الموسوعة الحديثية


- قَدِمَ على عُمَرَ رَجُلٌ، فجَعَلَ عُمَرُ يَسألُه عنِ الناسِ، فقال: يا أميرَ المُؤمِنينَ، قد قَرَأ القُرآنَ منهم كذا وكذا. فقُلتُ: واللهِ ما أُحِبُّ أنْ يُسارِعوا يَومَهم هذا في القُرآنِ هذه المُسارَعةَ. قال: فزَبَرَني عُمَرُ، ثم قال: مَهْ. فانطَلَقتُ إلى مَنزِلي مُكتَئِبًا حَزينًا، فقُلتُ: قد كُنتُ نزَلتُ مِن هذا بمَنزِلةٍ، ولا أراني إلَّا قد سَقَطتُ مِن نَفْسِه، فاضطَجَعتُ على فِراشي، حتى عادَني نِسوةُ أهلي، وما بي وَجَعٌ، فبَينا أنا على ذلك، قيل لي: أجِبْ أميرَ المُؤمِنينَ. فخَرَجتُ، فإذا هو قائِمٌ على البابِ يَنتَظِرُني، فأخَذَ بيَدي، ثم خَلا بي، فقال: ما الذي كَرِهتَ ممَّا قال الرَّجُلُ آنِفًا؟ قُلتُ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، إنْ كُنتُ أسَأْتُ، فإنِّي أستَغفِرُ اللهَ، وأتوبُ إليه، وأنزِلُ حيث أحبَبْتَ. قال: لَتُخبِرَنِّي. قُلتُ: متى ما يُسارِعوا هذه المُسارَعةَ يَحتَقُّوا، ومتى ما يَحتَقُّوا يَختَصِموا، ومتى ما اختَصَموا يَختَلِفوا، ومتى ما يَختَلِفوا يَقتَتِلوا. قال: للهِ أبوكَ ، لقد كُنتُ أكتُمُها الناسَ حتى جِئتَ بها.
خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء الصفحة أو الرقم : 3/349
التخريج : أخرجه الذهبي في ((سير أعلام النبلاء)) (3/ 348) بلفظه، وعبد الرزاق (20368)، والفسوي في ((المعرفة والتاريخ)) (1/ 516) كلاهما بنحوه .
التصنيف الموضوعي: قرآن - الاختلاف والمراء في القرآن مريض - عيادة النساء الرجال جنائز وموت - عيادة المريض قرآن - آداب الناس كلهم مع القرآن مريض - مشروعية عيادة المريض وفضلها
|أصول الحديث

أصول الحديث:


سير أعلام النبلاء (3/ 348 ط الرسالة)
: قرأت على إسماعيل بن عبد الرحمن، أخبركم عبد الله بن أحمد الفقيه سنة سبع عشرة وست مائة، أخبرنا محمد بن عبد الباقي، أخبرنا علي بن محمد بن محمد الأنباري، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا إسماعيل بن محمد، أخبرنا أحمد بن منصور، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن علي بن بذيمة ، عن يزيد بن الأصم، عن ابن عباس، قال: قدم على عمر رجل، فجعل عمر يسأله عن الناس، فقال: يا أمير المؤمنين، قد قرأ القرآن منهم كذا وكذا. فقلت: والله ‌ما ‌أحب ‌أن ‌يسارعوا ‌يومهم ‌هذا ‌في ‌القرآن ‌هذه ‌المسارعة. قال: فزبرني عمر، ثم قال: مه. فانطلقت إلى منزلي مكتئبا حزينا، فقلت: قد كنت نزلت من هذا بمنزلة، ولا أراني إلا قد سقطت من نفسه، فاضطجعت على فراشي، حتى عادني نسوة أهلي وما بي وجع، فبينا أنا على ذلك، قيل لي: أجب أمير المؤمنين. فخرجت، فإذا هو قائم على الباب ينتظرني، فأخذ بيدي، ثم خلا بي، فقال: ما الذي كرهت مما قال الرجل آنفا؟ قلت: يا أمير المؤمنين، إن كنت أسأت، فإني أستغفر الله، وأتوب إليه، وأنزل حيث أحببت. قال: لتخبرني. قلت: متى ما يسارعوا هذه المسارعة يحتقوا، ومتى ما يحتقوا يختصموا، ومتى ما اختصموا يختلفوا، ومتى ما يختلفوا يقتتلوا. قال: لله أبوك، لقد كنت أكتمها الناس حتى جئت بها .

