الموسوعة الحديثية


- لمَّا ظَهَرَ أمْرُ مُعاويةَ، دعا علِيٌّ رَجُلًا، وأمَرَه أنْ يَسيرَ إلى دِمَشقَ، فيَعقِلَ راحِلَتَه على بابِ المَسجِدِ، ويَدخُلَ بهَيئةِ السَّفَرِ، ففَعَلَ، وكان وَصَّاه. فسألَه أهلُ الشامِ، فقال: مِن العِراقِ. قالوا: وما وَراءَكَ؟ قال: تَرَكتُ علِيًّا قد حَشَدَ إليكم، ونَهَدَ في أهلِ العِراقِ. فبلَغَ مُعاويةَ، فبَعَثَ أبا الأعوَرِ يُحقِّقُ أمْرَه، فأتاه، فأخبَرَه، فنُوديَ: الصَّلاةُ جامِعةٌ. وامتَلَأَ المَسجِدُ، فصَعِدَ مُعاويةُ، وتشَهَّدَ، ثم قال: إنَّ علِيًّا قد نَهَدَ إليكم، فما الرَّأيُ؟ فضَرَبَ الناسُ بأذقانِهم على صُدورِهم، ولم يَرفَعْ أحَدٌ إليه طَرْفَه ، فقامَ ذو الكَلاعِ الحِميَريُّ، فقال: عليكَ الرَّأيُ، وعلينا أَمْ فِعالُ -يَعني: الفِعالُ. فنزَلَ مُعاويةُ، ونُوديَ: مَن تخَلَّفَ عن مُعَسكَرِه بعْدَ ثلاثٍ أحَلَّ بنَفْسِه. فرُدَّ رَسولُ علِيٍّ حتى وافاه، فأخبَرَه، فأمَرَ، فنُوديَ: الصَّلاةُ جامِعةٌ. واجتَمَعَ الناسُ، فصَعِدَ المِنبَرَ، وقال: إنَّ رَسولي قد قَدِمَ وأخبَرَني أنَّ مُعاويةَ قد نَهَدَ إليكم، فما الرَّأيُ؟ فأضَبَّ أهلُ المَسجِدِ يَقولونَ: الرَّأيُ كذا، الرَّأيُ كذا. فلم يَفهَمْ علِيٌّ مِن كَثرةِ مَن تكَلَّمَ، فنزَلَ وهو يَقولُ: إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجِعونَ، ذَهَبَ بها ابنُ أكَّالةِ الأكبادِ.
خلاصة حكم المحدث : سنده تألف
الراوي : الشعبي عامر بن شراحيل | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء الصفحة أو الرقم : 3/141
التخريج : أخرجه الذهبي في ((تاريخ الإسلام)) (3/ 164) واللفظ له، وابن عساكر (17/ 391) مختصرا.
التصنيف الموضوعي: إمامة وخلافة - وجوب طاعة الإمام أدعية وأذكار - الاسترجاع في كل شيء، وسؤال الله عز وجل كل شيء جمعة - التشهد في الخطبة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

أصول الحديث:


تاريخ الإسلام - ط التوفيقية (3/ 164)
: وحدثني خلاد بن يزيد الجعفي، ثنا عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، عن الشعبي -أو أبي جعفر الباقر شك خلاد- قال: ‌لما ‌ظهر ‌أمر ‌معاوية دعا علي -رضي الله عنه- رجلا، وأمره أن يسير إلى دمشق، فيعتقل راحلته على باب المسجد، ويدخل بهيئة السفر، ففعل الرجل، وكان قد وصاه بما يقول، فسألوه: من أين جئت؟ قال: من العراق، قالوا: ما وراءك؟ قال: تركت عليا قد حشد إليكم ونهد في أهل العراق. فبلغ معاوية، فأرسل أبا الأعور السلمي يحقق أمره، فأتاه فسأله، فأخبره بالأمر الذي شاع، فنودي: الصلاة جامعة، وامتلأ الناس في المسجد، فصعد معاوية المنبر وتشهد ثم قال: إن عليا قد نهد إليكم في أهل العراق، فما الرأي؟ فضرب الناس بأذقانهم على صدورهم، ولم يرفع إليه أحد طرفه، فقام ذو الكلاع الحميري فقال: عليك الرأي وعلينا أم فعال -يعني الفعال- فنزل معاوية ونودي في الناس: اخرجوا إلى معسكركم، ومن تخلف بعد ثلاث أحل بنفسه. فخرج رسول علي حتى وافاه، فأخبره بذلك، فأمر علي فنودي: الصلاة جامعة، فاجتمع الناس، وصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن رسولي الذي أرسلته إلى الشام قد قدم علي، وأخبرني أن معاوية قد نهد إليكم في أهل الشام فما الرأي? قال: فأضب أهل المسجد يقولون: يا أمير المؤمنين الرأي كذا الرأي كذا، فلم يفهم على كلامهم من كثرة من تكلم، وكثر اللغط، فنزل وهو يقول: {إنا لله وإنا إليه راجعون} 1، وذهب بها ابن آكلة الأكباد، يعني معاوية

[تاريخ دمشق - لابن عساكر] (17/ 391)
: أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأ أبو الفضل بن خيرون أنبأ أبو علي بن شاذان أنبأ أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي نا إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي ثنا يحيى بن سليمان الجعفي حدثني خلاد بن يزيد الجعفي نا عمرو بن سمر الجعفي نا جابر الجعفي عن عامر الشعبي قال أو عن أبي جعفر محمد بن علي شك خلاد قال ‌لما ‌ظهر ‌أمر ‌معاوية بالشام وبايعوه على أمره دعا علي رجلا فأمره أن يتجهز وأن يسير إلى دمشق وأمره إذا دخل دمشق أناخ راحلته يعني ويقول لهم تركت عليا قد نهد إليكم فذكره وقال فخرج معاوية حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إن عليا قد نهد إليكم في أهل العراق فما الرأي فقام ذو الكلاع الحميري فقال عليك الرأي وعلينا أمر فعال قال وهي بالحميرية يعني الفعال