الموسوعة الحديثية


- كنْتُ رجلًا مِن أهلِ جَيَّ وكان أهلُ قريتي يعبُدون الخيلَ البُلْقَ وكنْتُ أعرِفُ أنهم ليسوا على شيءٍ فقيل لي إنَّ الدِّينَ الَّذي تطلُبُ إنَّما هو بالمَغْرِبِ فخرَجْتُ حتَّى أتيتُ المَوصِلَ فسألْتُ عن أفضلِ رجلٍ فيها فدُلِلْتُ على رجلٍ في صَومعةٍ فأتيتُه فقلْتُ إنِّي رجلٌ مِن أهلِ جَيَّ وإنِّي جِئْتُ أطلُبُ العِلمَ وأتعلَّمُ منك فضُمَّني إليك أخدُمُك وأصحَبُك وتُعَلِّمُني شيئًا ممَّا علَّمَك اللهُ قال نعم فصحِبْتُه فأجرى عليَّ مِثلَ ما يُجْري عليه مِنَ الخَلِّ والزَّيتِ والحُبوبِ فلم أزَلْ معه حتَّى نزَل به الموتُ فجلَسْتُ عندَ رأسِه أبكيه فقال ما يُبكيك فقلْتُ واللهِ يُبكني أنِّي خرَجْتُ مِن بلادي أطلُبُ العِلمَ فرزَقَني اللهُ عزَّ وجلَّ صُحْبتَك فعلَّمْتَني وأحسَنْتَ صُحْبتي فنزَل بك الموتُ فلا أدري أين أذهَبُ قال لي أخٌ بالجَزيرةِ بمكانِ كذا وكذا وهو على الحقِّ فائْتِه فأقْرِئْه منِّي السَّلامَ وأخبِرْه أنِّي أوصَيتُ بك إليه وأُوصيك بصُحْبتِه قال فلمَّا أن قُبِضَ الرَّجلُ خرَجْتُ حتَّى أتيتُ الرَّجلَ الَّذي وصَف فأخبَرْتُه بالخبرِ وأقْرَأْتُه السَّلامَ مِن صاحبِه وأخبَرْتُه أنَّه هلَك وأمَرني بصُحْبتِه فضَمَّني إليه وأجرى عليَّ كما كان يُجْري عليَّ مِنَ الأجرِ فصحِبْتُه ما شاء اللهُ ونزَل به الموتُ فلمَّا أنْ نزَل به الموتُ جَلَسْتُ عند رأسِه أبكي فقال ما يُبكيك قلْتُ خرَجْتُ مِن بلادي أطلُبُ الخيرَ فرزَقَني اللهُ صُحْبةَ فلانٍ فأحسَنَ صُحْبتي وعلَّمَني فلمَّا نزَل به الموتُ أوصى بي إليك فضمَمْتَني فأحسَنْتَ صُحْبتي وعلَّمْتَني وقد نزَل بك الموتُ فلا أدري أين أتوجَّهُ قال إنَّ خالي على قُربِ الرُّومِيِّ فهو على الحقِّ فائْتِه فأقْرِئْه منِّي السَّلامَ واصْحَبْه فإنَّه على الحقِّ فلمَّا قُبِضَ الرَّجلُ خرَجْتُ حتَّى أتيتُه فأخبَرْتُه بخَبَري وبوصيَّةِ الآخِرِ قَبلَه قال فضَمَّني إليه وأجرى عليَّ كما كان يُجْري عليَّ فلمَّا نزَل به الموتُ جلَسْتُ أبكي عند رأسِه فقال ما يُبكيك فقصَصْتُ قِصَّتي فقلْتُ له إنَّ اللهَ رزَقَني صُحْبَتَك فأحسَنْتَ صُحْبتي وقد نزَل بك الموتُ ولا أدري أين أتوجَّهُ قال ما بقِي أحَدٌ أعلَمُه على دينِ عيسى عليه السَّلامُ في الأرضِ ولكِنْ هذا أوانٌ يخرُجُ فيه نبيٌّ أو قد خرَج بتِهامةَ فائْتِ على الطَّريقِ لا يمُرُّ بك أحَدٌ إلَّا سألْتَه عنه فإذا بلَغَك أنَّه خرَج فأتِه فإنَّه النَّبيُّ الَّذي بشَّر به عيسى عليه السَّلامُ وآيةُ ذلك أنَّ بينَ كَتِفَيه خاتَمَ النُّبوَّةِ وأنَّه يأكُلُ الهديَّةَ ولا يأكُلُ الصَّدقةَ قال وكان لا يمُرُّ بي أحَدٌّ إلَّا سألْتُه عنه فمرَّ بي ناسٌ مِن أهلِ مكَّةَ فسألْتُهم فقالوا نعم قد ظهَر فينا رجلٌ يزعُمُ أنَّه نبيٌّ فقلْتُ لبعضِهم هل لكم أن أكونَ عبدًا لبعضِكم على أن تحمِلوني عَقِبةً وتُطْعِموني مِنَ الخُبزِ كِسَرًا فإذا بلَغْتُم إلى بلادِكم