الموسوعة الحديثية


- وَجَّهَ عُمَرُ جَيشًا إلى الرُّومِ، فأسَروا عَبدَ اللهِ بنَ حُذافةَ، فذَهَبوا به إلى مَلِكهم، فقالوا: إنَّ هذا مِن أصحابِ محمَّدٍ. فقال: هل لكَ أنْ تَتنَصَّرَ، وأُعطيَكَ نِصفَ مُلكي؟ قال: لو أعطَيتَني جَميعَ ما تَملِكُ، وجَميعَ مُلكِ العَربِ، ما رجَعتُ عن دِينِ محمَّدٍ طَرفةَ عَينٍ! قال: إذَنْ أقتُلُكَ. قال: أنتَ وذاك. فأمَرَ به، فصُلِبَ، وقال للرُّماةِ: ارْموه قَريبًا مِن بَدنِه. وهو يَعرِضُ عليه، ويَأبى، فأنزَلَه، ودَعا بقِدْرٍ، فصَبَّ فيها ماءً حتى احترَقَتْ، ودَعا بأسيرَينِ مِن المُسلمينَ، فأمَرَ بأحدِهما، فأُلقيَ فيها، وهو يَعرِضُ عليه النَّصرانيَّةَ، وهو يَأبى، ثُمَّ بَكى، فقيلَ للمَلِكِ: إنَّه بَكى. فظَنَّ أنَّه قد جزِعَ، فقال: رُدُّوه. ما أبكاكَ؟ قال: قُلتُ: هي نَفْسٌ واحدةٌ تُلقى السَّاعةَ فتَذهَبُ، فكنتُ أشتَهي أنْ يَكونَ بعَددِ شَعري أنفُسٌ تُلقى في النَّارِ في اللهِ. فقال له الطَّاغيةُ: هل لك أنْ تُقبِّلَ رَأْسي، وأُخلِّيَ عنكَ؟ فقال له عَبدُ اللهِ: وعن جَميعِ الأُسارى؟ قال: نعمْ. فقَبَّلَ رَأْسَه، وقدِمَ بالأُسارى على عُمَرَ، فأخبَرَه خَبرَه. فقال عُمَرُ: حَقٌّ على كلِّ مُسلمٍ أنْ يُقبِّلَ رَأْسَ ابنِ حُذافةَ، وأنا أبدَأُ. فقَبَّلَ رَأْسَه.
خلاصة حكم المحدث : له شاهد
الراوي : أبو رافع | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء الصفحة أو الرقم : 1/14
التخريج : أخرجه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (1522)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (27/ 358) كلاهما بلفظه.
التصنيف الموضوعي: جهاد - الشجاعة في الحرب والجبن رقائق وزهد - الصبر على البلاء مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رقائق وزهد - المحافظة على الدين، وبذل المال والنفس دونه مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين

أصول الحديث:


سير أعلام النبلاء للذهبي (معتمد)
(2/ 14) عبدالله بن معاوية الجمحي : حدثنا عبد العزيز القسملي : حدثنا ضرار ابن عمرو ، عن أبي رافع ، قال : وجه عمر جيشا إلى الروم ، فأسروا عبد الله بن حذافة ، فذهبوا به إلى ملكهم ، فقالوا : إن هذا من أصحاب محمد ، فقال : هل لك أن تتنصر وأعطيك نصف ملكي ؟ قال : لو أعطيتني جميع ما تملك ، وجميع ما تملك ، وجميع ملك العرب ، ما رجعت عن دين محمد طرفة عين ، قال : إذا أقتلك ، قال : أنت وذاك ، فأمر به ، فصلب ، وقال للرماة : ارموه قريبا من بدنه ، وهو يعرض عليه ، ويأبى ، فأنزله. ودعا بقدر ، فصب فيها ماء حتى احترقت ، ودعا بأسيرين من المسلمين ، فأمر بأحدهما ، فألقي فيها ، وهو يعرض عليه النصرانية ، وهو يأبى ، ثم بكى ، فقيل للملك : إنه بكى ، فظن أنه قد جزع ، فقال : ردوه. ما أبكاك ؟ قال : قلت : هي نفس واحدة تلقى الساعة فتذهب ، فكنت أشتهي أن يكون بعدد شعري أنفس تلقى في النار في الله ، فقال له الطاغية : هل لك أن تقبل رأسي وأخلي عنك ؟ فقال له عبد الله : وعن جميع الاسارى ؟ قال : نعم ، فقبل رأسه. وقدم بالاسارى على عمر ، فأخبره خبره ، فقال عمر : حق على كل مسلم أن يقبل رأس ابن حذافة ، وأنا أبدا ، فقبل رأسه

