الموسوعة الحديثية


- [حديثُ] استجابةِ اللَّهِ دعاءَ خُبَيْبٍ على الَّذينَ قتلوهُ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : بريدة بن سفيان | المحدث : البيهقي | المصدر : الاعتقاد للبيهقي الصفحة أو الرقم : 361
التخريج : أخرجه البيهقي في ((دلائل النبوة)) (3/ 331) به تامًا، وسعيد بن منصور في ((سننه)) (2837)، وأبو نعيم في ((دلائل النبوة)) (439) به مطولًا.
التصنيف الموضوعي: آداب الدعاء - استجابة الدعاء عقيدة - كرامات الأولياء مناقب وفضائل - خبيب بن عدي الأنصاري مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إيمان - الكرامات والأولياء
|أصول الحديث

أصول الحديث:


دلائل النبوة للبيهقي (3/ 331)
وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق، قال: حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي، قال: حدثنا أحمد بن عيسى، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: حدثنا عمرو بن الحارث، أن عبد الرحمن بن عبد الله الزهري، أخبره، عن بريدة بن سفيان الأسلمي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عاصم بن ثابت إلى بني لحيان بالرجيع، فذكر قصتهم وذكر فيها: فأرادوا ليحتزوا رأسه ليذهبوا به إليها، فبعث الله عز وجل رجلا من دبر فحمته، فلم يستطيعوا أن يحتزوا رأسه. وذكر في شأن خبيب بن عدي أنه قال: اللهم إني لا أجد من يبلغ رسولك عني السلام، فبلغ رسولك مني السلام. فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حينئذ: وعليه السلام ، قال أصحابه: يا نبي الله من؟ قال: أخوكم خبيب بن عدي يقتل ، فلما رفع على الخشبة استقبل الدعاء، قال رجل: فلما رأيته يدعوا ألبدت بالأرض، فلم يحل الحول ومنهم أحد غير ذلك الرجل الذي ألبد بالأرض "

