الموسوعة الحديثية


- اجتَمعتْ قُرَيشٌ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومًا فقال: انظُروا أعلَمَكم بالسِّحرِ، والكَهانةِ، والشِّعرِ، فلْيأتِ هذا الرجُلَ الذي قد فرَّقَ جماعتَنا، وشتَّتَ أمْرَنا، وعاب دينَنا، فلْيُكلِّمْه، ولْينظُرْ ما يرُدُّ عليه. قالوا: ما نعلَمُ أحدًا غَيرَ عُتبةَ بنِ رَبيعةَ. قالوا: أنتَ يا أبا الوليدِ، فأتاه عُتبةُ، فقال: يا محمَّدُ، أنتَ خَيرٌ أم عبدُ اللهِ؟ فسكَتَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. قال: أنتَ خيرٌ أم عبدُ المطَّلِبِ؟ فسكَتَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. قال: فإنْ كنتَ تزعُمُ أنَّ هؤلاءِ خيرٌ منكَ قد عبَدوا الآلهةَ التي عِبتَ، وإنْ كنتَ تزعُمُ أنَّكَ خيرٌ منهم فتكلَّمْ حتى نسمَعَ قولَكَ، أَمَا واللهِ ما رأَيْنا سَخْطةً أشأَمَ على قَومِكَ منكَ، فرَّقتَ جماعتَنا، وشتتَّ أمرَنا، وعِبتَ دينَنا، وفضَحْتَنا في العرَبِ، حتى طارَ فيهم أنَّ في قُرَيشٍ ساحرًا، وأنَّ في قُرَيش كاهنًا، ما ينتظِرُ الأمثَلُ صَيْحةَ الحُبْلى بأنْ يقومَ بعضُنا لبعضٍ بالسيوفِ حتى نتفانى، أيُّها الرجُلُ إنْ كان إنَّما بكَ الحاجةُ جمَعْنا لكَ مِن أموالِنا؛ حتى تكونَ أغنى قُرَيشٍ رجُلًا، وإنْ كان إنَّما بكَ الباءةُ فاختَرْ أيَّ نساءِ قُرَيشٍ، فنُزوِّجُكَ عشرًا. فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أفرَغتَ؟ قال: نعَمْ، قال: فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: {حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ...} حتى بلَغَ: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} [فصلت: 1-13]. فقال عُتبةُ: حَسْبُكَ حَسْبُكَ، ما عندَكَ غَيرُ هذا؟ قال: لا. فرجَعَ إلى قُرَيشٍ. فقالوا: ما وراءَكَ؟ فقال: ما ترَكتُ شيئًا أَرى أنَّكم تُكلِّمونَه به إلَّا كلَّمتُه. قالوا: هل أجابَكَ؟ قال: نعَمْ، قال والذي نصَبَها بَنِيَّةً، ما فهِمتُ شيئًا مما قال؛ غيرَ أنَّه قال: {أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} [فصلت: 13]. قالوا: وَيْلكَ يُكلِّمُكَ رجُلٌ بالعربيةِ، فلا تَدْري ما قال؟ قال: لا واللهِ، ما فهِمتُ شيئًا مما قال غيرَ ذِكْرِ الصاعقةِ.
خلاصة حكم المحدث : فيه الأجلح الكندي وبقية رجاله ثقات
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد الصفحة أو الرقم : 6/22
التخريج : أخرجه أبو يعلى في ((مسنده)) (1818)، وعبد بن حميد في ((المنتخب)) (1121)، وأبو نعيم الأصبهاني في ((دلائل النبوة)) (182) جميعا بلفظه، وأبن أبي شيبة (37715) مختصرا.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة فصلت فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - صبره
|أصول الحديث

أصول الحديث:


مسند أبي يعلى (3/ 349 ت حسين أسد)
: 1818 - حدثنا أبو بكر، حدثنا علي بن مسهر، عن الأجلح، عن الذيال بن حرملة الأسدي، عن جابر بن عبد الله قال: اجتمعت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم يوما، فقالوا: انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة، والشعر، فليأت هذا الرجل الذي قد فرق جماعتنا، وشتت أمرنا، وعاب ديننا، فليكلمه ولينظر ما يرد عليه، قالوا: ما نعلم أحدا غير عتبة بن ربيعة، قالوا: أنت يا أبا الوليد، فأتاه عتبة، فقال: يا محمد، أنت خير أم عبد الله، فسكت رسول الله، ثم قال: أنت خير أم عبد المطلب، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فإن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك فقد عبدوا الآلهة التي عبت، وإن كنت تزعم أنك خير منهم فتكلم حتى نسمع قولك، إنا والله ما رأينا سخلة قط أشأم على قومك منك، فرقت جماعتنا، وشتت أمرنا، وعبت ديننا، ففضحتنا في العرب، حتى لقد طار فيهم أن في قريش ساحرا، وأن في قريش كاهنا، والله ما ننتظر إلا مثل صيحة الحبلى بأن يقوم بعضنا إلى بعض بالسيوف حتى نتفانى أيها الرجل، إن كان إنما بك الحاجة جمعنا حتى تكون أغنى قريش رجلا، وإن كان إنما بك الباءة فاختر أي نساء قريش شئت فنزوجك عشرا، قال له رسول الله: أفرغت، قال: نعم، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بسم الله الرحمن الرحيم {حم تنزيل من الرحمن الرحيم} [فصلت: 2]، حتى بلغ {فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود} [فصلت: 13] "، فقال عتبة: حسبك حسبك، ما عندك غير هذا؟ قال: لا، فرجع إلى قريش، فقالوا: ما وراءك؟ قال: ما تركت شيئا أرى أنكم تكلمونه به إلا كلمته، قالوا: هل أجابك؟ قال: نعم، والذي نصبها بنية، ما فهمت شيئا مما قال غير أنه قال: {أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود} [فصلت: 13]، قالوا: ويلك يكلمك رجل بالعربية لا تدري ما قال، قال: لا، والله ما فهمت شيئا مما قال غير ذكر الصاعقة

المنتخب من مسند عبد بن حميد ت مصطفى العدوي (2/ 187)
: 1121- حدثني ابن أبي شيبة، ثنا علي بن مسهر، عن الأجلح، عن الذيال بن حرملة الأسدي، عن جابر بن عبد الله قال: اجتمعت قريش يوما، فقالوا: انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر، فليأت هذا الرجل الذي قد فرق جماعتنا، وشتت أمرنا، وعاب ديننا، فليكلمه، ولينظر ماذا يرد عليه. فقالوا: ما نعلم أحدا غير عتبة بن ربيعة. فقالوا: أنت يا أبا الوليد. فأتاه عتبة فقال: يا محمد، أنت خير أم عبد الله؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: أنت خير، أم عبد المطلب؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: فإن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك، فقد عبدوا الآلهة التي عبت، وإن كنت تزعم أنك خير منهم، فتكلم حتى نسمع قولك، إنا والله ما رأينا سخلة قط أشأم على قومه منك؛ فرقت جماعتنا، وشتت أمرنا، وعبت ديننا، وفضحتنا في العرب، حتى لقد طار فيهم أن في قريش ساحرا، وأن في قريش كاهنا، والله ما ننتظر إلا مثل صيحة الحبلى أن يقوم بعضنا إلى بعض بالسيوف حتى نتفانى، أيها الرجل، إن كان إنما بك الحاجة جمعنا لك، حتى تكون أغنى قريش رجلا واحدا، وإن كان إنما بك الباءة، فاختر أي نساء قريش شئت، فلنزوجك عشرا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فرغت؟ ". قال: نعم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بسم الله الرحمن الرحيم: {حم، تنزيل من الرحمن الرحيم} حتى بلغ: {فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود} [فصلت: 1-13] . فقال عتبة: حسبك حسبك، ما عندك غير هذا؟ قال: "لا"، فرجع إلى قريش، فقالوا: ما وراءك؟ فقال: ما تركت شيئا أرى أن تكلمونه ألا قد كلمته، قالوا: فهل أجابك؟ قال: نعم. قال: لا والذي نصبها بنية؛ ما فهمت شيئا مما قال، غير أنه قال: {أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود} [فصلت: 13] . قالوا: ويلك يكلمك الرجل بالعربية لا تدري ما قال!. قال: لا والله ما فهمت شيئا مما قال، غير ذكر الصاعقة.

