الموسوعة الحديثية


- حديثُ: الخاتَمِ والشَّيطانِ وعبادةِ الوثَنِ في بيتِ سُليمانَ عليه السَّلامُ [يعني حديث: عن ابنِ عبَّاسٍ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ قالَ : أرادَ سُليمانُ أن يدخُلَ الخلاءَ فأعطى الجرادةَ خاتمَه وكانَت الجرادةُ امرأتُه وكانت أحبَّ نسائِه إليه فجاءَ الشَّيطانُ في صورةِ سلَيمانَ فقالَ لها : هاتي خاتَمِي فأعطَته إيَّاه، فلمَّا لبسَه دانتْ لهُ الإنسُ والجنُّ والشَّياطينُ، فلمَّا خرجَ سُليمانُ من الخلاءِ قالَ لها : هاتي خاتَمِي قالَت : قد أعطيْتُه سليمانَ، قال : أنا سُليمانُ، قالت : كذَبْتَ لستَ سُليمانَ، فجعلَ لا يأتي أحدًا فيقولُ لهُ أنا سُليمانُ إلَّا كذَّبَه، حتَّى جعلَ الصِّبيانُ يرمونَه بالحجارةِ، فلمَّا رأى ذلكَ عرفَ أنَّه من أَمرِ اللهِ عزَّ وجلَّ، قالَ : وقامَ الشَّيطانُ يحكُمُ بين النَّاسِ فلمَّا أرادَ اللهُ أن يَردَّ على سليمانَ سلطانَه ألقى في قلوبِ النَّاسِ إنكارَ ذلكَ الشَّيطانِ، قالَ : فأرسلُوا إلى نِساءِ سليمانَ فقالوا لهنَّ : أتُنكِرنَ مِنْ سليمانَ شيئًا ؟ قُلنَ : نعَم إنَّهُ يأتينَا ونحن حُيَّضٌ، وما كان يأتيِنا قبلَ ذلكَ، فلمَّا رأىَ الشَّيطانُ أن قد فُطِنَ لهُ ظنَّ أنَّ أمرَه قد انقَطعَ، فكتبُوا كُتبًا فيها سِحرٌ وكُفرٌ فدفنُوها تحتَ كرسيِّ سلَيمانَ ثمَّ أثارُوها وقرءُوها على النَّاسِ وقالوا بهذا كانَ يَظهرُ سليمانُ على النَّاسِ فأكفرَ النَّاسُ سلَيمانَ عليهِ السلام فلم يزالُوا يُكفِرونَه، وبعثَ ذلكَ الشَّيطانُ بالخاتمِ فطرحَه في البَحرِ فتلقْته سمكةٌ فأخذَتْه، وكان سُليمانُ يحملُ على شطِّ البحرِ بالأجرِ فجاءَ رجُلٌ فاشترَى سمكًا فيهِ تلكَ السمكةِ الَّتي في بطنِها الخاتَمِ فدعا سُليمانَ فقالَ : تحملْ لي هذا السمَكَ ؟ فقالَ : نعَم، قال : بِكَمْ ؟ قالَ : بسمكَةٍ من هذا السَّمكِ، قال : فحملَ سليمانُ عليهِ السَّلامُ السمكَ ثمَّ انطلقَ بهِ إلى منزلِه فلمَّا انتَهي الرَّجلُ إلى بابِه أعطاه تلكَ السَّمكةِ الَّتي في بطنِها الخاتمِ فأخذَها سليمانُ فشقَّ بطنَها فإذا الخاتَمُ في جوفِها فأخذَه فلبسَه، قالَ : فلمَّا لبسَه دانَتْ لهُ الجنُ والإنسُ والشياطينُ وعادَ إلى حالِه، وهربَ الشَّيطانُ حتَّى دخلَ جزيرةً من جزائرِ البحرِ فأرسلَ سليمانُ في طلبِه وكان شَيطانًا مريدًا فجعلُوا يطلُبونَه ولا يقدِرونَ عليهِ حتَّى وجدُوه يومًا نائمًا فجاءُوا فبنَوا عليهِ بنيانًا من رَصاصٍ فاستيقظَ فوثبَ فجعلَ لا يثبُ في مَكانٍ من البيتِ إلَّا انماطَ معهُ الرَّصاصُ قالَ : فأخذُوه فأوثقُوه وجاءُوا بهِ إلى سلَيمانَ فأُمِرَ بهِ فنُقِرَ لهُ تختٌ من رُخامٍ ثمَّ أدخِلَ في جوفِه ثمَّ سُدَّ بالنُّحاسِ ثمَّ أُمِرَ بهِ فطُرِحَ في البحرِ فذلكَ قولُه وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ قالَ : يَعني الشَّيطانُ الَّذي كان سُلِّطَ عليهِ]
خلاصة حكم المحدث : الله أعلم بصحته وإسناده قوي
الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف الصفحة أو الرقم : 142
التخريج : أخرجه النسائي في ((الكبرى)) (10926)، وابن أبي الدنيا في ((العقوبات)) (192) بلفظه تامًا، وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (982) بنحوه مختصرًا.
التصنيف الموضوعي: أنبياء - سليمان جن - صفة إبليس وجنوده أنبياء - عام إيمان - أعمال الجن والشياطين إيمان - الجن والشياطين
|أصول الحديث

