الموسوعة الحديثية


- كان وهبُ بنُ عميرٍ شهِدَ أحدًا كافرًا فأصابَتْهُ جِراحَةٌ فكان في القَتْلَى فمرَّ به رجلٌ منَ الأنصارِ فعرفَهُ فوضعَ سيفَهُ في بطنِهِ حتى خرجَ منْ ظهرِهِ ثم تركَهُ فلما دخل الليلُ وأصابَهُ البرْدُ لحِقَ بمكةَ فبرأَ فاجتمَعَ هو وصفوانُ بنُ أميةَ في الحجرِ فقال لصفوانَ بنِ أميةَ لولا عيالِي ودينٌ علَيَّ لأحبَبْتُ أنْ أكونَ أنا الذي أقتُلُ محمدًا بنفْسِي فقال صفوانُ فكيْفَ تصنَعُ فقال أنا رجلٌ جَوَادٌ لا أُلْحَقُ آتِيه فأَغْتَرَّهُ ثم أضرِبُهُ بالسيفِ ثم ألحقُ بالجبَلِ ولا يلْحَقُنِي أحدٌ فقال له صفوانُ فعيالُكَ ودينُكَ علَيَّ فخرج فشحَذَ سيفَهُ وسمَّهُ ثم خرج إلى المدينَةِ لا يُريدُ إلا قتلَ محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلما قدِمَ المدينةَ رآه عمرُ بنُ الخطابِ فهالَهُ ذلكَ وشقَّ عليه وقال لأصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إني رأيتُ وهْبًا قدِمَ فرابَنِي قدومُهُ وهو رجلٌ غادِرٌ فأطَيفُوا بنَبِيِّكُم صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأطافَ المسلمونَ بالنَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجاءَ وهبٌ فوقَفَ علَى النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال أنعِمْ صباحًا يا محمدُ فقال قدْ أبدَلَنا اللهُ خيرًا منها فقال عهْدِي بِكَ تحدِّثُ بها وأنتَ مُعْجَبٌ فقال له النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما أقْدَمَكَ قال جئتُ أفْدِي أُسَارَاكُمْ قال ما بالُ السيفِ قال أمَا إنَّا قدْ حمَلْنَاهَا يومَ بدرٍ فلم نُفْلِحْ ولم نَنْجَحْ قال فما شيءٌ قلْتَ لصفوانَ وأنتما في الحجرِ لولا عيالي ودَيْنِي لكنْتُ أنا الذي أقتُلُ محمَّدًا بنفْسِي فأخبرَهُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الخبرَ فقال وهبٌ هاه كيفَ قلْتَ فأعادَ عليه قال وهبٌ قدْ كنتَ تخبرُنا خبرَ أهلِ الأرْضِ فنكذِّبُكَ فأراكَ تُخْبِرَ خبرَ أهلِ السماءِ أشهدُ أن لَّا إلَهَ إلَّا اللهُ وأنكَ رسولُ اللهِ فقال يا رسولَ اللهِ أعْطِني عَمَامَتَكَ فأعطاه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَمَامَتَهُ ثم رجع راجعًا إلى مكةَ فقال عمرُ لقدْ قدِمَ وإنه لأبْغَضُ إلِيَّ من الخنزيرِ ثم رجع وهو أحبُّ إلَيَّ مِنْ ولدِي
خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح‏
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد الصفحة أو الرقم : 8/289
التخريج : أخرجه الطبراني (17/62) (120)
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات مغازي - غزوة أحد مغازي - غزوة بدر مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - وهب بن عمير
|أصول الحديث

أصول الحديث:


 [المعجم الكبير – للطبراني] - دار إحياء التراث (17/ 62)
120- حدثنا أحمد بن زهير التستري ، حدثنا محمد بن سهل بن عسكر ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا جعفر بن سليمان ، عن أبي عمران الجوني ، لا أعلمه إلا عن أنس بن مالك ، قال : كان وهب بن عمير شهد أحدا كافرا فأصابته جراحة فكان في القتلى ، فمر به رجل من الأنصار فعرفه فوضع سيفه في بطنه حتى خرج من ظهره ، ثم تركه فلما دخل الليل وأصابه البرد لحق بمكة ، فبرأ فاجتمع هو وصفوان بن أمية في الحجر فقال وهب : لولا عيالي ودين علي لأحببت أن أكون أنا الذي أقتل محمدا فقال له صفوان : فكيف تصنع ؟ فقال : أنا رجل جواد لا ألحق آتيه فأغتره ثم أضربه بالسيف فألحق بالخيل ولا يلحقني أحد ، فقال له صفوان : فعيالك مع عيالي ودينك علي فخرج يشحذ سيفه وسمه ، ثم خرج إلى المدينة لا يريد إلا قتل النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما قدم المدينة رآه عمر بن الخطاب فهانه ذلك وشق عليه فقال لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : إني رأيت وهبا فرابني قدومه ، وهو رجل غادر فأطيفوا نبيكم ، فأطاف المسلمون بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فجاء وهب فوقف على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أنعم صباحا يا محمد ، قال : قد أبدلنا الله خيرا منها قال : عهدي بك تحدث بها وأنت معجب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ما أقدمك ؟ قال : جئت أفدي أساراكم ، قال : ما بال السيف ؟ قال : أما إنا قد حملناه يوم بدر فلم نفلح ولم ننجح ، قال : فما شيء قلت لصفوان في الحجر : لولا عيالي ودين علي لكنت أنا الذي أقتل محمدا بنفسي فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم خبره ، فقال وهب هاه ، كيف قلت : فأعاد عليه ، قال وهب : قد كنت تخبرنا خبر أهل الأرض فنكذبك فأراك تخبر خبر أهل السماء ، أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، قال : يا رسول الله ، أعطني عمامتك ، فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم عمامته ، ثم خرج إلى مكة فقال عمر : لقد قدم وإنه لأبغض إلي من الخنزير ثم رجع وهو أحب إلي من بعض ولدي.