الموسوعة الحديثية


- لَمَّا استُخْلِفَ عُمرُ بنُ عبدِ العزيزِ وفَدَ إليه الشعراءُ، فأقاموا ببابِهِ أيَّامًا لا يُؤْذَنُ لهم، فبينَما هُمْ كذلك مَرَّ بهم عديُّ بنُ أرطاةَ؛ فدخَلَ على عمرَ، فقال: الشعراءُ ببابِكَ يا أميرَ المؤمنينَ، وسِهامُهم مسمومةٌ، فقال: ويحَكَ! ما لي وللشعراءِ؟! فقال: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد امتُدِحَ فأعطى، ولكَ في رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُسوةٌ، قال: كيفَ؟ قال: امتدحَهُ العبَّاسُ بنُ مِرداسٍ السُّلَميُّ؛ فأعطاهُ حُلَّةً ، قال: أَوَ تَرْوي مِن شِعرِهِ شيئًا؟ قال: نعم، فأنشَدَه عديٌّ قولَهُ في النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: رأيْتُكَ يا خَيرَ البريَّةِ كلِّها ** نشَرْتَ كتابًا جاءَ بالحقِّ مُعْلِمَا / شرَعْتَ لنا دينَ الهُدى بَعدَ جَوْرِنا ** عَنِ الحقِّ لَمَّا أصبَحَ الحقُّ مُظلِمَا / تعالى عُلُوًّا فوقَ عرشِ إلهِنا ** وكان مكانُ اللهِ أعلى وأعظَمَا
خلاصة حكم المحدث : [فيه] الهيثم بن عدي وهو إخباري ضعيف
الراوي : عدي بن أرطأة الفزاري | المحدث : الذهبي | المصدر : العلو للذهبي الصفحة أو الرقم : 49
التخريج : أخرجه ابن المحب الصامت في ((صفات رب العالمين)) (ًـ401) واللفظ له، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (72/ 91)، وابن كثير في ((البداية والنهاية)) (13/ 45)، كلاهما معلقًا بطوله.
التصنيف الموضوعي: إمامة وخلافة - الاستخلاف شعر - إنشاد الشعر اعتصام بالسنة - الأمر بالتمسك بها شعر - إعطاء الشاعر شعر - استماع النبي للشعر وإنشاده في المسجد
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

أصول الحديث:


صفات رب العالمين لابن المحب الصامت - جـ 2 (ص: 401)
وأخبرنا ( .... ) أنا عبد الحافظ قالا: أنا ابن قدامة، أنبأنا يحيى بن بوش، أنا أبو العز ابن كادش ، أنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري، أنا المعافى بن زكريا، نا محمد بن القاسم الأنباري، ثنا محمد ابن المرزبان، ثنا أبو عبد الرحمن الجوهري، ثنا عبيد الله بن الضحاك، ثنا الهيثم بن عدي ، عن عوانة بن الحكم قال: لما استخلف عمر بن عبد العزيز وفد الشعراء إليه، فأقاموا ببابه أياما لا يؤذن لهم، فبينما هم كذلك مر بهم عدي بن أرطاة، فدخل على عمر فقال: الشعراء ببابك، وسهامهم مسمومة، قال: ويحك، ما لي وللشعراء. فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد امتدح فأعطى. قال: كيف؟ قال: امتدحه العباس بن مرداس فأعطاه حلة. قال: أو تروي من قوله شيئا؟ قال: نعم، فأنشده: رأيتك يا خير البرية كلها ... نشرت كتابا جاء بالحق معلما شرعت لنا دين الهدى بعد جورنا ... عن الحق لما أصبح الحق مظلما أقمت سبيل الحق بعد اعوجاجه ... وكان قديما ركنه قد تهدما تعالى علوا فوق عرش إلهنا ... وكان مكان الله أعلى وأعظما وذكر تمامه

