الموسوعة الحديثية


- أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَعَثَ حاطِبَ بنَ أبي بَلْتَعةَ إلى المُقَوقِسِ صاحبِ الإسكندريَّةِ –يعني: بكتابِه معه إليه- فقَبِلَ كتابَه، وأكرَمَ حاطبًا وأحسَنَ نُزُلَه، ثم سرَّحَه إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأَهْدى له مع حاطِبٍ كِسوةً وبَغلَةً بسَرْجِها وجاريتينِ، إحداهما أُمُّ إبراهيمَ، وأمَّا الأُخرى فوَهَبَها لجَهمِ بنِ قَيسٍ العَبْدَريِّ، فهي أُمُّ زكريا بنِ جَهمٍ الذي كان خليفةً لعَمرِو بنِ العاصِ على مِصْرَ.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] يونس بن عبد الأعلى: ثقة من رجال مسلم، ومن فوقه من رجال الشيخين
الراوي : عبدالرحمن بن عبدالقاري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مشكل الآثار الصفحة أو الرقم : 2570
التخريج : أخرجه الطحاوي في ((مشكل الآثار)) (2570)، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (4/ 395) واللفظ لهما، وابن عبد الحكم في ((فتوح مصر)) (صـ68) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: هبة وهدية - فضل الهبة والتحريض عليها هبة وهدية - قبول الهدية هبة وهدية - هدية المشرك التسري - وطء الأمة ونكاحها صدقة - كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة
|أصول الحديث

أصول الحديث:


شرح مشكل الآثار (6/ 402)
2570 - حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، قال: حدثني عبد الرحمن بن عبد القاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس صاحب الإسكندرية - يعني بكتابه معه إليه - فقبل كتابه، وأكرم حاطبا وأحسن نزله، ثم سرحه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهدى له مع حاطب كسوة وبغلة بسرجها وجاريتين، إحداهما أم إبراهيم، وأما الأخرى فوهبها لجهم بن قيس العبدري، فهي أم زكريا بن جهم الذي كان خليفة لعمرو بن العاص على مصر . قال أبو جعفر: وإنما أدخلنا هذا الحديث في هذا الباب؛ لأن عبد الرحمن بن عبد القاري ممن ولد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ويقال: إنه قد رآه، فدخل بذلك في صحابته صلى الله عليه وسلم. فسأل سائل عن الوجه الذي به رد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عياض هديته، وعن الوجه الذي به قبل من المقوقس هديته، وكلاهما كافر. فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه أن كفر عياض كان كفر شرك بالله عز وجل وجحود للبعث من بعد الموت، وكفر المقوقس لم يكن كذلك؛ لأنه كان مقرا بالبعث من بعد الموت، ومؤمنا بنبي من أنبياء الله عز وجل وهو عيسى صلى الله عليه وسلم , وكان عياض ومن كان على مثل ما كان عليه مطلوبين بالزوال عن ما هم عليه، وبتركه إلى ضده، وهو التصديق برسول الله صلى الله عليه وسلم , والإيمان به، وكان المقوقس ومن سواه من أهل الكتاب مطلوبين بالتصديق برسول الله صلى الله عليه وسلم والإيمان به , والثبوت على ما هم عليه من دين عيسى صلى الله عليه وسلم , وكان عياض ومن كان على مثل ما كان عليه غير مأكولة ذبائحهم، ولا منكوحة نساؤهم , وكان المقوقس ومن كان على مثل ما كان عليه مأكولة ذبائحهم، ومنكوحة نساؤهم , فكان الفريقان وإن كانوا جميعا من أهل الكفر، يختلف كفرهم، وتتباين أحكامهم , وكان كل شرك بالله عز وجل كفرا، وليس كل كفر بالله عز وجل شركا , وكان الله عز وجل قد أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن لا يجادل أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن بقوله عز وجل: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن} [العنكبوت: 46] ، فدخل في ذلك المقوقس ومن كان على مثل ما كان عليه من التمسك بالكتاب الذي أنزل على عيسى صلى الله عليه وسلم , وكان المشركون الذين يجحدون كتب الله عز وجل التي أنزلها على أنبيائه صلوات الله عليهم بخلاف ذلك، فقبل هدية من أمره ربه عز وجل أن لا يجادله إلا بالتي هي أحسن؛ لأن الأحسن قبول هديته منه، ورد هدايا المشركين؛ لأنهم بخلاف ذلك، ولأن ربه عز وجل أمره بمنابذتهم وبقتالهم حتى يكون الدين كله لله عز وجل، وفصل بينهم عز وجل في كتابه، فخالف بين أسمائهم وبين ما نسبهم إليه، فقال: {إن الذين آمنوا والذين هادوا} [البقرة: 62] وهم اليهود , {والصابئين} [البقرة: 62] وهم أمة بين اليهود والنصارى، لهم أحكام سنأتي بها في غير هذا الموضع من كتابنا هذا إن شاء الله , {والنصارى} [الحج: 17] وهم الذين منهم المقوقس , {والمجوس} [الحج: 17] وهم مشركو العجم الذين لا يقرون ببعث، ولا يؤمنون بكتاب من كتب الله عز وجل التي أنزلها على أنبيائه، وهم في العجم كعبدة الأوثان في العرب إلا فيما يخالفونهم فيه من أخذ الجزية منهم لما قد ذكرناه في ذلك مما قد تقدم منا في كتابنا هذا، {والذين أشركوا} [الحج: 17] وهم عبدة الأوثان من العرب الذين لا يقرون ببعث، ولا يؤمنون بكتاب من كتب الله عز وجل، وكذلك كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبته في حجة الوداع من تفريقه بين هذين الفريقين في الأسماء وفي الأحكام

دلائل النبوة للبيهقي (4/ 395)
قال أبو عبد الله الحافظ فيما لم أجد سماعي، وقد أنبأني به إجازة، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال: حدثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: حدثنا الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد القاري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس صاحب الإسكندرية، فمضى بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس فقبل الكتاب، وأكرم حاطبا، وأحسن نزله، وسرحه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأهدى له مع حاطب كسوة، وبغلة بسرجها، وخادمتين، إحداهما أم إبراهيم، وأما الأخرى فوهبها رسول الله صلى الله عليه وسلم لجهم بن قيس العبدي، فهي أم زكريا بن جهم الذي كان خليفة عمرو بن العاص على مصر

فتوح مصر والمغرب (ص: 68)
حدثنا أسد بن موسى، حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرنى يونس بن يزيد عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد القارى، قال: لما مضى حاطب بكتاب رسول الله صلى الله عليه واله، قبل المقوقس الكتاب، وأكرم حاطبا، وأحسن نزله، ثم سرحه إلى رسول الله صلى الله عليه واله، وأهدى له مع حاطب كسوة وبغلة بسرجها وجاريتين، إحداهما أم إبراهيم، ووهب الأخرى لجهم بن قيس العبدرى، فهى أم زكرياء بن جهم، الذي كان خليفة عمرو بن العاص على مصر