الموسوعة الحديثية


- بينا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ ومعَهُ جبريلُ يناجيهِ إذِ انشقَّ أفقُ السَّماءِ، فأقبلَ جبريلُ يتضاءلُ ويدخُلُ بعضُهُ في بعضٍ ويدنو منَ الأرضِ، فإذا ملَكٌ قد مَثلَ بينَ يديِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فقالَ: يا محمَّدُ إنَّ ربَّكَ يقرئكَ السَّلامُ ويخيِّرُكَ بين أن تكون نبيًّا ملِكًا وبين أن تكون نبيًّا عبدًا؟ قال رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليهِ وسلَّمَ: فأشارَ جبريلُ إليَّ بيدِهِ أن تواضعْ فعرفتُ أنَّهُ لي ناصحٌ، فقلتُ: عبدٌ نبيٌّ، فعرجَ ذلِكَ الملَكُ إلى السَّماءِ فقلتُ: يا جبريلُ قد كنتُ أردتُ أن أسألَكَ عن هذا فرأيتُ من حالِكَ ما شغَلني عنِ المسألةِ فمن هذا يا جبريلُ؟ قالَ: هذا إسرافيلُ خلقَهُ اللَّهُ يومَ خلقَهُ بينَ يديْهِ صافًّا قدميْهِ لا يرفعُ طرفَهُ بينَهُ وبينَ الرَّبِّ سبعونَ نورًا ما منْها نورٌ يدنو منْهُ إلَّا احترقَ، بينَ يديْهِ اللَّوحُ المحفوظُ فإذا أذنَ اللَّهُ في شيءٍ في السَّماءِ أو في الأرضِ ارتفعَ ذلِكَ اللوحُ، فضربَ جبْهتَهُ فينظرُ فيه فإذا كانَ من عمَلي أمرَني بِهِ، وإن كانَ من عملِ ميكائيلَ أمرَهُ بِه،ِ وإن كانَ من عملِ ملَكِ الموتِ أمرَهُ بِه، قلتُ: يا جبريلُ على أيِّ شيءٍ أنتَ؟ قالَ: على الرِّيحِ والجنودِ، قلتُ: على أيِّ شيءٍ ميكائيلُ؟ قالَ: على النَّباتِ والقَطرِ، قلتُ: على أيِّ شيءٍ ملَكُ الموتِ؟ قالَ: على قبضِ الأنفسِ وما ظننتُ أنه هبَطَ إلَّا بقيامِ السَّاعةِ، وما ذاك الَّذي رأيتَه منِّي إلَّا خوفًا من قيامِ السَّاعةِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : السيوطي | المصدر : الدر المنثور الصفحة أو الرقم : 1/483
التخريج : أخرجه أبو الشيخ في ((العظمة)) (2/ 700) واللفظ له، والنسائي في ((الكبرى)) (6710)، وابن المبارك في ((الزهد)) (766) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: أنبياء - خصائص وفضائل رقائق وزهد - الكبر والتواضع فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - تواضعه صلى الله عليه وسلم آداب عامة - الأخلاق الحميدة الحسنة إيمان - الملائكة
|أصول الحديث

أصول الحديث:


العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني (2/ 700)
حدثنا الوليد، حدثنا أبو حاتم، إملاء، حدثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى، قال: حدثني أبي، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: " بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل يناجيه إذ شق أفق السماء، فأقبل جبريل يدنو من الأرض، ويدخل بعضه في بعض ويتضاءل، فإذا ملك قد مثل بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد، إن الله تبارك وتعالى يأمرك أن تختار بين: عبد نبي، أو ملك نبي، فأشار إلي جبريل بيده: أن تواضع، فعرفت أنه لي ناصح، فقلت: عبدا نبيا، قال فعرج ذلك الملك إلى السماء، فقلت: يا جبريل، قد كنت أردت أن أسألك عن هذا، فرأيت من حالك ما شغلني عن المسألة، فمن هذا يا جبريل؟ قال: هذا إسرافيل، خلقه الله يوم خلقه بين يديه صافا قدميه، لا يرفع طرفه، بينه وبين الرب عز وجل سبعون نورا، ما فيها نور كان يدنو منه إلا احترق، فإذا أذن الله عز وجل في شيء في السماء أو في الأرض ارتفع ذلك اللوح حتى يضرب جبهته فينظر فيه، فإن كان من عملي أمرني به، وإن كان من عمل ميكائيل أمره به، وإن كان من عمل ملك الموت أمره به، قلت: يا جبريل، وعلى أي شيء أنت؟، قال: على الريح والجنود، فقلت: فعلى أي شيء ميكائيل؟ قال: على النبات والقطر، فقلت: فعلى أي شيء ملك الموت؟ قال: قبض الأنفس، وما ظننت أنه هبط إلا بقيام الساعة "

السنن الكبرى للنسائي (6/ 257)
6710 - أخبرني عمرو بن عثمان، قال: حدثنا بقية، قال: حدثني الزبيدي، قال: حدثني الزهري، عن محمد بن عبد الله بن عباس، قال: كان ابن عباس يحدث، أن الله، تبارك وتعالى أرسل إلى نبيه صلى الله عليه وسلم ملكا من الملائكة، ومعه جبريل، فقال الملك: إن الله يخيرك بين أن تكون عبدا نبيا، وبين أن تكون ملكا، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل كالمستشير، فأشار جبريل بيده أن تواضع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أكون عبدا نبيا، قال: فما أكل بعد تلك الكلمة طعاما متكئا "

الزهد والرقائق لابن المبارك ت الأعظمي (1/ 264)
766- أخبركم أبو عمر بن حيويه, قال: حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد, قال: حدثنا عمران بن بكار الكلاعي, قال: حدثنا عبد الحميد بن إبراهيم الحضرمي, أبو تقي, قال: حدثنا عبد الله بن سالم الحمصي، عن الزبيدي، قال: أخبرنا الزهري، عن محمد بن عبد الله بن عباس, أن ابن عباس كان يحدث: أن الله قد أرسل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ملكا من الملائكة معه جبرئيل، فقال الملك: يا رسول الله، إن الله تعالى يخيرك بين أن تكون عبدا نبيا، وبين أن تكون ملكا نبيا؟ فالتفت النبي إلى جبرئيل كالمستشير له، فأشار جبرئيل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده أن تواضع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا، بل أكون عبدا نبيا، فما أكل بعد تلك الكلمة طعاما متكئا, حتى لقي ربه عز وجل.