فإنْ شاء أن يبيعَ باع وإنْ شاء أن يستعبِدَ فقال رجلٌ منهم أنا فصِرْتُ عَبْدًا له حتَّى قدِم مكَّةَ فجعَلَني في بُستان له مع حُبْشانٍ كانوا فيه فخرَجْتُ وسألْتُ فلَقيتُ امرأةً مِن بلادي فسألْتُها فإذا أهلُ بيتِها قد أسلَموا وقالت إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يجلِسُ في الحِجرِ هو وأصحابُه إذ صاح عُصفورُ مكَّةَ حتَّى إذا أضاء لهم الفَجْرُ تفرَّقوا فانطلَقْتُ إلى البُستانِ فكنْتُ أختلِفُ ليلتي فقال لي الحُبشانُ ما لك قلْتُ أشتكي بَطْني فقال وإنَّما صنَعْتُ ذلك لئلَّا يفقِدوني إذا ذهَبْتُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال فلمَّا كانتِ السَّاعةُ الَّتي أخبَرَتْني المرأةُ الَّتي يجلِسُ فيها هو وأصحابُه خرَجْتُ أمشي حتَّى رأيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا هو مُحْتَبٍ وأصحابُه حولَه فأتيتُه مِن ورائِه فعرَف النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الَّذي أُريدُ فأرسَل حَبْوَتَه فنظَرْتُ إلى خاتَمِ النُّبوَّةِ بينَ كَتِفَيه فقلْتُ اللهُ أكبرُ هذه واحدةٌ ثمَّ انصرَفْتُ فلمَّا كانتِ اللَّيلةُ المُقْبلةُ لقَطْتُ تمْرًا جيِّدًا ثمَّ انطلَقْتُ به إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فوضَعْتُه بينَ يدَيه فقال ما هذا قلْتُ هديَّةٌ فأكَل منها وقال للقَومِ كُلوا قال قلْتُ أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّك رسولُ اللهِ فسألَني عن أَمْري فأخبَرْتُه قال اذهَبْ فاشتَرِ نفسَك فانطلَقْتُ إلى صاحبي فقلْتُ بِعْني نفسي فقال نعم على أن تُنْبِتَ لي مائةَ نخلةٍ فإذا أنْبَتَ جِئْتَني بوَزنِ نواةٍ مِن ذَهَبٍ فأتيتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخبَرْتُه فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اشتَرِ نفسَك بالَّذي سألَك وائْتِني بدَلْوٍ مِن ماءِ البئرِ الَّتي كنْتَ تَسقي منها ذلك النَّخلَ قال فدعا لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثمَّ سَقَيْتُها فواللهِ لقد غرَسْتُ مائةَ نَخْلةٍ فما منها نَخْلةٌ إلَّا نبَتَتْ فأتيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخبَرْتُه أنَّ النَّخلَ قد نبَتَتْ فأعطاني قِطعةً من ذَهَبٍ فانطلَقْتُ بها فوضَعْتُها في كِفَّةِ الميزانِ ووُضِعَ في الجانبِ الآخَرِ نَواةً قال فواللهِ ما استَعْلَتِ القِطعةُ مِنَ الأرضِ مِنَ الذَّهبِ قال وجِئْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخبَرْتُه فأعتَقَني
خلاصة حكم المحدث : فيه عبد الله بن عبد القدوس التميمي ضعفه أحمد والجمهور ووثقه ابن حبان وقال‏‏ ربما أغرب وبقية رجاله ثقات
الراوي : سلمان الفارسي | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد الصفحة أو الرقم : 9/340
التخريج : أخرجه الطبراني (6073) (6/ 228)، وأبو الشيخ في ((طبقات المحدثين)) (1/ 222)، والحاكم (6544) واللفظ لهم.
