الموسوعة الحديثية


- كنتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في غزوةِ حُنَينٍ فسِرنا في يومٍ قائظٍ شَديدِ الحَرِّ، فنزلنا تحتَ ظِلالِ الشَّجَرِ، فلمَّا زالت الشَّمسُ لَبِستُ لأْمَتي، وركبتُ فرسي فانطلقتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وهو في فُسطاطِه، فقُلتُ: السَّلامُ عليك يا رسولَ اللهِ ورحمةُ اللهِ، حان الرَّواحُ؟ فقال: «أجَلْ». فقال: «يا بلالُ». فثار من تحتِ سَمُرةٍ كأنَّ ظِلَّه ظِلُّ طائرٍ، فقال: لبَّيك وسَعدَيك وأنا فداؤك. فقال: أسرِجْ لي فرسي، فأخرَجَ سَرجًا دَفَّتاه من ليفٍ ليس فيهما أشَرٌ ولا بَطَرٌ، قال: فأسرج. قال: فركِبَ وركِبنا فصافَفْناهم عَشِيَّتَنا وليلتَنا فتشامَتِ الخيلانِ، فولَّى المسلِمون مدبرين كما قال اللهُ عزَّ وجَلَّ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «يا عبادَ اللهِ، أنا عبدُ اللهِ ورسولُه». ثمَّ قال: «يا مَعشَرَ المهاجِرين، أنا عبدُ اللهِ ورسولُه». قال: ثمَّ اقتحم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن فَرَسِه، فأخذ كفًّا من ترابٍ، فأخبرني الذي كان أدنى إليه مني ضَرَبَ به وجوهَهم. وقال: «شاهت الوجوهُ» فهزمهم اللهُ عزَّ وجَلَّ. قال يعلى بنُ عَطاءٍ: فحَدَّثني أبناؤهم عن آبائِهم أنَّهم قالوا: لم يَبْقَ منَّا أحدٌ إلَّا امتلأت عيناه وفَمُه ترابًا، وسَمِعنا صلصلةً بَينَ السَّماءِ والأرضِ كإمرارِ الحديدِ على الطسَّتِ الحديدِ.
خلاصة حكم المحدث : رجاله  ثقات.
الراوي : أبو عبد الرحمن الفهري | المحدث : محمد ابن يوسف الصالحي | المصدر : سبل الهدى والرشاد الصفحة أو الرقم : 5/323
التخريج : أخرجه أبو داود (5233)، وأحمد (22467)، والدارمي (2496) بنحوه.

أصول الحديث:


سنن أبي داود (4/ 359)
5233 - حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد، أخبرنا يعلى بن عطاء، عن أبي همام عبد الله بن يسار، أن أبا عبد الرحمن الفهري، قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا فسرنا في يوم قائظ شديد الحر، فنزلنا تحت ظل الشجرة، فلما زالت الشمس لبست لأمتي وركبت فرسي، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في فسطاطه، فقلت: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، قد حان الرواح، قال: أجل ثم قال: يا بلال قم فثار من تحت سمرة كأن ظله ظل طائر فقال: لبيك وسعديك وأنا فداؤك، فقال: أسرج لي الفرس فأخرج سرجا دفتاه من ليف ليس فيه أشر، ولا بطر، فركب وركبنا، وساق الحديث قال أبو داود: أبو عبد الرحمن الفهري ليس له إلا هذا الحديث وهو حديث نبيل جاء به حماد بن سلمة

مسند أحمد (37/ 134)
22467 - حدثنا بهز، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرني يعلى بن عطاء، عن أبي همام قال: أبو الأسود هو عبد الله بن يسار، عن أبي عبد الرحمن الفهري قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين فسرنا في يوم قائظ شديد الحر، فنزلنا تحت ظلال الشجر، فلما زالت الشمس لبست لأمتي، وركبت فرسي فانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في فسطاطه فقلت: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله حان الرواح؟ فقال: أجل . فقال: يا بلال . فثار من تحت سمرة كأن ظله ظل طائر فقال: لبيك وسعديك وأنا فداؤك. فقال: أسرج لي فرسي فأخرج سرجا دفتاه من ليف ليس فيهما أشر ولا بطر قال: فأسرج. قال: فركب وركبنا فصاففناهم عشيتنا وليلتنا فتشامت الخيلان، فولى المسلمون مدبرين كما قال الله عز وجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عباد الله أنا عبد الله ورسوله . ثم قال: يا معشر المهاجرين أنا عبد الله ورسوله . قال: ثم اقتحم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فرسه، فأخذ كفا من تراب، فأخبرني الذي كان أدنى إليه مني ضرب به وجوههم. وقال: شاهت الوجوه فهزمهم الله عز وجل. قال يعلى بن عطاء: فحدثني أبناؤهم عن آبائهم أنهم قالوا: لم يبق منا أحد إلا امتلأت عيناه وفمه ترابا، وسمعنا صلصلة بين السماء والأرض كإمرار الحديد على الطست الحديد. 22468 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا يعلى بن عطاء، عن عبد الله بن يسار أبي همام، عن أبي عبد الرحمن الفهري قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين فسرنا في يوم قائظ فذكر مثله

سنن الدارمي (3/ 1593)
2496 - حدثنا حجاج بن منهال، وعفان، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن عبد الله بن يسار أبي همام، عن أبي عبد الرحمن الفهري، قال: " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، في غزوة حنين، فكنا في يوم قائظ شديد الحر، فنزلنا تحت ظلال الشجر، فذكر القصة، ثم أخذ كفا من تراب قال: فحدثني الذي هو أقرب إليه مني أنه ضرب به وجوههم، وقال شاهت الوجوه فهزم الله المشركين قال يعلى: فحدثني أبناؤهم أن أباءهم " قالوا: فما بقي منا أحد إلا امتلأت عيناه وفمه ترابا