الموسوعة الحديثية


- ما يَنْبَغِي لنبيٍّ لَبِسَ لَأْمَتَهُ أن يَضَعَها حتى يُحَكِّمَ اللهَ بينَه وبينَ عَدُوِّهِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : محمد بن مسلم بن شهاب الزهري | المحدث : الألباني | المصدر : فقه السيرة الصفحة أو الرقم : 250
التخريج : أخرجه البخاري معلقًا بصيغة الجزم قبل حديث (7369) بلفظ مقارب، وأخرجه موصولًا البيهقي في ((دلائل النبوة)) (3/ 208) الطبري في ((التفسير)) (6/ 8)، وابن المنذر في ((التفسير)) (861) جميعًا بلفظ مقارب في أثناء حديث
التصنيف الموضوعي: أنبياء - خصائص وفضائل جهاد - السلاح مغازي - غزوة أحد
|أصول الحديث | شرح الحديث

أصول الحديث:


[تفسير الطبري] (6/ 8)
: حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، قال: ثنى محمد ابن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري، ومحمد بن يحيى بن حبان، وعاصم بن عمر بن قتادة، والحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ، وغيرهم من علمائنا، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم راح حين صلى الجمعة إلى أحد، دخل فلبس لأمته، وذلك يوم الجمعة حين فرغ من الصلاة، وقد مات في ذلك اليوم رجل من الأنصار، فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم خرج عليهم وقال: "ما ينبغى للنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل".

[تفسير ابن المنذر] (1/ 353)
: 861 - أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري، ومحمد بن يحيى بن حبان، وعاصم بن عمر بن قتادة، والحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ، وغيرهم من علمائنا، كل قد حدث بعض الحديث عن يوم أحد، وقد اجتمع حديثهم كلهم فيما سقت من هذا الحديث عن يوم أحد، قال " لما أصابت قريش أو من قاله منهم يوم بدر من كفار قريش أصحاب القليب ورجع فلهم إلى مكة، ورجع أبو سفيان بعيره، مشى عبد الله بن أبي ربيعة، وعكرمة بن أبي جهل، وصفوان بن أمية، في رجال من قريش، ممن أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم ببدر، فكلموا أبا سفيان بن حرب، ومن كانت له في تلك العير من قريش تجارة، فقالوا: يا معشر قريش، إن محمدا قد وتركم، وقتل خياركم، فأعينونا بهذا المال على حربه، لعلنا أن ندرك منه ثأرنا بمن أصاب، ففعلوا، فأجمعت قريش لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين فعل ذلك أبو سفيان وأصحاب العير بأحابيشها ومن أطاعها من قبائل بني كنانة وأهل تهامة، كل قد استعدوا على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرجت قريش بحدها وحديدها وأحابيشها، ومن اتبعها من بني كنانة وأهل تهامة، وخرجوا معهم بالظعن التماس الحفيظة ولئلا يفروا، فخرج أبو سفيان بن حرب وهو قائد الناس، معه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، وخرج عكرمة بن أبي جهل بأم حكيم، وخرج الحارث بن هشام بن المغيرة بفاطمة بنت الوليد، وخرج عمرو بن العاص بريطة بنت منبه، فأقبلوا حتى نزلوا بعينين: جبل ببطن السبخة، من قناة على شفير الوادي، مما يلي المدينة، فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون قد نزلوا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني قد رأيت بقرا تنحر، وأريت في ذباب سيفي ثلما، وأريت أني أدخلت يدي في درع حصينة، فأولتها المدينة، فإن رأيتم أن تقيموا بالمدينة وتدعوهم حيث نزلوا، فإن أقاموا أقاموا بشر مقام، وإن هم دخلوا علينا قاتلناهم فيها "، ونزلت قريش منزلها بأحد يوم الأربعاء، فأقاموا ذلك اليوم ويوم الخميس ويوم الجمعة، وراح رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صلى الجمعة، فأصبح بالشعب من أحد، والتقوا يوم السبت للنصف من شوال سنة ثلاث، وكان رأي عبد الله بن أبي مع رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويرى رأيه في ذلك أن لا يخرج إليهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الخروج من المدينة، فقال رجل من المسلمين ممن أكرم الله بالشهادة يوم أحد وغيره، ممن كان فاته يوم بدر وحضروه: يا رسول الله، اخرج بنا إلى أعدائنا، لا يرون أنا جبنا عنهم وضعفنا، فقال عبد الله بن أبي: يا رسول الله أقم بالمدينة ولا تخرج إليهم، فوالله ما خرجنا منها إلى عدو لنا قط إلا أصاب منا، ولا دخلها علينا إلا أصبنا منه، فدعهم يا رسول الله، فإن أقاموا أقاموا بشر، وإن دخلوا قاتلهم الرجال والصبيان بالحجارة من فوقهم، وإن رجعوا رجعوا خائبين كما جاءوا، فلم يزل الناس برسول الله، الذين كان من أمرهم حب لقاء العدو، حتى دخل رسول الله فلبس لأمته، وذلك يوم الجمعة حين فرغ من الصلاة، ثم خرج عليهم وقد ندم الناس، وقالوا: استكرهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن ذلك لنا، فلما خرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله، استكرهناك ولم يكن لنا ذلك، فإن شئت فاقعد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل " فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ألف رجل من أصحابه، حتى إذا كانوا بالشوط بين المدينة وأحد، عدل عنه عبد الله بن أبي بثلث الناس، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سلك في حرة بني حارثة، فذب فرس بذنبه، فأصاب ذباب سيفه فاستله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يحب الفأل، ولا يعتاف لصاحب السيف: " شم سيفك فأرى أن السيوف ستسل اليوم "، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: " من رجل يخرج بنا على القوم من كثب " أي: من قريب، من طريق لا تمر بنا عليهم؟، فقال أبو خيثمة أخو بني حارثة بن حارث بن الخزرج: أنا يا رسول الله، فتقدمه في حرة بني حارثة وبين أموالهم، حتى سلك به في مال لمربع بن قيظي، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجهه، حتى نزل بالشعب من أحد من عدوة الوادي إلى الجبل، فجعل ظهره وعسكره إلى أحد وقال: " لا يقاتلن أحد حتى نأمره بالقتال "، وقد سرحت قريش الظهر والكراع، في زروع كانت بالصمغة من قناة للمسلمين، فقال رجل من الأنصار حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القتال: أترعى زروع بني قيلة ولما نضارب، وتعبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتال، أخا بني عمرو بن عوف، وهو يومئذ معلم بثياب بيض، والرماة خمسون رجلا فقال: " انضح عنا الخيل بالنبل، لا يأتونا من خلفنا، إن كانت علينا أو لنا، فاثبت مكانك لا نؤتين من قبلك " وظاهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين درعين، وقال: " من يأخذ هذا السيف بحقه؟ " فقام إليه رجال فأبى أن يعطيهم، حتى قام إليه أبو دجانة سماك بن خرشة أخو بني ساعدة، قال: وما حقه يا رسول الله؟ قال: " أن يضرب به في العدو حتى ينثني " فقال: أنا آخذه بحقه فأعطاه، فكان ما نزل من القرآن يوم أحد ستون آية من آل عمران، فيها صفة ما كان في يومهم ذلك، ومعاتبة من عاتب منهم، يقول الله جل وعز لنبيه عليه السلام: {وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم} أي: سميع لما تقولون عليم بما تخفون "