التصنيف الموضوعي: صدقة - لا تحل الصدقة على آل النبي صلى الله عليه وسلم فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - بركة النبي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - خاتم النبوة في ظهره فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - صفة النبي وأمته في كتب أهل الكتاب مناقب وفضائل - سلمان الفارسي
|أصول الحديث

أصول الحديث:


 [المعجم الكبير – للطبراني] (6/ 228)
: 6073 - حدثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري، ثنا سعيد بن سلمان الواسطي، ثنا عبد الله بن عبد القدوس، ثنا عبيد المكتب، حدثني أبو الطفيل، حدثني سلمان الفارسي قال: ‌كنت ‌رجلا ‌من ‌أهل ‌جي، وكان أهل قريتي يعبدون الخيل البلق، وكنت أعرف أنهم ليسوا على شيء، فقيل لي: إن الدين الذي تطلب، إنما هو بالمغرب، فخرجت حتى أتيت الموصل، فسألت عن أفضل رجل فيها، فدللت على رجل في صومعة، فأتيته فقلت له: إني رجل من أهل جي، وإني جئت أطلب العلم وأتعلم، فضمني إليك أخدمك وأصحبك، وتعلمني مما علمك الله؟ فقال: نعم، فصحبته، فأجرى علي مثل ما كان يجري عليه الخل والزيت والحبوب، فلم أزل معه حتى نزل به الموت، فجلست عند رأسه أبكيه، فقال: ما يبكيك؟ قلت: يبكيني أني خرجت من بلاد أطلب الخير، فرزقني الله عز وجل فصحبتك فعلمتني، وأحسنت صحبتي، فنزل بك الموت، ولا أدري أين أذهب، قال لي: أخ بالجزيرة بمكان كذا وكذا، فهو على الحق فائته، فأقرئه مني السلام، وأخبره أني أوصيت إليه وأوصيتك بصحبته، قال: فلما أن قبض الرجل خرجت حتى أتيت الرجل الذي وصف لي، فأخبرته بالخبر، وأقرأته السلام من صاحبه، وأخبرته أنه هلك وأمرني بصحبته، قال: فلما أن قبض الرجل خرجت حتى أتيت الرجل الذي وصف لي، فأخبرته وأوفيته السلام من صاحبه، أنه هلك وأمرني بصحبته، قال: فضمني إليه، وأجرى علي كما كان يجرى علي مع الآخر، فصحبته ما شاء الله، ثم نزل به الموت، فلما أن نزل به الموت جلست عند رأسه أبكي، فقال لي: ما يبكيك؟ قلت: خرجت من بلادي أطلب الخير، فرزقني الله عز وجل صحبة فلان، فأحسن صحبتي وعلمني، فلما نزل به الموت أوصى بي إليك فضممتني، وأحسنت صحبتي، وعلمتني، وقد نزل بك الموت، فلا أدري أين أتوجه؟ قال: فائت أخا لي على قرب الروم، فهو على الحق فائته، واقرأه مني السلام واصحبه، فإنه على الحق، فلما قبض الرجل خرجت حتى أتيته، فأخبرته بخبري، وبوصية الآخر قبله، قال: فضمني إليه، وأجرى علي كما يجرى علي، فلما نزل به الموت، جلست أبكي عند رأسه، فقال لي: ما يبكيك؟ فقصصت قصتي، قلت له: إن الله رزقني صحبتك، وأحسنت صحبتي، وقد نزل بك الموت، فلا أدري أين أتوجه؟ قال: لا أين، ما بقي أحد أعلمه على دين عيسى في الأرض، ولكن هذا أوان يخرج فيه نبي، أو قد خرج بتهامة فأنت على الطريق لا يمر بك أحد إلا سألته عنه، وإذا بلغك أنه خرج فائته، فإنه النبي الذي بشر به عيسى عليه السلام، وآية ذلك أن بين كتفيه خاتم النبوة، وأنه يأكل الهدية، ولا يأكل الصدقة، قال: فكان لا يمر بي أحد إلا سألته عنه، فمر بي ناس من أهل مكة فسألتهم، فقالوا: نعم قد ظهر فينا رجل يزعم أنه نبي، فقلت لبعضهم: هل لكم إلى أن أكون عبدا لبعضكم على أن تحملوني عقبة، وتطعموني من الكسر، فإذا بلغتم إلى بلادكم، فإن شاء أن يبيع باع، وإن شاء أن يستعبد استعبد، فقال الرجل منهم: أنا، فصرت عبدا له حتى قدم بي مكة، فجعلني في بستان له مع حبشان كانوا فيه، فخرجت وسألت، فلقيت امرأة من أهل بلادي فسألتها، فإذا أهل بيتها قد أسلموا، وقالت لي: إن النبي صلى الله عليه وسلم في الحجر هو وأصحابه إذا صاح عصفور بمكة، حتى إذا أضاء لهم الفجر تفرقوا، فانطلقت إلى البستان فكنت أختلف ليلتي، فقال لي الحبشان: ما لك؟ فقلت: أشتكي بطني، قال: وإنما صنعت ذلك لئلا يفقدوني إذا ذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فلما كانت الساعة التي أخبرتني المرأة التي يجلس فيها هو وأصحابه، خرجت أمشي حتى رأيت النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا هو محتب وأصحابه حوله، فأتيته من ورائه، فعرف نبي الله صلى الله عليه وسلم الذي أريد، فأرسل حبوته، فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه، فقلت: الله أكبر، هذه واحدة، ثم انصرف، فلما كان الليلة المقبلة لقطت تمرا جيدا، ثم انطلقت حتى أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم، فوضعته بين يديه فقال: ما هذا؟ قلت هو هدية، فأكل منها، وقال للقوم: كلوا ، قال: قلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، فسألني عن أمري، فأخبرته، فقال: اذهب فاشتر نفسك ، فانطلقت إلى صاحبي، فقلت: بعني نفسي؟ قال: نعم، على أن تنبت لي مائة نخلة، فإذا أنبتت جئني بوزن نواة من ذهب، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: اشتر نفسك بالذي سألك وائتني بدلو من ماء البئر الذي كنت تسقي منها ذلك النخل ، قال: فدعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها، ثم سقيتها فوالله لقد غرست مائة نخلة، فما غادرت منها نخلة، إلا نبتت، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته أن النخل قد نبتن، فأعطاني قطعة من ذهب، فانطلقت بها فوضعتها في كفة الميزان، ووضع في الجانب الآخر نواة، فوالله ما استقلت القطعة الذهب من الأرض، قال: وجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقني

طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها (1/ 222)
: حدثنا إبراهيم بن محمد بن مالك القطان ، قال: ثنا ابن حميد ، قال: ثنا عبد الله بن عبد القدوس ، قال: ثنا عبيد المكتب ، عن أبي الطفيل ، عن سلمان ، قال " ‌كنت ‌رجلا ‌من ‌أهل ‌جي وكانوا يعبدون الخيل البلق وكنت أعلم أنهم ليسوا على شيء فكنت أطلب الدين فذكر القصة بطولها قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وحملت معي تمرا أزديا فوضعته بين يديه فقال: ما هذا؟ قلت: هدية فأكل منها ، وقال: كلوا ثم سألته وأخبرته خبري فقال: اذهب فاشتر نفسك ، فأتيت صاحبي فقلت: بعني نفسي ، فقال: أبيعك نفسك بأن تغرس مائة نخلة فإذا نبتت أعطيتني وزن نواة ذهبا ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أعطه ما شاء لك وانظر الشن الذي يسقى منه ذلك النخل فجئني منه بدلو من ماء ، فابتعت منه لنفسي ثم جئت بدلو من ماء من الشن الذي يسقى به النخل فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صبه فيها ، فلما نبت وحسن نباته أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأمر لي بقطعة من ذهب فأتيت بها إلى الرجل فوضعتها في كفة الميزان ثم وضع النواة في الجانب الآخر فما استقلت من الأرض "

المستدرك على الصحيحين (3/ 697)
: 6544 - حدثنا علي بن حمشاذ العدل، ومحمد بن أحمد بن بالويه الجلاب، قالا: ثنا أبو بكر محمد بن شاذان الجوهري، ثنا سعيد بن سليمان الواسطي، ثنا عبد الله بن عبد القدوس، عن عبيد المكتب، حدثني أبو الطفيل، حدثني سلمان الفارسي، قال: ‌كنت ‌رجلا ‌من ‌أهل ‌جي وكان أهل قريتي يعبدون الخيل البلق، فكنت أعرف أنهم ليسوا على شيء فقيل لي: إن الدين الذي تطلب إنما هو بالمغرب فخرجت حتى أتيت الموصل، فسألت عن أفضل من فيها فدللت على رجل في صومعة فأتيته فقلت له: إني رجل من أهل جي وجئت أن أطلب العمل، وأتعلم العلم فضمني إليك أخدمك، وأصحبك وتعلمني شيئا مما علمك الله، قال: نعم، فصحبته فأجرى علي مثل ما كان يجرى عليه، وكان يجرى عليه الخل والزيت والحبوب، فلم أزل معه حتى نزل به الموت فجلست عند رأسه أبكيه، فقال: ما يبكيك؟ فقلت: أبكي أني خرجت من بلادي أطلب الخير فرزقني الله صحبتك، فعلمتني، وأحسنت صحبتي، فنزل بك الموت، فلا أدري أين أذهب؟ فقال: لي أخ بالجزيرة مكان كذا وكذا وهو على الحق، فأته فأقرئه مني السلام، وأخبره أني أوصيت إليه وأوصيتك بصحبته، فلما أن قبض الرجل خرجت فأتيت الرجل الذي وصفه لي فأخبرته بالخبر، وأقرأته السلام من صاحبه وأخبرته أنه هلك وأمرني بصحبته فضمني إليه وأجرى علي كما كان يجري علي مع الآخر فصحبته ما شاء الله، ثم نزل به الموت، فلما نزل به الموت جلست عند رأسه أبكي، فقال لي: ما يبكيك قلت: خرجت من بلادي أطلب الخير فرزقني الله صحبة فلان، فأحسن صحبتي وعلمني وأوصاني عند موته بك وقد نزل بك الموت فلا أدري أين أتوجه، فقال: تأتي أخا لي على درب الروم فهو على الحق، فأته وأقرئه مني السلام واصحبه فإنه على الحق، فلما قبض الرجل خرجت حتى أتيته فأخبرته بخبري وتوصية الآخر قبله، قال: فضمني إليه وأجرى علي كما كان يجري علي، فلما نزل به الموت جلست أبكي عند رأسه، فقال لي: ما يبكيك؟ فقصصت قصتي قلت له: إن الله تعالى رزقني صحبتك فأحسنت صحبتي وقد نزل بك الموت ولا أدري أين أتوجه، فقال: لا دين وما بقي أحد أعلمه على دين عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام في الأرض، ولكن هذا أوان يخرج فيه نبي أو قد خرج بتهامة وأنت على الطريق لا يمر بك أحد إلا سألته عنه، فإذا بلغك أنه قد خرج، فإنه النبي الذي بشر به عيسى صلوات الله عليه وسلامه عليهما وآية ذلك أن بين كتفيه خاتم النبوة، وأنه يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، قال: فكان لا يمر بي أحد إلا سألته عنه فمر بي ناس من أهل مكة فسألتهم فقالوا: نعم، ظهر فينا رجل يزعم أنه نبي فقلت لبعضهم: هل لكم أن أكون عبدا لبعضكم على أن تحملوني عقبه وتطعموني من الكسر، فإذا بلغتم إلى بلادكم، فإن شاء أن يبيع باع، وإن شاء أن يستعبد استعبد "، فقال رجل منهم: أنا فصرت عبدا له حتى أتى بي مكة فجعلني في بستان له مع حبشان كانوا فيه فخرجت فسألت فلقيت امرأة من أهل بلادي فسألتها، فإذا أهل بيتها قد أسلموا، قالت لي: إن النبي صلى الله عليه وسلم يجلس في الحجر هو وأصحابه إذا صاح عصفور بمكة حتى إذا أضاء لهم الفجر تفرقوا فانطلقت إلى البستان فكنت أختلف، فقال لي الحبشان: ما لك، فقلت: أشتكي بطني، وإنما صنعت ذلك لئلا يفقدوني إذا ذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما كانت الساعة التي أخبرتني المرأة يجلس فيها هو وأصحابه خرجت أمشي حتى رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو يحتبي، وإذا أصحابه حوله فأتيته من ورائه فعرف النبي صلى الله عليه وسلم الذي أريد فأرسل حبوته فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه فقلت: الله أكبر هذه واحدة ، ثم انصرفت فلما أن كانت الليلة المقبلة لقطت تمرا جيدا، ثم انطلقت حتى أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فوضعته بين يديه، فقال: ما هذا؟ فقلت: صدقة، فقال للقوم: كلوا ولم يأكل ثم لبثت ما شاء الله ثم أخذت مثل ذلك ثم أتيته فوضعته بين يديه، فقال: ما هذا؟ فقلت: هدية فأكل منها، وقال للقوم: كلوا فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فسألني عن أمري وأخبرته، فقال: اذهب فاشتر نفسك فانطلقت إلى صاحبي، فقلت: بعني نفسي، فقال: نعم، على أن تنبت لي بمائة نخلة، فما غادرت منها نخلة إلا نبتت، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته أن النخل قد نبتت فأعطاني قطعة من ذهب فانطلقت بها فوضعتها في كفة الميزان ووضع في الجانب الآخر نواة، قال: فوالله ما استقلت قطعة الذهب من الأرض، قال: وجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فأعتقني هذا حديث صحيح الإسناد والمعاني قريبة من الإسناد الأول