مصنف عبد الرزاق ( 11/ 217 ت الأعظمي)
: 20368 - أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر ، عن علي بن بذيمة ، عن يزيد بن الأصم ، عن ابن عباس قال : قدم على عمر رجل ، فجعل عمر يسأله عن الناس ، فقال : يا أمير المؤمنين ، قد قرأ منهم القرآن كذا وكذا ، فقال ابن عباس : فقلت : والله ما أحب أن يتسارعوا يومهم هذا في القرآن هذه المسارعة ، قال : فزبرني عمر ، ثم قال : " مه " قال : فانطلقت إلى أهلي مكتئبا حزينا ، فقلت : قد كنت نزلت من هذا الرجل منزلة ، فلا أراني إلا قد سقطت من نفسه ، قال : فرجعت إلى منزلي ، فاضطجعت على فراشي حتى عادني نسوة أهلي وما بي وجع ، وما هو إلا الذي تقبلني به عمر ، قال : فبينا أنا على ذلك أتاني رجل فقال : أجب أمير المؤمنين ، قال : خرجت فإذا هو قائم ينتظرني ، قال : فأخذ بيدي ثم خلا بي ، فقال : " ما الذي كرهت مما قال الرجل آنفا ؟ " قال : فقلت : يا أمير المؤمنين ، إن كنت أسأت ، فإني أستغفر الله وأتوب إليه ، وأنزل حيث أحببت ، قال : " لتحدثني بالذي كرهت مما قال الرجل " ، فقلت : يا أمير المؤمنين متى ما تسارعوا هذه المسارعة يحيفوا ، ومتى ما يحيفوا يختصموا ، ومتى ما يختصموا يختلفوا ، ومتى ما يختلفوا يقتتلوا ، فقال عمر : " لله أبوك ، لقد كنت أكاتمها الناس حتى جئت بها " .

المعرفة والتاريخ - ت العمري - ط العراق (1/ 516)
: حدثنا علي بن الحسن بن شقيق قال: وأنبأ عبد الله قال: أنبأ معمر عن علي بن بذيمة الجزري أنه حدثه عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس قال: قدم على عمر بن الخطاب رجل، فجعل عمر يسأله عن الناس. فقال: يا أمير المؤمنين قرأ منهم القرآن كذا وكذا. فقال ابن عباس: والله ‌ما ‌أحب ‌أن ‌يسارعوا ‌يومهم ‌هذا ‌في ‌القرآن ‌هذه ‌المسارعة. قال: فزبرني عمر ثم قال: مه. قال: فانطلقت إلى منزلي مكتئبا حزينا. فقلت: قد كنت نزلت من هذا الرجل بمنزلة ما أرى إلا أني قد سقطت من نفسه. قال: فرجعت إلى منزلي فاضطجعت على فراشي حتى عادني نسوة أهلي وما بي من وجع وما هو إلا الذي نقلني به عمر. قال: فبينا أنا كذلك إذ أتاني رجل فقال: أجب أمير المؤمنين. قال: فخرجت فإذا هو قائم قريبا ينتظرني فأخذ بيدي ثم خلا بي فقال: ما كرهت مما قال الرجل. قال: قلت يا أمير المؤمنين إن كنت أسأت فأستغفر الله عز وجل وأتوب إليه فانزل حيث أحببت. قال: لتحدثني ما الذي كرهت مما قال الرجل. فقلت: يا أمير المؤمنين إنهم متى ما يسارعوا هذه المسارعة تحنفوا ومتى تحنفوا اختلفوا ومتى اختلفوا يفشلوا. قال: لله أبوك! والله لقد كنت أكاتمها الناس حتى جئت بها .