الموسوعة الحديثية


- أنَّ شاسَ بنَ قيسٍ اليهوديَّ وكان عظيمَ الكفرِ شديدَ العداوةِ للمسلمين مرَّ يومًا على الأنصارِ مِنَ الأوسِ والخزرجِ في مجلسٍ يتحدَّثون فغاظه ذلك حيثُ تآلفوا واجتمعوا بعدَ العداوةِ فأمر شابًّا مِنَ اليهودِ أن يجلسَ إليهم ويذكِّرَهم يومَ بُعاثٍ ويُنشِدَهم ما قيل فيه مِنَ الأشعارِ وكان يومًا اقتتلتْ فيه الأوسُ والخزرجُ وكان الظفَرُ فيه للأوسِ ففعل فتشاجر القومُ وتنازعوا وقالوا السلاحَ السِّلاحَ فبلغ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فخرج إليهم فيمن معه مِنَ المهاجرينَ والأنصارِ فقال أتدْعونَ الجاهليةَ وأنا بين أظهُرِكم بعد إذ أكرمكمُ اللهُ بالإسلامِ وقطع به عنكم أمرَ الجاهليةِ وألَّف بينكم فعرف القومُ أنه نزعةٌ مِنَ الشيطانِ وكيدٌ مِنْ عَدُوِّهِمْ فألقَوُا السلاحَ وبكَوا وعانق بعضُهم بعضًا ثم انصرفوا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال فما كان يومٌ أقبحَ أولا وأحسنَ آخرًا منْ ذلك اليومِ
خلاصة حكم المحدث : [روي من طريقتين]
الراوي : زيد بن أسلم | المحدث : الزيلعي | المصدر : تخريج الكشاف الصفحة أو الرقم : 1/208
التخريج : أخرجه الطبري في ((تفسيره)) (5/ 627)، وابن الأثير في ((أسد الغابة)) (1/ 326) واللفظ لهما، وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (3893) مختصرًا.
التصنيف الموضوعي: إسلام - فضل الإسلام الكفر والشرك - أعمال الجاهلية رقائق وزهد - حسد اليهود هذه الأمة مناقب وفضائل - فضائل الأنصار بر وصلة - الإصلاح بين الناس
|أصول الحديث

أصول الحديث:


تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (5/ 627)
ذكر الرواية بذلك: حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، قال: ثني الثقة، عن زيد بن أسلم، قال: مر شاس بن قيس، وكان شيخا قد عسا في الجاهلية، عظيم الكفر، شديد الضغن على المسلمين شديد الحسد لهم، على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم يتحدثون فيه. فغاظه ما رأى من جماعتهم وألقتهم وصلاح ذات بينهم على الإسلام بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية، فقال: قد اجتمع ملأ بني قيلة بهذه البلاد، والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرار فأمر فتى شابا من اليهود وكان معه، فقال: اعمد إليهم، فاجلس معهم وذكرهم يوم بعاث وما كان قبله، وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار. وكان يوم بعاث يوما اقتتلت فيه الأوس والخزرج، وكان الظفر فيه للأوس على الخزرج، ففعل، فتكلم القوم عند ذلك، فتنازعوا وتفاخروا حتى تواثب رجلان من الحيين على الركب أوس بن قيظي أحد بني حارثة بن الحارث من الأوس، وجبار بن صخر أحد بني سلمة من الخزرج، فتقاولا، ثم قال أحدهما لصاحبه: إن شئتم والله رددناها الآن جذعة، وغضب الفريقان، وقالوا: قد فعلنا، السلاح السلاح، موعدكم الظاهرة - والظاهرة: الحرة - فخرجوا إليها وتحاور الناس، فانضمت الأوس بعضها إلى بعض والخزرج بعضها إلى بعض على دعواهم التي كانوا عليها في الجاهلية، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين من أصحابه حتى جاءهم، فقال: يا معشر المسلمين، الله الله، أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد إذ هداكم الله إلى الإسلام وأكرمكم به، وقطع به عنكم أمر الجاهلية، واستنقذكم به من الكفر وألف به بينكم ترجعون إلى ما كنتم عليه كفارا فعرف القوم أنها نزعة من الشيطان، وكيد من عدوهم، فألقوا السلاح من أيديهم، وبكوا وعانق الرجال من الأوس والخزرج بعضهم بعضا، ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سامعين مطيعين، قد أطفأ الله عنهم كيد عدو الله شاس بن قيس وما صنع فأنزل الله في شاس بن قيس وما صنع {يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا} الآية وأنزل الله عز وجل في أوس بن قيظي وجبار بن صخر ومن كان معهما من قومهما الذين صنعوا ما صنعوا مما أدخل عليهم شاس بن 63 قيس من أمر الجاهلية {يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين} [آل عمران: 100] إلى قوله: {أولئك لهم عذاب عظيم} [آل عمران: 105] وقيل: إنه عنى بقوله: {يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله} [آل عمران: 99] جماعة يهود بني إسرائيل الذين كانوا بين أظهر مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام نزلت هذه الآيات والنصارى، وأن صدهم عن سبيل الله كان بإخبارهم من سألهم عن أمر نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، هل يجدون ذكره في كتبهم أنهم لا يجدون نعته في كتبهم