أصول الحديث:


السنن الكبرى للنسائي (10/ 12)
10926 - أخبرنا محمد بن العلاء، حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان الذي أصاب سليمان بن داود عليه السلام في سبب امرأة من أهله يقال لها جرادة، وكانت أحب نسائه إليه، وكان إذا أراد أن يأتي نساءه أو يدخل الخلاء أعطاها الخاتم، فجاء أناس من أهل الجرادة يخاصمون قوما إلى سليمان بن داود عليه السلام، فكان هوى سليمان أن يكون الحق لأهل الجرادة فيقضي لهم، فعوقب حين لم يكن هواه فيهم واحدا، فجاء حين أراد الله أن يبتليه فأعطاها الخاتم ودخل الخلاء، ومثل الشيطان في صورة سليمان، قال: هاتي خاتمي، فأعطته خاتمه فلبسه، فلما لبسه دانت له الشياطين والإنس والجن وكل شيء، قال: فجاءها سليمان، قال: هاتي خاتمي، قالت: اخرج لست بسليمان، قال سليمان عليه السلام: إن ذاك من أمر الله، أبتلى به، فخرج فجعل إذا قال: أنا سليمان رجموه حتى يدمون عقبه، فخرج يحمل على شاطئ البحر، ومكث هذا الشيطان فيهم مقيما ينكح نساءه، ويقضي بينهم، فلما أراد الله عز وجل أن يرد على سليمان ملكه انطلقت الشياطين وكتبوا كتبا فيها سحر، وفيها كفر، فدفنوها تحت كرسي سليمان عليه السلام، ثم أثاروها وقالوا: هذا كان يفتن الجن والإنس، قال: فأكفر الناس سليمان حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله عز وجل على محمد عليه السلام {وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا} [البقرة: 102] يقول الذي صنعوا فخرج سليمان يحمل على شاطئ البحر، قال: ولما أنكر الناس لما أراد الله أن يرد على سليمان ملكه أنكروا، انطلقت الشياطين جاءوا إلى نسائه فسألوهن فقلن: إنه ليأتينا ونحن حيض، وما كان يأتينا قبل ذلك، فلما رأى الشيطان أنه حضر هلاكه هرب وأرسل به فألقاه في البحر، وفي الحديث: فتلقاه سمكة فأخذه، وخرج الشيطان حتى لحق بجزيرة في البحر، وخرج سليمان عليه السلام يحمل لرجل سمكا، قال: بكم تحمل؟ قال: بسمكة من هذا السمك، فحمل معه حتى بلغ به أعطاه السمكة التي في بطنها الخاتم، فلما أعطاه السمكة شق بطنها يريد يشويها، فإذا الخاتم فلبسه، فأقبل إليه الإنس والشياطين، فأرسل في طلب الشيطان، فجعلوا لا يطيقونه، فقال: احتالوا له، فذهبوا فوجدوه نائما قد سكر، فبنوا عليه بيتا من رصاص، ثم جاءوا ليأخذوه، فوثب فجعل لا يثب في ناحية إلا أماط الرصاص معه، فأخذوه فجاءوا به إلى سليمان، فأمر بحنت من رخام، فنقر، ثم أدخله في جوفه ثم سده بالنحاس، ثم أمر به فطرح في البحر "

