الموسوعة الحديثية


- لما انتهَينا إلى الحِصنِ، والمسلمونَ جِياعٌ، فذكر الحديثَ – إلى أن قال – فوجدْنا واللهِ فيه من الأطعمةِ ما لم نظنُّ أنه هناك : من الشَّعيرِ والتَّمرِ والسَّمنِ والزَّيتِ والوَدَكِ، ونادى مُنادي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : كُلوا واعلِفوا ولا تحمِلوا، يقول : ولا تَخرجوا به إلى بلادِكم، فكان المسلمون يأخذون مُدَّةَ مُقامِهم طعامَهم وعلفَ دوابِّهم، لا يُمنَعُ أحدٌ من ذلك
خلاصة حكم المحدث : فيه ثلاثة من الواهيين في نسق: الواقدي، وشيخه، وإسحاق
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الدراية تخريج أحاديث الهداية الصفحة أو الرقم : 2/121
التخريج : أخرجه الواقدي في ((المغازي)) (2/662) مطولا
التصنيف الموضوعي: غنائم - الطعام في أرض العدو مغازي - غزوة خيبر أطعمة - ما يحل من الأطعمة جهاد - الطعام يوجد في أرض العدو غنائم - أخذ الطعام والعلف بغير قسمة
|أصول الحديث

أصول الحديث:


مغازي الواقدي (2/ 662)
: حدثني ابن أبي سبرة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله، عن أبيه، قال: لما انتهينا إلى حصن الصعب بن معاذ، والمسلمون جياع والأطعمة فيه كلها، وغزا بنا الحباب ابن المنذر بن الجموح ومعه رايتنا وتبعه المسلمون، وقد أقمنا عليه يومين نقاتلهم أشد القتال، فلما كان اليوم الثالث بكر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم، فخرج رجل من اليهود كأنه الدقل في يده حربة له، وخرج وعاديته معه فرموا بالنبل ساعة سراعا، وترسنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمطروا علينا بالنبل، فكان نبلهم مثل الجراد حتى ظننت ألا يقلعوا، ثم حملوا علينا حملة رجل واحد، فانكشف المسلمون حتى انتهوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف، قد نزل عن فرسه ومدعم يمسك فرسه. وثبت الحباب برايتنا، والله ما يزول، يراميهم على فرسه، وندب رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين وحضهم على الجهاد ورغبهم فيه، وأخبرهم أن الله قد وعده خيبر يغنمه إياها. قال: فأقبل الناس جميعا حتى عادوا إلى صاحب رايتهم، ثم زحف بهم الحباب فلم يزل يدنو قليلا قليلا، وترجع اليهود على أدبارها حتى لحمها الشر فانكشفوا سراعا، ودخلوا الحصن وغلقوا عليهم، ووافوا على جدره- وله جدر دون جدر- فجعلوا يرموننا بالجندل رميا كثيرا، ونحونا عن حصنهم بوقع الحجارة حتى رجعنا إلى موضع الحباب الأول. ثم إن اليهود تلاومت بينها وقالت: ما نستبقي لأنفسنا؟ قد قتل أهل الجد والجلد في حصن ناعم. فخرجوا مستميتين، ورجعنا إليهم فاقتتلنا على باب الحصن أشد القتال، وقتل يومئذ على الباب ثلاثة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو ضياح، وقد شهد بدرا، ضربه رجل منهم بالسيف فأطن قحف رأسه، وعدي بن مرة بن سراقة، طعنه حدهم بالحربة بين ثديه فمات، والثالث الحارث بن حاطب وقد شهد بدرا، رماه رجل من فوق الحصن فدمغه. وقد قتلنا منهم على الحصن عدة، كلما قتلنا منهم رجلا حملوه حتى يدخلوه الحصن. ثم حمل صاحب رايتنا وحملنا معه، وأدخلنا اليهود الحصن وتبعناهم في جوفه، فلما دخلنا عليهم الحصن فكأنهم غنم، فقتلنا من أشرف لنا، وأسرنا منهم، وهربوا في كل وجه يركبون الحرة يريدون حصن قلعة الزبير، وجعلنا ندعهم يهربون، وصعد المسلمون على جدره فكبروا عليه تكبيرا كثيرا، ففتتنا أعضاد اليهود بالتكبير، لقد رأيت فتيان أسلم وغفار فوق الحصن يكبرون، فوجدنا والله من الأطعمة ما لم نظن أنه هناك، من الشعير، والتمر، والسمن، والعسل، والزيت، والودك. ونادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلوا واعلفوا ولا تحتملوا. يقول: لا تخرجوا به إلى بلادكم. فكان المسلمون يأخذون من ذلك الحصن مقامهم طعامهم وعلف دوابهم، لا يمنع أحد أن يأخذ حاجته ولا يخمس الطعام. ووجدوا فيه من البز والآنية، ووجدوا خوابي، السكر، فأمروا فكسروها، فكانوا يكسرونها حتى سال السكر في الحصن، والخوابي كبار لا يطاق حملها.