دلائل النبوة لأبي نعيم الأصبهاني (ص230)
: 182 - حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال: ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: ثنا منجاب بن الحارث قال: ثنا علي بن مسهر، عن الأجلح، عن الذيال بن حرملة، عن جابر بن عبد الله قال: اجتمعت قريش يوما فقالوا: ‌انظروا ‌أعلمكم ‌بالسحر ‌والكهانة ‌والشعر فليأت هذا الرجل الذي فرق جماعتنا وشتت أمرنا وعاب ديننا فليكلمه فلينظر ماذا يرد عليه فقالوا: ما نعلم أحدا غير عتبة بن ربيعة فقالوا: أنت يا أبا الوليد فأتاه عتبة فقال: يا محمد أنت خير أم عبد الله؟ فسكت ثم قال: أنت خير أم عبد المطلب؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، [ثم قال: أنت خير أم هاشم؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم] قال: فإن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك فقد عبدوا الآلهة التي عبتها وإن كنت تزعم أنك خير منهم فتكلم حتى نسمع قولك ما رأينا سخلة قط أشأم على قومك منك فرقت جماعتنا وشتت أمرنا وفضحتنا في العرب حتى لقد طار فيهم أن في قريش ساحرا وأن في قريش كاهنا والله ما ننتظر إلا مثل صيحة الحبلى أن يقوم بعضنا إلى بعض بالسيوف حتى نتفانى أيها الرجل إن كان إنما بك الباءة فاختر أي نساء قريش فلنزوجك عشرا وإن كان إنما بك الحاجة جمعنا لك حتى تكون أغنى قريش رجلا واحدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فرغت؟ قال: نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم} [فصلت: 2] حتى قرأ: {فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود} [فصلت: 13] فقال له عتبة: حسبك ما عندك غير هذا؟ قال: لا. فرجع إلى قريش فقالوا: ما وراءك؟ قال: ما تركت شيئا أرى أنكم تكلمونه إلا وقد كلمته قالوا: فهل أجابك؟ قال: نعم قال: لا والذي نصبها بنية، ما فهمت شيئا مما قال غير أنه قال: {أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود} [فصلت: 13] قالوا: ويلك يكلمك رجل بالعربية لا تدري ما قال؟ قال: لا والله ما فهمت شيئا مما قال غير ذكر الصاعقة"

مصنف ابن أبي شيبة (عوامة)
(20/ 236) 37715- حدثنا علي بن مسهر، عن الأجلح، عن الذيال بن حرملة، عن جابر بن عبد الله، قال: اجتمعت قريش يوما، فقالوا: انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر، فليأت هذا الرجل الذي فرق جماعتنا، وشتت أمرنا، وعاب ديننا، فليكلمه، ولينظر ماذا يرد عليه، فقالوا: ما نعلم أحدا غير عتبة بن ربيعة، فقالوا: أنت يا أبا الوليد، فأتاه عتبة، فقال: يا محمد، أنت خير، أم عبد الله ؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: أنت خير، أم عبد المطلب ؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك، فقد عبدوا الآلهة التي عبت، وإن كنت تزعم أنك خير منهم فتكلم حتى نسمع قولك، إنا والله ما رأينا سخلة قط أشأم على قومه منك، فرقت جماعتنا، وشتت أمرنا، وعبت ديننا، وفضحتنا في العرب، حتى لقد طار فيهم أن في قريش ساحرا، وأن في قريش كاهنا، والله ما ننتظر إلا مثل صيحة الحبلى، أن يقوم بعضنا لبعض بالسيوف حتى نتفانى.