سنن سعيد بن منصور (2/ 347)
2837 - حدثنا سعيد قال: نا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن عبد الرحمن بن عبد الله الزهري، أخبره عن بريدة بن سفيان الأسلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عاصم بن ثابت، وزيد بن دثنة أحد بني بياضة، وخبيب بن عدي، ومرثد بن أبي مرثد إلى بني لحيان بالرجيع، فقاتلوهم حتى أخذوا لأنفسهم عقدا إلا عاصما فإنه أبى وقال: لا أقبل اليوم عهدا من مشرك ودعا عند ذلك، وقال: اللهم إني أحمي لك اليوم دينك فاحم لي لحمي، فجعل يقاتل ويقول: [البحر الرجز] ما علتي وأنا جلد نابل تزل عن صفحتي المعابل الموت حق والحياة باطل، ويقول وهو يحرض نفسه: أبو سليمان وريش المقعد وضالة كالجحيم الموقد إذا النواحي ارتعشت لم أرعد فلما قتلوه كان في قليب لهم، فقال بعضهم لبعض: هذا الذي آلت فيه المكية، وهي السلافة أحد بني الأقلح بن عمرو بن عوف، وكان عاصم يوم أحد قتل لها نفرا ثلاثة، كلهم صاحب لواء قريش يومئذ، وهم من بني عبد الدار فجعل يرمي - وكان راميا - ويقول: خذها وأنا ابن الأقلح، فتؤتى به فنقول كلما أتيت بإنسان: من قتله؟ فيقولون: ما ندري , غير أنا سمعنا رجلا وهو يقول: خذها وأنا ابن الأقلح، فقالت: أقلحنا فحلفت لئن قدرت على رأسه لتشربن في قحفه الخمر، فأرادوا أن يحتزوا رأسه ليذهبوا به إليها، فبعث الله رجلا من دبر فلم يستطيعوا أن يحتزوا رأسه، وأسر خبيب بن عدي، وزيد بن دثنة، فانطلق بهما حتى قدم بهما مكة، فبيع خبيب من بعض الجمحيين بأمة سوداء، فجاء عقبة بن عدي أحد بني نوفل بن عبد مناف يسأله أن يعطيه إياه، فيقتله مكان أخيه طعمة بن عدي، لأنه قتله يوم بدر، فأبى أن يبيعه إياه، وأعطاه إياه عطية فأساء إليه في إساره، فقال: ما يصنع القوم الكرام هذا بأسيرهم قال: فأخرجوه وأحسنوا إليه، وجعلوه عند امرأة تحرسه وهو في إساره , حتى قيل: إنك مخروج بك لتقتل، فقال للمرأة: أعطيني موسى أستطيب به، فأعطته، وكان لها ابن صغير فأقبل إليه الصبي فأخذه فأجلسه عنده، فظنت المرأة أنه يريد أن يقتله، فصاحت إليه تناشده، وأراد أن يفزعها ثم أرسله، وقال عند ذلك: ما كنت لأغدر، فخرج به ليقتل فمر بنسوة، فقلن: هذا خبيب الأثربي يقتل بطعمة، فلما دنا من الخشبة قال: [البحر الطويل] والله ما أجعل إذا كان في تقى على أي جنب كان لله مصرعي وذلك في ذات الإله وإن يشأ يبارك في أعضاء شلو ممزع ثم قال: دعوني أسجد سجدتين - وكان أول من سنها - ثم قال: لو ما أن تقولوا جزع خبيب من الموت لزدت سجدتين أخريين، وقال عند ذلك: اللهم إني لا أجد من يبلغ رسولك مني السلام، فبلغ رسولك مني السلام، فزعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال حينئذ: وعليه السلام فقال أصحابه: يا نبي الله , على من؟ قال: أخوكم خبيب بن عدي يقتل، فلما رفع على الخشبة استقبل الدعاء , قال الرجل: فلما رأيته يريد أن يدعو ألبدت بالأرض، فقال: اللهم أحصهم عددا، واقتلهم بددا، فلم يحل الحول - زعموا - ومنهم أحد حي غير ذلك الرجل الذي لبد بالأرض

