الموسوعة الحديثية


- كان من شأنِ خبيبِ بنِ عديِّ بنِ عبدِ اللهِ الأنصاريِّ من بني عمرو بنِ عوفٍ وعاصمِ بنِ ثابتِ بنِ أبي الأفلحِ بنِ عمرو بنِ عوفٍ وزيدِ بنِ الدثنةِ الأنصاريِّ من بني بياضةَ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعثهم عيونًا بمكةَ ليُخبروهُ خبر قريشٍ فسلكوا على النجديةِ حتى إذا كانوا بالرجيعِ من نجدٍ اعترضت لهم بنو لحيانَ من هزيلٍ فأما عاصمُ بنُ ثابتٍ فضارب بسيفِه حتى قُتِلَ وأما خبيبٌ وزيدُ بنُ الدثنةِ فاصعدا في الجبلِ فلم يستطعهما القومُ حتى جعلوا لهم العهودَ والمواثيقَ فنزلا إليهم فأوثقُوهما رباطًا ثم أقبلوا بهما إلى مكةَ فباعوهما من قريشٍ فأما خبيبٌ فاشتراه عقبةُ بنُ الحارثِ وشرَكَه في ابتياعِه أبو إهابِ بنِ عزيزِ بنِ قيسِ بنِ سويدِ بنِ ربيعةَ بنِ عدسِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ دارمٍ وكان قيسُ بنُ سويدِ بنِ ربيعةَ أخا عامرِ بنِ نوفلٍ لأُمِّهِ أمهما بنتُ نهشلِ التميميةِ وعبيدُ بنُ حكيمٍ السلميُّ ثم الذكوانيُّ وأميةُ بنُ أبي عتبةَ بنُ همامِ بنُ حنظلةَ من بني دارمٍ وبنو الحضرميِّ وسعيةُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أبي قيسٍ من بني عامرِ بنِ لؤيٍّ وصفوانُ بنُ أميةَ بنُ خلفِ بنِ وهبٍ الجمحيُّ فدفعوه إلى عقبةَ بنَ الحارثِ فسجنَه عندَه في دارِه فمكث عندَه ما شاء اللهُ أن يمكثَ وكانت امرأةٌ من آلِ عقبةَ بنَ الحارثِ بنِ عامرٍ تفتحُ عنه وتُطعمْهُ فقال لها إذا أراد القومُ قتلي فآذنِيني قبل ذلك فلما أرادوا قتلَه أخبرَتْهُ فقال ابغيني حديدةً أستدفُّ بها يعني أحلقَ عانتي فدخلتِ المرأةُ التي كانت تنجدُه والموسى في يدِه فأخذ بيدِ الغلامِ فقال هل أمكنَ اللهُ منكم فقالت ما هذا ظنِّي بك ثم ناوَلَها الموسى وقال إنما كنتُ مازحًا وخرج به القومِ الذين شركوا فيهِ وخرج معهم أهلُ مكةَ وخرجوا معهم بخشبةٍ حتى إذا كانوا بالتنعيمِ نصبوا تلك الخشبةَ فصلبوهُ عليها وكان الذي وليَ قتلَه عقبةُ بنُ الحارثِ وكان أبو الحسينِ صغيرًا وكان مع القومِ وإنما قتلوه بالحارثِ بنِ عامرٍ وكان قبلَ يومِ بدرٍ كافرًا وقال لهم خبيبٌ عند قتلِه أطلقوني من الرباطِ حتى أصليَ ركعتيْنِ فأطلقوهُ فركع ركعتيْنِ خفيفتيْنِ ثم انصرف فقال لولا أن تظنُّوا أنَّ بي جزعًا من الموتِ لطولتُهما لذلك خففتُهما وقال اللهمَّ إني لا أنظرُ إلا في وجهِ عدوٍّ اللهمَّ إني لا أجدُ رسولًا إلى رسولِك فبلِّغْهُ عني السلامَ فجاء جبريلُ عليهِ السلامُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأخبرَهم بذلك وقال خبيبٌ وهم يرفعونَه على الخشبةِ اللهمَّ أحصهم عددًا واقتلهم بدَدًا ولا تُبقِ منهم أحدًا وقتلَ خبيبٌ أبناءَ المشركين الذين قُتِلُوا يومَ بدرٍ لما وضعوا فيه السلاحَ وهو مصلوبٌ نادوهُ وناشدوهُ أتحبُّ أنَّ محمدًا مكانَك فقال لا واللهِ العظيمِ ما أحبُّ أن يَفْدِيَني بشوكةٍ يُشاكُها في قدمِه فضحكوا وقال خبيبٌ حين رفعوهُ إلى الخشبةِ لقد جُمِعَ الأحزابُ حولي وألَّبُوا قبائِلَهم واستجمعوا كلَّ مجمعٍ – وقد جمعوا أبناءَهم ونساءَهم وقربت من جذعٍ طويلٍ ممنعٍ – إلى اللهِ أشكو غُربتي ثم كُربتي وما أرصدُ الأحزابَ لي عند مصرعي – فذا العرشُ صبَّرني على ما يُرادُ بي فقد بضعوا لحمي وقد