الموسوعة الحديثية


- عنِ ابنِ عبَّاسٍ في قولهِ عزَّ وجَلَّ: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا قال: مرِضَ الحسنُ والحُسَيْنُ فعادَهُما رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وعادَهُما عُمومَةُ العَربِ فقالوا يا أبا الحسَنِ- ورواهُ جابرٌ الجعفيُّ عن قُنبرٍ مولى عليٍّ قالَ مرضَ الحسنُ والحُسَيْنُ حتَّى عادَهُما أصحابِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ أبو بَكْرٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ يا أبا الحسَنِ- رجعَ الحديثُ إلى حديثِ ليثِ بنِ أبي سُلَيْمٍ- لو نذَرتَ عن ولدك نذراً وَكُلُّ نذرٍ ليسَ لَهُ وفاءٌ فليسَ بشيءٍ. فقالَ رضيَ اللَّهُ عنهُ إن برأَ ولدي صُمتُ للَّهِ ثلاثةَ أيَّامٍ شُكْرًا. وقالت جاريةٌ لَهُم نوبيَّةٌ إن برأَ سيِّدايَ صمتُ للَّهِ ثلاثةَ أيَّامٍ شُكْرًا. وقالت فاطمةُ مثلَ ذلِكَ. وفي حديثِ الجعفيِّ فقالَ الحسنُ والحُسَيْنُ علينا مثلَ ذلِكَ فأُلْبِسَ الغلامانِ العافيةَ وليسَ عندَ آلِ محمَّدٍ قليلٌ ولا كثيرٌ فانطلقَ عليٌّ إلى شَمعونِ بنِ حاريًا الخيبريِّ وَكانَ يَهوديًّا فاستقرضَ منهُ ثلاثةَ أصوعٍ من شعيرٍ فجاءَ بِهِ فوضعَهُ ناحيةَ البيتِ فقامت فاطمةُ إلى صاعٍ فطَحنتهُ واختبَزتهُ وصلَّى عليٌّ معَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ثمَّ أتى المنزلَ فوُضِعَ الطَّعامُ بينَ يديهِ. وفي حديثِ الجعفيِّ فقامتِ الجاريةُ إلى صاعٍ من شعيرٍ فخبزت منهُ خمسةَ أقراصٍ لِكُلِّ واحدٍ منهم قُرصٌ فلمَّا مضى صيامُهُمُ الأوَّلُ وضعَ بينَ أيديهمُ الخبزُ والملحُ الجريشُ إذ أتاهم مسكينٌ فوقفَ بالبابِ وقالَ السَّلامُ عليكم أَهْلَ بيتِ محمَّدٍ- في حديثِ الجعفيِّ- أَنا مسكينٌ من مساكينَ أمَّةِ محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وأَنا واللَّهِ جائعٌ أطعِموني أطعمَكُمُ اللَّهُ على موائدِ الجنَّةِ. فسمعَهُ عليٌّ رضيَ اللَّهُ عنهُ فأنشأَ يقولُ : فاطمَ ذاتَ الفضلِ واليقينْ * يا بنتَ خيرِ النَّاسِ أجمعينْ *أما ترينَ البائسَ المسكينْ * قد قامَ بالبابِ لَهُ حَنينْ *يشكو إلى اللَّهِ ويستَكينْ * يشكو إلينا جائعٌ حزينْ * كلُّ امرئٍ بِكَسبِهِ رَهينْ * وفاعلُ الخيراتِ يَستبينْ *موعدُنا جنَّةُ علِّيِّينْ * حرَّمَها اللَّهُ على الضَّنينْ * وللبخيلِ موقفٌ مَهينْ * تَهْوي بِهِ النَّارُ إلى سجِّينْ * شرابُهُ الحميمُ والغِسلينْ * من يفعلِ الخيرَ يقُم سمينْ * ويدخلُ الجنَّةَ أيَّ حينْ فأنشأت فاطمةُ رضيَ اللَّهُ عنها تقول: أمرُكَ عندي يا ابنَ عمٍّ طاعَهْ * ما بي من لؤمٍ ولا وضاعَهْ *عدلتُ في الخبزِ لَهُ صناعَهْ * أطعمُهُ ولا أبالي السَّاعَهْ * أرجو إذا أشبعتُ ذا المجاعَهْ * أن ألحقَ الأخيارَ والجماعَهْ * وأدخلَ الجنَّةَ لي شفاعَهْ فأطعموهُ الطَّعام، ومَكَثوا يومَهُم وليلتَهُم لم يذوقوا شيئًا إلَّا الماءَ القراح، فلمَّا أن كانَ في اليَومِ الثَّاني قامَت إلى صاعٍ فطحنتهُ واختبزته، وصلَّى عليٌّ معَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم، ثمَّ أتى المنزلَ فوضعَ الطَّعامُ بينَ أيديهم، فوقفَ بالبابِ يتيمٌ فقال: السَّلامُ عليكم أَهْلَ بيتِ محمَّدٍ، يتيمٌ من أولادِ المُهاجرينَ استُشْهِدَ والدي يومَ العقبة. أطعموني أطعمَكُمُ اللَّهُ على موائدَ الجنَّة. فسمعَهُ عليٌّ فأنشأَ يقول: فاطمَ بنتَ السَّيِّدِ الكريمْ * بنتَ نبيٍّ ليسَ بالزَّنيمْ * لقد أتى اللَّهُ بذي اليتيمْ * مَن يرحمِ اليومَ يَكُن رحيمْ * ويدخلِ الجنَّةَ أي سليمْ * قد حُرِّمَ الجنَّةُ للَّئيمِ * ألَّا يجوزَ الصِّراطَ المستقيمْ * يزلُّ في النَّارِ إلى الجحيمْ *شرابُهُ الصَّديدُ والحميمْ فأنشأت فاطمةُ رضيَ اللَّهُ عنها تقول: أطعمُهُ اليومَ ولا أبالي * وأوثرُ اللَّهَ على عيالي * أمسوا جياعًا وَهُم أشبالي * أصغرُهُم يُقتَلُ في القتالِ * بكر بلا يقتلُ باغتيالِ * يا وَيلُ للقاتلِ مع وبالِ * تَهْوي بِهِ النَّارُ إلى سفالِ * وفي يديهِ الغلُّ والأغلالِ *كبولةٍ زادت على الأَكْبالِ فأطعَموهُ الطَّعامَ ومَكَثوا يومينِ وليلتينِ لم يذوقوا شيئًا إلَّا الماءَ القراح، فلمَّا كانت في اليومِ الثَّالثِ قامت إلى الصَّاعِ الباقي فطحنتهُ واختبزته، وصلَّى عليٌّ معَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم، ثمَّ أتى المنزل، فوضعَ الطَّعامُ بينَ أيديهم، إذ أتاهم أسيرٌ فوقفَ بالبابِ فقال: السَّلامُ عليكم أَهْلَ بيتِ محمَّدٍ، تأسرونَنا وتشدُّونَنا ولا تطعمونَنا! أطعموني فإنِّي أسيرُ محمَّدٍ. فسمعَهُ عليٌّ فأنشأَ يقول: فاطمُ يا بنتَ النَّبيِّ أحمد * بنتَ نبيٍّ سيِّدٍ مسوَّد * سمَّاهُ اللَّهُ فَهوَ محمَّد * قد زانَهُ اللَّهُ بحسنٍ أغيَدْ* هذا أسيرٌ للنَّبيِّ المُهْتدْ * مثقَّلٌ في غلِّهِ مقيَّدْ * يشكو إلينا الجوعَ قد تمدَّدْ * من يطعمِ اليومَ يَجِدْهُ في غَدْ * عندَ العليِّ الواحدِ الموحَّدْ * ما يزرعُ الزَّارعُ سوفَ يحصُدْ * أعطيهِ لا لا تجعليهِ أقعَدْ فأنشأت فاطمةُ رضيَ اللَّهُ عنها تقول: لم يبقَ مِمَّا جاءَ غيرُ صاعْ * قد ذَهَبت كفِّي معَ الذِّراعْ * ابنايَ واللَّهِ هما جياعْ * يا ربِّ لا تترُكُهُما ضياعْ * أبوهما للخيرِ ذو اصطناعْ * يصطنعُ المعروفَ بابتداعْ * عبلُ الذِّراعينِ شديدُ الباعْ * وما على رأسيَ من قناعْ * إلَّا قناعًا نسجُهُ أنساعْ فأعطوهُ الطَّعامَ ومَكَثوا ثلاثةَ أيَّامِ ولياليها لم يذوقوا شيئًا إلَّا الماءَ القراح، فلمَّا أن كانَ في اليومِ الرَّابع، وقد قضى اللَّهُ النَّذرَ أخذَ عليٌّ بيدِهِ اليمنى الحسن، وبيده اليسرى الحسين، وأقبل نحوَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وَهُم يرتعشونَ كالفراخِ من شدَّةِ الجوعِ، فلمَّا أبصرَهُم رسول اللَّه صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قال: يا أبا الحسنِ ما أشدَّ ما يسوؤني ما أرى بِكُمُ انطلق بنا إلى ابنتي فاطمةَ فانطلقوا إليها وَهيَ في محرابِها، قد لصقَ بطنُها بظَهْرِها، وغارَت عيناها مِن شدَّةِ الجوع، فلمَّا أن رآها رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وعرفَ المجاعةَ في وجهِها بَكَى وقال: وا غَوثاه يا اللَّه، أَهْلُ بيتِ محمَّدٍ يموتونَ جوعًا فَهَبطَ جبريلُ عليهِ السَّلامُ وقال: السَّلامُ عليك، ربُّكَ يقرئُكَ السَّلامَ يا محمَّد، خذهُ هَنيئًا في أَهْلِ بيتِكَ. قال: وما آخُذُ يا جبريلُ فأقرأهُ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ إلى قولِهِ: وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا
خلاصة حكم المحدث : لا يصح ولا يثبت
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : القرطبي المفسر | المصدر : تفسير القرطبي الصفحة أو الرقم : 21/461
التخريج : أخرجه الحاكم في ((فضائل فاطمة)) (133)، والثعلبي في ((تفسيره)) (10/ 98) بنحوه، وابن الأثير في ((أسد الغابة)) (2367) بنحوه مختصرًا.
التصنيف الموضوعي: أطعمة - أكل الخبز تفسير آيات - سورة الإنسان نذور - الوفاء بالنذر نذور - نذر الصوم جنائز وموت - عيادة المريض
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

