الموسوعة الحديثية


- إنِّي لَقاعِدٌ عندَ المِنبَرِ يومَ الجُمُعةِ ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخطُبُ، إذ قال بعضُ أهلِ المسجِدِ: يا رسولَ اللهِ، حُبِسَ المطرُ، هلَكَتِ المَواشي، ادْعُ اللهَ أنْ يَسقيَنا، قال أنَسٌ: فرَفَعَ يَدَيْه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وما أَرَى في السَّماءِ مِن سَحابٍ فأُلِّفَ بيْنَ السَّحابِ، -قال حجَّاجٌ: فألَّفَ اللهُ بيْنَ السَّحابِ- فوَبَلَتْنا، -قال حجَّاجٌ: سَعَيْنا- حتى رَأيتُ الرَّجُلَ الشديدَ تَهُمُّه نَفْسُه أنْ يَأتيَ أهلَه، فمُطِرنا سَبعًا، وخرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يَخطُبُ في الجُمُعةِ المُقبِلةِ، إذ قال بعضُ أهلِ المسجِدِ: يا رسولَ اللهِ، تهدَّمَتِ البُيوتُ، حُبِسَ السِّفارُ، ادْعُ اللهَ أنْ يَرفَعَها عنَّا، قال: فرَفَعَ يَدَيْه فقال: اللهمَّ حَوالَيْنا ولا علينا. قال: فتَقَوَّرَ ما فوقَ رَأسِنا منها، حتى كأنَّا في إكْليلٍ يُمطَرُ ما حَولَنا ولا نُمطَرُ.

أصول الحديث:


[صحيح البخاري] (2/ 12)
933- حدثنا إبراهيم بن المنذر قال: حدثنا الوليد قال: حدثنا أبو عمرو قال: حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك قال: ((أصابت الناس سنة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فبينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في يوم جمعة، قام أعرابي فقال: يا رسول الله، هلك المال، وجاع العيال، فادع الله لنا. فرفع يديه، وما نرى في السماء قزعة، فوالذي نفسي بيده، ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته صلى الله عليه وسلم، فمطرنا يومنا ذلك، ومن الغد، وبعد الغد، والذي يليه حتى الجمعة الأخرى، وقام ذلك الأعرابي، أو قال غيره، فقال: يا رسول الله، تهدم البناء، وغرق المال، فادع الله لنا. فرفع يديه فقال: اللهم حوالينا ولا علينا. فما يشير بيده إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت، وصارت المدينة مثل الجوبة، وسال الوادي قناة شهرا، ولم يجئ أحد من ناحية إلا حدث بالجود)).

[صحيح مسلم] (2/ 612 )
((8- (‌897) وحدثنا يحيى بن يحيى ويحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر (قال يحيى: أخبرنا. وقال الآخرون: حدثنا إسماعل بن جعفر) عن شريك بن أبي نمر، عن أنس بن مالك؛ أن رجلا دخل المسجد يوم جمعة. من باب كان نحو دار القضاء. ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب. فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما. ثم قال: يا رسول الله! هلكت الأموال وانقطعت السبل. فادع الله يغثنا. قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه. ثم قال: ((اللهم! أغثنا. اللهم! أغثنا. اللهم! أغثنا)). قال أنس: ولا والله! ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة. وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار. قال فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس. فلما توسطت السماء انتشرت. ثم أمطرت. قال: فلا والله! ما رأينا الشمس سبتا. قال: ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة. ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب. فاستقبله قائما. فقال: يا رسول الله! هلكت الأموال وانقطعت السبل. فادع الله يمسكها عنا. قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه. ثم قال: ((اللهم! حولنا ولا علينا. اللهم! على الآكام والظراب، وبطون الأودية، ومنابت الشجر)) فانقلعت. وخرجنا نمشي في الشمس. قال شريك: فسألت أنس بن مالك: أهو الرجل الأول؟ قال: لا أدرى)). 10- (‌897) وحدثني عبد الأعلى بن حماد ومحمد بن أبي بكر المقدمي. قالا: حدثنا معتمر. حدثنا عبيد الله عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك. قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة. فقام إليه الناس فصاحوا. وقالوا: يا نبي الله! قحط المطر، واحمر الشجر، وهلكت البهائم وساق الحديث. وفيه من رواية عبد الأعلى: فتقشعت عن المدينة. فجعلت تمطر حواليها. وما تمطر بالمدينة قطرة. فنظرت إلى المدينة وإنها لفي مثل الأكليل. 11- (897) وحدثناه أبو كريب. حدثنا أبو أسامة عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس، بنحوه. وزاد: فألف الله بين السحاب. ومكثنا حتى رأيت الرجل الشديد تهمه نفسه أن يأتي أهله. 12- (897) وحدثنا هارون بن سعيد الأيلي. حدثنا ابن وهب. حدثني أسامة؛ أن حفص بن عبيد الله بن أنس بن مالك حدثه؛ أنه سمع أنس بن مالك يقول جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، وهو على المنبر واقتص الحديث. وزاد: فرأيت السحاب يتمزق كأنه الملاء حين تطوى.