الموسوعة الحديثية


- مَرِضَ الحَسَنُ والحُسَينُ، فعادَهما رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأبو بَكرٍ وعُمَرُ، فقالَ عُمَرُ لِعلِيٍّ: يا أبا الحُسَينِ، انذُرْ إنْ عافَى اللهُ عزَّ وجلَّ وَلَدَيْكَ أنْ تُحدِثَ للهِ شُكرًا. فقالَ علِيٌّ: إنْ عافَى اللهُ عزَّ وجلَّ وَلَدَيَّ صُمتُ للهِ ثَلاثةَ أيَّامٍ شُكرًا. وقالت فاطِمةُ مِثلَ ذلك، وقالت جاريةٌ لهم سَوداءُ نوبيَّةٌ: إنْ عافَى اللهُ سَيِّدَيَّ صُمتُ مع مَواليَّ ثَلاثةَ أيَّامٍ. فأصبَحوا قد مَسَحَ اللهُ ما بالغُلامَيْنِ وهم صيامٌ، وليس عِندَهم قَليلٌ ولا كَثيرٌ، فانطَلَقَ علِيٌّ إلى رَجُلٍ مِنَ اليَهودِ يُقالُ له: جارُ بنُ شِمرٍ اليَهوديُّ، فقالَ له: أسلِفْني ثَلاثةَ آصُعٍ مِن شَعيرٍ، وأعطِني جِزَّةً مِن صوفٍ تَغزِلُها لكَ بِنتُ مُحمدٍ. قال: فأعْطاه، فاحتَمَلَه علِيٌّ عليه السَّلامُ تَحتَ ثَوبِه، ودَخَلَ علِيٌّ على فاطِمةَ، وقال: دُونَكِ فاغْزِلي لي هذا. وقامَتِ الجاريةُ إلى صاعٍ مِنَ الشَّعيرِ فطَحَنَتْه، وعَجَنتْه، فخَبَزتْ منه خَمسةَ أقراصٍ، وصلَّى علِيٌّ المَغرِبَ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ورَجَعَ فوَضَعَ الطَّعامَ بَينَ يَدَيْه وقَعَدوا لِيُفطِروا، فإذا مِسكينٌ بالبابِ يَقولُ: يا أهلَ بَيتِ مُحمدٍ، مِسكينٌ مِن مَساكينِ المُسلِمينَ على بابِكم، أطْعِموني مِمَّا تَأكُلونَ، أطعَمَكمُ اللهُ على مَوائِدِ الجَنَّةِ. قال: فرَفَعَ علِيٌّ يَدَه، ورَفَعتْ فاطِمةُ والحَسَنُ والحُسَينُ، وأنشَأ يَقولُ: فاطِمُ ذاتَ السَّدادِ واليَقينْ *** أمَا تَرَيْنَ البائِسَ المِسكينْ قد جاءَ إلى البابِ له حَنينْ *** يَشكو إلى اللهِ ويَستَكينْ حُرِّمتِ الجَنَّةُ على الضَّنينْ *** يَهوي إلى النارِ إلى سِجِّينْ فأجابَتْ فاطِمةُ رَضيَ اللهُ عنها: أمْرُكَ يا ابنَ عَمِّ سَمعٌ وطاعةْ *** ما لي مِن لَومٍ ولا وَضاعةْ أرجُو إنْ أطعَمتُ مِن مَجاعةْ فدَفَعوا إلى المِسكينِ. [وفيه] في كُلِّ يَومٍ يُنشِدُ علِيٌّ أبياتًا، وتُجيبُه فاطِمةُ بمِثلِها، وفي آخِرِه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَلِمَ بذلكَ فقال: اللَّهمَّ أنزِلْ على آلِ مُحمدٍ كما أنزَلتَ على مَريَمَ. قال: ادخُلي مَخدَعَكِ. فدَخَلتْ، فإذا جَفنةٌ تَفورُ، مَملوءةٌ ثَريدًا أو عَرْقًا، مُكَلَّلةٌ بالجَوهَرِ.
خلاصة حكم المحدث : لا يشك في وضعه
الراوي : أصبغ بن نباتة | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي الصفحة أو الرقم : 2/174
التخريج : أخرجه ابن الجوزي في ((الموضوعات)) (1/390)
التصنيف الموضوعي: أطعمة - إطعام الطعام مناقب وفضائل - علي بن أبي طالب مناقب وفضائل - فاطمة بنت رسول الله رقائق وزهد - الإيثار والمواساة مناقب وفضائل - أهل البيت صلوات الله عليهم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

أصول الحديث:


[الموضوعات لابن الجوزي] (1/ 390)
: أنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي قال أنبأنا أبو على الحسن بن عبد الرحمن البيع قال أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد السقطي قال أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق أنبأنا عبد الله بن ثابت حدثنا أبي عن الهذيل بن حبيب عن أبي عبد الله السمرقندي عن محمد بن كثير الكوفي عن الأصبغ بن نباتة قال: " ‌مرض ‌الحسن ‌والحسين رضي الله عنهما فعادهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر فقال عمر لعلي: يا أبا الحسن، انذر إن عافا الله عزوجل ولديك أن تحدث لله عزوجل شكرا. فقال علي رضي الله عنه: إن عافا الله عزوجل ولدي صمت لله ثلاثة أيام شكرا، وقالت فاطمة مثل ذلك، وقالت جارية لهم سوداء نوبية: إن عافا الله سيدي صمت مع موالى ثلاثة أيام، فأصبحوا قد مسح الله ما بالغلامين وهم صيام وليس عندهم قليل ولا كثير، فانطلق علي رضي الله عنه إلى رجل من اليهود يقال له جار بن شمر اليهودي فقال: له أسلفني ثلاثة آصع من شعير، وأعطني جزة صوف يغزلها لك بيت محمد صلى الله عليه وسلم، قال فأعطاه فاحتمله علي تحت ثوبه ودخل على فاطمة رضي الله عنها وقال: دونك فاغزلي هذا، وقامت الجارية إلى صاع من الشعير فطحنته وعجنته فخبزت منه خمسة أقراص وصلى علي عليه السلام المغرب مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجع فوضع الطعام بين يديه وقعدوا ليفطروا وإذا مسكين بالباب يقول: يا أهل بيت محمد، مسكين من مساكين المسلمين على بابكم أطعموني أطعمكم الله على موائد الجنة، قال: فرفع علي يده ورفعت فاطمة والحسين، وأنشأ يقول: يا فاطمة ذات السداد واليقين * أما ترى البائس المسكين قد جاء إلى الباب له حنين * يشكو إلى الله ويستكين حرمت الجنة على الضنين * يهوى إلى النار إلى سجين فأجابته فاطمة: أمرك يا ابن عم سمع طاعه * مالي من لوم ولا وضاعه أرجو إن أطعمت من مجاعه فدفعوا الطعام إلى المسكين. وذكر حديثا طويلا من هذا الجنس في كل يوم ينشد أبياتا وتجيبه فاطمة بمثلها من أرك الشعر وأفسده مما قد نزه الله عزوجل ذينك الفضيحتين [[الفصيحين]] عن مثله وأجلهما في إحالة الطفلين بإعطاء السائل الكل، فلم أر أن أطيل بذكر الحديث لركاكته وفظاعة ما حوى، وفى آخره أن النبي صلى الله عليه وسلم علم بذلك فقال: " اللهم أنزل على آل محمد كما أنزلت على مريم، ثم قال: ادخلي مخدعك، فدخلت. فإذا جفنة تفور مملوءة ثريدا وعرافا [[غرافا]] مكللة بالجوهر، وذكر من هذا الجنس ". وهذا حديث لا يشك في وضعه ولو لم يدل على ذلك إلا الأشعار الركيكة والأفعال التي يتنزه عنها أولئك السادة. قال يحيى بن معين: أصبغ بن نباتة لا يساوي شيئا. وقال أحمد بن حنبل: حرقنا حديث محمد بن كثير. وأما أبو عبد الله السمرقندي فلا يوثق به.