الموسوعة الحديثية


- خَرَجَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ -يَعني حينَ خَرَجَ إلى أُحُدٍ- في ألْفِ رَجُلٍ مِن أصحابِه، حتى إذا كان بالشَّوطِ -بَينَ أُحُدٍ والمَدينةِ- انحازَ عنه عَبدُ اللهِ بنُ أُبَيٍّ ابنُ سَلولَ بثُلُثِ الناسِ، فقال: أطاعَهم فخَرَجَ وعَصاني! وواللهِ ما نَدري عَلامَ نَقتُلُ أنْفُسَنا هاهنا أيُّها الناسُ؟! فرَجَعَ بمَنِ اتَّبَعَه مِنَ الناسِ مِن قَومِه مِن أهلِ النِّفاقِ وأهلِ الرَّيبِ، واتَّبَعَهم عَبدُ اللهِ بنُ عَمرِو بن حَرامٍ، أخو بَني سَلِمةَ، يَقولُ: يا قَومِ، أُذَكِّرُكمُ اللهَ أنْ تَخذُلوا نَبيَّكم وقَومَكم عِندَما حَضَرَ مِن عَدُوِّكم. قالوا: لو نَعلَمُ أنَّكم تُقاتِلونَ ما أسلَمْناكم، ولكِنَّا لا نَرى أنْ يَكونَ قِتالٌ. فلَمَّا استَعصَوْا عليه وأبَوْا إلَّا الانصِرافَ عنهم، قال: أبعَدَكمُ اللهُ أعداءَ اللهِ، فسَيُغني اللهُ عنكم. ومَضى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
خلاصة حكم المحدث : مرسل
الراوي : جماعة من التابعين | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : عمدة التفسير الصفحة أو الرقم : 1/437
التخريج : أخرجه الطبري في ((تفسيره)) (6/ 222) واللفظ له، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (3/ 224)، وابن المنذر في ((تفسيره)) (1166) بنحوه مطولًا.
التصنيف الموضوعي: مغازي - غزوة أحد مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إيمان - حب الرسول مناقب وفضائل - عبد الله بن عمرو بن حرام مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

أصول الحديث:


تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (6/ 222)
كما: حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: ثني محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، ومحمد بن يحيى بن حبان، وعاصم بن عمر بن قتادة، والحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ وغيرهم من علمائنا كلهم قد حدث، قال: " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني: حين خرج إلى أحد في ألف رجل من أصحابه، حتى إذا كانوا بالشوط بين أحد والمدينة انخزل عنهم عبد الله بن أبي ابن سلول بثلث الناس، فقال أطاعهم فخرج وعصاني، والله ما ندري علام نقتل أنفسنا هاهنا أيها الناس؟ فرجع بمن اتبعه من الناس من قومه من أهل النفاق وأهل الريب، واتبعهم عبد الله بن عمرو بن حرام أخو بني سلمة، يقول: يا قوم أذكركم الله أن تخذلوا نبيكم وقومكم عندما حضر من عدوهم، فقالوا: لو نعلم أنكم تقاتلون ما أسلمناكم، ولكنا لا نرى أن يكون قتال، فلما استعصوا عليه، وأبوا إلا الانصراف عنهم، قال أبعدكم الله أعداء الله، فسيغني الله عنكم، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم "

دلائل النبوة للبيهقي (3/ 224)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، قال: حدثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، قال: قال محمد بن شهاب الزهري، وعاصم بن عمر بن قتادة، ومحمد بن يحيى بن حبان، والحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ، وغيرهم من علمائنا، كل قد حدث بعض الحديث، عن يوم أحد، وقد اجتمع حديثهم فيما سقت، قالوا: لما أصيبت قريش يوم بدر، ورجع فلهم إلى مكة، ورجع أبو سفيان بعيره، مشى عبد الله بن أبي ربيعة، وعكرمة بن أبي جهل، وصفوان بن أمية، في رجال من قريش، فكلموا أبا سفيان بن حرب ومن كانت له في تلك العير من قريش تجارة، فقالوا: يا معشر قريش، إن محمدا قد وتركم وقتل خياركم، فأعينونا بهذا المال على حربه، لعلنا أن ندرك منه ثأرا ممن أصاب منا، ففعلوا ففيهم أنزل الله عز وجل: {إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله} [الأنفال: 36] إلى قوله: {إلى جهنم يحشرون} [الأنفال: 36] . فلما اجتمعت قريش لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحابيشها ومن أطاعها من بني كنانة وأهل تهامة، خرجوا معهم بالظعين التماس الحفيظة وأن لا يفروا، فخرجوا حتى نزلوا يعنين ببطن السبخة على شفير واد مما يلي المدينة. فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين: إني قد رأيت بقرا تذبح، وأولتها خيرا، ورأيت في ذؤابة سيفي ثلما، ورأيت أني أدخلت يدي في درع حصينة، فأولتها المدينة. فإن رأيتم أن تقيموا بالمدينة وتدعوهم حيث نزلوا، فإن أقاموا أقاموا بشر مقام، وإن هم دخلوا علينا قاتلتموهم فيها . قال رجال من المسلمين ممن أكرمهم الله بالشهادة يوم أحد، وغيرهم ممن كان فاته يوم بدر ممن حضره: يا رسول الله، اخرج بنا إلى أعدائنا، لا يرون أنا جبنا عنهم، فقال عبد الله بن أبي: أقم بالمدينة ولا تخرج إليهم، فلم يزل الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كان من أمرهم حب لقاء القوم، حتى دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فلبس لأمته، وذلك يوم الجمعة حين فرغ من الصلاة، وقد مات في ذلك اليوم رجل من الأنصار يقال له: مالك بن عمرو، أحد بني النجار، فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم خرج عليهم، وقد ندم الناس فقالوا: استكرهناك يا رسول الله، ولم يكن ذلك لنا، فإن شئت فاقعد صلى الله عليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما ينبغي للنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ألف رجل من أصحابه حتى إذا كان بالشوط بين المدينة وأحد انخزل عنه عبد الله بن أبي المنافق بثلث الناس، وقال: أطاعهم وعصاني، قال: ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر كيفية مسيره، قال: فصفهم ولواؤه يومئذ مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين غدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مع من لواء القوم؟ قالوا: مع طلحة بن أبي طلحة أخي بني عبد الدار، فقال صلى الله عليه وسلم: نحن أحق بالوفاء منهم ، فدعا مصعب بن عمير أخا بني عبد الدار، فأعطاه اللواء ثم إن رجلا من المشركين خرج يوم أحد فدعا إلى البراز، فأحجم الناس عنه حتى دعا ثلاثا، وهو على جمل له، فقام إليه الزبير بن العوام فوثب عليه وهو على بعيره فاستوى معه على رحله، ثم عانقه فأقبلا فوق البعير جميعا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الذي يلي حضيض الأرض مقتول ، فوقع المشرك ووقع الزبير عليه فذبحه بسيفه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادن يا ابن صفية، فلقد قمت وإني لأهم بالقيام إليه ، وذلك لما رأى من إحجام القوم عنه، ثم قرب رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبير فأجلسه على فخذه وقال: إن لكل نبي حواريا والزبير حواري . قال: وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرماة عبد الله بن جبير أخا بني عمرو بن عوف، والرماة خمسون رجلا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: انضح عنا الخيل بالنبل، لا يأتوننا من خلفنا، إن كانت لنا أو علينا فاثبت مكانك لا نؤتين من قبلك ، وظاهر رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ بين درعين. قال ابن إسحاق: فالتقوا يوم السبت للنصف من شوال، واقتتل الناس حتى حميت الحرب، وقاتل أبو دجانة حتى أمعن في الناس، وحمزة بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب في رجال من المسلمين، وأنزل الله عز وجل نصره، وصدقهم وعده، فحسوهم بالسيوف حتى كشفوهم عن العسكر، وكانت الهزيمة لا شك فيها.

