الموسوعة الحديثية


- أنَّهم حاصَروا دِمَشقَ، وانطَلَقَ رَجُلٌ مِن أسَد شَنوءةَ فأسرَعَ إلى العَدوِّ وحدَه ليَستَقتِلَ، فعابَ ذلك المُسلمونَ عليه، ورُفِع حَديثُه إلى عَمرِو بنِ العاصِ رَضيَ اللهُ عنه وهو على جُندٍ مِنَ الأجنادِ، فأرسَلَ إلَيه عَمرٌو، فرَدَّه، فقال له عَمرٌو: (إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الذينَ يُقاتِلونَ في سَبيله صَفًّا كَأنَّهم بُنيانٌ مَرصوصٌ)، وقال اللهُ: (ولا تُلقوا بأيديكُم إلى التَّهلُكةِ)، فقال له الرَّجُلُ: يا عَمرُو، أُذَكِّرُك اللَّهَ - الذي وجَدَك رَأسَ كُفرٍ فجَعَلَك رَأسَ الإسلامِ- أن تَصُدَّني عَن أمرٍ قد جَعَلتُه في نَفسي؛ فإنِّي أُريدُ أن أمشيَ حَتَّى يَزولَ هذا -وأشارَ إلى جَبَلِ الثَّلجِ- فلَم يَزَلْ يُناشِدُ عَمرًا حَتَّى خَلَّى عَمرٌو سَبيلَه، فانطَلَقَ حَتَّى أمسى وجُنح اللَّيلِ قِبَلَ العَدوِّ، ثُمَّ رَجَعَ، فقال له المُسلمونَ: الحَمدُ للهِ الذي رَجَعَك وأراك غَيرَ رَأيِك الذي كُنتَ عليه، قال: فإنِّي واللَّهِ ما انثَنَيتُ عَمَّا كان في نَفسي، ولَكِنِّي رَأيتُ المَساءَ وخَشِيتُ أن أهلِكَ بمَضيعةٍ، فلَمَّا أصبَحَ غَدا إلى العَدوِّ وَحدَه فقاتَلَهم حَتَّى قُتِل رَحِمَه اللهُ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد
الراوي : عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث | المحدث : ابن النحاس | المصدر : مشارع الأشواق الصفحة أو الرقم : 938
التخريج : أخرجه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (1747)، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (12/ 105)، وابن عساكر (34/ 220) واللفظ لهم.
|أصول الحديث

أصول الحديث:


[تفسير ابن أبي حاتم] (1/ 332)
: 1747 - حدثنا أبي، ثنا أبو صالح كاتب الليث، حدثني الليث، حدثنا عبد الرحمن يعني ابن خالد بن مسافر، عن ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، أن عبد الرحمن ‌الأسود بن عبد يغوث أخبره، ‌أنهم ‌حاصروا ‌دمشق، فانطلق رجل من أزد شنوءة فأسرع في العدو وحده ليستقتل، فعاب ذلك عليه المسلمون، ورفعوا حديثه إلى عمرو بن العاص، فأرسل إليه عمرو، فرده وقال له عمرو: قال الله تعالى: ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة

[شرح مشكل الآثار] (12/ 105)
: فذكر ما قد حدثنا فهد بن سليمان، وهارون بن كامل جميعا قالا: حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثنا الليث بن سعد ، حدثنا عبد الرحمن بن خالد بن مسافر ، عن ابن شهاب ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن عبد الرحمن بن ‌الأسود بن عبد يغوث الزهري، أخبره: ‌أنهم ‌حاصروا ‌دمشق، فانطلق رجل من أزد شنوءة، فأسرع إلى العدو وحده يستقبل، فعاب ذلك عليه المسلمون، ورفعوا حديثه إلى عمرو بن العاص، وهو جند من الأجناد، فأرسل إليه عمرو، فرده، وقال له عمرو: إن الله عز وجل يقول: {إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص} [[الصف: 4]] وقال: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} [[البقرة: 195]] قال: فهذا عمرو بن العاص قد جعل لقاء العدو بمثل ما طلب ذلك الرجل لقاءهم عليه من التهلكة

[تاريخ دمشق لابن عساكر] (34/ 220)
: [[6991]] أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو حامد الأزهري أنا أبو سعيد بن حمدون أنا أبو حامد بن الشرقي نا محمد بن يحيى الذهلي نا أبو صالح حدثني الليث حدثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن عبد الرحمن بن ‌الأسود بن عبد يغوث أخبرهم ‌أنهم ‌حاصروا ‌دمشق فانطلق رجل من أسد شنوءة فأسرع إلى العدو وحده ليستقتل وعاب ذلك المسلمون عليه ورفع حديثه إلى عمرو بن العاص وهو على جند من الأجناد فأرسل إليه عمرو فرده فقال عمرو " إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص " وقال الله " لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة " فقال له رجل يا عمرو أذكرك الله الذي وجدك رأس كفر فجعلك رأس الإسلام أن تصدني في أمر قد جعلته في نفسي فإني أريد أن أمشي حتى يزول هذا وأشار إلى جبل الثلج فلم يزل يناشد عمرا حتى خلى عمرو سبيله فانطلق حتى أمسى وجنح الليل قبل العدو ثم