الموسوعة الحديثية


- صلَّيْتُ قبْلَ أنْ أسمَعَ بالإسلامِ ثلاثَ سنينَ قُلْتُ يا أبا ذَرٍّ أينَ كُنْتَ تَوجَّهُ قال كُنْتُ أتوجَّهُ حيثُ وجَّهني اللهُ كُنْتُ أُصلِّي مِن أوَّلِ اللَّيلِ فإذا كان آخِرُ اللَّيلِ أُلقِيتُ حتَّى كأنَّما أنا خِفاءٌ حتَّى تعلُوَني الشَّمسُ قال فاستحلَّتْ غِفَارُ الشَّهرَ الحرامَ فانطلَقْتُ أنا وأخي أُنَيْسٌ وأُمُّنا فنزَلْنا على خالٍ لنا فبلَغ خالَنا أنَّ أخي يدخُلُ على أهلِه فذكَر ذلكَ فقُلْتُ ما لنا معكَ قَرارٌ قال فارتحَلْنا وجعَل يُقنِّعُ رأسَه ويبكي حُزنًا علينا فنزَلْنا بحَضْرةِ مكَّةَ فنافر أخي رجُلٌ مِن الشُّعراءِ على صِرْمَتِه أيُّهما كان أشعَرَ أخَذ صِرْمَةَ الآخَرِ فأتَيْنا كاهنًا فقال الكاهنُ لِأُنَيْسٍ قد قضَيْتَ لنفسِكَ قبْلَ أنْ أقضيَ لكَ فأخَذ صِرْمَةَ الشَّاعرِ فنزَل بحَضْرةِ مكَّةَ فقال لأبي ذَرٍّ احفَظْ لي حاجةً فأحفَظَ صِرْمَتَكَ فلمَّا قدِم مكَّةَ سمِع بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وسمِع ما يقولونَ له فقضى حاجتَه ورجَع إلى أخيه وقال أيْ أخي رأَيْتُ رجُلًا بمكَّةَ يدعو إلى إلَهِكَ الَّذي تعبُدُ قال فقال أبو ذَرٍّ أيْ أخي ما يقولُ النَّاسُ قال يقولونَ مجنونٌ ويقولونَ شاعرٌ ويقولونَ كاهنٌ وقد عرَضْتُ قولَه على أَقْراءِ الشُّعراءِ فواللهِ ما هو بشاعرٍ وسمِعْتُ قولَ الكُهَّانِ فلا واللهِ ما هو بكاهنٍ ولا واللهِ ما هو بمجنونٍ قُلْتُ أيْ أخي فما تقولُ قال أقولُ إنَّه صادقٌ وإنَّهم كاذبونَ قال قُلْتُ إنِّي أُريدُ أنْ ألقاه قال أيْ أخي إنَّ النَّاسَ قد شرِقوا له وتجهَّموا له قال فإذا قدِمْتَ فسَلْ عنِ الصَّابئِ قال فلمَّا قدِمْتُ مكَّةَ رأَيْتُ رجُلًا علَتْ عنه عيني فقال قُلْتُ أينَ هذا الصَّابئُ قال فنادى صابئٌ صابئٌ قال فخرَج مِن كلِّ وادٍ فرمَوْني بكلِّ حَجَرٍ ومَدَرٍ حتَّى ترَكوني كأنِّي نُضُبٌ أحمَرُ قال فتفرَّقوا عنِّي فأتَيْتُ زَمْزَمَ فغسَلْتُ عنِّي الدِّماءَ ودخَلْتُ بَيْنَ الكعبةِ وأستارِها قال فلبِثْتُ ثلاثينَ بَيْنَ يومٍ وليلةٍ وليس لي طعامٌ إلَّا ماءُ زَمْزَمَ حتَّى ضرَب اللهُ على أسمِخَةِ أهلِ مكَّةَ حتَّى لَمْ أرَ أحَدًا يطوفُ بالبيتِ إلَّا امرأتَيْنِ فأتتا علَيَّ وهما تقولانِ إسافُ ونائلةُ فقُلْتُ أنكِحوا إِحدَيْهما الأخرى بهَنٍ مِن خَشبٍ ولَمْ أُكَنِّ يا ابنَ أخي وذكَر كلمةً فولَّتا وقالتا الصَّابئُ بَيْنَ الكعبةِ وأستارِها أمَا واللهِ لو أنَّ هنا أحَدًا مِن نفَرِنا قال ودخَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأبو بكرٍ فاستقبَلَتاهما فقالا ما هذا الصَّوتُ قالتا الصَّابئُ بَيْنَ الكعبةِ وأستارِها قالا ما يقولُ قالتا يقولُ كلمةً تملَأُ أفواهَنا فجاءا فاستَلَما الحَجَرَ ثمَّ طافا سَبعًا ثمَّ صلَّيَا ركعتَيْنِ قال فعرَفْتُ الإسلامَ وعرَفْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بتقديمِ أبي بكرٍ إيَّاه فأتَيْتُهما فقُلْتُ السَّلامُ عليكَ يا رسولَ اللهِ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه قال وعليكَ ورحمةُ اللهِ وعليكَ ورحمةُ اللهِ وعليكَ ورحمةُ اللهِ ثلاثًا ثمَّ قال ممَّ أنتَ قُلْتُ أنا مِن غِفَارَ فقال بيدِه على جَبينِه قال فذهَبْتُ أتناوَلُه فقال أبو بكرٍ لا تعجَلْ قال ثمَّ رفَع إليَّ رأسَه فقال منذُ كم أنتَ ها هنا قُلْتُ منذُ ثلاثينَ مِن بَيْنِ يومٍ وليلةٍ فقال ما طعامُكَ قُلْتُ ما لي طعامٌ إلَّا ماءُ زَمْزَمَ وقد تكسَّرَتْ لي عُكَنُ بطني وما وجَدْتُ على كبِدِي سَخْفَةَ جُوعٍ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إنَّها مُبارَكةٌ إنَّها طَعامُ طُعْمٍ إنَّها مُبارَكةٌ إنَّها طَعامُ طُعْمٍ إنَّها مُبارَكةٌ إنَّها طَعامُ طُعمٍ فقال أبو بكرٍ يا رسولَ اللهِ ائذَنْ لي فأُتحِفَه اللَّيلةَ قال فأذِن له فانطلَق إلى دارٍ فدخَلها ففتَح بابًا فقبَض لنا قَبضاتٍ مِن زَبيبٍ طائفيٍّ قال فكان ذلكَ أوَّلَ طعامٍ أكَلْتُه بمكَّةَ حتَّى خرَجْتُ منها فقال لي أُمِرْتُ أنْ أخرُجَ إلى أرضٍ ذاتِ نخلٍ ولا أحسَبُها إلَّا يثرِبَ فاذهَبْ فأنتَ رسولُ رسولِ اللهِ إلى قومِكَ فلمَّا قدِمْتُ على أخي قال أيْ أخي ماذا جِئْتَنا به أو كلمةً نحوَ هذه قُلْتُ قد لقِيتُه وأسلَمْتُ وبايَعْتُ ودعَوْتُ أخي إلى الإسلامِ قال وأنا قد أسلَمْتُ وبايَعْتُ فأتَيْنا أُمَّنا فدعَوْناها إلى الإسلامِ فقالت ما بي عن دِينِكما رَغبةٌ وأنا قد أسلَمْتُ وبايَعْتُ قال ثمَّ ارتحَلْنا فأتَيْنا قومَنا فدعَوْناهم إلى الإسلامِ فأسلَم نِصفُهم وأسلَم سيِّدُهم إيماءُ بنُ رَحَضةَ وصلَّى بهم وقال النِّصفُ الباقونَ دعُونا حتَّى يمُرَّ بنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال فمَرَّ عليهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأسلَم النِّصفُ الباقي قال وقالت أسلَمُ نُسلِمُ على ما أسلَمَتْ عليه غِفَارُ قال فأسلَموا فقال رسولُ اللهِ أسلَمُ سالَمها اللهُ وغِفَارُ غفَر اللهُ لها
خلاصة حكم المحدث : لم يرو هذا الحديث عن عبد الله بن بكر بن عبد الله المزني إلا روح بن أسلم ولا رواه عن روح بن أسلم إلا المفضل بن غسان الغلابي وحجاج بن الشاعر
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : الطبراني | المصدر : المعجم الأوسط الصفحة أو الرقم : 3/246
التخريج : أخرجه مسلم (2473)، وأحمد (21525) كلاهما مطولا باختلاف يسير، والدارمي (2566) مختصرا.