بانَ مطمَعي – وذلك في ذاتِ الإلهِ وإن يشأ يُبارَكْ على أوصالِ شلو ممزعٍ – لعمري ما أحفلُ إذا متُّ مسلمًا على أيِّ حالٍ كان في اللهِ مضجعي أوصِ – وأما زيدُ بنُ الدثنةِ فاشتراهُ صفوانُ بنُ أميةَ فقتلَه بأبيه أميةَ بنِ خلفٍ قتلَه نيطاسٌ مولى بني جمحٍ وقُتِلَا بالتنعيمِ فدفن عمرو بنُ أميةَ خبيبًا وقال حسانُ في شأنِ خبيبٍ وليت خبيبًا لم يَخُنْهُ ذِمامُه وليت خبيبًا كان بالقومِ عالمًا – شراكُ زهيرِ بنِ الأغرِ وجامعٌ وكانا قديمًا يركبانِ المحارمَا – أجرتُم فلما أن أجرتُم غدرتُم وكنتم بأكنافِ الرجيعِ لهازمَا
خلاصة حكم المحدث : فيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف
الراوي : عروة بن الزبير | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد الصفحة أو الرقم : 6/202
التخريج : أخرجه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (5/ 259) (5284) واللفظ له، وأبو نعيم في ((دلائل النبوة)) (438) بنحوه مختصرًا.
التصنيف الموضوعي: جهاد - بعث العيون جهاد - الدعاء على المشركين مغازي - يوم الرجيع مناقب وفضائل - خبيب بن عدي الأنصاري مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
|أصول الحديث

أصول الحديث:


 [المعجم الكبير – للطبراني] (5/ 259)
5284 - حدثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني، حدثني أبي، ثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، قال: " كان من شأن خبيب بن عبد الله الأنصاري، ثم من بني عمرو بن عوف، وعاصم بن ثابت بن الأفلح بن عمرو بن عوف، وزيد بن الدثنة الأنصاري، من بني بياضة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثهم عيونا بمكة ليخبروه خبر قريش، فسلكوا على النجدية حتى إذا كانوا بالرجيع من نجد، اعترضت لهم بنو لحيان من هذيل، فأما عاصم بن ثابت فضارب بسيفه حتى قتل، وأما خبيب وزيد بن الدثنة فأصعدا في الجبل، فلم يستطعهما القوم حتى جعلوا لهما العهود والمواثيق فنزلا إليهم فأوثقوهما رباطا ثم أقبلوا بهما إلى مكة فباعوهما من قريش فأما خبيب فاشتراه عقبة بن الحارث بن نوفل أخو حسين بن الحارث وشركه في ابتياعه معه أبو إهاب بن عزيز بن قيس بن سويد بن ربيعة بن عدس بن عبد الله بن دارم وكان قيس بن سويد بن ربيعة أخا عامر بن نوفل لأمه أمهما بنت نهشل التميمية وعكرمة بن أبي جهل والأخنس بن شرنون بن علاج بن غبرة الثقفي وعبيدة بن حكيم السلمي ثم الذكواني وأمية بن عتبة بن همام بن حنظلة من بني دارم، وبني الحضرمي وسعية بن عبد الله بن أبي قيس من بني عامر بن لؤي، وصفوان بن أمية بن خلف بن وهب الجمحي، فدفعوه إلى عقبة بن الحارث، فسجنه عنده في دار، فمكث عنده ما شاء الله أن يمكث، وكانت امرأة من آل عقبة بن الحارث بن عامر تفتح عنه وتطعمه، فقال لها: إذا أراد القوم قتلي فآذنيني قبل ذلك، فلما أرادوا قتله أخبرته، فقال لها: ابغيني حديدة أستدف بها - أي أحلق عانتي - فدخل ابن المرأة التي كانت تنجده والموسى في يده، فأخذ بيد الغلام، فقال: هل أمكن الله منكم؟ فقالت: ما هذا ظني بك، ثم ناولها الموسى، فقال: إنما كنت مازحا، وخرج به القوم الذين شركوا فيه وخرج معهم أهل مكة وخرجوا معهم بخشبة حتى إذا كانوا بالتنعيم نصبوا تلك الخشبة فصلبوه عليها، وكان الذي ولي قتله عقبة بن الحارث وكان أبو حسين صغيرا وكان مع القوم وإنما قتلوه بالحارث بن عامر وكان قتل يوم بدر كافرا وقال لهم خبيب عند قتله: أطلقوني من الرباط حتى أركع ركعتين فأطلقوه، فركع ركعتين خفيفتين، ثم انصرف فقال: لولا أن تظنوا أني جزع من الموت لطولتهما فلذلك خففتهما، وقال: اللهم إني لا أنظر إلا في وجه عدو اللهم إني لا أجد رسولا إلى رسولك، فبلغه عني السلام، فجاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره ذلك، وقال خبيب وهم يرفعونه على الخشبة: اللهم أحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تبق منهم أحدا، وقتل خبيب بن عدي أبناء المشركين الذين قتلوا يوم بدر، فلما وضعوا فيه السلاح وهو مصلوب نادوه وناشدوه: أتحب محمدا مكانك؟ فقال: لا والله العظيم ما أحب أن يفديني بشوكة يشاكها في قدمه، فضحكوا وقال خبيب حين رفعوه على الخشبة: [البحر الطويل] لقد جمع الأحزاب حولي وألبوا ... قبائلهم واستجمعوا كل مجمع وقد جمعوا أبناءهم ونساءهم ... وقربت من جذع طويل ممنع إلى الله أشكو غربتي بعد كربتي ... وما أرصد الأحزاب بي عند مصرعي فذا العرش صبرني على ما يراد بي ... فقد بضعوا لحمي وقد يئس مطمعي وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع لعمري ما أحفل إذا مت مسلما ... على أي حال كان لله مضجعي وأما زيد بن الدثنة فاشتراه صفوان بن أمية بن خلف فقتله بأبيه أمية بن خلف، قتله نسطاس مولى بني جمح، وقتلا بالتنعيم، فدفن عمرو بن أمية خبيبا، وقال حسان بن ثابت في شأن خبيب: [البحر الطويل] ليت خبيبا لم تخنه دمامة ... وليت خبيبا كان بالقوم عالما شراك زهير بن الأغر وجامع ... وكانا قديما يركبان المحارما أجرتم فلما أن أجرتم غدرتم ... وكنتم بأكناف الرجيع اللهازما زيد بن عبد ربه الأنصاري أبو عبد الله الذي أري النداء

دلائل النبوة لأبي نعيم الأصبهاني (ص: 507)
438 - حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عمرو بن خالد ثنا أبي ثنا ابن لهيعة قال: ثنا أبو الأسود، عن عروة بن الزبير قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مرثد بن أبي مرثد الغنوي حليف حمزة بن عبد المطلب إلى حي من هذيل فقتل فيها من قريش من بني هاشم مرثد بن أبي مرثد، ومن الأنصاري من بني عمرو بن عوف عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، وأراد المشركون أن يقطعوا رأسه فيبعثوه إلى المشركين بمكة فبعث الله عليه الدبر تطير في وجوه القوم وتلدغهم فحالت بينهم وبينه أن يقطعوا رأسه وذكر قصة خبيب وعاصم وزاد في قصة خبيب أنه قال بعد أن صلى ركعتين: " اللهم لا أجد رسولا إلى رسولك صلى الله عليه وسلم فبلغه عني السلام. فجاء جبرئيل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك. وقال خبيب لما رفعوه إلى الخشبة: [البحر الطويل] لقد جمع الأحزاب حولي وألبوا ... قبائلهم واستجمعوا كل مجمع فقد جمعوا أبناءهم ونساءهم ... وقربت من جذع طويل ممنع وكلهم يبدي العداوة جاهدا ... علي بقتلي في وثاق مضيع إلى الله أشكو غربتي بعد كربتي ... وما أرصد الأحزاب لي عند مصرعي فذا العرش صبرني على ما يراد بي ... فقد بضعوا لحمي وقد ضل مطعمي وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع لعمرك لم أجهل إذا مت مسلما ... على أي حال كان في الله مرجعي