الموسوعة الحديثية


- غدَوْنا يومًا غداةً من الغدْواتِ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى كنَّا في مجمعِ طرقِ المدينةِ فبصُرنا بأعرابيٍّ آخِذٍ بخُطامِ بعيرِه حتَّى وقف على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ونحن حوله، فقال : السَّلامُ عليك أيُّها النَّبيُّ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، فردَّ عليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال : كيف أصبحتَ ؟ قال : ورغَا البعيرُ وجاء رجلٌ كأنَّه حرَسيٌّ، فقال الحرَسيُّ : يا رسولَ اللهِ ! هذا الأعرابيُّ سرق البعيرَ ورغَا البعيرَ ساعةً وحنَّ، فأنصت له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فسمِع رُغاءَه وحنينَه، فلمَّا هدأ البعيرُ أقبل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على الحرَسيِّ، فقال : انصرِفْ عنه، فإنَّ البعيرَ يشهدُ عليك أنَّك كاذبٌ، فانصرف الحرسيُّ، فأقبل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على الأعرابيِّ، وقال : أيَّ شيءٍ قلتَ حين جئتَني ؟ قال : قلتُ بأبي وأمِّي : اللَّهمَّ صلِّ على محمَّدٍ حتَّى لا تبقَى صلاةٌ، اللَّهمَّ بارِكْ على محمَّدٍ حتَّى لا تبقَى بركةً، اللَّهمَّ سلِّمْ على محمَّدٍ حتَّى لا يبقَى سلامٌ، اللَّهمَّ وارحَمْ محمَّدًا حتَّى لا تبقَى رحمةً، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : إنَّ اللهَ تبارك وتعالَى أبداها لي والبعيرُ ينطقُ بعُذرِه، وإنَّ الملائكةَ قد سدُّوا أفقَ السَّماءِ

أصول الحديث:


 [المعجم الكبير – للطبراني] (4887)

(5/ 141):
4887 - حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا فروة بن عبد الله بن سلمة الأنصاري، بالأبواء، ثنا هارون بن يحيى الحاطبي، ثنا زكريا بن إسماعيل بن يعقوب بن إسماعيل بن زيد بن ثابت، عن أبيه إسماعيل، عن عمه سليمان بن زيد بن ثابت، قال: قال زيد بن ثابت
: غدونا يوما غدوة من الغدوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كنا في مجمع طرق المدينة، فبصرنا بأعرابي أخذ بخطام بعيره حتى وقف على النبي صلى الله عليه وسلم ونحن حوله، فقال: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كيف أصبحت؟ قال: ورغا البعير، وجاء رجل كأنه حرسي، فقال الحرسي: يا رسول الله هذا الأعرابي سرق البعير، فرغا البعير ساعة وحن، فأنصت له رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع رغاءه وحنينه، فلما هدأ البعير أقبل النبي صلى الله عليه وسلم على الحرسي فقال: انصرف عنه فإن البعير شهد عليك ‌أنك ‌كاذب فانصرف الحرسي، وأقبل النبي صلى الله عليه وسلم على الأعرابي فقال: أي شيء قلت حين جئتني؟ قال: قلت: بأبي أنت وأمي اللهم صل على محمد حتى لا تبقى صلاة، اللهم بارك على محمد حتى لا تبقى بركة، اللهم سلم على محمد حتى لا يبقى سلام، اللهم وارحم محمدا حتى لا تبقى رحمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله جل وعز أبداها لي والبعير ينطق بعذره، وإن الملائكة قد سدوا الأفق