التصنيف الموضوعي: أشربة - شرب زمزم حج - الأشهر الحرم إسلام - البيعة على الإسلام مناقب وفضائل - أبو ذر الغفاري مناقب وفضائل - أسلم وغفار
|أصول الحديث

أصول الحديث:


المعجم الأوسط (3/ 246)
3051 - حدثنا الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي قال: نا أبي قال: نا روح بن أسلم قال: نا عبد الله بن بكر المزني قال: نا حميد بن هلال قال: حدثني عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر قال: صليت قبل أن أسمع بالإسلام ثلاث سنين، قلت: يا أبا ذر، أين كنت توجه؟ قال: كنت أتوجه حيث وجهني الله، كنت أصلي من أول الليل، فإذا كان آخر الليل ألقيت حتى كأنما أنا خفاء حتى تعلوني الشمس قال: فاستحلت غفار الشهر الحرام، فانطلقت أنا وأخي أنيس وآمنا، فنزلنا على خال لنا، فبلغ خالنا أن أخي يدخل على أهله، فذكر ذلك، فقلت: ما لنا معك قرار قال: فارتحلنا وجعل يقنع رأسه ويبكي حزنا علينا، فنزلنا بحضرة مكة، فنافر أخي رجل من الشعراء على صرمته: أيهما كان أشعر أخذ صرمة الآخر، فأتينا كاهنا، فقال الكاهن لأنيس: قد قضيت لنفسك قبل أن أقضي لك، فأخذ صرمة الشاعر، فنزل بحضرة مكة، فقال لأبي ذر: احفظ لي حاجة فأحفظ صرمتك، فلما قدم مكة سمع بالنبي صلى الله عليه وسلم وسمع ما يقولون له، فقضى حاجته، ورجع إلى أخيه، وقال: أي أخي، رأيت رجلا بمكة يدعو إلى إلهك الذي تعبد قال: فقال أبو ذر: أي أخي، ما يقول الناس؟ قال: يقولون: مجنون، ويقولون: شاعر، ويقولون: كاهن، وقد عرضت قوله على أقراء الشعراء، فوالله ما هو بشاعر، وسمعت قول الكهان، فلا والله ما هو بكاهن، ولا والله ما هو بمجنون، قلت: أي أخي، فما تقول؟ قال: أقول: إنه صادق وإنهم كاذبون قال: قلت: إني أريد أن ألقاه قال: أي أخي، إن الناس قد شرقوا له، وتجهموا له قال: فإذا قدمت فسل، عن الصابئ. قال: فلما قدمت مكة رأيت رجلا علت عنه عيني، فقال: قلت: أين هذا الصابئ؟ قال: فنادى: صابئ صابئ قال: فخرج من كل واد، فرموني لكل حجر ومدر، حتى تركوني كأني نضب أحمر قال: فتفرقوا عني، فأتيت زمزم، فغسلت، عني الدماء، ودخلت بين الكعبة وأستارها. قال: فلبثت ثلاثين بين يوم وليلة وليس لي طعام إلا ماء زمزم حتى ضرب الله علي أسمخة أهل مكة حتى لم أر أحدا يطوف بالبيت إلا امرأتين، فأتتا علي وهما تقولان: إساف ونائلة، فقلت: أنكحوا إحديهما الأخرى بهن من خشب، ولم أكن يا ابن أخي، وذكر كلمة، فولتا، وقالتا: الصابئ بين الكعبة وأستارها، أما والله لو أن هنا أحدا من نفرنا. قال: ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر فاستقبلتاهما، فقالا: ما هذا الصوت؟ قالتا: الصابئ بين الكعبة وأستارها، قالا: ما يقول؟ قالتا: يقول كلمة تملأ أفواهنا، فجاءا فاستلما الحجر، ثم طافا سبعا، ثم صليا ركعتين قال: فعرفت الإسلام، وعرفت رسول الله صلى الله عليه وسلم بتقديم أبي بكر إياه، فأتيتهما، فقلت: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته قال: وعليك ورحمة الله، وعليك ورحمة الله، وعليك ورحمة الله ، ثلاثا، ثم قال: مم أنت؟ ، قلت: أنا من غفار، فقال بيده على جبينه قال: فذهبت أتناوله، فقال أبو بكر: لا تعجل قال: ثم رفع إلي رأسه، فقال: منذ كم أنت هاهنا؟ قلت: منذ ثلاثين من بين يوم وليلة، فقال: ما طعامك؟ قلت: ما لي طعام إلا ماء زمزم، وقد تكسرت لي عكن بطني، وما وجدت على كبدي سخفة جوع. فقال صلى الله عليه وسلم: إنها مباركة إنها طعام طعم، إنها مباركة إنها طعام طعم، إنها مباركة إنها طعام طعم . فقال أبو بكر: يا رسول الله، ائذن لي فأتحفه الليلة. قال: فأذن له، فانطلق إلى دار فدخلها، ففتح بابا، فقبض لنا قبضات من زبيب طائفي قال: فكان ذلك أول طعام أكلته بمكة حتى خرجت منها. فقال لي: أمرت أن أخرج إلى أرض ذات نخل، ولا أحسبها إلا يثرب، فاذهب فأنت رسول رسول الله إلى قومك ، فلما قدمت على أخي قال: أي أخي، ماذا جئتنا به، أو كلمة نحو هذا؟ قلت: قد لقيته، وأسلمت، وبايعت، ودعوت أخي إلى الإسلام قال: وأنا قد أسلمت وبايعت، فأتينا أمنا، فدعوناها إلى الإسلام، فقالت: ما بي عن دينكما رغبة، وأنا قد أسلمت وبايعت قال: ثم ارتحلنا، فأتينا قومنا، فدعوناهم إلى الإسلام، فأسلم نصفهم، وأسلم سيدهم إيماء بن رحضة، وصلى بهم، وقال النصف الباقون: دعونا حتى يمر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فمر عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلم النصف الباقي قال: وقالت أسلم: نسلم على ما أسلمت عليه غفار قال: فأسلموا، فقال رسول الله: أسلم سالمها الله، وغفار غفرالله لها لم يرو هذا الحديث عن عبد الله بن بكر بن عبد الله المزني إلا روح بن أسلم، ولا رواه، عن روح بن أسلم إلا المفضل بن غسان الغلابي وحجاج بن الشاعر

صحيح مسلم (4/ 1919)
132 - (2473) حدثنا هداب بن خالد الأزدي، حدثنا سليمان بن المغيرة، أخبرنا حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصامت، قال: قال أبو ذر: خرجنا من قومنا غفار، وكانوا يحلون الشهر الحرام، فخرجت أنا وأخي أنيس وأمنا، فنزلنا على خال لنا، فأكرمنا خالنا وأحسن إلينا، فحسدنا قومه فقالوا: إنك إذا خرجت عن أهلك خالف إليهم أنيس، فجاء خالنا فنثا علينا الذي قيل له، فقلت: أما ما مضى من معروفك فقد كدرته، ولا جماع لك فيما بعد، فقربنا صرمتنا، فاحتملنا عليها، وتغطى خالنا ثوبه فجعل يبكي، فانطلقنا حتى نزلنا بحضرة مكة، فنافر أنيس عن صرمتنا وعن مثلها، فأتيا الكاهن، فخير أنيسا، فأتانا أنيس بصرمتنا ومثلها معها. قال: وقد صليت، يا ابن أخي قبل أن ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث سنين، قلت: لمن؟ قال: لله، قلت: فأين توجه؟ قال: أتوجه حيث يوجهني ربي، أصلي عشاء حتى إذا كان من آخر الليل ألقيت كأني خفاء، حتى تعلوني الشمس. فقال أنيس: إن لي حاجة بمكة فاكفني، فانطلق أنيس حتى أتى مكة، فراث علي، ثم جاء فقلت: ما صنعت؟ قال: لقيت رجلا بمكة على دينك، يزعم أن الله أرسله، قلت: فما يقول الناس؟ قال: يقولون: شاعر، كاهن، ساحر، وكان أنيس أحد الشعراء. قال أنيس: لقد سمعت قول الكهنة، فما هو بقولهم، ولقد وضعت قوله على أقراء الشعر، فما يلتئم على لسان أحد بعدي، أنه شعر، والله إنه لصادق، وإنهم لكاذبون. قال: قلت: فاكفني حتى أذهب فأنظر، قال فأتيت مكة فتضعفت رجلا منهم، فقلت: أين هذا الذي تدعونه الصابئ؟ فأشار إلي، فقال: الصابئ، فمال علي أهل الوادي بكل مدرة وعظم، حتى خررت مغشيا علي، قال: فارتفعت حين ارتفعت، كأني نصب أحمر، قال: فأتيت زمزم فغسلت عني الدماء: وشربت من مائها، ولقد لبثت، يا ابن أخي ثلاثين، بين ليلة ويوم، ما كان لي طعام إلا ماء زمزم، فسمنت حتى تكسرت عكن بطني، وما وجدت على كبدي سخفة جوع. قال فبينا أهل مكة في ليلة قمراء إضحيان، إذ ضرب على أسمختهم، فما يطوف بالبيت أحد. وامرأتان منهم تدعوان إسافا، ونائلة، قال: فأتتا علي في طوافهما فقلت: أنكحا أحدهما الأخرى، قال: فما تناهتا عن قولهما قال: فأتتا علي فقلت: هن مثل الخشبة، غير أني لا أكني فانطلقتا تولولان، وتقولان: لو كان هاهنا أحد من أنفارنا قال فاستقبلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، وهما هابطان، قال: ما لكما؟ قالتا: الصابئ بين الكعبة وأستارها، قال: ما قال لكما؟ قالتا: إنه قال لنا كلمة تملأ الفم، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استلم الحجر، وطاف بالبيت هو وصاحبه، ثم صلى فلما قضى صلاته - قال أبو ذر - فكنت أنا أول من حياه بتحية الإسلام، قال فقلت: السلام عليك يا رسول الله فقال: وعليك ورحمة الله ثم قال من أنت؟ قال قلت: من غفار، قال: فأهوى بيده فوضع أصابعه على جبهته، فقلت في نفسي: كره أن انتميت إلى غفار، فذهبت آخذ بيده، فقدعني صاحبه، وكان أعلم به مني، ثم رفع رأسه، ثم قال: متى كنت هاهنا؟ قال قلت: قد كنت هاهنا منذ ثلاثين بين ليلة ويوم، قال: فمن كان يطعمك؟ قال قلت: ما كان لي طعام إلا ماء زمزم فسمنت حتى تكسرت عكن بطني، وما أجد على كبدي سخفة جوع، قال: إنها مباركة، إنها طعام طعم فقال أبو بكر: يا رسول الله ائذن لي في طعامه الليلة، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، وانطلقت معهما، ففتح أبو بكر بابا، فجعل يقبض لنا من زبيب الطائف وكان ذلك أول طعام أكلته بها، ثم غبرت ما غبرت، ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إنه قد وجهت لي أرض ذات نخل، لا أراها إلا يثرب، فهل أنت مبلغ عني قومك؟ عسى الله أن ينفعهم بك ويأجرك فيهم فأتيت أنيسا فقال: ما صنعت؟ قلت: صنعت أني قد أسلمت وصدقت، قال: ما بي رغبة عن دينك، فإني قد أسلمت وصدقت، فأتينا أمنا، فقالت: ما بي رغبة عن دينكما، فإني قد أسلمت وصدقت، فاحتملنا حتى أتينا قومنا غفارا، فأسلم نصفهم وكان يؤمهم أيماء بن رحضة الغفاري وكان سيدهم. وقال نصفهم: إذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أسلمنا، فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فأسلم نصفهم الباقي وجاءت أسلم، فقالوا: يا رسول الله إخوتنا، نسلم على الذي أسلموا عليه، فأسلموا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله

مسند أحمد مخرجا (35/ 413)
21525 - حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا سليمان بن المغيرة، حدثنا حميد بن هلال، عن عبد الله بن صامت، قال: قال أبو ذر: خرجنا من قومنا غفار، وكانوا يحلون الشهر الحرام، أنا وأخي أنيس وأمنا، فانطلقنا حتى نزلنا على خال لنا ذي مال وذي هيئة، فأكرمنا خالنا وأحسن إلينا، فحسدنا قومه، فقالوا له: إنك إذا خرجت عن أهلك، خلفك إليهم أنيس، فجاء خالنا فنثا عليه ما قيل له، فقلت: أما ما مضى من معروفك فقد كدرته، ولا جماع لنا فيما بعد. قال: فقربنا صرمتنا، فاحتملنا عليها، وتغطى خالنا ثوبه وجعل يبكي، قال: فانطلقنا حتى نزلنا بحضرة مكة، قال: فنافر أنيس رجلا عن صرمتنا، وعن مثلها، فأتيا الكاهن، فخير أنيسا، فأتانا بصرمتنا، ومثلها. وقد صليت يا ابن أخي قبل أن ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين. قال: فقلت: لمن؟ قال: لله. قال: قلت: فأين توجه؟ قال: حيث وجهني الله، قال: وأصلي عشاء حتى إذا كان من آخر الليل ألقيت كأني خفاء، قال أبو النضر: قال سليمان: كأني خفاء، قال: يعني خباء تعلوني الشمس. قال: فقال أنيس: إن لي حاجة بمكة، فاكفني حتى آتيك. قال: فانطلق فراث علي، ثم أتاني، فقلت: ما حبسك؟ قال: لقيت رجلا يزعم أن الله أرسله على دينك. قال: فقلت: ما يقول الناس له؟ قال: يقولون: إنه شاعر وساحر وكاهن، وكان أنيس شاعرا، قال: فقال: قد سمعت قول الكهان، فما يقول بقولهم، وقد وضعت قوله على أقراء الشعر، فوالله ما يلتام لسان أحد أنه شعر، والله إنه لصادق، وإنهم لكاذبون. قال: فقلت له: هل أنت كافي حتى أنطلق فأنظر؟ قال: نعم، فكن من أهل مكة على حذر، فإنهم قد شنفوا له، وتجهموا له، وقال عفان: شئفوا له، وقال بهز: سبقوا له، وقال أبو النضر: شفوا له، قال: فانطلقت حتى قدمت مكة، فتضعفت رجلا منهم، فقلت: أين هذا الرجل الذي تدعونه الصابئ؟ قال: فأشار إلي، قال: الصابئ، قال: فمال أهل الوادي علي بكل مدرة وعظم حتى خررت مغشيا علي، فارتفعت حين ارتفعت كأني نصب أحمر، فأتيت زمزم فشربت من مائها، وغسلت عني الدم، فدخلت بين الكعبة وأستارها، فلبثت به ابن أخي ثلاثين، من بين يوم وليلة، وما لي طعام إلا ماء زمزم، فسمنت حتى تكسرت عكن بطني، وما وجدت على كبدي سخفة جوع. قال: فبينا أهل مكة في ليلة قمراء إضحيان، وقال عفان: إصحيان، وقال بهز: إضحيان، وكذلك قال أبو النضر، فضرب الله على أصمخة أهل مكة