أسد الغابة ط العلمية (1/ 326)
(117) أخبرنا أبو موسى، إجازة، أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد، أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم، أخبرنا أبو محمد بن حبان أبو الشيخ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الحسين الطبركي، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عيسى الدامغاني، أخبرنا سلمة بن الفضل، أخبرنا محمد ابن إسحاق، حدثني الثقة، عن زيد بن أسلم، قال: مر شاس بن قيس، وكان شيخا قد عسا، عظيم الكفر، شديد الضغن على المسلمين، شديد الحسد لهم، على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم يتحدثون فيه، فغاظه ما رأى من جماعتهم وألفتهم، وصلاح ذات بينهم على الإسلام، بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية، فقال: قد اجتمع ملأ بني قيلة، يعني: الأوس والخزرج، بهذه البلاد، لا، والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرار، فأمر فتى شابا من يهود كان معه، قال: فاعمد فاجلس إليهم، ثم ذكرهم يوم بعاث ما كان فيهم، وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار، وكان يوم بعاث يوما اقتتلت فيه الأوس والخزرج ففعل، فتكلم القوم عند ذلك، فتنازعوا وتفاخروا حتى تواثب رجلان من الحيين على الركب: أوس بن قيظي أحد بني حارثة بن الحارث بن أوس، وجبار بن صخر أحد بني سلمة، فتقاولا، ثم قال أحدهما لصاحبه: إن شئتم والله رددناها الآن جذعة، وغضب الفريقان، وقالوا: قد فعلنا، السلاح السلاح، وموعدكم الظاهرة، والظاهرة: الحرة فخرجوا إليها، وتجاور الناس، فانضمت الأوس بعضها إلى بعض على دعوتهم التي كانوا عليها في الجاهلية، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين من أصحابه، حتى جاءهم، فقال: يا معشر المسلمين، الله الله، أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم الله تعالى إلى الإسلام، وأكرمكم به، وقطع عنكم أمر الجاهلية، واستنقذكم به من الكفر، وألف بينكم، ترجعون إلى ما كنتم عليه كفارا؟، فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان، وكيد من عدوهم لهم، فألقوا السلاح من أيديهم، وبكوا وعانق الرجال من الأوس والخزرج بعضهم بعضا، ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سامعين مطيعين، وأطفأ الله عنهم كيد عدوهم، وعدو الله: شاس بن قيس. فأنزل الله تعالى في شاس بن قيس وما صنع: {قل يأهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون (98) قل يأهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن} إلى آخر الآية. وأنزل في أوس بن قيظي، وجبار بن صخر، ومن كان معهما من قومهما الذين صنعوا ما صنعوا عما أدخل عليهم شاس بن قيس من أمر الجاهلية: {يأيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين} الآيات إلى قوله تعالى {عذاب عظيم} ، أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.

تفسير ابن أبي حاتم (3/ 718)
3893 - حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ أبو غسان، ثنا سلمة، قال محمد بن إسحاق حدثني الثقة، عن زيد بن أسلم، قال: وأنزل في أويس بن قيظي وجبار بن صخر، ومن كان معهما من قومهما الذين صنعوا مما أدخل عليهم شاس بن قيس من أمر الجاهلية: {يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب} [آل عمران: 100]