليه كل خطوة منه منتهى طرفه وأقصى بصره، قال: فسار وسار معه جبرائيل عليه السلام، فأتى على قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم، كلما حصدوا عاد كما كان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا جبرائيل ما هذا؟ قال: هؤلاء المجاهدون في سبيل الله، تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف، وما أنفقوا من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين؛ ثم أتى على ‌قوم ‌ترضخ ‌رءوسهم ‌بالصخر، كلما رضخت عادت كما كانت، لا يفتر عنهم من ذلك شيء، فقال: ما هؤلاء يا جبرائيل؟ قال: هؤلاء الذين تتثاقل رءوسهم عن الصلاة المكتوبة؛ ثم أتى على قوم على أقبالهم رقاع، وعلى أدبارهم رقاع، يسرحون كما تسرح الإبل والغنم، ويأكلون الضريع والزقوم ورضف جهنم وحجارتها، قال: ما هؤلاء يا جبرائيل؟ قال: هؤلاء الذين لا يؤدون صدقات أموالهم، وما ظلمهم الله شيئا، وما الله بظلام للعبيد، ثم أتى على قوم بين أيديهم لحم نضيج في قدور، ولحم آخر نيء قذر خبيث، فجعلوا يأكلون من النيء، ويدعون النضيج الطيب، فقال: ما هؤلاء يا جبرائيل؟ قال: هذا الرجل من أمتك، تكون عنده المرأة الحلال الطيب، فيأتي امرأة خبيثة فيبيت عندها حتى يصبح، والمرأة تقوم من عند زوجها حلالا طيبا، فتأتي رجلا خبيثا، فتبيت معه حتى تصبح؛ قال: ثم أتى على خشبة في الطريق لا يمر بها ثوب إلا شقته، ولا شيء إلا خرقته، قال: ما هذا يا جبرائيل؟ قال: هذا مثل أقوام من أمتك يقعدون على الطريق فيقطعونه. ثم قرأ (ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون … ) الآية. ثم أتى على رجل قد جمع حزمة حطب عظيمة لا يستطيع ح ملها، وهو يزيد عليها، فقال: ما هذا يا جبرائيل؟ قال: هذا الرجل من أمتك تكون عنده أمانات الناس لا يقدر على أدائها، وهو يزيد عليها، ويريد أن يحملها، فلا يستطيع ذلك؛ ثم أتى على قوم تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من حديد، كلما قرضت عادت كما كانت لا يفتر عنهم من ذلك شيء، قال: ما هؤلاء يا جبرائيل؟ فقال: هؤلاء خطباء أمتك خطباء الفتنة يقولون ما لا يفعلون، ثم أتى على جحر صغير يخرج منه ثور عظيم، فجعل الثور يريد أن يرجع من حيث خرج فلا يستطيع، فقال: ما هذا يا جبرائيل؟ قال: هذا الرجل يتكلم بالكلمة العظيمة، ثم يندم عليها، فلا يستطيع أن يردها، ثم أتى على واد، فوجد ريحا طيبة باردة، وفيه ريح المسك، وسمع صوتا، فقال: يا جبرائيل ما هذه الريح الطيبة الباردة وهذه الرائحة التي كريح المسك، وما هذا الصوت؟ قال: هذا صوت الجنة تقول: يا رب آتني ما وعدتني، فقد كثرت غرفي وإستبرقي وحريري وسندسي وعبقري، ولؤلؤي ومرجاني، وفضتي وذهبي، وأكوابي وصحافي وأباريقي، وفواكهي ونخلي ورماني، ولبني وخمري، فآتني ما وعدتني، فقال: لك كل مسلم ومسلمة، ومؤمن ومؤمنة، ومن آمن بي وبرسلي، وعمل صالحا ولم يشرك بي، ولم يتخذ من دوني أندادا، ومن خشيني فهو آمن، ومن سألني أعطيته، ومن أقرضني جزيته، ومن توكل علي كفيته، إني أنا الله لا إله إلا أنا لا أخلف الميعاد، وقد أفلح المؤمنون، وتبارك الله أحسن الخالقين، قالت: قد رضيت؛ ثم أتى على واد فسمع صوتا منكرا، ووجد ريحا منتنة، فقال: وما هذه الريح يا جبرائيل وما هذا الصوت؟ قال: هذا صوت جهنم، تقول: يا رب آتني ما وعدتني، فقد كثرت سلاسلي وأغلالي، وسعيري وجحيمي، وضريعي وغساقي، وعذابي وعقابي، وقد بعد قعري واشتد حري، فآتني ما وعدتني، قال: لك كل مشرك ومشركة، وكافر وكافرة، وكل خبيث وخبيثة، وكل جبار لا يؤمن بيوم الحساب، قالت: قد رضيت؛ قال: ثم سار حتى أتى بيت المقدس، فنزل فربط فرسه إلى صخرة، ثم دخل فصلى مع الملائكة؛ فلما قضيت الصلاة. قالوا: يا جبرائيل من هذا معك؟ قال: محمد، فقالوا: أوقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قالوا: حياه الله من أخ ومن خليفة، فنعم الأخ ونعم الخليفة، ونعم المجيء جاء؛ قال: ثم لقي أرواح الأنبياء فأثنوا على ربهم، فقال إبراهيم: الحمد لله الذي اتخذني خليلا وأعطاني ملكا عظيما، وجعلني أمة قانتا لله يؤتم بي، وأنقذني من النار، وجعلها علي بردا وسلاما؛ ثم إن موسى أثنى على ربه فقال: الحمد لله الذي كلمني تكليما، وجعل هلاك آل فرعون ونجاة بني إسرائيل على يدي، وجعل من أمتي قوما يهدون بالحق وبه يعدلون؛ ثم إن داود عليه السلام أثنى على ربه، فقال: الحمد لله الذي جعل لي ملكا عظيما وعلمني الزبور، وألان لي الحديد، وسخر لي الجبال يسبحن والطير، وأعطاني الحكمة وفصل الخطاب؛ ثم إن سليمان أثنى على ربه، فقال: الحمد لله الذي سخر لي الرياح، وسخر لي الشياطين، يعملون لي ما شئت من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب، وقدور راسيات، وعلمني منطق الطير، وآتاني من كل شيء فضلا وسخر لي جنود الشياطين والإنس والطير، وفضلني على كثير من عباده المؤمنين، وآتاني ملكا عظيما لا ينبغي لأحد من بعدي، وجعل ملكي ملكا طيبا ليس علي فيه حساب؛ ثم إن عيسى عليه السلام أثنى على ربه، فقال: الحمد لله الذي جعلني كلمته وجعل مثلي مثل آدم خلقه من تراب، ثم قال له: كن فيكون، وعلمني الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل، وجعلني أخلق من الطين هيئة الطير، فأنفخ فيه، فيكون طيرا بإذن الله، وجعلني أبرئ الأكمة والأبرص، وأحيي الموتى بإذن الله، ورفعني وطهرني، وأعاذني وأمي من الشيطان الرجيم، فلم يكن للشيطان علينا سبيل؛ قال: ثم إن محمدا صلى الله عليه وسلم أثنى على ربه، فقال: كلكم أثنى على ربه، وأنا مثن على ربي، فقال: الحمد لله الذي أرسلني رحمة للعالمين، وكافة للناس بشيرا ونذيرا، وأنزل علي الفرقان فيه تبيان كل شيء، وجعل أمتي خير أمة أخرجت للناس، وجعل أمتي وسطا، وجعل أمتي هم الأولون وهم الآخرون، وشرح لي صدري، ووضع عني وزري ورفع لي ذكري، وجعلني فاتحا خاتما، قال إبراهيم: بهذا فضلكم محمد. - قال أبو جعفر: وهو الرازي: خاتم النبوة، وفاتح بالشفاعة يوم القيامة - ثم أتي إليه بآنية ثلاثة مغطاة أفواهها، فاتى بإناء منها فيه ماء، فقيل: اشرب، فشرب منه يسيرا، ثم دفع إليه إناء آخر فيه لبن، فقيل له: اشرب، فشرب منه حتى روي، ثم دفع إليه إناء آخر فيه خمر، فقيل له: اشرب، فقال: لا أريده قد رويت، فقال له جبرائيل صلى الله عليه وسلم: أما إنها ستحرم على أمتك، ولو شربت منها لم يتبعك من أمتك إلا القليل، ثم عرج به إلى سماء الدنيا، فاستفتح جبرائيل بابا من أبوابها، فقيل: من هذا؟ قال: جبرائيل، قيل: ومن معك؟ فقال: محمد، قالوا: أوقد أرسل إليه، قال: نعم، قالوا: حياه الله من أخ ومن خليفة، فنعم الأخ ونعم الخليفة، ونعم المجيء جاء، فدخل فإذا هو برجل تام الخلق لم ينقص من خلقه شيء، كما ينقص من خلق الناس، على يمينه باب، يخرج منه ريح طيبة، وعن شماله باب يخرج منه ريح خبيثة، إذا نظر إلى الباب الذي عن يمينه ضحك واستبشر، وإذا نظر إلى الباب الذي عن شماله بكى وحزن، فقلت: يا جبرائيل من هذا الشيخ التام الخلق الذي لم ينقص من خلقه شيء، وما هذان البابان؟ قال: هذا أبوك آدم، وهذا الباب الذي عن يمينه باب الجنة، إذا نظر إلى من يدخله من ذريته ضحك واستبشر، والباب الذي عن شماله باب جهنم، إذا نظر إلى من يدخله من ذريته بكى وحزن؛ ثم صعد به جبرائيل صلى الله عليه وسلم إلى السماء الثانية فاستفتح، فقيل من هذا؟ قال: جبرائيل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد رسول الله، فقالوا: أوقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قالوا: حياه الله من أخ ومن خليفة، فنعم الأخ ونعم الخليفة، ونعم المجيء جاء، قال: فإذا هو بشابين، فقال: يا جبرائيل من هذان الشابان؟ قال: هذا عيسى ابن مريم، ويحيى بن زكريا ابنا الخالة؛ قال: فصعد به إلى السماء الثالثة، فاستفتح، فقالوا: من هذا؟ قال: جبرائيل، قالوا: ومن معك؟ قال: محمد، قالوا: أوقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قالوا: حياه الله من أخ ومن خليفة، فنعم الأخ ونعم الخليفة، ونعم المجيء جاء، قال: فدخل فإذا هو برجل قد فضل على الناس كلهم في الحسن، كما فضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، قال: من هذا يا جبرئيل الذي فضل على الناس في الحسن؟ قال: هذا أخوك يوسف؛ ثم صعد به إلى السماء الرابعة، فاستفتح، فقيل: من هذا؟ قال جبرائيل، قالوا: ومن معك؟ قال: محمد، قالوا: أوقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قالوا: حياه الله من أخ ومن خليفة، فنعم الأخ ونعم الخليفة، ونعم المجيء جاء؛ قال: فدخل، فإذا هو برجل، قال: من هذا يا جبرائيل؟ قال: هذا إدريس رفعه الله مكانا عليا؛ ثم صعد به إلى السماء الخامسة، فاستفتح جبرائيل، فقالوا: من هذا؟ فقال: جبرائيل، قالوا: ومن معك؟ قال: محمد، قالوا: أوقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قالوا: حياه الله من أخ ومن خليفة، فنعم الأخ ونعم الخليفة، ونعم المجيء جاء؛ ثم دخل فإذا هو برجل جالس وحوله قوم يقص عليهم، قال: من هذا يا جبرائيل ومن هؤلاء الذين حوله؟ قال: هذا هارون المحبب في قومه، وهؤلاء بنو إسرائيل؛ ثم صعد به إلى السماء السادسة، فاستفتح جبرئيل، فقيل له: من هذا؟ قال: جبرئيل، قالوا: ومن معك؟ قال: محمد، قالوا: أوقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قالوا: حياه الله من أخ ومن خليفة، فنعم الأخ ونعم الخليفة، ونعم المجيء جاء، فإذا هو برجل جالس، فجاوزه، فبكى الرجل، فقال: يا جبرائيل من هذا؟ قال: موسى، قال: فما باله يبكي؟ قال: تزعم بنو إسرائيل أني أكرم بنى آدم على الله، وهذا رجل من بني آدم قد خلفني في دنيا، وأنا في أخرى، فلو أنه بنفسه لم أبال، ولكن مع كل نبي أمته؛ ثم صعد به إلى السماء السابعة، فاستفتح جبرائيل، فقيل: من هذا؟ قال: جبرائيل، قالوا: ومن معك؟ قال: محمد، قالوا: أوقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قالوا: حياه الله من أخ ومن خليفة، فنعم الأخ ونعم الخليفة، ونعم المجيء جاء، قال: فدخل فإذا هو برجل أشمط جالس عند باب الجنة على كرسي، وعنده قوم جلوس بيض الوجوه، أمثال القراطيس، وقوم في ألوانهم شيء، فقام هؤلاء الذين في ألوانهم شيء، فدخلوا نهرا فاغتسلوا فيه، فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شيء، ثم دخلوا نهرا آخر، فاغتسلوا فيه، فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شيء، ثم دخلوا نهرا آخر فاغتسلوا فيه، فخرجوا وقد خلص ألوانهم شيء، فصارت مثل ألوان أصحابهم، فجاءوا فجلسوا إلى أصحابهم، فقال: يا جبرائيل من هذا الأشمط، ثم من هؤلاء البيض وجوههم، ومن هؤلاء الذين في ألوانهم شيء، وما هذه الأنهار التي دخلوا، فجاءوا وقد صفت ألوانهم؟ قال: هذا أبوك إبراهيم أول من شمط على الأرض، وأما هؤلاء البيض الوجوه: فقوم لم يلبسوا إيمانهم بظلم، وأما هؤلاء الذين في ألوانهم شيء، فقوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، فتابوا، فتاب الله عليهم، وأما الأنهار: فأولها رحمة الله، وثانيها: نعمة الله، والثالث: سقاهم ربهم شرابا طهورا؛ قال: ثم انتهى إلى السدرة، فقيل له: هذه السدرة ينتهي إليها كل أحد خلا من أمتك على سنتك، فإذا هي شجرة يخرج من أصلها أنهار من ماء غير آسن، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى، وهي شجرة يسير الراكب في ظلها سبعين عاما لا يقطعها، والورقة منها مغطية للأمة كلها، قال: فغشيها نور الخلاق عز وجل، وغشيتها الملائكة أمثال الغربان حين يقعن على الشجرة، قال: فكلمه عند ذلك، فقال له: سل، فقال: اتخذت إبراهيم خليلا وأعطيته ملكا عظيما، وكلمت موسى تكليما، وأعطيت داود ملكا عظيما، وألنت له الحديد، وسخرت له الجبال، وأعطيت سليمان ملكا عظيما، وسخرت له الجن والإنس والشياطين، وسخرت له الرياح، وأعطيته ملكا لا ينبغي لأحد من بعده، وعلمت عيسى التوراة والإنجيل، وجعلته يبرئ الأكمه والأبرص، ويحيي الموتى بإذن الله، وأعذته وأمه من الشيطان الرجيم، فلم يكن للشيطان عليهما سبيل. فقال له ربه: قد اتخذتك حبيبا وخليلا وهو مكتوب في التوراة: حبيب الله؛ وأرسلتك إلى الناس كافة بشيرا ونذيرا، وشرحت لك صدرك، ووضعت عنك وزرك، ورفعت لك ذكرك، فلا أذكر إلا ذكرت معي، وجعلت أمتك أمة وسطا، وجعلت أمتك هم الأولون والآخرون، وجعلت أمتك لا تجوز لهم خطبة، حتى يشهدوا أنك عبدي ورسولي؛ وجعلت من أمتك أقواما قلوبهم أناجيلهم، وجعلتك أول النبيين خلقا، وآخرهم بعثا، وأولهم يقضى له، وأعطيتك سبعا من المثاني، لم يعطها نبي قبلك، وأعطيتك الكوثر، وأعطيتك ثمانية أسهم الإسلام والهجرة، والجهاد، والصدقة، والصلاة، وصوم رمضان، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وجعلتك فاتحا وخاتما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فضلني ربي بست: أعطاني فواتح الكلم وخواتيمه، وجوامع الحديث، وأرسلني إلى الناس كافة بشيرا ونذيرا، وقذف في قلوب عدوي الرعب من مسيرة شهر، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وجعلت لي الأرض كلها طهورا ومسجدا، قال: وفرض علي خمسين صلاة؛ فلما رجع إلى موسى، قال: بم أمرت يا محمد، قال: بخمسين صلاة، قال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فإن أمتك أضعف الأمم، فقد لقيت من بني إسرائيل شدة، قال: فرجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه فسأله التخفيف، فوضع عنه عشرا، ثم رجع إلى موسى، فقال: بكم أمرت؟ قال: بأربعين، قال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فإن أمتك أضعف الأمم، وقد لقيت من بنى إسرائيل شدة، قال: فرجع إلى ربه، فسأله التخفيف، فوضع عنه عشرا، فرجع إلى موسى، فقال: بكم أمرت؟ قال: أمرت بثلاثين، فقال له موسى: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فإن أمتك أضعف الأمم، وقد لقيت من بني إسرائيل شدة، قال: فرجع إلى ربه فسأله التخفيف، فوضع عنه عشرا، فرجع إلى موسى فقال: بكم أمرت؟ قال: بعشرين، قال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فإن أمتك أضعف الأمم، وقد لقيت من بني إسرائيل شدة، قال: فرجع إلى ربه فسأله التخفيف، فوضع عنه عشرا، فرجع إلى موسى، فقال: بكم أمرت؟ قال: بعشر، قال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فإن أمتك أضعف الأمم، وقد لقيت من بني إسرائيل شدة، قال: فرجع على حياء إلى ربه فسأله التخفيف، فوضع عنه خمسا، فرجع إلى موسى، فقال: بكم أمرت؟ قاله: بخمس، قال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فإن أمتك أضعف الأم، وقد لقيت من بني إسرائيل شدة، قال: قد رجعت إلى ربي حتى استحييت فما أنا راجع إليه، فقيل له: أما إنك كما صبرت نفسك على خمس صلوات فإنهن يجزين عنك خمسين صلاة، فإن كل حسنة بعشر أمثالها، قال: فرضي محمد صلى الله عليه وسلم كل الرضا" فكان موسى أشدهم عليه حين مر به، وخيرهم له حين رجع إليه.

تفسير الطبري (17/ 337 ط التربية والتراث)
: حدثني محمد بن عبيد الله، قال: أخبرنا أبو النضر هاشم بن القاسم، قال: ثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية أو غيره "شك أبو جعفر"، عن أبي هريرة في قوله (سبحان الذي أسرى بعبده) .... إلى قوله (إنه هو السميع البصير) قال: جاء جبرئيل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر نحو حديث علي بن سهل، عن حجاج، إلا أنه قال: جاء جبرائيل ومعه مكائيل، وقال فيه: وإذا بقوم يسرحون كما تسرح الأنعام يأكلون الضريع والزقوم، وقال في كل موضع، قال علي ما هؤلاء، من هؤلاء يا جبرئيل، وقال في موضع تقرض ألسنتهم تقص ألسنتهم، وقال أيضا في موضع قال علي فيه: ونعم الخليفة. قال في ذكر الخمر، فقال: لا أريده قد رويت، قال: جبرائيل: قد أصبت الفطرة يا محمد، إنها ستحرم على أمتك، وقال في سدرة المنتهى أيضا: هذه السدرة المنتهى، إليها ينتهي كل أحد خلا على سبيلك من أمتك؛ وقال أيضا في الورقة منها تظل الخلق كلهم، تغشاها الملائكة مثل الغربان حين يقعن على الشجرة، من حب الله عز وجل وسائر الحديث مثل حديث علي.

[دلائل النبوة للبيهقي] (2/ 397)
: أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني، قال: أنبأنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ: قال: حدثنا محمد بن الحسن السكري البالسي بالرملة، قال: حدثنا علي بن سهل، قال: حدثنا حجاج بن محمد، قال: حدثنا أبو جعفر الرازي وهو عيسى بن ماهان ، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي هريرة، أو غيره، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. (ح) وفيما ذكر شيخنا أبو عبد الله. [[الحافظ]] [[رحمه الله]] أن إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني، أخبرهم، قال: حدثنا جدي، قال: حدثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري، قال حدثنا حاتم بن إسماعيل، قال حدثني عيسى بن ماهان ، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: في هذه الآية سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى قال: أتي بفرس فحمل عليه قال كل خطوة منتهى أقصى بصره، فسار وسار معه جبريل عليه السلام، فأتى قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم كلما حصدوا عاد كما كان، فقال: يا جبريل! من هؤلاء؟ قال: هؤلاء المهاجرون في سبيل الله يضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين، ثم أتى على قوم ترضخ رؤوسهم بالصخر كلما رضخت عادت كما كانت لا يفتر عنهم من ذلك، شيئا، فقال: يا جبريل! من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين تتثاقل رؤوسهم عن الصلاة، قال: ثم أتى على قوم على أقبالهم رقاع وعلى أدبارهم رقاع يسرحون كما تسرح الأنعام، عن. الضريع والزقوم، ورضف جهنم وحجارتها، قال: ما هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين لا يؤدون صدقات أموالهم وما ظلمهم الله وما الله بظلام للعبيد، ثم أتى على قوم بين أيديهم لحم في قدر نضج طيب ولحم آخر خبيث، فجعلوا يأكلون من الخبيث ويدعون النضج الطيب فقال: يا جبريل: من هؤلاء؟ قال: هذا الذي يقوم وعنده امرأة حلالا طيبا فيأتي المرأة الخبيثة فتبيت معه حتى يصبح، ثم أتى على خشبة على الطريق لا يمر بها شيء إلا قصعته يقول الله عز وجل ولا تقعدوا بكل صراط توعدون . ثم مر على رجل قد جمع حزمة عظيمة لا يستطيع حملها وهو يريد أن يزيد عليها، قال: يا جبريل! ما هذا؟ قال: هذا رجل من أمتك عليه أمانة لا يستطيع أداءها وهو يزيد عليها. ثم أتى على قوم تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من حديد كلما قرضت عادت كما كانت ولا يفتر عنهم من ذلك شيء، قال: يا جبريل! من هؤلاء؟ قال: هؤلاء خطب الفتنة. ثم أتى على حجر صغير يخرج منه نور عظيم فجعل النور يريد أن يدخل من حيث خرج ولا يستطيع، قال: ما هذا يا جبريل! قال: هذا الرجل يتكلم بالكلمة فيندم عليها فيريد أن يردها ولا يستطيع. ثم أتى على واد فوجد ريحا باردة طيبة ووجد ريح المسك وسمع صوتا، فقال: يا جبريل! ما هذه الريح الباردة الطيبة وريح المسك؟ وما هذا الصوت؟ قال: هذا صوت الجنة تقول: يا رب ائتني بأهلي وبما وعدتني فقد كثر عرفي، وحريري، وسندسي، وإستبرقي، وعبقري، ولؤلؤي، ومرجاني، وفضتي، وذهبي، وأباريقي، وفواكهي، وعسلي، وخمري، ولبني، فائتني بما وعدتني، فقال: لك كل مسلم ومسلمة، ومؤمن ومؤمنة، ومن آمن بي وبرسلي، وعمل صالحا ولم يشرك بي شيئا، ولم يتخذ من دوني أندادا، ومن خشيني آمنته، ومن سألني أعطيته، ومن أقرضني جزيته، ومن توكل علي كيفيته، وأنا الله لا إله إلا أنا لا أخلف الميعاد قد أفلح المؤمنون- إلى- فتبارك الله أحسن الخالقين قالت: قد رضيت. ثم أتى على واد فسمع صوتا منكرا، قال: يا جبريل! ما هذا الصوت؟ قال: هذا صوت جهنم يقول: ائتني بأهلي وما وعدتني فقد كثر: سلاسلي، وأغلالي، وسعيري، وزقومي، وحميمي، وحجارتي، وغساقي، وغسليني، وقد بعد قعري، واشتد حري فأتني بما وعدتني، فقال: لك كل مشرك ومشركة، وكافر وكافرة وكل خبيث وخبيثة، وكل جبار لا يؤمن بيوم الحساب، قالت: قد رضيت. قال: ثم سار حتى أتى بيت المقدس، فنزل فربط فرسه إلى صخرة، ثم دخل فصلى مع الملائكة، فلما قضيت قالوا: يا جبريل! من هذا معك؟ قال: محمد رسول الله وخاتم النبيين، قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قالوا: حياه الله من أخ وخليفة، فنعم الأخ، ونعم الخليفة، ونعم المجيء جاء. قال: ثم أتى أرواح الأنبياء فأثنوا على ربهم قال فقال إبراهيم عليه السلام: الحمد لله الذي اتخذ إبراهيم خليلا، وأعطاني ملكا عظيما، وجعلني أمة قانتا لله يؤتم بي، وأنقذني من النار، وجعلها علي بردا وسلاما. قال: ثم إن موسى أثنى على ربه، فقال: الحمد لله الذي كلمني تكليما، واصطفاني برسالته وكلماته، وقربني إليه نجيا، وأنزل علي التوراة، وجعل هلاك آل فرعون على يدي ونجى بني إسرائيل على يدي. قال: ثم إن داود أثنى على ربه فقال: الحمد لله الذي خولني ملكا، وأنزل علي الزبور، وألان لي الحديد، وسخر لي الطير والجبال، وآتاني الحكمة وفصل الخطاب، ثم إن سليمان أثنى على ربه، فقال: الحمد لله الذي سخر لي: الرياح، والجن، والإنس، وسخر لي الشياطين: يعملون ما شئت من محاريب، وتماثيل، إلى آخر الآية، وعلمني منطق الطير وكل شيء، وأسال لي عين القطر، وأعطاني ملكا عظيما لا ينبغي لأحد من بعدي. ثم إن عيسى عليه السلام أثنى على ربه، فقال: الحمد لله الذي علمني التوراة، والإنجيل، وجعلني أبرئ الأكمه، والأبرص، وأحيي الموتى بإذنه، ورفعني، وطهرني من الذين كفروا، وأعاذني وأمي من الشيطان الرجيم، فلم يكن للشيطان عليها سبيل. ثم إن محمدا أثنى على ربه فقال: كلكم قد أثنى على ربه وإني مثن على ربي، فقال: الحمد لله الذي أرسلني رحمة للعالمين، وكافة للناس بشيرا ونذيرا، وأنزل علي الفرقان فيه تبيان كل شيء، وجعل أمتي خير أمة أخرجت للناس، وجعل أمتي أمة وسطا، وجعل أمتي هم الأولون وهم الآخرون، وشرح صدري، ووضع عني وزري، ورفع لي ذكري وجعلني فاتحا وخاتما. فقال إبراهيم: بهذا فضلكم محمد. قال: ثم أتي بآنية ثلاثة مغطاة أفواهها: فأتي بإناء منها فيه ماء، فقيل له: اشرب فشرب منه يسيرا، ثم رفع إليه إناء آخر فيه لبن فشرب منه حتى روي، ثم رفع إليه إناء آخر فيه خمر، فقال: قد رويت لا أريده، فقيل له: قد أصبت، أما إنها ستحرم على أمتك، ولو شربت منها لم يتبعك من أمتك إلا قليلا، قال: ثم صعد به إلى السماء . فذكر الحديث بنحو مما رويناه في الأحاديث السابقة إلى أن قال: ثم صعد إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل: من هذا، قال: محمد، قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قالوا: حياه الله من أخ وخليفة، فنعم الأخ، ونعم الخليفة، ونعم المجيء جاء، فدخل فإذا برجل أشمط جالس على كرسي عند باب الجنة