الموسوعة الحديثية


- لمَّا خَرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في الهِجرَةِ، معه أبو بَكرٍ رضِيَ اللهُ عنه وعامِرُ بنُ فُهَيرةَ مَوْلى أبي بَكرٍ وابنُ أَرَيقِطَ يَدُلُّهم على الطَّريقِ، فمرَّ بأُمِّ مَعبَدٍ الخُزاعيَّةِ، وهي لا تَعرِفُه، فقال لها: يا أُمَّ مَعبَدٍ، هل عِندَكِ من لَبَنٍ؟ قالت: واللهِ إنَّ الغَنَمَ عازبَةٌ، قال: فما هذه الشاةُ التي أَراها في كِفاءِ البَيتِ؟ قالت: شاةٌ خلَّفها الجَهْدُ عن الغَنَمِ، قال: أتَأْذَنينَ في حِلابِها؟ قالت: واللهِ ما ضَرَبَها من فَحْلٍ قَطُّ، وشَأْنُك بها، فمَسَحَ ظَهْرَها وضَرْعَها، ثم دَعا بإناءٍ يَربِضُ الرَّهطَ، فحَلَبَ فيه فمَلَأَه، فسَقى أصْحابَه به عَلَلًا بعدَ نَهَلٍ، ثم حَلَبَ فيه أخرى، فغادَرَه عندَها وارْتَحَلَ، فلمَّا جاء زَوجُها عِندَ المساءِ، قال لها: يا أُمَّ مَعبَدٍ، ما هذا اللَّبَنُ، ولا حَلوبَةَ في البَيتِ، والغَنَمُ عازِبَةٌ؟ قالت: لا واللهِ، إلَّا أنَّه مرَّ بنا رَجُلٌ ظاهِرُ الوَضاءِ، مَليحُ الوَجْهِ، في أشْفارِه وَطَفٌ، وفي عَيْنيَهِ دَعَجٌ، وفي صَوتِه صَهَلٌ، غُصنٌ بين غُصْنينِ، لا يُتَشَنَّى من طولٍ، ولا تَقتَحِمُه عينٌ من قِصَرٍ، لم تُعِبْه ثُجْلَةٌ، ولم تَزْرِ به صَعْلَةٌ، كأنَّ عُنُقَه إبريقُ فِضَّةٍ، إذا نَظَرَ عَلاه البَهاءُ، وإذا صَمَتَ فعليه الوَقارُ ، كَلامُه كخَرْزِ النَّظْمِ، أزيَنُ أصْحابِه مَنظَرًا، وأحسَنُهم وَجْهًا، محسودٌ غيرُ مُفنَدٍ، له أصْحابٌ يَحُفُّون به، إذا أَمَرَ تَبادَروا إليه، وإذا نَهى انْتَهَوْا عندَ نَهْيِه، فقال: هذا صاحِبُ قُرَيشٍ، ولو رَأَيتُه لاتَّبَعتُه، ولأَجهَدَنَّ أنْ أفعَلَ، ولم يَعلَموا بمكَّةَ أين توجَّه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى سَمِعوا هاتِفًا يَهتِفُ على أبي قُبَيسٍ: جَزَى اللَّهُ خَيْرًا وَالْجَزَاءُ بِكَفِّهِ رَفِيقَيْنِ قَالَا خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدِ هُمَا نَزَلَا بِالْبِرِّ وَارْتَحَلَا بِهِ فَقَدْ فَازَ مَنْ أَمْسَى رَفِيقَ مُحَمَّدِ فَمَا حَمَلَتْ مِنْ نَاقَةٍ فَوْقَ رَحْلِهَا أَبَرَّ وَأَوْفَى ذِمَّةً مِنْ مُحَمَّدِ وَأَكْسَى لِبَرْدِ الْحَالِ قَبْلَ ابْتِدَائِهِ وَأَعْطَى بِرَأْسِ السَّاعِ الْمُتَجَرِّدِ لِيَهْنِ بَنِي كَعْبٍ مَكَانَ فَتَاتِهِمْ وَمَقْعَدِهَا لِلْمُؤْمِنِينَ بِمَرْصَدِ
خلاصة حكم المحدث : فيه عبد العزيز بن يحيى المديني ونسبه البخاري وغيره إلى الكذب وقال الحاكم‏ صدوق فالعجب منه وفيه مجاهيل أيضا‏
الراوي : سليط البدري | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد الصفحة أو الرقم : 8/281
التخريج : أخرجه أبو بكر الشافعي في ((الغيلانيات)) (1138)، والطبراني (6510) (7/ 105)، وابن عساكر (3/ 314) واللفظ لهم جميعا.
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - صفة خلقة النبي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - معجزات النبي مغازي - هجرة النبي إلى المدينة مناقب وفضائل - أم معبد الخزاعية جهاد - الهجرة من دار العدو إلى دار الإسلام
|أصول الحديث

أصول الحديث:


الفوائد الشهير بالغيلانيات لأبي بكر الشافعي (2/ 829)
: 1138 - حدثنا محمد بن يونس القرشي،: ثنا عبد العزيز بن يحيى، مولى العباس بن عبد المطلب: ثنا محمد بن سليمان بن ‌سليط الأنصاري، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده أبي ‌سليط وكان بدريا قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة ومعه أبو بكر الصديق وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر، وابن أريقط يدلهم على الطريق مروا ‌بأم ‌معبد الخزاعية، وهي لا تعرفه، فقال لها: " يا أم معبد، هل عندك من لبن؟ قالت: لا والله، وإن الغنم لعازبة قال: فما هذه الشاة التي أرى؟ لشاة رآها في كفاء البيت، قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم قال: أتأذنين في حلابها؟ قالت: لا والله ما ضربها من فحل قط فشأنك بها. فدعا بها، فمسح ظهرها وضرعها، ثم دعاها بإناء يربض الرهط: فحلب فيه، فملأه، فسقى أصحابه عللا بعد نهل، ثم حلب فيه آخر، فغادره عندها، وارتحل فلما جاءها زوجها عند المساء قال: يا أم معبد، ما هذا اللبن، ولا حلوبة في البيت، والغنم عازبة؟ قالت: لا والله، إلا أنه مر بنا رجل ظاهر الوضاءة، متبلج الوجه، في أشفاره وطف، وفي عينيه دعج، وفي صوته صحل، غصن بين غصنين، لا تشنؤه من طول، ولا تقتحمه من قصر، لم تعله ثجلة ولم تزر به صعلة، كأن عنقه أبريق فضة، إذا صمت فعليه البهاء، وإذا نطق فعليه وقار، له كلام كخرزات النظم، أزين أصحابه منظرا، وأحسنهم وجها صلى الله عليه وسلم، أصحابه يحفون به، إذا أمر ابتدروا أمره، وإذا نهى ايتقفوا عند نهايته قال: هذه والله صفة صاحب قريش، ولو رأيته لاتبعته، ولأجهدن أن أفعل. قال: فلم يعلموا بمكة أين توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر حتى سمعوا هاتفا على رأس أبي قبيس، وهو يقول: [البحر الطويل] جزى الله خيرا والجزاء بكفه … رفيقين قالا خيمتي أم معبد هما رحلا بالحق وانتزلا به … فأفلح من أمسى رفيق محمد فما حملت من ناقة فوق رحلها … أبر وأوفى ذمة من محمد وأكسى لبرد الخال قبل ابتذاله … وأعطى برأس السابح المتجرد ليهن بني كعب مكان فتاتهم … ومقعدها للمؤمنين بمرصد"

 [المعجم الكبير – للطبراني] (7/ 105)
: 6510 - حدثنا محمد بن علي الصائغ المكي، ثنا عبد العزيز بن يحيى المدني، ثنا محمد بن سليمان بن ‌سليط الأنصاري، عن أبيه، عن جده، قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة ، معه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر وابن أريقط يدلهم الطريق، فمر ‌بأم ‌معبد الخزاعية، وهي لا تعرفه، فقال لها: يا أم معبد هل عندك من لبن؟ قالت: لا والله، وإن الغنم لعازبة قال: فما هذه الشاة التي أراها في كفاء البيت؟ قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم، قال: أتأذنين في حلابها؟ قالت: والله ما ضربها من فحل قط، وشأنك بها ، فمسح ظهرها وضرعها، ثم دعا بإناء يربض الرهط، فحلب فيه، فملأه، فسقى أصحابه عللا بعد نهل، ثم حلب فيه أخرى، فملأه، فغادره عندها، وارتحل، فلما جاء زوجها عند المساء قال لها: يا أم معبد ما هذا اللبن ، ولا حلوبة في البيت، والغنم عازبة؟ فقالت: لا والله ، إلا أنه مر بنا رجل ظاهر الوضاءة، مليح الوجه، في أشفاره وطف، وفي عينيه دعج، وفي صوته صحل، غصن بين غصنين، لا تشنؤه من طول، ولا تقتحمه من قصر، لم تعلوه ثجلة، ولم تزر به صعلة، كأن عنقه إبريق فضة، إذا نطق فعليه البهاء ، وإذا صمت فعليه الوقار، كلامه كخرز النظم، أزين أصحابه منظرا، وأحسنهم وجها، محشود غير مفند، له أصحاب يحفون به، إذا أمر تبادروا أمره، وإذا نهى انتهوا عند نهيه، قال: هذه صفة صاحب قريش، ولو رأيته لاتبعته، ولأجهدن أن أفعل ولم يعلموا بمكة أين توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعوا هاتفا يهتف على أبي قبيس: [البحر الطويل] جزى الله خيرا ، والجزاء بكفه … رفيقين قالا خيمتي أم معبد هما نزلا بالبر وارتحلا به … فقد فاز من أمسى رفيق محمد فما حملت من ناقة فوق رحلها … أبر وأوفى ذمة من محمد وأكسى لبرد الحال قبل ابتذاله … وأعطى برأس السائح المتجرد ويهن بني كعب مكان فتاتهم … ومقعدها للمؤمنين بمرصد "

[تاريخ دمشق - لابن عساكر] (3/ 314)
: وأما حديث أبي سليط فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان أنبانا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا محمد بن يونس القرشي أنبأنا عبد العزيز بن يحيى مولى العباس بن عبد المطلب أنبأنا محمد بن سليمان بن سليط حدثني أبي عن أبيه عن جده أبي سليط وكان بدريا قال لما خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الهجرة ومعه أبو بكر الصديق وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر وابن أريقط يدلهم على الطريق مروا بأم معبد الخزاعية وهي لا تعرفه فقال لها يا أم معبد هل عندك من لبن قالت لا والله وإن الغنم لعازبة قال فما هذه الشاة التي أراها في فناء البيت قالت شاة خلفها الجهد عن الغنم فقال أتأذنين في حلابها قالت لا والله ما ضربها فحل قط فشأنك بها فدعا بها فمسح ظهرها وضرعها ثم دعا بإناء يربض الرهط فحلب فيه فملأه فسقى أصحابه عللا بعد نهل ثم حلب فيه آخر فغادره عندها وارتحل فلما جاءها زوجها عند المساء قال يا أم معبد ما هذا اللبن ولا حلوبة في البيت والغنم عازبة قلت لا والله إلا أنه مر بنا رجل ظاهر الوضاءة متبلج الوجه في اشفاره وطف وفي عينيه دعج وفي صوته صهل غصن بين غصنين لا يشان من طول ولا يقتحم من قصر لم تعله نخلة ولم تزر به صعلة كأن عنقه إبريق فضة إذا صمت فعليه البهاء وإذا نطق فعليه وقار له كلام كخرزات النظم أزين أصحابه منظرا وأحسنهم وجها (صلى الله عليه وسلم) أصحابه يحفون به إذا أمر ابتدروا أمره وإذا نهى انتهوا عند نهايته قال هذه والله صفة صاحب قريش ولا رأيته لأنعته ولا جهول إذا فعل قال فلم يعلموا بمكة أين توجه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر حتى سمعوا هاتفا على رأس أبي قبيس وهو يقول * جزا الله خيرا والجزاء يكفه * رفيقين قالا خيمتي أم معبد هما رحلا بالحق وانتزلا به * قد أفلح من أمسى رفيق محمد فما حملت من ناقة فوق رحلها * أبر وأوفى ذمة من محمد واكسا لبرد الحال قبل ابتذاله * وأعطى لرأس السابح المتجرد ليهن بني كعب مكان فتاتهم * مقعدها للمؤمنين بمرصد *