أصول الحديث:


فضائل فاطمة الزهراء للحاكم تـ علي رضا (ص: 167)
133- حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي ، قال : حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي ، قال : حدثنا أحمد بن حماد المروزي ، قال : حدثنا محبوب بن حميد البصري ، وسأله عن هذا الحديث : روح بن عبادة ، قال : حدثنا القاسم بن بهرام عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى : { يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا } [ الإنسان 7 ] قال : مرض الحسن والحسين فعادهما جدهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعادهما عامة العرب فقالوا يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك نذرا ، وكل نذر ليس له وفاء فليس بشيء . فقال علي : إن برئا مما بهما صمت لله ثلاثة أيام شكرا . وقالت فاطمة كذلك فألبس الغلامان العافية ، وليس عند آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم قليل ولا كثير فانطلق علي إلى شمعون بن جابر اليهودي الخيبري ، فاستقرض منه ثلاثة آصع من شعير ، جاء به فوضعه في ناحية البيت ، فقامت فاطمة إلى صاع فطحنته واختبزته وصلى علي مع النبي عليه السلام . ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم مسكين ، فوقف بالباب فقال السلام عليكم أهل بيت محمد ، مسكين من أولاد المسلمين ، أطعموني أطعمكم الله على موائد الجنة فسمعه علي فأنشأ يقول : أفاطم يا ذات السداد واليقين...يا بنت خير الناس أجمعين أما ترين البائس المسكين...قد قام بالباب له حنين يشكو إلى الله ويستكين...يشكو إلينا جائع حزين كل امرىء بكسبه رهين...من يكسب الخير يقف سمين فأنشأت فاطمة رضى الله عنها تقول : أمرك لي نعم سمع وطاعة...ما بي من لؤم ولا وضاعة غذيت في الخير له صناعة...أطعمه ولا أبالي الساعة أرجو بأن أنقذ من مجاعة...وألحق الأحباب والجماعة وأدخل الجنة لي شفاعة قال : فاعطوه الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم ولم يذوقوا شيئا إلا الماء القراح . فلما كان اليوم الثاني قامت فاطمة إلى صاع فطحنته واختبزته وصلى علي مع النبي عليه السلام . ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم يتيم ، فوقف بالباب فقال السلام عليكم أهل بيت محمد ، يتيم من أولاد المهاجرين استشهد أبي يوم العقبة ، أطعموني أطعمكم الله على موائد الجنة . فسمعه علي ، فأنشأ يقول : أفاطم بنت السيد الكريم...بنت نبي ليس بالذميم قد جاءنا الله بهذا اليتيم...من يرحم اليوم يكن رحيم ويدخل الخلد وهوسليم...قد حرم الخير على اللئيم ولا يجوز في الصراط المستقيم...يدك في النار إلى الحميم شرابه الصديد والحميم فأنشأت فاطمة تقول : أطعمه اليوم ولا أبالي...وأوثر الله على عيالي أمسوا جياعا وهم أشبالي...أصغرهم يقتل في القتال بكربلا يقتل باغتيال...الويل للقاتل والوبال يهوي في النار إلى سفال...وفي يديه الغل والأغلال كبوله زاد على الأكبال قال : فأعطوه الطعام ومكثوا يومين وليلتين لم يذوقوا شيئا إلا الماء القراح ، فلما كان في اليوم الثالث قامت فاطمة إلى الصاع الباقي . وقال الخوارزمي مرة : إلى الصاع الثالث ، فطحنته واختبزته وصلى علي مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم . ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذا أتاهم أسير ، فوقف بالباب فقال : السلام عليكم يا أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله وسلم تأسرونا ولا تطعمونا أطعموني ، فإني أسير محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، أطعمكم الله على موائد الجنة ، فسمعه علي فأنشأ يقول : أفاطم يا بنت النبي أحمد...