وعنده قوم بيض الوجوه وقوم سود الوجوه، وفي ألوانهم شيء، فأتوا نهرا فاغتسلوا فيه، فخرجوا منه وقد خلص من ألوانهم شيء، ثم إنهم أتوا نهرا آخر فاغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شيء ثم دخلوا النهر الثالث فخرجوا وقد خلصت من ألوانهم مثل ألوان أصحابهم، فجلسوا إلى أصحابهم فقال: يا جبريل! من هؤلاء بيض الوجه وهؤلاء الذين في ألوانهم شيء فدخلوا النهر [[فخرجوا]] وقد خلصت ألوانهم، فقال: هذا أبوك إبراهيم هو أول رجل شمط على وجه الأرض، وهؤلاء بيض الوجوه قوم لم يلبسوا إيمانهم بظلم، قال: وأما هؤلاء الذين في ألوانهم شيء: خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا فتابوا فتاب الله عليهم. فأما النهر الأول فرحمة الله، وأما النهر الثاني فنعمة الله، وأما النهر الثالث فسقاهم ربهم شرابا طهورا. ثم انتهى إلى السدرة [[المنتهى]] فقيل لي هذه السدرة إليها منتهى كل أحد من أمتك، ويخرج من أصلها أنهار من ماء غير آسن، وأنهار [[من لبن]] لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى. قال: وهي شجرة يسير الراكب في أصلها عاما لا يقطعها، وإن الورقة منها مغطية الخلق، قال: فغشيها نور الخالق، وغشيها الملائكة. فكلمه ربه عند ذلك، قال له: سل، قال: إنك اتخذت إبراهيم خليلا وأعطيته ملكا عظيما، وكلمت موسى تكليما، وأعطيت داود ملكا عظيما، وألنت له الحديد وسخرت له الجبال، وأعطيت سليمان ملكا عظيما وسخرت له الجبال والجن والإنس وسخرت له الشياطين والرياح وأعطيته ملكا لا ينبغي لأحد من بعده، وعلمت عيسى التوراة والإنجيل وجعلته يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذنك وأعذته وأمه من الشياطين فلم يكن له عليهما سبيل، فقال له ربه: قد اتخذتك خليلا، قال: وهو مكتوب في التوراة خليل الرحمن، وأرسلتك إلى الناس كافة بشيرا ونذيرا، وشرحت لك صدرك، ووضعت عنك وزرك، ورفعت لك ذكرك، فلا أذكر إلا ذكرت معي يعني بذلك الأذان، وجعلت أمتك خير أمة أخرجت للناس، وجعلت أمتك أمة وسطا، وجعلت أمتك هم الأولون وهم الآخرون، وجعلت من أمتك أقواما قلوبهم أناجيلهم، وجعلت أمتك لا تجوز، عليهم خطبة حتى يشهدوا أنك عبدي ورسولي، وجعلتك أول النبيين خلقا وآخرهم مبعثا، وآتيتك سبعا من المثاني لم أعطها نبيا قبلك، وأعطيتك خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم أعطها نبيا قبلك وجعلتك فاتحا وخاتما . قال وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: فضلني ربي أرسلني رحمة للعالمين وكافة للناس بشيرا ونذيرا، وألقى في قلب عدوي الرعب من مسيرة شهر، وأحلت لي الغنائم، ولم تحل لأحد قبلي وجعلت الأرض كلها لي مسجدا وطهورا، وأعطيت فواتيح الكلام وخواتمه وجوامعه، وعرضت علي أمتي فلم يخف علي التابع والمتبوع. ورأيتهم أتوا على قوم ينتعلون الشعر، ورأيتهم أتوا على قوم عراض الوجوه صغار الأعين كأنما خرمت أعينهم بالمخيط فلم يخف علي ما هم لاقون من بعدي، وأمرت بخمسين صلاة فرجعت إلى موسى . فذكر الحديث بمعنى ما روينا في الأسانيد، الثابتة غير أنه قال في آخره: قال فقيل له اصبر على خمس فإنهم يجزين عنك بخمس كل خمس بعشر أمثالها، قال: فكان موسى أشد عليهم حين مر به وخيرهم حين رجع إليه .