دلائل النبوة لأبي نعيم الأصبهاني (ص: 509)
439 - حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا إبراهيم بن عبد الله بن معدان قال: ثنا أحمد بن سعيد الهمداني قال: ثنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث أن عبد الرحمن بن عبد الله الزهري أخبره عن بريدة بن سفيان الأسلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عاصم بن ثابت وزيد بن الدثنة أحد بني بياضة وخبيب بن عدي ومرثد بن أبي مرثد إلى بني لحيان بالرجيع فقاتلوا حتى أخذوا لأنفسهم أمانا إلا عاصما فإنه أبى وقال: لا أقبل اليوم عهدا من مشرك. ودعا عند ذلك فقال: اللهم إني أحمي لك اليوم دينك فاحم لحمي. فجعل يقاتل ويقول: [البحر الرجز] ما علتي وأنا جلد نابل ... والقوس فيها وتر عنابل صفراء من نبع لها بلابل ... نزل عن صفحتها المعابل إن لم أقاتلكم فأمي هابل ... الموت حق والحياة باطل وقال وهو يحرض نفسه: أبو سليمان وريش المقعد ... وضالة مثل الجحيم الموقد إذا النواحي ارتعشت لم أرعد فلما قتلوه كان في قليب. . . . . . . . . . . . . . . وذلك أن هذيلا أرادت أخذ رأس عاصم ليبيعوه من سلافة بنت سعد بن شهيد، وكانت قد نذرت حين أصاب ابنها يوم أحد: لئن قدرت على رأس عاصم لتشربن في قحفه الخمر، فمنعته الدبر، فلما حالت بينه وبينهم الدبر قالوا: دعوه حتى يمسي فتذهب عنه فنأخذه، فبعث الله الوادي فاحتمل عاصما، فذهب به. . وكان عاصم قتل يوم أحد لها نفرا ثلاثة , كلهم أصحاب أمر قريش يومئذ وهم من بني عبد الدار كان عاصم راميا ويقول: خذها وأنا ابن الأقلح فيؤتى به فتقول كلما أتيت بإنسان: من قتله؟ فيقولون: ما ندري، غير أنا سمعنا رجلا يقول: خذها وأنا ابن الأقلح، فقالت: أقلحنا، فحلفت لئن قدرت على رأسه لتشربن في قحفه الخمر، فأرادوا أن يحتزوا رأسه ليذهبوا به إليها، فبعث الله عز وجل رجلا من دبر فلم يستطيعوا أن يحتزوا رأسه. وأسر خبيب بن عدي وزيد بن الدثنة فقدم بهما مكة فبيع خبيب لبعض الجمحيين بأمة سوداء وجاء عقبة بن عدي أحد بني نوفل بن عبد مناف يسأله أن يعطيه إياه فيقتله مكان أخيه طعيمة بن عدي؛ لأنه قتله يوم بدر فأبى أن يبيعه إياه وأعطاه إياه عطية، فأساء إليه في أسره، فقال: ما يصنع القوم الكرام هذا بأسيرهم، فأخرجوه وأحسنوا إليه وجعلوه عند امرأة تحرسه وهو في أساره، حتى إذا قيل: إنك مخرج بك؛ ليقتلوك قال للمرأة: أعطيني موسى أستطب بها. فأعطته وكان لها ابن صغير فأقبل إليه الصبي فأخذه فأجلسه عنده فظنت المرأة أنه يريد أن يقتله، فصاحت إليه تناشده فقال: ما كنت لأغدر. فخرج ليقتل فلما دنا من الخشبة قال: [البحر الطويل] ولست أبالي حين أقتل مسلما ... على أي جنب كان في الله مصرعي وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع ثم قال: دعوني أسجد سجدتين. وكان أول من سنهما ثم قال: لولا أن تقولوا جزع خبيب من الموت لزدت سجدتين. ثم قال عند ذلك: اللهم إني لا أجد من يبلغ رسولك مني السلام، فبلغ رسولك مني السلام، فزعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وعليه السلام . فقال أصحابه: يا نبي الله، لمن؟ قال: على أخيكم خبيب بن عدي . فلما رفع إلى الخشبة استقبل الدعاء. قال رجل: فلما رأيته يريد أن يدعو لبدت بالأرض فقال: اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا. فلم يحل الحول ومنهم أحد حي غير ذلك الرجل الذي لبد بالأرض قال الشيخ: في قصة عاصم وخبيب غير دلالة؛ منها حماية الدبر عاصما حتى لم يقدروا على قطع رأسه من جسده فأكرمه الله عز وجل بذلك بإجابة دعوته حين قال: اللهم إني أحمي لك اليوم دينك، فاحم لحمي اليوم. وكان قد عاهد الله عز وجل أن لا يمس مشركا ولا يمسه مشرك أبدا فوفى لله فمنعه منهم كما امتنع منهم في حياته وهي آية شريفة ودلالة قوية وما أكرم الله به خبيبا من إطعامه له القطف من العنب في زمان وحين لا يوجد منه بمكة حبة ولا ثمرة وهذه المكرمة شبيهة بما قص الله تعالى من شأن مريم: {كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا} [آل عمران: 37] وإبلاغ الله سلامه إلى رسوله وهما دلالتان واضحتان مثلهما جائز في إبان النبوة وبها كانت الأنصار تفتخر فسموا عاصما حمي الدبر وقال بعضهم: وأيضا ما استجاب الله لخبيب من دعائه عليهم حتى لم يحل الحول ومنهم أحد حي إلا الرجل الذي لبد بالأرض وهذا ليس في أصل السماع وليس من كلام الشيخ أبي نعيم