بنت نبي سيد مؤيد الله سماه بحمده محمد...قد زانه ربي بحسن أعبد هذا أسير للنبي المهتد...مثقل في غله مقيد شكا إلينا الجوع بالتمرد...من يطعم اليوم يجاز في غد عند العلي الواحد الموحد...ما يزرع الزارع سوف يحصد أعطيه واجعليه منفد...وارتجي به جزاء سيد فأجابت فاطمة : لم يبق مما جئت غير صاع...قد دميت كفي مع الذراع أبنائي والله هما جياع...يارب لا تتركهما ضياع أبوهما للخير ذو صناع...يصنع المعروف بابتداع عبل الذراعين شديد الباع...وما على رأسي من قناع إلا عباء نسجه نساع قال : فأعطوه الطعام ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا شيئا إلا الماء القراح ، فلما كان اليوم الرابع وقد قضى الله نذرهم أخذ علي بيده اليمنى الحسن ، وبيده اليسرى الحسين ، وأقبل نحو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع فلما بصر به النبي عليه الصلاة والسلام قال : يا أبا الحسن ما أشد ما أرى بكم انطلق إلى ابنتي فاطمة فانطلقوا إليها وهي في محرابها قد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع وغارت عيناها فلما رآها النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال أعوذ بالله أهل بيت محمد يموتون جوعا ، فهبط جبريل عليه السلام فقال يا محمد خذها قال وما آخذ يا جبريل ، فأقرأه : { هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا } إلى قوله : { إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا } . [ الإنسان 1 - 9 ]

تفسير الثعلبي = الكشف والبيان عن تفسير القرآن (10/ 98)
وأخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن علي الشيباني العدل قراءة عليه في صفر سنة سبع وثمانين وثلاثمائة قال: أخبرنا ابن الشرقي قال: حدثنا محبوب بن حميد النصري قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الخوار ابن عم اللأحنف بن قيس سنة ثمان وخمسين ومائتين وسأله عن هذا الحديث روح بن عبادة قال: حدثنا القيم بن مهرام عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس وأخبرنا عبد الله بن حامد قال: أخبرنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن سهيل بن علي بن مهران الباهلي بالبصرة قال: حدثنا أبو مسعود عبد الرحمن بن فهد بن هلال قال: حدثنا الغنيم بن يحيى عن أبي علي القيري عن محمد بن السائر عن أبي صالح عن ابن عباس قال: أبو الحسن بن مهران وحدثني محمد بن زكريا البصري قال: حدثني سعيد بن واقد المزني قال: حدثنا القاسم بن بهرام عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس في قول الله سبحانه وتعالى يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا قال: مرض الحسن والحسين فعادهما جدهما محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وعادهما عامة العرب فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك نذرا وكل نذر لا يكون له وفاء فليس بشيء. فقال علي رضي الله عنه: إن برأ ولداي مما بهما صمت ثلاثة أيام شكرا، وقالت فاطمة رضي الله عنها: إن برأ ولداي مما بهما صمت لله ثلاثة أيام شكرا ما لبس الغلامان العافية، وليس عند آل محمد قليل ولا كثير، فانطلق علي رضي الله عنه إلى شمعون بن جابا الخيبري، وكان يهوديا فاستقرض منه ثلاثة أصوع من شعير، وفي حديث المزني عن ابن مهران الباهلي فانطلق إلى جار له من اليهود يعالج الصوف يقال له: شمعون بن جابا، فقال: هل لك أن تعطيني