[تاريخ دمشق - لابن عساكر] (72/ 91)
قال عوانة بن الحكم: لما استخلف عمر بن عبد العزيز، وفد إليه الشعراء وأقاموا ببابه أياما لا يؤذن لهم، فبيناهم كذلك يوما وقد أزمعوا على الرحيل، إذ مرّ بهم رجاء بن حيوة ، وكان من خطباء أهل الشام، فلما رآه جرير داخلا على عمر أنشد : يا أيّها الرّجل المرخي عمامته هذا زمانك فاستأذن لنا عمرا قال: فدخل ولم يذكر من أمرهم شيئا. ثم مر بهم عدي بن أرطاة ، فقال له جرير : يا أيّها الرّاكب المزجي مطيّته هذا زمانك إنّي قد مضى زمني أبلغ خليفتنا إن أنت لاقيه أنّي لدى الباب كالمصفود في قرن لا تنس حاجتنا لقّيت مغفرة قد طال مكثي عن أهلي وعن وطني. قال: فدخل عدي على عمر فقال: يا أمير المؤمنين، الشعراء ببابك وسهامهم مسمومة وأقوالهم نافذة، قال: ويحك يا عدي، مالي وللشعراء ! قال: أعز الله أمير المؤمنين، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد امتدح وأعطى، ولك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة، فقال: كيف! قال: امتدحه العباس بن مرداس السّلمي فأعطاه حلّة قطع بها لسانه. قال: أفتروي من قوله شيئا؟ قال: نعم، فأنشده من أبيات: رأيتك يا خير البرية كلّها نشرت كتابا جاء بالحق معلما شرعت لنا دين الهدى بعد جورنا عن الحقّ لمّا أصبح الحق مظلما قال: ويحك يا عدي، من بالباب منهم؟ قال: عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة. قال: أليس هو الذي يقول: ثم نبّهتها فهبّت كعابا طفلة ما تطيق رجع الكلام ساعة ثمّ إنّها بعد قالت ويلتا قد عجلت يابن الكرام أعل غير موعد حيث تسري تتخطّى إلى رؤوس النيام ما تجشمت ما ترين من الأمر ولا جئت طارقا لخصامفلو كان عدو الله إذ فجر كتم على نفسه. لا يدخل والله علي أبدا. فمن بالباب سواه؟ قال: همام بن غالب- يعني الفرزدق- قال: أوليس هو الذي يقول: هما دلّتاني من ثمانين قامة كما انقضّ باز أقتم الرّأس كاسره فلمّا استوت رجلاي بالأرض قالتا أحيّ يرجّى أم قتيل نحاذره؟ لا يطأ والله بساطي، فمن سواه بالباب منهم؟ قال: الأخطل. قال: هو الذي يقول: ولست بصائم رمضان طوعا ولست بآكل لحم الأضاحي ولست بزاجر عنسا بكورا إلى بطحاء مكة للنجاح ولست بزائر بيتا بعيدا بمكة أبتغي فيه صلاحي ولست بقائم كالعير أدعو قبيل الصّبح حيّ على الفلاح ولكنّي سأشربها شمولا وأسجد عند منبلج الصّباح والله لا يدخل علي وهو كافر أبدا. فهل بالباب سوى من ذكرت؟ قال: نعم، الأحوص. قال: أليس هو الذي يقول: الله بيني وبين سيّدها يفرّ مني بها وأتبعه عدّ عنه، فما هو بدون من ذكرت. فمن ها هنا؟ قلت: جميل بن معمر. قال: هو الذي يقول: ألا ليتنا نحيا جميعا وإن نمت يوافق في الموتى ضريحي ضريحهافما أنا في طول الحياة براغب إذا قيل قد سوّي عليها صفيحها فلو كان عدو الله تمنى لقاءها في الدنيا ليعمل بعد ذلك صالحا. والله لا يدخل علي أبدا. فهل سوى من ذكرت أحد؟ قال: نعم، جرير بن عطية. قال: هو الذي يقول: طرقتك صائدة القلوب وليس ذا حين الزّيارة فارجعي بسلام فإن كان لا بد فهو. قال: فأذن لجرير، فدخل وهو يقول: إنّ الذي بعث النّبيّ محمدا جعل الخلافة للإمام العادل وسع الخلائق عدله ووفاؤه حتى ارعوى وأقام ميل المائل إني لأرجو منك خيرا عاجلا والنّفس مولعة بحبّ العاجل فلما مثل بين يديه قال: ويحك يا جرير، اتق الله ولا تقل إلّا حقا. فأنشأ جرير يقول: أأذكر الجهد والبلوى الّتي نزلت أم قد كفاني ما بلّغت من خبري كم باليمامة من شعثاء أرملة ومن يتيم ضعيف الصوت والنظر ممّن يعدّك تكفي فقد والده كالفرخ في العشّ لم ينهض ولم يطر يدعوك دعوة ملهوف كأنّ به خبلا من الجنّ أو مسّا من النّشر خليفة الله ماذا تأمرون بنا؟ لسنا إليكم ولا في دار منتظر ما زلت بعدك في همّ يؤرّقني قد طال في الحيّ إصعادي ومنحدري لا ينفع الحاضر المجهود بادينا ولا يعود لنا باد على حضر إنّا لنرجو إذا ما الغيث أخلفنا من الخليفة ما نرجو من المطر نال الخلافة إذ كانت له قدرا كما أتى ربّه موسى على قدر هذي الأرامل قد قضّيت حاجتها فمن لحاجة هذا الأرمل الذّكر الخير ما دمت حيّا لا يفارقنا بوركت يا عمر الخيرات من عمر فقال: يا جرير: ما أرى لك فيما ها هنا حقا، قال: بلى يا أمير المؤمنين، أنا ابن سبيل ومنقطع بي، فأعطاه من صلب ماله مئة درهم. وذكر أنه قال له: ويحك يا جرير! لقد ولّينا هذا الأمر وما نملك إلّا ثلاث مئة درهم، فمئة أخذها عبد الله، ومئة أخذتها أمّ عبد الله. يا غلام، أعطه المئة الثالثة. فأخذها وقال: والله لهي أحب ما اكتسبته إلي. قال: ثم خرج، فقال له الشعراء: ما وراءك؟ قال: ما يسوءكم، خرجت من عند أمير المؤمنين، وهو يعطي الفقراء ويمنع الشعراء، وإني عنه لراض. وأنشأ يقول: رأيت رقى الشّيطان لا تستفزّه وقد كان شيطاني من الجنّ راقيا

البداية والنهاية ط هجر (13/ 45)
وقال الهيثم بن عدي، عن عوانة بن الحكم قال: لما استخلف عمر بن عبد العزيز وفد إليه الشعراء فمكثوا ببابه أياما لا يؤذن لهم ولا يلتفت إليهم، فساءهم ذلك وهموا بالرجوع إلى بلادهم، فمر بهم رجاء بن حيوة فقال له جرير: يا أيها الرجل المرخي عمامته ... هذا زمانك فاستأذن لنا عمرا فدخل ولم يذكر من أمرهم شيئا، فمر بهم عدي بن أرطاة فقال له جرير منشدا: يا أيها الراكب المزجي مطيته ... هذا زمانك إني قد مضى زمني أبلغ خليفتنا إن كنت لاقيه ... أني لدى الباب كالمصفود في قرن لا تنس حاجتنا لاقيت مغفرة ... قد طال مكثي عن أهلي وعن وطني فدخل عدي على عمر بن عبد العزيز فقال: يا أمير المؤمنين، الشعراء ببابك، وسهامهم مسمومة، وأقوالهم نافذة. فقال: ويحك يا عدي! مالي وللشعراء. فقال: يا أمير المؤمنين، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان يسمع الشعر ويجزي عليه، وقد أنشده العباس بن مرداس مدحه، فأعطاه حلة. فقال له عمر: أتروي منها شيئا؟ قال: نعم. فأنشده: رأيتك يا خير البرية كلها ... نشرت كتابا جاء بالحق معلما شرعت لنا دين الهدى بعد جورنا عن الحق لما أصبح الحق مظلما ... ونورت بالبرهان أمرا مدلسا وأطفأت بالقرآن نارا تضرما ... فمن مبلغ عني النبي محمدا وكل امرئ يجزى بما كان قدما ... أقمت سبيل الحق بعد اعوجاجه وكان قديما ركنه قد تهدما ... تعالى علوا فوق عرش إلهنا وكان مكان الله أعلى وأعظما فقال عمر: ويحك يا عدي! من بالباب منهم؟ فقال: عمر بن أبي ربيعة فقال: أليس هو الذي يقول: ثم نبهتها فهبت كعابا ... طفلة ما تبين رجع الكلام ساعة ثم إنها بعد قالت ... ويلتا قد عجلت يا ابن الكرام أعلى غير موعد جئت تسري ... تتخطى إلى رءوس النيام ما تجشمت ما تريد من الأم ... ر ولا جئت طارقا لخصام فلو كان عدو الله إذ فجر كتم وستر على نفسه! لا يدخل علي والله أبدا. فمن بالباب سواه؟ قال: همام بن غالب - يعني الفرزدق - فقال عمر: أوليس هو الذي يقول: هما دلتاني من ثمانين قامة ... كما انقض باز أقتم الريش كاسره فلما استوت رجلاي بالأرض قالتا ... أحي يرجى أم قتيل نحاذره لا يطأ والله بساطي وهو كاذب. فمن سواه بالباب؟ قال: الأخطل. قال: أوليس هو الذي يقول: ولست بصائم رمضان طوعا ... ولست بآكل لحم الأضاحي ولست بزاجر عنسا بكورا ... إلى بطحاء مكة للنجاح ولست بزائر بيتا بعيدا ... بمكة أبتغي فيه صلاحي ولست بقائم كالعير أدعو ... قبيل الصبح حي على الفلاح ولكني سأشربها شمولا ... وأسجد عند منبلج الصباح والله لا يدخل علي وهو كافر أبدا. فهل بالباب سوى من ذكرت؟ قال: نعم، الأحوص قال: أليس هو الذي يقول: الله بيني وبين سيدها ... يفر مني بها وأتبعه فما هو دون من ذكرت، فمن هاهنا غيره؟ قال: جميل بن معمر. قال: الذي يقول: ألا ليتنا نحيا جميعا وإن نمت ... يوافق في الموتى ضريحي ضريحها فما أنا في طول الحياة براغب ... إذا قيل قد سوي عليها صفيحها فلو كان عدو الله تمنى لقاءها في الدنيا ليعمل بذلك صالحا! والله لا يدخل علي أبدا، فهل بالباب أحد سوى ذلك؟ قال: نعم جرير قال: أما إنه الذي يقول: طرقتك صائدة القلوب وليس ذا ... حين الزيارة فارجعي بسلام فإن كان لا بد فأذن لجرير. فأذن له فدخل وهو يقول: إن الذي بعث النبي محمدا ... جعل الخلافة للإمام العادل وسع الخلائق عدله ووفاؤه ... حتى ارعوى وأقام ميل المائل إني لأرجو منك خيرا عاجلا ... والنفس مولعة بحب العاجل فقال له عمر: ويحك يا جرير! اتق الله فيما تقول. ثم إن جريرا استأذن عمر في الإنشاد فلم يأذن له ولم ينهه، فأنشده قصيدة طويلة يمدحه بها، فقال له: ويحك يا جرير! لا أرى لك فيها هاهنا حقا. فقال: إني مسكين وابن سبيل. فقال إنا ولينا هذا الأمر ونحن لا نملك إلا ثلاثمائة درهم، أخذت أم عبد الله مائة، وابنها مائة، وقد بقيت مائة. فأمر له بها، ثم خرج على الشعراء، فقالوا: ما وراءك يا جرير؟ فقال: ما يسوءكم، خرجت من عند أمير المؤمنين، وهو يعطي الفقراء، ويمنع الشعراء وإني عنه لراض. ثم أنشأ يقول: رأيت رقى الشيطان لا تستفزه ... وقد كان شيطاني من الجن راقيا