تفسير ابن المنذر (2/ 484)
1166 - أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن ابن شهاب الزهري، ومحمد بن يحيى بن حبان، وعاصم بن عمر بن قتادة، والحصين بن عبد الرحمن، وغيرهم من علمائنا وقد اجتمع حديثهم كلهم فيما سقت من هذا الحديث عن يوم أحد قال: خرجت قريش حتى نزلوا بعينين: جبل ببطن السبخة من قناة على شفير الوادي مما يلي المدينة، فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن رأيتم أن تقيموا بالمدينة وتدعوهم حيث نزلوا، فإن أقاموا أقاموا بشر مقام، وإن هم دخلوا علينا قاتلناهم فيها " وقال عبد الله بن أبي: يا رسول الله أقم بالمدينة، ولا نخرج إليهم، فوالله ما خرجنا منها إلى عدو لنا قط إلا أصاب منا، ولا دخلها علينا إلا أصبنا منهم، فدعهم يا رسول الله، فإن أقاموا أقاموا بشر مجلس، وإن دخلوا قاتلهم الرجال في وجوههم، ورماهم النساء والصبيان بالحجارة من فوقهم، وإن رجعوا رجعوا خائبين كما جاءوا فلم يزل الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كان من أمرهم حب لقاء القوم، حتى دخل رسول الله فلبس لأمته، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، في ألف رجل، من أصحابه حتى إذا كانوا بالشوط بين المدينة وأحد تحول عنه عبد الله بن أبي بن سلول بثلث الناس، وقال: أطاعهم وعصاني، والله ما ندري علام نقتل أنفسنا هاهنا أيها الناس؟ فرجع بمن اتبعه من أهل النفاق، وأهل الريب، واتبعهم عبد الله بن عمر بن حرام، أخو بني سلمة، يقول: يا قوم أذكرهم الله أن تخذلوا نبيكم وقومكم عند ما حضرهم عدوهم قالوا: لو نعلم أنكم تقاتلون ما أسلمناكم، ولكن لا نرى أن يكون قتال فلما استعصوا عليه، وأبو إلا الانصراف عنهم، قال: أبعدكم الله، أي أعداء الله فيستغني الله عنكم ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن إسحاق: وكان عبد الله بن أبي بن سلول، كما حدثني ابن شهاب الزهري، له مقام يقومه في كل جمعة، لا يتركه شرفا له في نفسه وفي قومه، وكان فيهم شريفا، إذا جلس رسول الله يوم الجمعة، ليخطب الناس، قال: فقال: أيها الناس هذا رسول الله بين أظهركم، أكرمكم الله به وأعزكم به، فانصروه وعزروه واسمعوا وأطيعوا ثم يجلس، حتى إذا صنع يوم أحد ما صنع، ورجع الناس قام يفعل كما كان يفعل، فأخذ المسلمون بثيابه من نواحيه، وقالوا: اجلس يا عدو الله لست لذلك بأهل قد صنعت ما صنعت فخرج يتخطى رقاب الناس، ويقول: والله لكأنما قلت بجرا إن قمت أسدد أمره، فلقيه رجل عند باب المسجد، فقال: ما لك؟ فقال قمت أسدد أمره، فوثب علي أصحابه يجذبونني ويعنفونني كأني قلت بجرا، قال: ويلك، ارجع يستغفر لك رسول الله، فقال: والله ما أبتغي أن يستغفر لي وكان يوم أحد يوم بلاء وتمحيص، اختبر الله به المؤمنين، ومحص به المنافقين، ممن يظهر الإيمان بلسانه، وهو مستخف بالكفر في قلبه.