العقوبات لابن أبي الدنيا (4/ 163)
192- حدثنا أبو خيثمة، وإسحاق بن إسماعيل، وأبو هلال الأشعري، قالوا: حدثنا محمد بن خازم, أبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: لما ابتلي سليمان صلى الله عليه، كان بلاؤه في سبب أناس من أهل امرأته، كان يقال لها: الجرادة، وكانت من أحب نسائه إليه، وكان إذا أراد أن يدخل الخلاء أو يجنب, يعطيها الخاتم، وإن ناسا يخاصمون قوما من أهل الجرادة، فكان من هوى سليمان عليه السلام أن يكون الحق لأهل الجرادة, فعرفت حين لم يكن هواه فيهم واحدا، فأراد أن يدخل الخلاء، فأعطاها الخاتم، فجاء الشيطان في صورة سليمان, فقال لها: هاتي خاتمي، فأعطته إياه، فلما لبسه دانت له الجن, والإنس, والشياطين، وجاءها سليمان فقال: هاتي خاتمي، فقالت: اخرج، لست بسليمان، قد جاء سليمان, فأخذ خاتمه، فلما رأى ذلك سليمان, عرف أنه من امرأته، فخرج يحمل على ظهره على شط البحر، وجعل إذا قال: أنا سليمان، رماه الصبيان بالحجارة, وانطلقت الشياطين في تلك الأيام، فكتبوا كتبا فيها كفر وسحر، فدفنوها تحت كرسي سليمان، ثم أثاروها، فقرؤها على الناس، فقالوا: إنما كان سليمان يغلب الناس بهذه الكتب, فبرئ الناس من سليمان، ولم يزالوا يكفرونه, حتى بعث الله محمدا عليه السلام، فمكث ذلك الشيطان يعمل بالمعاصي والشر، فلما أراد الله عز وجل أن يرد سليمان إلى ملكه، ألقى في قلوب الناس إنكارا لما يعمل الشيطان، فأتوا نساء سليمان, فقالوا لهن: أنكرتن من سليمان شيئا؟ قلن: نعم، قال: فعرف الشيطان أنه قد دنا هلاكه، أرسل الخاتم وألقاه في البحر، فتلقته سمكة, فأخذته، فجاء رجل, فاشترى سمكا، وكان في السمك الذي اشترى تلك السمكة التي في بطنها الخاتم، فأخذها سليمان عليه السلام, فشق بطنها، فإذا الخاتم فيه، فأخذه فلبسه، فلما لبسه دانت له الجن والإنس والشياطين، وحيوه بالتحية التي كان يحيا بها قبل ذلك، وهرب ذلك الشيطان، فلحق بجزيرة من جزائر البحر, قال أبو معاوية: ثم إن الكلبي شرك الأعمش من هذا المكان في الحديث, قال: فأرسل سليمان عليه السلام في طلبه، فلم يزالوا يطلبونه، وكان شيطانا مريدا، فوجدوه ذات يوم نائما، فبنوا عليه بيتا من رصاص، فاستيقظ, فجعل يثب، فلا يثب في ناحية من البيت, إلا انماط معه الرصاص، فأخذوه, فأوثقوه, وجاؤا به إلى سليمان عليه السلام، وكان اسمه صخرا، فأمر سليمان عليه السلام بتخت من رخام، ثم أمر به فنقر، فجوفوه، ثم أدخله فيه، وسده بالنحاس، ثم أمر به فطرح في البحر, فذلك قوله عز وجل: {ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا} يعني الشيطان الذي كان يسلط عليه, {ثم أناب} يعني سليمان, فقال سليمان عليه السلام حين رد الله عز وجل ملكه: {وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي} يقول: لا تسلط عليه شيطانا مثل الذي سلطت علي, فلم يزل الناس يكفرون سليمان، حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم, وأنزل عليه: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان} واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان, يعني الصحف التي دفنوها, {وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا} فأنزل الله عز وجل عذره في هذه الآية.

تفسير ابن أبي حاتم (1/ 185)
982 - حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا أبو أسامة، عن الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال ": قال: آصف كاتب سليمان، وكان يعلم الاسم الأعظم، وكان يكتب كل شيء بأمر سليمان ويدفنه تحت كرسيه، فلما مات سليمان أخرجته الشياطين فكتبوا من كل سطرين سحرا وكفرا، وقالوا: هذا الذي كان سليمان يعمل بها، قال: فأكفره جهال الناس وسبوه، ووقف علماؤهم فلم يزل جهالهم يسبونه حتى أنزل على محمد ": {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا} [البقرة: 102]