شعب الإيمان (3/ 179)
1522 - أخبرنا أبو الحسين محمد بن الفضل القطان، أخبرنا أبو سهل بن زياد القطان، حدثنا سعيد بن عثمان الأهوازي، حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي، وأخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة، أخبرنا أبو محمد يحيى بن منصور القاضي، حدثنا أبو الفضل أحمد بن سلمة، حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي، حدثنا عبد العزيز بن محمد القسملي، حدثنا ضرار بن عمرو، عن أبي رافع، قال: وجه عمر بن الخطاب رضي الله عنه جيشا إلى الروم، وفيهم رجل يقال له عبد الله بن حذافة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فأسره الروم فذهبوا به إلى ملكهم، فقالوا: إن هذا من أصحاب محمد، فقال له الطاغية: هل لك أن تتنصر وأشركك في ملكي وسلطاني؟ فقال له عبد الله: " لو أعطيتني جميع ما تملك، وجميع ما ملكته العرب - وفي رواية القطان: وجميع مملكة العرب - على أن أرجع عن دين محمد صلى الله عليه وسلم طرفة عين، ما فعلت "، قال: إذا أقتلك، قال: " أنت وذاك "، قال: فأمر به فصلب، وقال للرماة: ارموه قريبا من يديه قريبا من رجليه وهو يعرض عليه، وهو يأبى، ثم أمر به فأنزل، ثم دعا بقدر وصب فيها ماء حتى احترقت، ثم دعا بأسيرين من المسلمين، فأمر بأحدهما فألقي فيها وهو يعرض عليه النصرانية وهو يأبى، ثم أمر به أن يلقى فيها، فلما ذهب به بكى، فقيل له: إنه بكى فظن أنه رجع، فقال: ردوه فعرض عليه النصرانية فأبى، قال: فما أبكاك؟ قال: " أبكاني أني قلت هي نفس واحدة تلقى هذه الساعة في هذا القدر فتذهب، فكنت أشتهي أن يكون بعدد كل شعرة في جسدي نفس تلقى هذا في الله عز وجل "، قال له الطاغية: هل لك أن تقبل رأسي وأخلي عنك؟ قال عبد الله: " وعن جميع أسارى المسلمين؟ " قال: وعن جميع أسارى المسلمين، قال عبد الله: " فقلت في نفسي عدو من أعداء الله أقبل رأسه ويخلي عني وعن أسارى المسلمين لا أبالي قال فدنا منه وقبل رأسه "، فدفع إليه الأسارى، فقدم بهم على عمر فأخبر عمر بخبره، فقال: حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة، وأنا أبدأ فقام عمر فقبل رأسه قال أحمد بن سلمة: " سألني عن هذا الحديث محمد بن مسلم، ومحمد بن إدريس، قالا لي: ما سمعنا بهذا الحديث قط "

تاريخ دمشق لابن عساكر (27/ 358)
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أحمد بن الحسين الحافظ أنا أبو الحسين محمد بن الفضل القطان أنا أبو سهل بن زياد القطان نا سعيد بن عثمان الأهوازي نا عبد الله بن معاوية الجمحي ح قال البيهقي وأنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أنا أبو محمد يحيى بن منصور القاضي نا أبو الفضل أحمد بن سلمة نا عبد الله بن معاوية الجمحي نا عبد العزيز بن مسلم القسملي نا ضرار بن عمرو عن أبي رافع قال وجه عمر بن الخطاب جيشا إلى الروم وفيهم رجل يقال له عبد الله بن حذافة من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) فأسره الروم فذهبوا به إلى ملكهم فقالوا إن هذا من أصحاب محمد فقال له الطاغية هل لك أن تنصر وأشركك في ملكي وسلطاني قال له عبد الله لو أعطيتني جميع ما تملك وجميع ما ملكته العرب وفي رواية القطان وجميع مملكة العرب على أن أرجع عن دين محمد (صلى الله عليه وسلم) طرفة عين ما فعلت قال إذا اقتلك قال أنت وذاك قال فأمر به فصلب وقال للرماة ارموه قريبا من يديه قريبا من رجليه وهو يعرض عليه وهو يأبى ثم أمر به فأنزل ثم دعا بقدر فصب فيها ماء حتى احترقت ثم دعا باسيرين من المسلمين فأمر بأحدهما فألقى فيها وهو يعرض عليه النصرانية وهو يأبى ثم أمر به أن يلقى فيها فلما ذهب به بكى فقيل له إنه قد بكى فظن أنه جزع فقال ردوه يعرض عليه النصرانية فأبى قال فما أبكاك إذا قال أبكاني إن قتلت هي نفس واحدة تلقى الساعة في هذه القدر فتذهب فكنت أشتهى أن يكون بعدد كل شعرة في جسدي نفس تلقى هذا في الله قال له الطاغية هل لك أن تقبل رأسي وأخلي عنك قال له عبد الله وعن جميع أسارى المسلمين قال وعن جميع أسارى المسلمين قال عبد الله فقلت في نفسي عدو من إعداء الله أقبل رأسه يخلي عني وعن أسارى المسلمين لا أبالي قال فدنا منه فقبل رأسه قال فدفع إليه الأسارى فقدم بهم على عمر فأخبر عمر بخبره فقال حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة وأنا أبدا فقام عمر فقبل رأسه قال أحمد بن سلمة سألني عن هذا الحديث محمد بن مسلم ومحمد بن إدريس وقالا لي ما سمعنا بهذا الحديث قط