الموسوعة الحديثية


- سَألتُ أبا ثَعلبةَ الخُشَنيَّ قُلتُ : كيفَ تَصنعُ في هذِهِ الآيةِ قالَ : أيُّ آيةٍ قلتُ : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ فقالَ لي : أما واللَّهِ لقد سألتَ عنها خبيرًا ، سألتُ عنها رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ : بلِ ائتَمِروا بالمعروفِ وتَناهوا عنِ المنكرِ، حتَّى إذا رأيتَ شُحًّا مطاعًا وَهَوًى متَّبعًا ودُنْيا مؤثَرةً وإعجابَ كلِّ ذي رأيٍ برأيِهِ، ورأيتَ أمرًا لا بدَّ لَكَ منهُ فعليكَ بنَفسِكَ، وإيَّاكَ وأمرَ العوامِّ، فإنَّ مِن ورائِكُم أيَّامَ الصَّبرِ، صبرٌ فيهنَّ علَى مثلِ قبضٍ على الجمرِ، للعاملِ منكم يومئذٍ كأجرِ خمسينَ رجلًا يعمَلونَ مثلَ عملِهِ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو ثعلبة الخشني | المحدث : الطحاوي | المصدر : شرح مشكل الآثار الصفحة أو الرقم : 3/212
التخريج : أخرجه أبو داود (4341)، والترمذي (3058)، وابن ماجه (4014) باختلاف يسير، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (1171) واللفظ له.
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - إخبار النبي ما سيكون إلى يوم القيامة أشراط الساعة - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تفسير آيات - سورة المائدة أمر بالمعروف ونهي عن المنكر - الأمر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر رقائق وزهد - العزلة
|أصول الحديث

أصول الحديث:


[سنن أبي داود] (4/ 123)
4341- حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود العتكي، حدثنا ابن المبارك، عن عتبة بن أبي حكيم، قال: حدثني عمرو بن جارية اللخمي، حدثني أبو أمية الشعباني، قال: سألت أبا ثعلبة الخشني، فقلت: يا أبا ثعلبة، كيف تقول في هذه الآية: {عليكم أنفسكم} [المائدة: 105]؟ قال: أما والله لقد سألت عنها خبيرا، سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((بل ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شحا مطاعا، وهوى متبعا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك- يعني- بنفسك، ودع عنك العوام، فإن من ورائكم أيام الصبر، الصبر فيه مثل قبض على الجمر، للعامل فيهم مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله))، وزادني غيره قال: يا رسول الله، أجر خمسين منهم؟ قال: ((أجر خمسين منكم)).

[سنن الترمذي] (5/ 257)
‌3058- حدثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني قال: حدثنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا عتبة بن أبي حكيم قال: حدثنا عمرو بن جارية اللخمي، عن أبي أمية الشعباني، قال: أتيت أبا ثعلبة الخشني، فقلت له: كيف تصنع بهذه الآية؟ قال: أية آية؟ قلت: قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} [المائدة: 105] قال: أما والله لقد سألت عنها خبيرا، سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شحا مطاعا، وهوى متبعا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بخاصة نفسك ودع العوام، فإن من ورائكم أياما الصبر فيهن مثل القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم)) قال عبد الله بن المبارك: وزادني غير عتبة- قيل: يا رسول الله أجر خمسين رجلا منا أو منهم. قال: ((بل أجر خمسين رجلا منكم)): ((هذا حديث حسن غريب)).

[سنن ابن ماجه] (2/ 1330 )
‌4014- هشام بن عمار قال: حدثنا صدقة بن خالد قال: حدثني عتبة بن أبي حكيم قال: حدثني عمي عمرو بن جارية، عن أبي أمية الشعباني، قال: أتيت أبا ثعلبة الخشني، قال: قلت: كيف تصنع في هذه الآية؟ قال: أية آية؟ قلت: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} [المائدة: 105]، قال: سألت عنها خبيرا، سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((بل ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شحا مطاعا، وهوى متبعا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، ورأيت أمرا لا يدان لك به، فعليك خويصة نفسك، ودع أمر العوام، فإن من ورائكم أيام الصبر، الصبر فيهن على مثل قبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا، يعملون بمثل عمله)).

[شرح مشكل الآثار] (3/ 211)
((‌1171- فوجدنا إبراهيم بن أبي داود قد حدثنا قال: حدثنا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني، قال: حدثنا صدقة بن خالد، قال: حدثنا عتبة بن أبي حكيم، قال: حدثني عمرو بن جارية، عن أبي أمية، قال: سألت أبا ثعلبة الخشني قلت: كيف تصنع في هذه الآية؟ قال: أي آية؟ قلت: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} [المائدة: 105] فقال لي: أما والله لقد سألت عنها خبيرا، سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (( بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه، ورأيت أمرا لا بد لك منه فعليك بنفسك، وإياك وأمر العوام، فإن من ورائكم أيام الصبر، صبر فيهن مثل قبض على الجمر، للعامل منكم يومئذ كأجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله)). [شرح مشكل الآثار] (3/ 214) ((1174- ما حدثنا إبراهيم، قال: حدثنا وهب بن جرير، وبشر بن عمر الزهراني، قالا: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن عبيد الله بن جرير، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي أعز، وأكثر مما يعمله وهو عندي والله أعلم ممن يعمله لا يغيرونه عليهم إلا عمهم الله عز وجل بعقاب)). [شرح مشكل الآثار] (3/ 214) ((1175- وما حدثنا إبراهيم بن مرزوق، قال: حدثنا عمرو بن أبي رزين، قال: حدثنا سيف بن أبي سليمان المكي، عن عدي بن عدي، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن الله عز وجل لا يهلك العامة بعمل الخاصة، ولكن إذا رأوا المنكر بين ظهرانيهم فلم يغيروه عذب الله عز وجل العامة والخاصة)) قال أبو جعفر: ففيما ذكرنا توكيد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى يكون الزمان الذي ينقطع ذلك فيه، وهو الزمان الذي وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي ثعلبة الذي لا منفعة فيه بأمر بمعروف ولا بنهي عن المنكر، ولا قوة مع من ينكره على القيام بالواجب في ذلك فسقط الفرض عنه فيه، ويرجع أمره فيه إلى خاصة نفسه، ولا يضره مع ذلك من ضل. هكذا يقول أهل الآثار في هذا الباب على ما قد صححنا هذه الآثار عليه، وأما من سواهم ممن يتعلق بالتأويل فيذهب إلى أن قوله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم} [المائدة: 105] ليس على سقوط مفروض عليهم من أمر بمعروف ومن نهي عن منكر، وأنهم لا يكونون مهتدين إذا لم يفعلوا ذلك، وأنهم إنما يدخلون في قوله عز وجل {إذا اهتديتم} [المائدة: 105] إذا فعلوا ذلك لا إذا قصروا عنه، ويذهبون إلى أن مثله من كتاب الله عز وجل قول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: {ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء} [البقرة: 272] وهو مع هذا صلى الله عليه وسلم فمفترض عليه جهاد أعداء الله وقتالهم حتى يردهم الله إلى دينه الذي بعثه الله به، وأمره أن يقاتل الناس عليه كافة، والقول الأول أبين معنى من هذا المعنى وإن كان هذا المعنى صحيحا. والله نسأله التوفيق)).