جزة من الصوف تغزلها لك بنت محمد صلى الله عليه وسلم بثلاثة أصوع من الشعير قال: نعم، فأعطاه فجاء بالسوق والشعير فأخبر فاطمة بذلك فقبلت وأطاعت قالوا: فقامت فاطمة رضي الله عنها إلى صاع فطحنته واختبزت منه خمسة أقراص لكل واحد منهم قرصا وصلى علي مع النبي (عليه السلام) المغرب، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم مسكين فوقف بالباب فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد، مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني أطعمكم من موائد الجنة، فسمعه علي رضي الله عنه فأنشأ يقول: فاطم ذات المجد واليقين ... يا ابنة خير الناس أجمعين أما ترين البائس المسكين ... قد قام بالباب له حنين يشكوا إلى الله ويستكين ... يشكوا إلينا جائع حزين كل امرء بكسبه رهين ... وفاعل الخيرات يستبين موعدنا جنة عليين ... حرمها الله على الضنين وللبخيل موقف مهين ... تهوى به النار إلى سجين شرابه الحميم والغسلين ... من يفعل الخير يقم سمين ويدخل الجنة أي حين غذيت من خبز له صناعة ... أطعمه ولا أبالي الساعة أرجو إذا أشبعت ذا المجاعة ... أن ألحق الأخيار والجماعه وأدخل الخلد ولي شفاعه قال: فأعطوه الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا شيئا إلا الماء القراح، فلما كان اليوم الثاني قامت فاطمة إلى صاع فطحنته فاختبزته وصلى علي مع النبي (عليه السلام) ، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه فأتاهم يتيم فوقف بالباب فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد، يتيم من أولاد المهاجرين، استشهد والدي يوم العقبة، أطعموني أطعمكم الله على موائد الجنة فسمعه علي رضي الله عنه فأخذ يقول: فاطم بنت السيد الكريم ... بنت نبي ليس بالزنيم لقد أتى الله بذي اليتيم ... من يرحم اليوم يكن رحيم موعده في جنة النعيم ... قد حرم الخلد على اللئيم ألا يجوز الصراط المستقيم ... يزل في النار إلى الجحيم فأنشأت فاطمة: أطعمه اليوم ولا أبالي ... وأوثر الله على عيالي أمسوا جياعا وهم أشبالي ... أصغرهم يقتل في القتال بكربلا يقتل باغتيال ... للقاتل الويل مع الوبال تهوى به النار إلى سفال ... وفي يديه الغل والأغلال كبوله زادت على الأكبال. قال: فأعطوه الطعام ومكثوا يومين وليلتين لم يذوقوا شيئا إلا الماء القراح، فلما كان في اليوم الثالث قامت فاطمة رضي الله عنها إلى الصاع الباقي فطحنته واختبزته وصلى علي مع النبي (عليه السلام) ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم أسير فوقف بالباب فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد، تأسرونا [وتشدوننا] ولا تطعمونا، أطعموني فإني أسير محمد أطعمكم الله على موائد الجنة، فسمعه علي فأنشأ يقول: فاطم يا بنة النبي أحمد ... بنت نبي سيد مسود هذا أسير للنبي المهتد ... مكبل في غله مقيد يشكو إلينا الجوع قد تمدد ... من يطعم اليوم يجده من غد عند العلي الواحد الموحد ... ما يزرع الزارع سوف يحصد فأنشأت فاطمة تقول: لم يبق مما جاء غير صاع ... قد ذهبت كفي مع الذراع ابناي والله من الجياع ... يا رب لا تتركهما ضياع أبوهما للخير ذو اصطناع ... يصطنع المعروف بابتداع عبل الذراعين طويل الباع ... وما على رأسي من قناع إلا قناعا نسجه انساع قال: فأعطوه الطعام ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا شيئا إلا الماء القراح فلما أن كان في اليوم الرابع وقد قضوا نذرهم أخذ علي رضي الله عنه بيده اليمنى الحسن وبيده اليسرى الحسين وأقبل نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع فلما نضر به النبي (عليه السلام) قال: يا أبا الحسن ما أشد ما يسؤني ما أرى بكم، أنطلق إلى ابنتي فاطمة فانطلقوا إليها وهي في محرابها وقد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع وغارت عيناها، فلما رآها النبي (عليه السلام) قال: وا غوثاه بالله، أهل بيت محمد يموتون جوعا فهبط جبرائيل (عليه السلام) فقال: يا محمد خذها، هنأك الله في أهل بيتك قال: وما أخذنا يا جبرائيل فاقرأه هل أتى على الإنسان إلى قوله ولا شكورا إلى آخر السورة.

أسد الغابة ط العلمية (7/ 230)
(2367) أخبرنا أبو موسى، كتابة، أخبرنا أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد الثقفي، أخبرنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن العصائدي، إجازة، أخبرنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون وأبو طاهر بن خزيمة، قالا: أخبرنا أبو حامد بن الشرقي، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي، ابن عم الأحنف بن قيس في شوال سنة ثمان وخمسين ومائتين. ح قال أبو عثمان: أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد الحافظ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن بنسا، حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي، حدثنا أحمد بن حماد المروزي، حدثنا محبوب بن حميد البصري وسأله عن هذا الحديث روح بن عباد، حدثنا القاسم بن بهرام، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال في قوله تعالى: " {يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا، ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا} ، قال: مرض الحسن والحسين، فعادهما جدهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وعادهما عامة العرب، فقالوا: يا أبا الحسن، لو نذرت على ولدك نذرا، فقال علي: إن برأ مما بهما صمت الله عز وجل ثلاثة أيام شكرا. وقالت فاطمة كذلك، وقالت جارية يقال لها فضة نوبية: إن برأ سيداي صمت لله عز وجل شكرا. فألبس الغلامان العافية، وليس عند آل محمد قليل ولا كثير. فانطق علي إلى شمعون الخيبري فاستقرض منه ثلاثة آصع من شعير، فجاء بها فوضعها، فقامت فاطمة إلى صاع فطحنته واختبزته، وصلى علي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه، إذا أتاهم مسكين فوقف بالباب، فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد، مسكين من أولاد المسلمين، أطعموني أطعمكم الله عز وجل على موائد الجنة. فسمعه علي، فأمرهم فأعطوه الطعام. ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا إلا الماء. فلما كان اليوم الثاني قامت فاطمة إلى صاع وخبزته، وصلى علي مع النبي صلى الله عليه وسلم ووضع الطعام بين يديه، إذ أتاهم يتيم فوقف بالباب، وقال: السلام عليكم أهل بيت محمد، يتيم بالباب من أولاد المهاجرين، استشهد والدي، أطعموني. فأعطوه الطعام، فمكثوا يومين لم يذوقوا إلا الماء. فلما كان اليوم الثالث قامت فاطمة إلى الصاع الباقي فطحنته واختبزته، فصلى علي مع النبي صلى الله عليه وسلم ووضع الطعام بين يديه، إذ أتاهم أسير فوقف بالباب، وقال: السلام عليكم أهل بيت النبوة، تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا، أطعموني فإني أسير فاعطوه الطعام ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا إلا الماء. فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى ما بهم من الجوع، فأنزل الله تعالى: {هل أتى على الإنسان حين من الدهر} إلى قوله: {لا نريد منكم جزاء ولا شكورا} .