فما يطوف بالبيت غير امرأتين، فأتتا علي وهما تدعوان إساف ونائل، قال: فقلت: أنكحوا أحدهما الآخر. فما ثناهما ذلك، قال: فأتتا علي، فقلت: وهن مثل الخشبة. غير أني لم أكن، قال: فانطلقتا تولولان، وتقولان: لو كان هاهنا أحد من أنفارنا قال: فاستقبلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وهما هابطان من الجبل، فقال: ما لكما فقالتا: الصابئ بين الكعبة وأستارها. قالا: ما قال لكما؟ قالتا: قال لنا كلمة تملأ الفم. قال: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وصاحبه حتى استلم الحجر، فطاف بالبيت، ثم صلى، قال: فأتيته، فكنت أول من حياه بتحية أهل الإسلام، فقال: عليك ورحمة الله، ممن أنت؟ قال: قلت: من غفار. قال: فأهوى بيده، فوضعها على جبهته، قال: فقلت في نفسي: كره أني انتهيت إلى غفار. قال: فأردت أن آخذ بيده، فقذفني صاحبه، وكان أعلم به مني قال: متى كنت هاهنا قال: كنت هاهنا منذ ثلاثين من بين ليلة ويوم. قال: فمن كان يطعمك؟ قلت: ما كان لي طعام إلا ماء زمزم. قال: فسمنت حتى تكسرت عكن بطني، وما وجدت على كبدي سخفة جوع. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها مباركة، وإنها طعام طعم . قال أبو بكر: ائذن لي يا رسول الله في طعامه الليلة. قال: ففعل، قال: فانطلق النبي صلى الله عليه وسلم، وانطلق أبو بكر، وانطلقت معهما، حتى فتح أبو بكر بابا، فجعل يقبض لنا من زبيب الطائف، قال: فكان ذلك أول طعام أكلته بها، فلبثت ما لبثت، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني قد وجهت إلي أرض ذات نخل، ولا أحسبها إلا يثرب، فهل أنت مبلغ عني قومك لعل الله أن ينفعهم بك ويأجرك فيهم؟ قال: فانطلقت حتى أتيت أخي أنيسا، قال: فقال لي: ما صنعت؟ قال: قلت: إني صنعت أني أسلمت وصدقت. قال: قال: فما بي رغبة عن دينك، فإني قد أسلمت وصدقت. ثم أتينا أمنا، فقالت: فما بي رغبة عن دينكما، فإني قد أسلمت وصدقت فتحملنا حتى أتينا قومنا غفارا، فأسلم بعضهم قبل أن يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وقال، يعني يزيد ببغداد: وقال بعضهم: إذا قدم، وقال بهز: إخواننا، نسلم، وكذا قال أبو النضر، وكان يؤمهم خفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري، وكان سيدهم يومئذ، وقال بقيتهم: إذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلمنا، فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فأسلم بقيتهم، قال: وجاءت أسلم، فقالوا: يا رسول الله، إخواننا، نسلم على الذي أسلموا عليه. فأسلموا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله وقال بهز: وكان يؤمهم إيماء بن رحضة، وقال أبو النضر: إيماء،

سنن الدارمي (3/ 1641)
2566 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، حدثنا سليمان هو ابن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله