الموسوعة الحديثية


- كانت ملوكٌ بعد عيسى ابنِ مريمَ - عليه الصلاة والسلام - بدَّلوا التوراةَ والإنجيلَ، وكان فيهم مؤمنون يقرءون التوراةَ، قيل لملوكهم : ما نجد شتمًا أشدَّ من شتمِ يشتمونا هؤلاءِ ! إنهم يقرءون : {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُون}، وهؤلاء مع ما يعيبونا به في أعمالنا في قراءتهم، فادعُهم فليقرءوا كما نقرأُ، وليؤمنوا كما آمنا، فدعاهم، فجمعهم، وعرض عليهم القتلَ، أو يتركوا قراءةَ التوراةِ والإنجيلِ، إلا ما بدَّلوا منها، فقالوا : ما تريدون إلى ذلك ؟ دعونا ! فقالتْ طائفةٌ منهم : ابنوا لنا أسطوانةً ، ثم ارفعونا إليها، ثم أعطونا شيئًا نرفع به طعامَنا وشرابَنا، فلا نردُّ عليكم، وقالت طائفةٌ منهم : دعونا نسيحُ في الأرض، ونهيم ونشرب كما يشرب الوحشُ، فإن قدرتم علينا في أرضِكم، فاقتلونا، وقالت طائفةٌ منهم : ابنوا لنا دورًا في الفيافي ، ونحتفر الآبارَ، ونحترثُ البقولَ، فلا نرِدُ عليكم ولا نمرُّ بكم، وليس أحدٌ من القبائل إلا وله حميمٌ فيهم، قال : ففعلوا ذلك، فأنزل اللهُ عز وجل : { وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ }، والآخرون قالوا : نتعبَّد كما تعبد فلانٌ، ونسيح كما ساح فلانٌ، ونتخذ دورًا كما اتخذ فلان، وهم على شركهم، لا علم لهم بإيمان الذين اقتدوا به، فلما بعث اللهُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ولم يبق منهم إلا قليلٌ، انحطَّ رجلٌ من صومعته وجاء سائحٌ من سياحته، وصاحبِ الديرِ من ديره، فآمنوا به وصدقوه، فقال الله تبارك وتعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ} أجرين بإيمانهم بعيسى وبالتوراة والإنجيلِ، وبإيمانهم بمحمدٍ وتصديقهم قال : { وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ } القرآنُ، واتباعهم النبيَّ قال : {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ } يتشبهون بكمْ { أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ } الآية
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح موقوفا
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي الصفحة أو الرقم : 5415
التخريج : أخرجه النسائي (5400) بلفظه، والحكيم الترمذي في ((نوادر الأصول)) (38)، والضياء المقدسي في ((الأحاديث المختارة)) (282) كلاهما باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: أنبياء - عيسى تفسير آيات - سورة الحديد تفسير آيات - سورة المائدة فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - مبعث النبي إيمان - الكتب السماوية
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

أصول الحديث:


سنن النسائي (8/ 231)
5400 - أخبرنا الحسين بن حريث، قال: أنبأنا الفضل بن موسى، عن سفيان بن سعيد، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: " كانت ملوك بعد عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام بدلوا التوراة والإنجيل، وكان فيهم مؤمنون يقرءون التوراة قيل لملوكهم: ما نجد شتما أشد من شتم يشتمونا هؤلاء، إنهم يقرءون: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} [المائدة: 44]، وهؤلاء الآيات مع ما يعيبونا به في أعمالنا في قراءتهم، فادعهم فليقرءوا كما نقرأ، وليؤمنوا كما آمنا، فدعاهم، فجمعهم، وعرض عليهم القتل أو يتركوا قراءة التوراة والإنجيل، إلا ما بدلوا منها، فقالوا: ما تريدون إلى ذلك، دعونا، فقالت طائفة منهم: ابنوا لنا أسطوانة ثم ارفعونا إليها، ثم اعطونا شيئا نرفع به طعامنا وشرابنا، فلا نرد عليكم. وقالت طائفة منهم: دعونا نسيح في الأرض، ونهيم ونشرب كما يشرب الوحش، فإن قدرتم علينا في أرضكم فاقتلونا. وقالت طائفة منهم: ابنوا لنا دورا في الفيافي، ونحتفر الآبار، ونحترث البقول فلا نرد عليكم، ولا نمر بكم، وليس أحد من القبائل إلا وله حميم فيهم. قال: ففعلوا ذلك، فأنزل الله عز وجل: {ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها} [الحديد: 27] والآخرون قالوا: نتعبد كما تعبد فلان، ونسيح كما ساح فلان، ونتخذ دورا كما اتخذ فلان، وهم على شركهم، لا علم لهم بإيمان الذين اقتدوا به، فلما بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يبق منهم إلا قليل، انحط رجل من صومعته، وجاء سائح من سياحته، وصاحب الدير من ديره، فآمنوا به، وصدقوه، فقال الله تبارك وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته} [الحديد: 28] أجرين بإيمانهم بعيسى وبالتوراة والإنجيل، وبإيمانهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وتصديقهم. قال: يجعل لكم نورا تمشون به القرآن، واتباعهم النبي صلى الله عليه وسلم قال: {لئلا يعلم أهل الكتاب} [الحديد: 29] يتشبهون بكم {ألا يقدرون على شيء من فضل الله} [الحديد: 29] الآية "

نوادر الأصول للحكيم الترمذي (ص: 38)
38- فحدثنا عمر بن أبي عمر قال : حدثنا إبراهيم بن أبي الليث ببغداد قال : حدثنا الأشجعي عن سفيان الثوري عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى {ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله}. فكانت ملوك بعد عيسى بن مريم صلوات الله عليه بدلوا التوراة والإنجيل فقال ناس لملوكهم : ما نجد شتما أشد مما يشتموننا به إنهم يقرأون { و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون }[المائدة : 44] { و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون }[المائدة : 45] {فأولئك هم الفاسقون} [المائدة : 47 ] مع ما يعيبوننا به من أعمالنا في قراءتهم ، فادعهم فليقرأوا ما نقرأ به وليؤمنوا بما آمنا به ، قال : فدعاهم فجمعهم فعرض عليهم القتل وأن يتركوا قراءة التوراة والإنجيل إلا ما بدلوا منها فقالوا : وماتصنعون بقتلنا دعونا وابنوا لنا أساطينا ادفعونا فيها واتركوا لنا شيئا يدلى فيه طعامنا ولا نؤذيكم، وقالت طائفة أخرى منهم دعونا نهيم في الأرض و نسيح ونأكل مما تأكل منه الوحش و نشرب مما تشرب منه الوحش فإن قدرتم علينا في أرضكم فاقتلونا. و قالت طائفة أخرى منهم ابنوا لنا ديورا في الفيافي فنحتفر الآبار ونحترث البقول ولا نؤذيكم ولا نمر بكم وليس أحد من القبائل إلا له حميم فيهم ففعلوا ذلك فيهم وقال الآخرون ممن تعبد من أهل الشرك نتعبد كما تعبد فلان ونتخذ ديورا كما اتخذ فلان ونسيح كما ساح فلان وهم في شركهم لا علم لهم بإيمان الذين اقتدوا بهم وقد فني من فني منهم فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبق منهم إلا قليل انحط صاحب الصومعة من صومعته وصاحب الدير من ديره وصاحب السياحة من سياحته فآمنوا به وصدقوه. قال الله تعالى {فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون}. وقال : {يا أيها الذين آمنوا اتفقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته أي أجرين بايمانهم بعيسى عليه السلام و بالتوراة و الإنجيل وإيمانهم بمحمد صلى الله عليه وسلم {ويجعل لكم نورا تمشون به}. وقال : {لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء } .

الأحاديث المختارة للضياء المقدسي (10/ 270)
282 - قال ابن مردويه وحدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا موسى بن إسحاق ثنا الحسين بن حريث قثنا الفضل بن موسى جميعا عن سفيان الثوري عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كانت ملوك بعد عيسى عليه السلام بدلوا التوراة والإنجيل وكان فيهم مؤمنون يقرءون التوراة والإنجيل فقيل لملكهم ما نجد شتما أشد من شتم شتمنا هؤلاء أنهم يقرءون {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} هؤلاء الآيات مع ما يعيبونا به في قراءتهم فأدعوهم فليقرءوا كما نقرأ وليؤمنوا به كما آمنا به قال فدعاهم فجمعهم وعرض عليهم القتل أو أن يتركوا قراءة التوراة والإنجيل إلا ما بدلوا منها فقالوا ما تريدون إلى ذلك دعونا فقالت طائفة منهم ابنوا لنا أسطوانة ثم ارفعونا إليها ثم أعطونا شيئا نرفع به طعامنا وشرابنا فلا نرد عليكم وقالت طائفة دعونا نسيح في الأرض ونهيم ونشرب كما يشرب الوحش فإن قدرتم علينا في أرضكم فاقتلونا وقالت طائفة ابنوا لنا دورا في الفيافي فنحفر الآبار ونحترث البقول فلا نرد عليكم ولا نمر بكم وليس أحد من القبائل إلا وله حميم فيهم ففعلوا ذلك فأنزل الله عز وجل {ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها} الآخرون قالوا نتعبد كما تعبد فلان ونسيح كما يسح فلان ونتخذ دورا كما اتخذ فلان وهم على شركهم لا علم لهم بالإيمان الذي اقتدوا به فلما بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم ولم يبق منهم الا قليل انحط رجل من صومعته وجاء من سياحته وصاحب الدير من ديره فآمنوا به وصدقوه فقال الله عز وجل {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته} قال أجرين لاتباعهم عيسى بايمانهم بعيسى بن مريم وتصديقهم بالتوراة والإنجيل وإيمانهم بمحمد عليه السلام وتصديقهم قال {ويجعل لكم نورا تمشون به} القرآن واتباعهم النبي صلى الله عليه وسلم قال {لئلا يعلم أهل الكتاب} الذين يتشبهون بهم {ألا يقدرون على شيء من فضل الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم}